رواية أهازيج الحرية - التتمة - - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رواية أهازيج الحرية - التتمة -

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-12-30, 20:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أهازيج الحرية
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B10 رواية أهازيج الحرية - التتمة -

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم و رحمة الله أيها الرائعون

بداية أشكر كل من ساندني و دعمني عندما نزلت مقتطفا من الفصل الّأول على المنتدى
و أخص بالذكر الأختين وحي القلم و أبجديات

الآن أترككم مع تتمة الفصل الأول و كالعادة ما أحوجني إلى ملاحظاتكم و تقييماتكم








لقد كان ذلك الشيخ الهزيل في يوم من الأيام واحدا من الوطنيين البؤساء الذين لم يجنوا من المقاومة سوى بعض الجراح التي ما لها مع طول الدهر نسيان ، إضافة إلى شيء من الأمراض التي ستلازمهم بإخلاص حتى أخر رمق من حياتهم . لقد كان يكرر دائما عبارته الشهيرة المعتادة و المليئة بالكمد و الأسى : " ما لك يا وطني تعيس الحظ هكذا ، ما أن أخرجناك من حفرة الاستعمار و أوَدناك لتقف شامخا عزيزا ، حتى سقطت في حفرة ثانية أدهى و أخطر "
لقد كان سي العربي من الثلة الذين حملوا السلاح في وجه العدو ، في أيام لم يذكر منها التاريخ سوى سوى بعض الأحداث البطولية التي تمجد دور الطبقة الحاكمة و تضحياتها من أجل جمع شتات هذه الأمة و طرد المستعمر . و لا يخفى على أي واحد من الوطنين أمثال السي العربي أو حتى الساسة أنفسهم أنها مجرد حقائق مزيفة ابتدعها أصحابها للحفاظ على مناصبهم ، و جعلهم مفخرة لشعب لا تزال صرخات الاستعمار يدب صداها إلى آذانهم المثقلة بضجيج الحروب و المعارك ، و تلاحقهم أصوات البنادق و السيوف حتى في أعمق كوابيسهم و تؤرق نومهم . لقد تنكر الوطن لكل هؤلاء بمجرد رحيل الأجنبي .
قال سي العربي ذات يوم بابتسامة متصنعة "لقد قاومت الاستعمار .. فشردني وطني" ، و هو الذي لم يتبقى له أي شيء بعد الحرب ، حتى منزله الصغير قد تعرض للدمار و صار أشلاء على الأرض عقب أحداث الاجتياح العسكري التي شهدتها منطقته في ذلك اليوم المشؤوم حيث شردت عشرات الأسر ، و كانت النتيجة سقوط عامة أهل قريته في الأسر و العبودية ، و تم التسبب في دمار قرية بأكملها و تحولها إلى رماد . كان ذلك بمؤامرة خبيثة بين سلطات الاستعمار و أعوانهم من السلطات المحلية ممن خانوا عهدهم و نكثوا يمينهم و تنكروا لوطن لطالما احتضنهم و آواهم و رأف بهم . لقد كان ليلا حالكا يومها ، عندما أدخلوا الرعب في قلوب الناس الذين كانوا نياما في منازلهم منتظرين بزوغ نور فجر قريب ، إلا أن صهيل الأحصنة و شرارات النار الملتهبة العظيمة التي أخذت تلتهم في شراهة جل المحاصيل التي كد هؤلاء المساكين من أجلها قد أيقظتهم من نومهم العميق ، وفي طرفة عين بدأت منازلهم المهترئة و المتجاورة بالاحتراق و ما هي إلا لحظات حتى بدأ الناس بالصراخ فتراهم حيارى لا دليل لهم بهم من الهول و الفزع ما بهم ، هاربين من ألسنة النيران التي بدت كلوحة فنية شديدة الإضاءة رسمتها أياد غليظة لا تعرف معنى للرحمة ، إلا أن الأمل في النجاة و الفرار سرعان ما تقطع بهم أمام ذلك الجحفل العظيم من القوات المدججة بالسيوف و الأسلحة النارية ، لم يبد أهل القرية أية مقاومة و انصاعوا لرغبة القدر ، إلا أن النوايا الخبيثة للمستعمرين و الحقد الدفين في قلوبهم ما كان ليدع الأمور تمر هكذا دون أن يضع عليها بصمته و صبغته المعهودة من اللون الأحمر الذي أخذ يلمع تحت وطأة تلك النيران . لم يسلم أحد من دبيب رصاصاتهم و لا من وطأة سيوفهم المرهفة و المتلألئة، حتى النساء و الأطفال كانوا ضحايا لبطشهم ، فنُحر من نُحر، و أصيب من أصيب . و حيل بين أم و أبنائها ، كما تفرق ارواح و أجساد . كان منظرا شنيعا و مبكيا يوحي بالحزن و الألم و تقشعر له الأبدان ، فهذه فتاة صغيرة حسناء وسط تلك الحشود تصرخ بكل ما أوتيت من قوة و تتوسل إلى ذلك العلج الذي يسوق أمها نحو الأسر و الدمع يسبل فيضا من عينيها دون أن يهتز صدره و يرأف لحالها ، ظلت ترجوه بصوت متقطع ندي ، حتى اندفعت يد من بين كل هؤلاء فهزت بها من شعرها وأخذت تجرها على الأرض بلا شفقة ولا رحمة ، فبدأت السيوف تنهال على أعناق تلك المخلوقات الضعيفة بكل وحشية و دموية ، و تحولت الطرقات إلى أودية تسيل بالدماء جارفة معها الجثث المنتشرة في كل مكان، والتي تداس تحت الأقدام . و أخذت صرخات تلك الأرواح البئيسة بالتخافت شيئا فشيئا في ذلك الليل العصيب ثم شرقت الشمس الذهبية في الأفق لتضيء تلك الجثت المبعثرة هنا و هناك و الغارقة في وحل من الدماء . أما من بقي على قيد الحياة من أهل القرية فقد تم اعتقاله و أسره ، و كان سي العربي واحدا من هؤلاء المعتقلين ، الذين قبعوا في سجون الاحتلال لسنوات عدة قبل أن يروا نور الشمس مجددا ، هناك تعرضوا لكافة أنواع و أشكال التعذيب فمنهم من كسرت ساقه ، و من اقتلعت عينه ، و آخرون تم وشمهم بوشوم العبودية ليعيشوا حياة المهانة و الذل لدى أسيادهم ..
و قد قبع السي العربي هناك ما يقرب خمس سنوات ، حتى تم الإفراج عنه ليرى نور الحرية بعد ذلك . و نظرا لما حل بقريته صار دائم الترحال للبحث عن مأوى و بدء حياة جديدة ، فساقته الأقدار إلى قريتنا حيث تأتت لي فرصة التعرف على هذا الرجل الذي كان اسمه غير غريب عنا ، فقد كان ذائع الصيت بين المقاومين فبدأ معنا حياة جديدة من النضال و الكفاح الذي استمر لعشر سنين ، قبل انتهاء الحقبة الاستعمارية .















