أخي الحبيب : غَيّرْ تفكِيرَكَ تتغيَّرُ لكَ الحياة . . !
إي و اللهِ معتقَداتُكَ و أفكَارُكَ و قناعاتُكَ و تصوُّراتُكَ و مشاعِرُكَ و عادَاتُكَ هي البذورُ التي تنمُو منها حَياتُك . . !
كيفَ تطمحُ أن تعيشَ سعيدًا راضِيًا هنِيًّا مُستمتِعًا بالحياةِ و قد عشّشت فيكَ الأوهامُ و كبّلتكَ القيودُ و تغلّبت على فكركَ و مشاعِرِكَ السلبيّات . . ؟! هيهات . . !
أقولُ لكَ أخي الحبيب :
بحَسبِ ما تحمِلُ من تلكَ المُعطيات إيجابيّةً أو سلبيّة = تتشكّلُ لكَ الحياة . . فلا تَلُم إلاّ نفسَك . . !
سبحان الله ؛ إنّكَ لا تزالُ تؤمِنُ بالعنقاءِ و الغُول . . و تعتقِدُ أنّ غيرَ اللهِ يرزُقُ و يشفي . . و أنّ حِرزًا من الورَقِ يدفعُ عنكَ العينَ و البلاء . .و أنّ تميمةً من الخزِّ تجلبُ السعادَةَ و الشّفاء . . . !
إنّكَ لا تزالُ تعتَقِدُ أنّكَ ناقِصٌ بالجِبِلّة . .و أنّكَ دومًا الأخير . .و أنّكَ لستَ كغيرِكَ بالجَدِير . . و أنّكَ لا تصلُحُ إلاّ للاستهزاءِ و التأجِير . . !
إنّكَ لا تزالُ تخشَى الناسَ و رأيَهم فيك . . و تخافُ مِن محاكِمِ التصنيفِ و التفتيش . . فرضيتَ لنفسِكَ أن تعيشَ في صهاريجِهِم الضيّقَة . . !
إنّكَ لا تزالُ تعشقُ المشاكِلَ و الأحزان و تكسِرُ الألوان الزّاهية و ترتدي نظّارةً متشائِمة ترسُمُ حياتَكَ بالأبيضِ و الأسوَد . . !
أجَلْ . . [ نُوضْ علَيَّ ] . . . أنتَ من جنَى على نفسِه . . سُنّةَ اللهِ في الخَلقِ لا تبحَث لها عن بديلٍ أبدًا . . ! قال الله جلّ جلالُه : [ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ] ( الرعد : 11 ) .
مَا بأنفُسِهم = هي منظومَةُ معتقَداتك و أفكَارِك و قناعاتكَ و تصوُّراتك و مشاعِرِكَ و عاداتِك ، التي اكتسبتها من الطفولة و البيت و الشارع و المدرسة و الزّميل و الشّيخ و السعي الشخصي . . ! غَيّر و صحّح و طوّر و تعلّم على الدّوام و تخلّص من السلبيّاتِ و القيودِ و الأوهام . . و سوف تتغيّر لكَ الحياة يقينًا . . !
أخي . .أختي . .
كُن صديقًا للحياةِ الرّاقية . . و اترُك عنكَ روابِطَ الإحباطِ و التثبيط و التشاؤُم . . . لا تلتَفِت إليهَا . . ولا إلى أصحابِها . . . أقلِعْ هيَّا و انطلِق . . . و عوّد نفسَكَ القراءَة و المطالعةَ و الفهم و مصاحبة الأذكياء لتتمكّن . . .و و اللهِ سوفَ ترى من نفسِكَ و حياتِكَ ما لم تكُن تراهُ من قبل . .!
يا ربّ يسّر و أعِن يا معين . .
في أمانِ الله .