إن المقصود بعصر صدر الإسلام هو تلك الفترة الممتدة من بعثة النبي محمد صلى الله عليه و سلم إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين، والتي انتهت بمقتل امير المؤمنين خليفة الإسلام والمسلمين علي بن أبي طالب رضي اله عنه عام 40 من الهجرة النبويةكان العرب قبل الإسلام أمة ممزقة غير مجتمعة على كلمة، تكاد تفنيها الحروب والمنازعات وكانو أمة جاهلة، تسودها الخرافة، وتتقاسما العقائد الفاسدةوعندما جاء الإسلام، حاربهم رسول الله محمد بن عبد الله وتابعيه، وأنتصر عليهم فحطم هذه الأصنام التي كانوا يعكفون عليهاوذلك كان بداية عهد جديد.حيث يؤمن المسلمون أن الله بعث رسوله محمد صلى الله عليه و سلم فوجد كثيراً من الناس قد انحرفت فطرهم سواء الفكرية أو الشعورية أو السلوكية،
إن أعظم الآثار التي تركها الإسلام في العرب هي إخراجهم من الظلمات إلى النور حيث قام بتوحيدهم ووضع نظام معيشة لهم كما كان للإسلام آثاره في نهضتهم في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية والمعرفية.
اللغة والأدب مظهران من مظاهر الحياة المختلفة، ومن ثم فلا بد أن يكون للإسلام تأثير فيهما. أما اللغة فقد خلد الإسلام اللغة العربية حين نزل القرآن بلسان عربي مبين حيث أن الله عز و جل ضمن لها ذلك الخلود حيث قال القرآن: (انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ويصر المسلمون على أن حفظ القرآن يستلزم حفظ لغته التي نزل بها.أما الأدب فكان بليغاً منذ قبل الإسلام مثال ذلك المعلقات وما شابه، حيث كان الشعر في عصر صدر الاسلام قليلا نظرا لاهتمام الناس واستعداهم لاستقبال رسالة جديدة غيرت مجرى حياتهم وكذلك معظم الشعراء لم يعتنقوا الايلام في بدايته ثم بدا الشعراء باكتساء ثوب الايمان وعاد مجددا على السن الخنساء وحسان بن ثابت وغيرهم .. اما النثر فكان يقتصر على الخطبة فقط فهي اسلوب اتبعه رسولنا الكريم لنشر الرسالة المحمدية