استضافنا المجاهد كشيدة صحراوي في بيته حيث استعاد معنا يوميات مشاركته في الثورة التحريرية المجيدة، وبحيوية نوفمبرية خالصة، استرجع تلك الذكريات المجيدة بكل ما حملته من معاناة وتطلعات تحققت بعد مسيرة بطولية كلفت تضحيات يشهد لها العدو قبل الصديق عنوانها مليون ونصف مليون شهيد وبلد تعرضت أرضه للحرق وشعبه للإبادة وهويته للتزييف قبل أن يعيد جيل نوفمبر تصحيح مسار غير طبيعي استمر قرنا واثنتي وثلاثين سنة، طوتها سبع سنوات ونصف من الكفاح، أثمرت استرجاع السيادة الوطنية بكل ما تمثله من كرامة وحرية. ضيفنا سي صحراوي الذي أقنعناه بأهمية الإدلاء بشهادته للتاريخ وتزويد الأجيال بالمعطيات مما لا يترك المجال أمام أي فراغ يستغله أعداء التاريخ من ذوي ثقافة التشكيك يتحدث في هذا اللقاء عن ظروف التحاقه بالثورة ويوميات المجاهدين في ظل ترصد العدو لتحركاتهم وطبيعة العلاقة مع السكان في المداشر والمشاتي إلى جانب رصد تعليقاته بشان مكانة التاريخ في اعتبارات اليوم ومدى الاهتمام بالرموز مثل أسماء الشهداء وكبريات التواريخ البطولية. كيف التحقت بالثورة؟ يصرح المجاهد كشيدة صحراوي قائلا : بعد أن طردت من المدرسة في سن الرابعة عشر وكان هذا مصير اغلب الشباب الجزائري اتجهت إلى مدينة القليعة لمتابعة تكوين في مهنة الميكانيكا في ورشة لأحد الجزائريين. كان ذلك خلال سنة 1950 وبعد فترة عدت رفقة أسرتي إلى المدية مسقط راسي وتنقلنا بعدها إلى منطقة البرواقية كان ذلك سنة 1956 والثورة بدأت تنتشر وتفرض نفسها على الساحة مقابل رد فعل جهنمي من العدو الاستعماري. أنا وبعض الرفاق من مجموعة تضم أربعة شبان انخرطنا في اتصال مع المجاهدين في الناحية وبالذات على مستوى المنطقة الثانية بالولاية الرابعة نتكفل في سرية تامة بتقديم خدمات ذات صلة بالمدن مثل تمكين المجاهدين من الحصول على المعلومات الأمنية كرصد تحركات قوات جيش العدو وعلى ما يحتاجون إليه من مواد وأدوات كوسائل الكتابة والأغذية والملابس تجلب في الغالب من متاجر أوروبيين بإمكانهم التعرف على الغرباء بينما صغر سننا واستعمالنا للغة المستعمر سهل من ذلك وكنا نتوجه إلى الأرياف كمسبلين على مدى السنوات من 1957 إلى 1960 السنة التي انكشف فيها أمرنا عندما اكتشفت مصالح الإدارة الاستعمارية صلتنا بالثورة بسبب انفجار قنبلة موقوتة على احد الرفاق كان يحملها إلى جهة معينة وهو يمر قرب مستشفى البرواقية انه الثائر بن سالم عبد الكريم الذي أصيب بجروح اثرها وتم إيقافه إلى جانب رفيقنا الآخر قاسمي فريد الساكن في لارمود، عندها شعرنا بالخطر وانتابنا الخوف، فاتصلنا بقيادة الثورة بالمنطقة الخامسة الناحية الثالثة طلبا للصعود إلى الجبل وهذا ما تحقق فورا لننخرط في جيش التحرير الوطني. كانت المعيشة صعبة للغاية في ظل انتشار الفقر بين الجزائريين يزيد من وطأته الظلم والاحتقار الاستعماري الممارسين يوميا على شعبنا الذي استغله الكولون في اشغال الفلاحة إلى درجة العبودية. في سنة 1960 كان عمري 22 سنة، ولأنني اعرف الكتابة، كلفني قادتي في الناحية بالإشراف على أمانة القطاع الفرعي بقيادة محمد بوصبع، وتقرر ذلك في اجتماع عقد في مكان مظلم بالناحية بمسؤولية سعيد. تنقلاتنا ذات طابع ميداني