🔳 أخرج محمد بن إسحاق في "مغازيه" عن أبي خلدة خالد بن دينار ، حدثنا أبو العالية قال :
" لما فتحنا تُستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت ، عند رأسه مصحف له ، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر رضي الله عنه فدعا له كعبا فنسخه بالعربية ، فأنا أول رجل من العرب قرأه قراءة مثلما أقرأ القرآن هذا ، فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟
قال : " سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم ، وما هو كائن بعد " .
قلت : فما صنعتم بالرجل ؟
قال : " حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة ، فلما كان بالليل دفناه ، وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه ".
فقلت : ما يرجون منه ؟
قال : " كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون " .
فقلت : من كنتم تظنون الرجل ؟
قال : " رجل يقال له دانيال ".
فقلت : منذ كم وجدتموه مات ؟
قال : " منذ ثلاثمائة سنة " .
قلت : ما كان تغير منه شيء ؟
قال : " لا ، إلا شعيرات من قفاه ، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ، ولا تأكلها السباع " .
قال ابن كثير " وهذا إسناد صحيح إلى أبي العالية ، ولكن إن كان تاريخ وفاته محفوظا من ثلاثمائة سنة ، فليس بنبي ، بل هو رجل صالح "
🔺انتهى من " البداية والنهاية " (2/377) .
قال ابن القيم : " ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره ؛ لئلا يفتتن به الناس ، ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به ، ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيوف ، ولعبدوه من دون الله ، فهم قد اتخذوا من القبور أوثانا من لا يداني هذا ولا يقاربه، وأقاموا لها سدنة ، وجعلوها معابد أعظم من المساجد "
🔺انتهى من " إغاثة اللهفان " (1/204) .