مشكلة اللغة الفرنسية لا تنفصل عن مشكلة تدريس اللغات الأجنبية خاصة و مشكلة التعليم عامة.و ربما يطول التعليل و التأويل في هذا الباب و لكن يمكن أن أختصر ردي في بضع نقاط:
* السياسة التربوية الحالية و آليات التقويم: اللغة الفرنسية لا تؤثر بتاتا في انتقال التلميذ حيث و إن حصل التلميذ على صفر في اللغة الفرنسية فينتقل إلى المستوى الأعلى و بالتالي هناك نية متعمدة لدفع التلميذ نحو إهمال الفرنسية و حتى المواد العلمية و يكتفي بمواد الحفظ.
*إشكالية البرنامج:عند تصفحنا للمنشورات التربوية الصادرة عن الوزارة الوصية نستبشر خيرا و نلاحظ ذلك التفهم لجديد الميدان و لكن الإشكال يطرح في عدم تطبيق تلك التوجيهات التربوية على المحتويات فيبقى البرنامج و الكتاب بعيدين عن هدف تدريس اللغات الأجنبية بحيث يهمل تماما الجانب التواصلي و يركز على الجوانب البعيدة عن واقع المدرسة الجزائرية و أظن أن هذا يرجع إلى كون الذين يسطرون البرامج و يشرفون على الكتاب المدرسي مبهورين بالثقافة الفرنسية أكثر من اللغة الفرنسية,فتلاحظون الحشو المفرط للكتب بنصوص تفوق مستوى التلميذ ففي السنة الثالثة نجد الحديث عن حوادث المرور و إرشادات صحية و المعروف أن هذه النصوص تحتوي مفردات و صيغا صعبة .فتجد التلميذ لا يعرف كيف يطلب قلما باللغة الفرنسية بينما يحاول أن يحفظ كلمات تفوق مستواه و يمكنكم الرجوع إلى الكتب.
*التوقيت: التلميذ الجزائري يدرس 3 ساعات فرنسية في السنة الثالثة و 4ساعات و نصف في السنة الرابعة و الخامسة و نجد أن حصص القراءة قليلة مم يفضي إلى عدم تمكن التلميذ من آليات القراءة المسترسلة
نعم نعترف بأن للأستاذ و تكوينه دور كبير في ترقية تدريس اللغات الأجنبية و لكن الآن فقد استقلالية قراره في القسم و اصبح ملزما بتطبيق برنامج معين و قد كان لنا في سنوات ماضية عدة تجارب أبدع فيها المعلمون و أثمرت نتائج طيبة و لكن بعد العودة إلى المركزية القوية و فرض الإمضاء كل شهر على مدى التقدم في البرنامج تراجعت المبادرات و اضمحلت المخيلات.