◄◄الرفق..
[size="6"]◄الرفق خلق كريم..
[/size]حديثنا اليوم عن خُلق عظيم من أخلاق الإسلام الراقية؛ مع صِفةٍ عظيمة جامِعة لمكارِم الأخلاقِ، ضابطة لحسن السّلوك. صِفةٌ طالما تحدَّث الناس عنها، واستحسنتها نفوسهم، وامتدحوها في منتدياتهم، ولكنّها السلوكُ الغائب، والخلُق المفقود لدى كثير من الناس، بل إنها غائبةٌ عند بعض الناس حتى في أنفسهم، ناهيكم بمن حولهم من الأهل والأقربين.
صفةٌ كريمة، وخلُق جميل، فيه سَلامةُ العِرض، وراحةُ الجسَد، واجتلابُ المحامد. خلُقٌ من أشهَر ثمارِ حُسن الخلق وأشهاها، ومن أظهر مظاهِر جميل التعاملات وأبهاها، خلُقٌ يقول فيه نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم: ((مَا كَانَ في شيءٍ إلا زَانَه، وَمَا نُزِعَ مِنْ شيءٍ إلا شَانَه))، إنه الرّفقُ..
فما أحوج الإنسان إلى الرفق في قوله وفعله، في سلوكه ومعاملته، مع أهله وأقاربه، مع أصدقائه وأحبابه، مع الصغار والكبار، مع الذكور والإناث، مع الإنسان ومع سائر الكائنات...
ما أحوجنا إلى الرفق واللين؛ في زمن كثرت فيه مظاهر العنف والقسوة والغلظة والجفاء، في البيوت والشوارع والأسواق والمؤسسات والملاعب والأندية، وغير ذلك من الأماكن العامة والخاصة..
الرفق هو رأس الحِكمة، ودليل كمالِ العقل وقوّة الشخصية والقدرةِ القادرة على ضبطِ التصرّفات والإرادات واعتدال النظر، ومظهرٌ عجيبٌ من مظاهر الرشد
◄العنف يهدم ولا يبني: العنف؛ يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، ويفرق ولا يجمع.
مِن الناس مَن امتلأ قلبه قسوة وشدة، يَعَنّف، ويدمر، ويخرب، ويسعى في الأرض بالفساد، عنيف في قوله، عنيف في فعله، عنيف في أخذه وعطائه: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 205، 206].
يظنّ الرفقَ ذِلّة، والرحمة ضعفًا، والأناة كسَلا، والمداراة نفاقًا، واللطفَ غَفلة... ويظنّ الفظاظة رجولة وحزمًا، والقساوة قوة، والتشدّد تمسّكًا والتزامًا، وهل هذا إلا انقلاب في المفاهيم، وسوء في الفهم، وغَلط في الإدراك؟!