نغطي المنطقة الخامسة التابعة للناحية الثالثة من الولاية الرابعة التاريخية وتمتد جغرافيا على امتداد جبل الكاف الأخضر شرقي بلدية عين بوسيف والمطل من الجانب الآخر على مناطق تابعة حاليا لولاية البويرة. وكان العمل يتم مع السكان المنضوين في فرق تمثل تجمعات سكانية، أتذكر بعضها مثل السباتة، الفيران، المقيطر، الزعارير، خنق بصل، الشهب، أولاد حضرية، أولاد سعيد، أولاد سيد احمد بن يوسف، أولاد العقون. وتمثل كل فرقة تجمعا سكانيا من عدة عائلات من ذات النسب يقودها شيخ الفرقة والذي يتم الاتصال به والعمل معه من خلال تعيين مسؤول للمالية في مسائل الثورة مثل جمع الاشتراكات التي كانت تتراوح بين 60 دورو، 100 دورو، ألف فرنك، و5 آلاف فرنك يدفعها من لديه مال كل حسب المقدرة. وبالنسبة لمن لديه رؤوس ماشية يدفع اشتراك يتمثل في تخصيص نعجة عن كل 10 نعاج لفائدة الثورة وتكون تلك الرؤوس من الماشية تحت تصرف جيش التحرير وأما من لا يكون لديه مال بالنقود يلجا إلى جمع كمية من الحطب ليبيعها بمقدار ما عليه من اشتراك في الآجال تفاديا للعقاب، فالاشتراك كان المورد الدائم لتمويل الثورة. وأسجل رغم الأوضاع الصعبة في المنطقة الخامسة التي تمتد من الطريق الرابط البرواقية ولاروكاد جنوبا إلى حجيلة وسور الغزلان والكاف لخضر شرقا و كان السكان يدفعون الاشتراكات بالرضا على العموم وبحماسة تعبر عن اقتناعهم بالثورة التحريرية بعد إدراكهم لأهمية الخيار، والذي يدفع الاشتراك هو رب الأسرة، علما أن اغلبهم كانوا يتنقلون إلى مناطق المتيجة لكسب قوتهم وإعالة أسرهم، فكان جهادا باتم الكلمة، علما أن المنطقة كانت فقيرة والناس يشتاقون للخبز والماء عكس الشمال من بلادنا. وماذا عن يوميات المجاهد؟ كانت حركتنا في كل يوم سرية، فعند التنقل إلى المداشر أو المشاتي لا نخبر أحدا ونتخذ الإجراءات الأمنية الضرورية ويرافقنا في ذلك العلم الوطني الذي يرفع عند كل اجتماع مع السكان لتوعيتهم بالثورة وكان التجاوب يتزايد. وبالطبع يسارع عساكر الاحتلال والعملاء من الخونة في كل مرة إلى الانتقام من المدنيين العزل فيسلطون على السكان أبشع أنواع التعذيب والاهانة والاحتقار. في أوساطنا حدث أن سجل وجود خونة، فمثلا في احد أيام الصيف الحار من سنة 1961 التحق بالثورة شخص يدعى لخضر أولاد شناف بسلاحه والنظام ينص على أن يستبدل سلاح كل من يلتحق بالصف بقطعة أخرى اقل قوة وبعد فترة دخل في اتصال مع أصحابه الذين فضلوا البقاء مع فرنسا تحت قيادة العميل شريف بن سعيدي. في تلك الليلة كنا في اجتماع ضمن حوالي 40 مجاهدا في منزل ربيح شيخ احمد في فرقة الفيران وبلغ مسؤولي الناحية وعلى رأسهم مسؤول المالية علي بوسالم أخبار من صفوف العدو تفيد بان عسكر فرنسا يخرجون في عملية »راتيساج« أي تمشيط للأرض، وبالتالي لا بد من تغيير المكان ودام الاجتماع إلى غاية الواحدة ليلا بالتقريب على ما أتذكر، علما أن الاجتماع كان معززا بالحراسة وكل حركة تكون بكلمة السر وافترقنا خفية كل في اتجاه مخبئه في حين لخضر أولاد شناف اتجه رفقة رفيق مجاهد إلى بيت احد السكان قرب مكان الاجتماع الأول، علما أن قانون الثورة لا يسمح بالمبيت لدى السكان ومخالفة هذه القاعدة يكون ثمنها مكلفا. في الصباح أعطى إشارة إلى قوات العدو الذي كان يراقب المكان وابلغهم بموقع تواجد المجاهد الذي رافقه ولإقناع العدو بأنه معهم وضد الثورة قام الخائن بذبح المجاهد وأعطى معلومات عن تحركاتنا وانهالوا على كل مواطن احتضن الثوار بالتعذيب والضرب إلى الموت ونفس المصير عرفه مواطن آخر هو الشيخ العربي الأعمى بفرقة السباتة وابن هذا الشيخ اجبروه على حمل جهاز الراديو الثقيل وتحت التعذيب أوصلهم إلى المخبأ الذي كنا نتردد عليه وهو عبارة عن كازمة تكفي لمجاهدين وتغلق فتحتها للتهوية بحزمة أعشاب للتمويه ولحسن الحظ لم نتجه في تلك المرة إلى ذلك المخبأ واتجهنا إلى الكاف الأخضر الذي كان مصدر خوف لجنود العدو وفيه اسقط ثوارنا طائرة حربية. القوا قنبلة في تلك الحفرة فتفجر المكان ليعثروا فيه على مؤونة وكمية من الدواء ولعدم عثورهم علينا أنا مع المجاهد بوصبع قتلوا ذلك المواطن الذي كان يصرخ عاليا انه أرشدهم للمكان تحت التعذيب كما قتلوا آخرا يدعى طويسة من فرقة المرابطين. على بعد حوالي أربعة كيلومترات كنا نسمع الانفجارات التي كانت تستهدف المخابئ ونشاهد العسكر كالنمل إلى أن حل المغرب ولاح الظلام فدخلنا الدشرة حيث اتصلنا بأول شعبي فيه لجمع المعلومات وعلمنا أن 5 شهداء سقطوا في ذلك اليوم رحمهم الله. نهارنا كان الليل والحيوانات وسيلة التنقل واذكر حادثة أخرى بأحد الوديان الصغيرة كنا ثلاثة في غار إلى جانب سي عمار العنابي وسي بوعلام وخرجنا للاتصال بالعربي الأعمى. لم تمر خمس دقائق حتى بلغنا أن العدو قادم فانسحبنا فورا إلى الوادي لنبلغ مكان يدعى المقطير ترعى فيه المواشي من ماعز وأغنام وبقينا هناك بينما جنود العدو يتقدمون راجعين من عملية »راتيساج« واعتقدوا أننا رعاة لتلك الأغنام والمسافة عنهم لا تتعدى حوالي 60 مترا وساعدنا في ذلك رعاية الله واللباس البالي المدني الذي كنا نلبسه وكان معهم ابن الشيخ العربي الأعمى يحمل عتاد الراديو على كتفه. في تلك الأثناء تمكن رفاقي الاثنين من الانسحاب بحذر وبقيت ولما ناداني احد الحركى بالذهاب لإحضار الماء انتهزت الفرصة للفرار مع المنحدر وكان النظام يحثنا على الاستشهاد بدل الوقوع في قبضة العدو ولحقت بالرفاق الذين لم يصدقوا أنني نجوت. حادثة أخرى كانت يوم 19 مارس 1962 وهو يوم اثنين صادف إحياء وعدة لأحد الأولياء الصالحين بالمنطقة سيدي المهدي بحد الربعية حيث عملت فرنسا على تجنيد العملاء وتنقلت إلى المكان مع رمال قدور محافظ سياسي ورفعنا العلم الوطني وسط فرحة كبيرة للسكان وحضر العميل شريف بن سعيدي ومن بعيد طلب الحديث معنا فرفضنا وكان حينها وقف إطلاق النار ساريا وأكدنا له أن بيننا نهر من الدماء ولا لقاء أبدا مع العملاء الخونة لشعبهم وبلادهم. وشخصيا بقيت في صفوف جيش التحرير إلى تاريخ 16 سبتمبر 1962 إذ فضلت العودة إلى الحياة المدنية وسط الشعب الذي خرجنا من صلبه، فقد تعلمنا باللوحة وأخذنا الفلقة في الصغر وادينا الواجب فقط إلى جانب أشاوس من الشهداء والمناضلين الأوفياء وكان شعارنا العيش سعداء أو السقوط شهداء يربطنا اتحاد قوي لا يهتز وتحذونا إرادة وشجاعة لا تلين وزادنا الإخلاص والعزيمة والإيمان بالله والتعلق بالوطن وعملنا وسط سكان الأرياف الذين لا يزال يلفهم الحرمان وحتى الحيوانات شاركت في تلك الملحمة الخالدة. بعد هذه الرحلة في الذاكرة النوفمبرية، طلبنا من محدثنا التعليق على قضايا هي حديث الساعة اليوم. الإسراع بإنقاذ الذاكرة الثورية كتابة التاريخ: يقول المجاهد كشيدة صحراوي إن الأمر كان ممكنا في البداية غير أن التطورات التي عرفتها البلاد جراء الاقتتال والتسابق على الحكم جعلت التاريخ ضحية، فهو لم يدرس كما ينبغي في المنظومة التعليمية وراح كل يحكي علما أن لا مستقبل بدون تاريخ مكتوب للأجيال وبالإمكان إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك الذاكرة وفي هذا الإطار تعمل جمعية أنشاها المجاهد قائد الولاية التاريخية الرابعة العقيد سي حسان الخطيب لجمع الشهادات وتدقيقها. الشهداء يستحقون الأفضل رد الاعتبار لأسماء الشهداء: ما يؤلم أن أسماء الشهداء التي تطلق على مؤسسات وشوارع لم تأخذ حقها من الاعتبار لدى الرأي العام، فمثلا على مستوى بلدية سطاوالي أطلقت أسماء مثل بن عبد المالك رمضان على ثانوية والشهيد كايتي من جيش التحرير على الشارع الرئيسي للمدينة وناسف لعدم تنظيف اللوحة التي تحمل الأسماء وصيانتها باستمرار ليبقى الاسم لامعا. كذلك بالشارع المتجه نحو شيراطون، أطلق عليه اسم 8 ماي 45 فهل هذا جزاء 45 ألف شهيد، وقد طلبنا مرارا من البلدية تغيير التسمية ولم يفعلوا شيئا بالطبع لأنه التاريخ أم ماذا وراء القصد؟ ومنذ حوالي 5 سنوات أطلقنا اسم الراحل عيسى مسعودي على مدرسة بحي جيلالي بسطاوالي وتنقلنا إلى المكان في وفد رسمي وقدمنا نبذة عن المجاهد الراحل ولم تمر مدة حتى سقطت لوحة التسمية ليلقي بها المدير في مكان آخر بدون وازع ضمير ولم يتحرك احد وعندنا الدليل وتلك المدرسة إلى اليوم بدون لوحة الاسم الرسمي، علما أن الاسم الذي تحمله كان بمثابة القلب النابض للثورة، فلا المفتش المدرسي تحرك ولا البلدية قامت بإصلاح الأمر وهي المسؤولة بالطبع. مثال آخر بمتوسطة بودوارة أطلق اسم الإخوة بودوارة بدون مداولة رسمية، والحقيقة استنادا للوثائق هناك شهيد واحد وليس أكثر بهذا الاسم. كذلك أطلق على حي بلوطة اسم الكتيبة الجلولية التي استشهد منها ألف شهيد على رأسهم الشهيد سي جلول الذي تحمل اسمه، وللأسف أصحاب حافلات النقل الريفي العمومي يستعملون اسم بلوطة الذي يرمز إلى شجرة بلوط، فقط عوض الكتيبة الجلولية، فلماذا لا تفرض الإدارة احترام القانون ومن هنا يبدأ رد الاعتبار للتاريخ، علما أن المداولة بهذا الشأن موجودة منذ 1998 ولم تطبق. أيضا حي ميموزا يحمل رسميا اسم الشهيد فلاق محمد من جيش التحرير سقط في الميدان دفاعا عن الحرية والكرامة وضعوا اللوحة، لكن عناوين المكاتب والمؤسسات منها عمومية و وطنية في هذا الحي لا تستعمل اسم الشهيد في تعاملاتها الرسمية على الأقل. بدورها تسمية كومندوس سي لخضر أطلق على مقر مكتب الفاو بسطاوالي والى الآن لم تركب اللوحة وهذه مسؤولية البلدية بالأساس الحالية والسابقة. وبمعهد تطوير الخضر والفواكه الذي يسمى بالرائد مقراني رابح سي لخضر منذ 1987 والى اليوم لا يوجد اثر للوحة الاسم، و هناك متقنة سطاوالي التي فتحت سنة 1987 وبقيت بدون تسمية شهيد إلى غاية 5 جويلية 2008 أعطي لها اسم الشهيد عميروش أي بعد 20 سنة. وكذلك الحال للوحة الشهيد شحات رابح من جيش التحرير شملها طلاء الجدار لتفقد وضوحها وهي مركبة بجنب المقر السابق لمحافظة الشرطة وأشير إلى متوسطة الشهيد مكاوي خالد التي لا تزال تعرف بالشرقية ولوحة الشهيد تطلى بالجير ولدينا الأدلة والغريب مدرسة نادي الصنوبر تحمل في نفس الوقت اسم 5 جويلية فمن هو الأصح؟ وبالمناسبة ألفت الانتباه الى أن الشيخ مسعود عبدوش مسؤول المالية والتموين لفرقة الجباسة عمره اليوم 76 سنة وللأسف يحمل عضوية جيش التحرير الوطني بدون إشارة وملف التعديل مجمد بوزارة المجاهدين وهو يعاني من مرض خطير بمنزله الذي لم يغادره منذ أكثر من عشر سنوات بسطوالي أفلا يستحق التفاتة؟ تعداد القوات الاستعمارية الفرنسية المحتلة القوات البرية: 774 ألف جندي القوات الجوية: 40 ألف مع 1000 طائرة القوات البحرية: 25 ألف الضباط: 23500 الجنرالات: 60 العقداء: 700 رائد: 1500 كلاب البوليس: 2337 كلب لفيف السينغال: 10000 الحركى والبياعين: 200000 1الشهداء: مليون ونصف مليون شهيد 1300000 يتيم 1450000 معتقل في السجون 1في ليلة أول نوفمبر نفذت 73 عملية في خمس مناطق تم فيها قتل 10 اعداء وجرح 11 منهم وانتزاع 21 قطعة سلاح 1 أول نوفمبر 54 وكذلك يوم 19 مارس 62 كانا يوم اثنين المسيرة التحريرية استغرقت 7 سنوات 4 أشهر و 18 يوما وساعة أي 86 شهرا و19 يوما ما يعادل 384 أسبوعا أو 2693 يوما أي 64632 ساعة أي 3877820 دقيقة أي 222669200 ثانية 1 من وقف إطلاق النار 19 مارس 62 إلى الاستقلال رسميا في 5 جويلية 62 استغرق 103 يوما أي 2472 ساعة ما يعادل 148320 دقيقة أي 8899200 ثانية. الجلولية: كتيبة الألف شهيد تشكلت الكتيبة الجلولية مطلع سنة 1957 بنواحي بوقعدون ومنطقة صباح بالولاية الرابعة التاريخية المنطقة الخامسة الناحية الثالثة، وكانت أول معركة لها بسيدي عمر وسميت باسم مؤسسها سي جلول بن طويجين الذي استشهد بنواحي سور الغزلان في ذات السنة. ومن ابرز المعارك البارزة التي قامت بها الكتيبة معركة أولاد سيدي عامر والثانية اسحالة قرب الدشمية والثالثة قرب حمام فراكسة ناحية سور الغزلان التي سقط فيها سي جلول الذي خلفه صديقي محمد المدعو الهاني. وواصل المجاهدون تحت راية الكتيبة الكفاح بالناحية الثالثة وفي سجلهم مسار حافل من المعارك الساخنة مثل معركة الكاف الأخضر وعين الديس وثلاث معارك في صباح وكمين بذراع التمر بجبل موقورنو وفي نفس الناحية معركة أخرى شاركت فيها ثلاث كتائب أخرى في الزبيرية والعمايرية والغابة الكحلة بالروابح المعروفة باسم واد المالح وكمين بالقرب من الكحاحلة عندما كان الرجال متجهون مع دورية إلى الخارج. كما نفذت هذه الكتيبة هجوما على مركز الريش الاستعماري بين البرواقية والعمارية ومعركة أخرى ببني سلوم قرب بوسكن حيث سقط 86 شهيدا إلى جانب هجوم على مدينة السواقي وسور الغزلان بالسلاح الثقيل ومن آثارها مقابر الشهداء منهم 86 بأولاد الغربي 130 شهيد بالصباح 150 في بولقرون ومقابر أخرى في بوسكن وبني معلوم وأولاد سعيد وقد استشهد تحت لواء هذه الكتيبة ألف شهيد ومن المنتسبين إليها من لا يزال على قيد الحياة في سطاوالي والعاصمة ومناطق بالمدية والحدود الشرقية والغربية من البلاد ورحم الله الشهداء.