|
قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-05-01, 22:46 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
حياة الشيخ سي عبد الرحمن
حياة الشيخ سي عبد الرحمن: هو الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن علي بن قويدر النائلي من عرش النعايم، وأمه صالحي سلمى بنت الصالح من نفس العرش. ولد سنة 1874م بالمنطقة المسماة ضاية زخروفة حوالي 50كم شرق مدينة مسعد، وقد عاش وترعرع في كنف أبيه وعميه الشيخان سي يوسف وسي الطاهر فهو من العائلة الطاهرية صاحبة الزاوية المشهورة في ولاية الجلفة، والكثير من الناس ينسبونه إلى عمه بقولهم " سي عبد الرحمن بن سيدي الطاهر" والحق غير ذلك فالشيخ سي الطاهر لم يخلف ولكن هو الأكبر في إخوته وهو من أسس الزاوية الطاهرية، ونظرا لقدره ومكانته نسبت ذرية أخويه إليه وهو ما يعرف بالعائلة الطاهرية التي تحمل اسمه إلى اليوم وهي عائلة كبيرة وعريقة. هذا من جهة مولده ونسبه أما عن طفولته ونشأته فكما قلنا فقد تربى في البيت الكبير مع أعمامه وكانت الزاوية آنذاك تحفظ القرآن الكريم وتدرس الفقه واللغة العربية خاصة وأن الجزائر كانت في تلك الفترة ترزح تحت وطأة الاستدمار الفرنسي الذي أراد أن يطمس الهوية الإسلامية والعربية بأن يجعلها مقاطعة فرنسية لا يفصل بينهما إلا البحر المتوسط ، لأجل ذلك وجدت الزوايا لتلعب هذا الدور الرائد، والزاوية الطاهرية تأسست سنة 1832م أيضا لهذا الغرض، وكان من المشائخ الذين درّسوا بها عندما كان الشيخ سي عبد الرحمن طفلا نجد الشيخ سي محمد بن الشيهب من عرش أولاد طعبة والشيخ سي الطاهر من تقرت، وقد حفظ القرآن الكريم ودرس عنهما الفقه، وفي سنة 1891م توفي عمه سي الطاهر مؤسس الزاوية ليخلفه أخوه الشيخ سي يوسف، وانتقل الشيخ سي عبد الرحمن إلى الزاوية المختارية بأولاد جلال أين تابع دراسته واستزاد من طلب العلم والتفقه في الدين واللغة العربية، ثم انتقل إلى زاوية الهامل ببوسعادة أين أخذ دروس التزكية الروحية وعلم التصوف من شيخه سي محاد بن بلقاسم ليعود بعد ذلك إلى الديار، وإن لم يكن لعائلته آنذاك منزل تستقر به وإنما كانت الزاوية تنتقل في رحلتي الشتاء والصيف بين الصحراء والتل، وفي أواخر القرن التاسع عشر أي حوالي سنة 1899م توفي أبوه الشيخ سي أحمد وبقي مع عمه سي يوسف وكان معينه في تسيير شؤون الزاوية وكان يحبه ويحترمه كثيرا، وكان لا يجرؤ على رفع بصره نحوه من شدة احترامه له. وفي هذه الفترة قام بزيارة عدة زوايا عبر مختلف جهات القطر الوطني وبالأخص الزوايا التي تتبع الطريقة الرحمانية، وكانت له مساجلات ومناظرات مع بعض العلماء والمشائخ خاصة في تقرت ونواحيها. تزوج الشيخ سي عبد الرحمن أكثر من زوجة وأنجبن له ذرية وله عائلة كبيرة الجذور اليوم، ولعل أشهر أبنائه الشيخ المسعود والشيخ سي عمر والشيخ سي عثمان والشيخ سي بوبكر والشيخ سي محمد رحمهم الله جميعا. ومما اشتهر به الشيخ سي عبد الرحمن هو رفضه المطلق للمستعمر في الجزائر وفي غيرها من البلدان الإسلامية وكان له باع وكفاح طويل امتد طول حياته واختتمها بالشهادة في سبيل الله لأجل هذا الهدف، حيث في مطلع القرن العشرين قام بمراسلة الملك الشيخ السنوسي في ليبيا يدعوه إلى الجهاد والنهوض من أجل توحيد القوى لطرد المستعمر من بلاد المغرب العربي وأرسل الرسالة مع سي المبروك بن هبال من عرش أولاد لخضر الذي سلم الرسالة شخصيا للشيخ السنوسي وقام بالرد عليه بأن الوقت لم يحن بعد، وهاته الرسالة كانت موجودة عند الشيخ سي محمد الطيب في مكتبته بواد الجدي إلى غاية سنة 1956م حيث وقعت للشيخ مشاكل مع فرنسا لتأييده للثورة ولجيش التحرير فأحرقت مكتبته وفيها الرسالة، ثم راسل الشيخ سي عبد الرحمن أيضا الشيخ المجاهد والمقاوم عبد الكريم الخطابي بالمغرب يدعوه لما دعا إليه الشيخ السنوسي. وفي سنة 1914م وغداة اندلاع الحرب العالمية الأولى قامت فرنسا بالتجنيد الإجباري للجزائريين وذلك لإشراكهم في الحرب كما قامت بفرض ضرائب مجحفة عليهم، فكان الشيخ سي عبد الرحمن