 


رد مع اقتباس
قديم 2016-12-31, 09:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طاعة زوجي ..
عضو متألق
 
الصورة الرمزية طاعة زوجي ..
 

 

 
إحصائية العضو










M001

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي ومرحباً بك بيننا
قرأت الجزء الأول والثاني من روايتك، لحد الآن تبدو رائعة أسلوب جميل وسلس وطريقة وصفك وسردك للأحداث بدت لي تلقائية لاتكلف فيها.

أحسنت أخي واصل ولا تيأس فأنت في بداية حياتك. كما قالت الأخت وحي القلم أرجو أن يوفقك الله لإكمال روايتك ونشرها وسيكون لنا شرف قرائتها والتباهي أننا تواصلنا يوماً مع مؤلفها في منتدى الجلفة... إبتسامة...










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-01, 12:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أهازيج الحرية
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا لك أم الولدين
و لي الشرف أن تكونوا أول من يقرأ سطوري و يطلع عليها و يتبدوا آرائكم حولها .. شكرااا
جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-10, 04:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرة اخرى انها روواية رائعة ونتفاءل خيرا ان يتم نشرها عاجلا غير آجل باذن الله
الوصف جميل لكن في بعض الاحيان تكون الجمل طويلة
لا احب الروايات الدموية لكن ما بالد حيلة لأنها بالفعل كانت واقعا مرا عاشته الجزائر
في قولكم:

اقتباس:
و انصاعوا لرغبة القدر ،
أرى من الاحسن استبدالها ب: أذعنوا لاقعهم المرير
وقولكم:

اقتباس:
فهذه فتاة صغيرة حسناء......الذي يسوق أمها

من الافضل حذف الوصف لأنكم في صدد التعريف بمأساة فالأولى ان تولد عباراتكم الرحمة والشفقة فقولوا: فتاة صغيرة
ايضا ربما لارواح بائسة وليست بئيسة










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc