المعلم الناجح بعملية تعلم تبدأ منذ لحظة دخوله الصف للمرة الأولى ولا تنتهي أبدا، مهما كانت المدة التي أمضاها في سلك التعليم. وثمة صفات عدة للمعلم الناجح: المهارة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، القدرة على إدارة الصف ومساحة الصف، فهم طريقة تكييف أسلوب التعليم مع حالة معينة، معرفة التخطيط لدروس عالية النوعية وشرحها. جميع هذه الصفات يمكن تعلمها وتطويرها، وسيستفيد كل منا من العمل على تطوير ناحية معينة من مهنتنا. سأتطرق في هذا الفصل لمواصفات التعليم الناجح تلك والمرتبطة بالمعلم كشخص وكناقل للمعلومات أكثر من كونه مربيا. (انظر الفصل 7 لنصائح عن التخطيط للمنهاج وشرحه).
تجدر الإشارة على الأرجح إلى أن بعض الأشخاص ولدوا ليكونوا معلمين. إذ يبدو أنهم يملكون قدرة طبيعية على شد انتباه الأولاد وإلهامهم، ونقل الأفكار أو المعارف إليهم، وضبط سلوك مجموعات من الأشخاص. يعتمد ذلك إلى حد ما على الكاريزما والثقة بالنفس وقوة الشخصية. وبالنسبة إلى هؤلاء المعلمين بالطبيعة، تأتي المهارات والمواقف المفصلة في ما يلي بشكل غريزي. غير أننا لم نولد جميعا معلمين، وعلى كل حال، فإن الرغبة بالتعلم والتطور هي الأهم وليس النقطة التي منها تنطلق تلك العملية.