من الأوائل الذين عارضوا هذه السياسة ودعا إلى محاربة فرنسا وطردها، وهذا الموقف من فرنسا سجن بسببه في الجلفة ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية في نفس المكان وعفي عنه لكنه بقي في سياسته المناهضة لفرنسا فسجن ببسكرة ثم الجزائر وأطلق سراحه ولما استمر على موقفه نفي إلى المغرب سنة 1916م وبالضبط في مدينة فاس وكانت له هناك قصص ومآثر ومما يقوله في إحدى قصائده التي نظمها هناك: قدر الله أن أعيش غريبا ** في بلاد أساق كــرهــا إليها وبفكري خدرت المعاني ** ضربت آيات الحجاب عليها ثم عاد سنة 1918م إلى الجزائر لكنه لم يجد عمه سي يوسف الذي توفي سنة 1917م ليتولى هو شؤون الزاوية وكان له قبل ذلك فرع زاوية في "المكيمن" قرب مدينة مسعد، وله أيضا في الصحراء مساكن مثل بريش والقويسي والقاعو وغيرها، ثم سجن في الأغواط وأطلق سراحه، ولما كثر استفزازه للفرنسيين في تلك المنطقة لما كانت لديه فرقة مسلحة تجوب الصحراء حيث اشتبك سنة 1923م مع قافلة فرنسية بمنطقة "طزيوة" نواحي مدينة تقرت حيث قتل أحد الجنود الفرنسيين و تعرض للمطاردة وصار مطلوبا لدى فرنسا وهدمت منازله الموجودة في الصحراء انتقاما منه، وألقي عليه القبض في تقرت مرة أخرى لكن أطلق سراحه حيث كفله أحد أعيان المنطقة، وللمرة الأخيرة ألقي عليه القبض سنة 1930م وحكم عليه بالإعدام يوم 14 يوليو 1931م ليقدم كقربان بمناسبة العيد الوطني الفرنسي. من مآثره: الشيخ سي عبد الرحمن كان شيخا زاهدا تقيا ورعا ورجلا شجاعا شهما وسخيا كريما وهذا ما جعله معروفا بالمنطقة وله أنصار وإخوان من كل القبائل فقد كسب القلوب بما يملكه من أخلاق ولعل الشهرة التي يحظى بها إلى غاية اليوم لهي خير دليل على ذلك، وفي الجانب الآخر فقد كان أديبا وشاعرا وله قصائد عدة سواء في الشعر الفصيح أو الشعر الشعبي (الملحون) وقصائده موجودة إلى اليوم وضاع منها الكثير، وفي شعره تكلم عن جميع نواحي الحياة، فتارة يصف الناس وتارة يصف الطبيعة والبلدان وتارة يتكلم عن الدهر وتقلباته، وتارة يقول قصائد في الزهد والحث على الذكر وغيرها من المجالات. والشيخ سي عبد الرحمن يعرف باتباعه للحق ومجانبته للباطل وكان لا يخش في قول الحق لومة لائم، ولم يكن مبتدعا بل كان صوفيا يتبع الشريعة والحقيقة ويرفض المنتسبين لهذا الطريق من الرعاع المبتدعة الذين ألصقوا الشبه بهذا العلم، ولعل أبرز ما يدل على ذلك قصة شهيرة تروى عنه أنه كان يسير مع مجموعة رفقائه فقصدوا شيخ إحدى الزوايا الذي أخذ الإذن بإقامة الزاوية دون أن تكون له مؤهلات تسمح له بذلك، و صلى بهم هذا الشيخ المغرب والعشاء سرا! فهذا الأمر أثار غضب الشيخ سي عبد الرحمن وذهب إلى مشائخ الزاوية التي أعطت الإذن لذلك الشيخ وعاتبهم على ذلك وقال لهم بأن ذلك عبث بالدين وتحريف للطريق الصحيح وقد نظم في ذلك قصيدة حيث يقول: سارت للمختار من كل الأمصار ** رجعت بالأسرار والنور البادي وصارو إخوان من بُعد البلدان ** بصحبة تزيان صاروا كالجسد لكل العلوم حازوا ذو النجوم ** من فضل القيوم حازوا ذا السعد صاروا كالجبال في علم الأحوال ** ما لهم مثال زينين العهد ساروا بالأمان ساداتي الإخوان ** زينين الديوان صادقين العهد وانعكست الأمور من بعد الصدور ** صارت في قبور لهواها تبدي كانت بالصيام مع طول القيام ** وذكر الدوام من غير الورد نعني ذا الطريق فافهم يا صديق ** قولي بالتحقيق هكذا وجدي كانت كالأمطار تهطل بالأنوار ** وتنبت الأسرار نورها يهدي صارت بالكلام والكاغط يرام ** وتنبت ظلام ثمرات الحسد
|
||||
2010-05-02, 09:06 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
بارك الله فيك اخي |
|||
2016-07-28, 01:58 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
|
|||
2016-08-03, 18:55 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
بارك الله فيك..... شكرااااااااا |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الرحمن, الشيخ, حياة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc