تعتبر مراجعة مناهج التكوين الأساسي لأساتذة التعليم الابتدائي تنفيذا لمقتضيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين الداعية إلى إرساء مناهج تربوية جديدة تتجاوز التلقي السلبي و العمل الفردي و اعتماد التعلم الذاتي و القدرة على الحوار و المشاركة في الاجتهاد الجماعي، و تسمح للإفراد فرصة اكتساب القيم و المعارف و المهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية و تزويد المجتمع بالكفاءات من المؤهلين لتلبية حاجات الواقع المستجدة و مواجهة تحديات الألفية الثالثة متطلبات العولمة، و جعل المنظومة التربوية رافعة لبناء مشروع مجتمعي حداثي و ديموقراطي وتعي الهوية الحضارية للإنسان المغربي.
و قد حدد الكتاب الأبيض مجموعة من الاختيارات و التوجهات التربوية العامة تسعى جميعها إلى المساهمة في تحقيق الجودة في نظام التربية و التكوين.
و تستدعي هذه الاختيارات:
· استحضار أهم خلاصات البحث التربوي في مراجعة مناهج التربية و التكوين باعتماد مقاربة شمولية و متكاملة تراعي التوازن بين البعد الاجتماعي الوجداني و، البعد المهاري والبعد المعرفي، و بين البعد التجريبي و التجريدي كما تراعي العلاقة البيداغوجية التفاعلية.
· تيسير التنشيط الجماعي.
· اعتماد مبدأ التجديد المستمر و الملاءمة الدائمة لمناهج التربية و التكوين وفقا لمتطلبات التطور المعرفي و المجتمعي.
· ضرورة مواكبة التكوين الأساسي و المستمر لكافة اطر التربية و التكوين لمتطلبات المراجعة المستمرة للمناهج التربوية.( 1 )
و تأسيسا على هذه الفلسفة التربوية المتضمنة في الميثاق جاء مشروع بناء عدة جديدة لتكوين أساتذة التعليم الابتدائي . يأخذ هذا المشروع بعين الاعتبار التغيرات التي طالت
العملية التعليمية التربوية وأدت إلى بروز أدوار جديدة للمدرس أهمها كونه أصبح وسيطا بين المتعلمين ومصادر المعرفة لا ملقنا لها فقط، يهيئ لهم البيئة التعليمية الملائمة، ويخلق فيما بينهم وبين المعرفة تفاعلا إيجابيا.
تطوير دور المدرس والارتقاء بأدائه إلى مكانة المهني القادر على تنمية نفسه باستمرار وعلى التكيف مع المستجدات المتلاحقة في الميدان التربوي برمته
التغييرات المتلاحقة على مستوى المناهج والكتب المدرسية والمستجدات التربوية تستدعي خبرات ومهارات جديدة.
ترمي إذن هذه العدة الجديدة إلى تمثل و تفعيل الهندسة التربوية و البيداغوجية الجديدة
و تسعى إلى تأهيل المدرسين ليساهموا في تفعيل اختيارات و توجهات الكتاب الأبيض
و بالتالي تأصيل خيار المهننة و الارتقاء بالجودة.
و من الواضح أن هذه الهندسة البيداغوجية الجديدة للتكوين تسعى لتحقيق قطيعة جذرية مع منطق التكوين النظري الأقرب إلى التدريس والقائم على بيداغوجيا المحتوى و التلقين
و انفصال الوحدات التكوينية لمختلف المواد عن بعضها البعض، والانفتاح على هندسة جديدة للتكوين تقوم على هدفين استراتيجيين:
1- بناء منهاج التكوين الأساسي على قاعدة مرجعية للكفايات تشكل محددا وموجها لكل سيرورات وأنشطة وعمليات التكوين بصيغها الإدارية والتنظيمية والزمنية ، وتهيكل بالتالي الإطار الحامل للموارد وللتعليمات الدقيقة ( معارف- معرفة الفعل- والمهارات- والقيم...) المرتبطة بكل مجالات ووحدات التكوين.
2- تمركز سيرورات وعمليات وأنشطة التكوين الأساسي على مبدأ مهننة التكوين ومحاولة إرساء الميكانزمات والإجراءات التنظيمية الكفيلة بتفعيل هذا البعد المركزي في نظام التكوين الجديد. ( 2 ).
و تقوم هذه الهندسة البيداغوجية الجديدة على مبدأ التناوب القائم على التفاعل بين التكوين النظري القائم في المركز و التكوين التطبيقي الذي يتم في فضاء المدرسة التطبيقية.
كما تعتمد هذه البيداغوجيا على التكوين الذاتي و المشروع الشخصي الذي يجعل الطالب الأستاذ منخرطا بفعالية في عملية التكوين و فاعلا لتكوينه .
و تتأسس هذه الهندسة البيداغوجية التكوينية على بيداغوجيا الإدماج كاختيار أساسي يحكم توجهات الكتاب الأبيض. و تنطلق عدة التكوين الحالية من هدف نهائي للإدماج:
مرت عملية الإعداد للهندسة البيداغوجية الجديدة بمجموعة من المراحل ( 3 ) وصولا إلى المرحلة الحالية التي يتم فيها إعداد مشاريع لمجزوءات التكوين.
الإطار المنهجي لبناء المجزوءة:
يسترشد الإطار المنهجي لبناء المجزوءة بالاتجاهات المتداولة في هندسة التكوين
و بناء المجزوءات و تكوين الراشدين و المقاربة الورشية و تقنيات التنشيط .
و يشتق من ذلك خطة منهجية تتفاعل فيها عناصر تشمل:
1. الهدف النهائي للادماج oti .
2. مرجعية الكفايات .
3. أهداف المجزوءة انطلاقا من مرجعية الكفايات.
4. مضامين التكوين أو الموارد المعرفية التي تتحدد انطلاقا من طبيعة المجزوءة وموقعها ضمن هندسة التكوين وعدته، وتتحدد هذه المضامين في الموارد أو التعليمات الدقيقة وفي الأنشطة التكوينية بالإضافة إلى المرجعيات النظرية العلمية التي يتم الاشتغال عليها.
5. المقاربة المنهجية والبيداغوجية لتدبير وتنشيط وضعيات ومقاطع التكوين المقترحة في المجزوءة.
6. الوسائل والتقنيات المعتمدة في المجزوءة.
7. إجراءات وتقنيات التقويم وصيغ التعديل البديلة.
8. النتائج التركيبية والخلاصات العامة للمجزوءة.
9. ملحقات الوثائق الخاصة بالمجزوءة.
10. ببليوغرفيا المجزوءة.
11. حقيبة المجزوءة.
أولا: الهدف النهائي للإدماج : حددته الوثيقة الإطار كما يلي :
عند نهاية التكوين، يصبح الطالب الأستاذ قادرا على تعبئة مختلف الموارد، لتخطيط وبلورة وتدبير وتقويم أنشطة تعليمية وتعلمية في مختلف مواد ومستويات المدرسة الابتدائية، ووفق التوجيهات الرسمية والبرامج والمناهج المقررة، مع أخد خصوصيات المتعلمين الذاتية والموضوعية بعين الاعتبار، والتسلح بنظرة نقدية لممارساته وبهامش من الحرية والإبداع، في أفق تحيين هذه الممارسات وتطويرها باستمرار.(4)
و يهمنا في هذه المجزوءة الجانب المتعلق بتدبير الوضعيات التكوينية.
موقع المجزوءة ضمن عدة التكوين :
تتشكل الهندسة البيداغوجية للتكوين في مجال علوم التربية من ست مجزوءات تتوزع على الشكل التالي:
بنية مجزوءات علوم التربية
المجزوءات الاكتسابية
المجزوءات القاعدية
- الأسس الفلسفية والاجتماعية للتربية: النظام التربوي– المؤسسة التربوية - الفعل التربوي.
1- التخطيط الديداكتيكي والبيداغوجي
للوضعيات التعليمية التعلمية.
- سيرورات نمو الطفل ونظريات التعلم والاكتساب.
2- التدبير والتنشيط الديداكتيكي والبيداغوجي للوضعيات التعليمية التعليمة
3- دينامية جماعة القسم وسيرورات التفاعل والتواصل البيداغوجي.
3- التدبير البيداغوجي لوضعيات وإجراءات تقويم ودعم سيرورات التعلم والاكتساب
تتحدد مج ز وءة التدبير ضمن هذه الهندسة باعتبارها مج ز وءة قاعدية تتكامل و تتفاعل مع المجوزءات القاعدية الأخرى و مع المج ز وءات الاكتسابية. و هي مجزوءة علمية تأهيلية تطبيقية تروم تحقيق تكوين يتمرك ز حول الطالب الأستاذ و تتكون من موارد تكوينية تتضمن معارف ومعارف للفعل . و يتهيكل التكوين على قاعدة الكفاية التالية :
ثانيا : الكفاية المستهدفة :
التدبيرالديداكتيكي و البيداغوجي للوضعيات التعليمية / التعلمية أي جعل الطالب الأستاذ قادرا على أن يبلور وضعيات التعلم في أقسام المدرسة الابتدائية بمختلف أوضاعها ( أقسام عادية : أقسام مكتظة ، أقسام متعددة المستويات ).
ثالثا : الأهداف المنشودة :
إن إنماء هذه الكفاية يمر عبر تمكين الطالب الأستاذ من تحقيق مجموعة من الأهداف المتفاعلة في تشكيل الخبرة اللازمة لبناء الكفاية المقصودة، و هي أهداف تشمل معارف
و قدرات و قيما و مهارات و إجراءات و تقنيات ينبغي تمكين المتكونين منها لبناء كفايتهم المهنية في مجال التدبير الديداكتيكي و البيداغوجي للوضعيات التعليمية التعلمية. و تتحدد هذه الأهداف كما يلي :
1. التحكم في التصورات النظرية والإجرائية لتدبير التعلمات.
2. التحكم في إجراءات التدبير الديداكتيكي للتعلمات.
3. التحكم في إجراءات التدبير البيداغوجي للتعلمات.
و قد تم استقاء هذه الأهداف الداخلة في إنماء الكفاية و المحتويات المستعملة في بلوغها من :
· الاختيارات و التوجهات التربوية العامة المعبر عنها في الكتاب الأبيض.
· مرجعية الكفايات المهنية الضرورية لممارسة مهنة التدريس.
· الوثيقة الإطار لوضع عدة التكوين وفق النظام الجديد.
· المتطلبات العلمية المرتبطة بمستجدات علوم التربية و التكنولوجيات التربوية الحديثة.
رابعا: موارد مجزوءة التدبير :
لبناء الكفاية المستهدفة في هذه المجزوءة انطلاقا من الأهداف المحددة سابقا سيعتمد التكوين في هذه المجزوءة على مجموعة من الوسائل التكوينية ( نصوص و وثائق تقدم محتويات ملائمة للاستثمار في أنشطة التكوين كوثائق للعمل و الفحص و الاستثمار في مواقف و أنشطة تستحضر مبدأ التناوب بين فضاء المركز و فضاء المدرسة التطبيقية في تدبير الوضعيات التكوينية، و أشرطة و أقراص مدمجة و شبكات للملاحظة و التقويم.)
و تتوزع موارد المجزوءة على الشكل التالي :
1- تدبير التعلمات:
أ- التحديد العلمي الإجرائي
ب- مقاربات تدبير التعلمات
* المقاربة المضامينية
* المقاربة بالأهداف
* المقاربة بالكفايات.
2 - التدبير الديداكتيكي للتعلمات
تدبير التعلمات خصائص و طبيعة المادة الدراسية
تدبير التعلمات: منهجيات التدريس ( الجذاذة / الانجاز).
تدبير التعلمات و التهديف العلمي لأفعال التدريس.
3- التدبير البيداغوجي :
الطرق التعليمية و طبيعة المادة الدراسية
بيداغوجيات تدبير وضعيات و مقاطع التعلم
البيداغوجيات المتمركزة حول المتعلم: حل المشكلات – البيداغوجية الفارقية – بيداغوجيا المشروع – بيداغوجيا الخطأ – البيداغوجيا المعرفية…
4 - تدبير الأقسام المتعددة المستويات:
خصائص و مميزات القسم متعدد المستويات
الصعوبات التي يطرحها هذا القسم.
التدبير الديداكتيكي لقسم المتعدد المستويات .
التدبير البيداغوجي لقسم المتعدد المستويات.
خامسا : المقاربة المنهجية والبيداغوجية لتدبير وتنشيط وضعيات ومقاطع التكوين المقترحة في المجزوءة:
تنجز أنشطة التكوين المرتبطة بالوضعيات التكوينية وفق منهجية قائمة على المبادئ
و التقنيات التالية :
· الربط بين الأهداف و المحتويات و الأنشطة و التقويم في كل محور من محاور المجزوءة
· الانطلاق من حاجات المتكونين و خبراتهم و مكتسباتهم و البناء عليها.
· اعتماد مبادئ بيداغوجيا الراشدين ( الاندراغوجيا)
· تنويع أشكال تنظيم الوضعيات التكوينية لتشمل أنشطة العمل الفردي و الثنائي
و الجماعي
· العمل في مجموعات.
· تنويع تقنيات التنشيط لتشمل مجموعات المناقشة و القصف الذهني و لعب الأدوار
و دراسة و تحليل النصوص و الوثائق و مناقشة الأشرطة و العروض.
· تشجيع التكوين الذاتي و تأطير و تتبع المشاريع الشخصية.
· إعطاء التطبيقات أهمية خاصة استجابة للحاجات العملية و المهنية .
سادسا: الوسائل و التقنيات المعتمدة في المجزوءة:
تتنوع الوسائل بتنوع الوضعيات و تنوع الأنشطة ، فبالإضافة إلى استخدام التكنولوجيات الحديثة للإعلام و التواصل من طرف المكون و المتكون و هو ما تيسره و تتيحه الإمكانيات القائمة حاليا في مراكز التكوين يستعين شركاء عملية التكوين بالكتب المدرسية و الدروس التجريبية الموثقة رقميا ،و جذاذات الدروس ، و المراجع العلمية و غيرها.
سابعا : أساليب التقويم
تعتمد المجزوءة نوعين من وضعيات التقويم بالإضافة إلى التقويم الختامي الذي يتم في نهاية السنة التكوينية:
وضعيات التقويم التكويني الذي يتوخى مواكبة انجاز الأنشطة المرتبطة بالوضعيات التكوينية عن طريق استثمار حصيلة مناقشة حصيلة الوضعية التكوينية للتثبت من السير في اتجاه تحقيق الأهداف و بالتالي المساهمة في بناء الكفاية. و على ضوء نتائج التقويم تتم عمليات الضبط و التعديل المناسبة.
وضعيات الإدماج : و هي وضعيات تقويم أكثر تعقيدا تستهدف فحص قدرة الطالب على تعبئة و توظيف و استثمار الموارد المعرفية الذاتية و الموضوعية في وضعية – مشكلة تتطلب حسن استعمال المكتسبات السابقة في مواجهة هذه الوضعية.
ثامنا: النتائج التركيبية والخلاصات العامة للمجزوءة:
تاسعا: ملحقات الوثائق الخاصة بالمجزوءة : و تتضمن النصوص الأساسية المعتمدة في الأنشطة و النصوص الداعمة و الوثائق التي تم الاشتغال عليها.