|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الإيمان بين الزيادة والنقصان (الفتور)
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-09-12, 16:36 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الإيمان بين الزيادة والنقصان (الفتور)
الحمد لله الذي جعل لنا دينًا قيمًا ملة أبينا إبراهيم فقال جل وعز: ]ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ[. فصل يا رب على خير الورى وبعد: أخواتي..ما صدحت قمرية على الذرى والآل والأزواج والأصحاب والتابعين من أولي الألباب من سبل الخير التي يسرها الله لنا حلق الذكر ومجالس العلم، وما يحصل فيها من زيادة إيمان وترقيق قلوب، ولما فيها من ذكر الله، وغشيان الرحمة، ونزول السكينة، وحف الملائكة للذاكرين، وذكر الله لهم في الملأ الأعلى، ومباهاته بهم الملائكة. ولكن: ولكن ينقطع البعض عن هذه الحلق بسبب سفر أو إجازة أو ظرف من الظروف العائلية حتى نسمع الشكوى من قسوة القلوب وتردد عبارات (أحس بقسوة في قلبي) (لا أجد لذة للعبادة) (أشعر أن إيماني في الحضيض) (لا أتأثر بقراءة القرآن) (أقع في المعصية بسهولة) إلى غير ذلك. ومما لا شك فيه أخواتي أن الابتعاد عن الأجواء الإيمانية مدعاة لضعف الإيمان في النفس يقول الله تعالى:]أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[. فدلت الآية الكريمة على أن طول الوقت في البعد عن الأجواء الإيمانية مدعاة لفتور النفس وتكاسلها عن الطاعات لافتقارها إلى الجو الإيماني الذي كانت تنعم في ظلاله وتستمد منه قوتها وعزيمتها، وهذا الابتعاد إذا استمر يخلف وحشة تنقلب بعد حين إلى نفرة من تلك الأجواء الإيمانية، فيقسو على أثرها القلب، ويظلم ويخبو فيه نور الإيمان وقد يؤدي إلى حدوث انتكاسة لدى البعض. قال ابن مسعود عندما نزلت الآية: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين. ولهذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المظهر فقال: «إن لكل عمل شرة، والشرة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل» وفي رواية «فقد هلك». وروي أبو هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لكل شيء شرة ولكل شرة، فترة، فإن صاحبها سدد وقارب فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه.. » وقد استعاذ عليه الصلاة والسلام صباحًا ومساءً من العجز والكسل فقال: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل والبخل والجبن، وضلع الدين، وقهر الرجال» قوله صلى الله عليه وسلم «شرة» قال المناوي: (الشرة) الحرص على الشيء والنشاط فيه (ولكل شرة فترة) أي وهنًا وضعفًا وسكونًا. يعني أن العابد يبالغ في العبادة أولًا، وكل مبالغ تسكن حدته وتفتر مبالغته بعد حين. قال المناوي: قال القاضي: المعني أن من اقتصد في الأمور سلك الطريق المستقيم واجتنب جانبي الإفراط (الشرة) والتفريط (الفترة). (فارجوه) يعني أرجو الصلاح والخير معه. (وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه) لا تعتدوا به ولا تحسبوه من الصالحين لكونه مرائيًا. وقيل: هو داء يصيب العاملين يؤدي في أسوأ أحواله إلى الانقطاع بعد الاستمرار، وفي أحسن أحواله يظهر السكون والكسل والتراخي والتباطؤ بعد الحركة. من الحديثين السابقين يتبين لنا أهمية الحديث عن هذه الظاهرة التي تسمى بالفتور – أو بضعف الإيمان – وتنبثق هذه الأهمية من خلال ما يأتي: (1) أن الله ذم المنافقين: لتثاقلهم عن الصلاة وكسلهم فيها، وعن الإنفاق كراهية فقال سبحانه: ]وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ[. وذمهم كذلك حين كرهوا الجهاد في سبيله: ]فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ[ وعاتب المؤمنين فقال:]مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ[والتثاقل هو الفتور بعينه.
|
||||
2015-09-12, 16:40 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
(2) أن الكسل والفتور لا يختص بطائفة معينة من الناس: بل إنه يسري في الناس على مختلف طبقاتهم وأعمارهم وأحوالهم. |
|||
2015-09-12, 16:42 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
من صور الفتور
الصورة الأولى: السرف ومجاوزة الحد في تعاطي المباحات والاهتمام الزائدة بالدنيا، والدنيا حلوة خضرة فقلَّ أن ينجو منها من وقع فيها، لذلك لما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن بعض المباح قال رحمه الله: (هذا يتنافى مع أصحاب الهمم العالية ولذلك قيل (همك على قدر ما يهمك، خواطرك من جنس همك) فاهتمامات الإنسان عنوان على ما في داخله من عزم أو خور. |
|||
2015-09-12, 16:44 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
الصورة الثانية: |
|||
2015-09-12, 16:48 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
الصورة الثالثة: |
|||
2015-09-12, 16:50 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
بارك الله فيكم على المجهود الطيب المبارك باذن الله |
|||
2015-09-12, 16:55 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
الصورة الرابعة: |
|||
2015-09-12, 16:57 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
الصورة الخامسة: |
|||
2015-09-12, 16:59 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
الصورة السادسة: |
|||
2015-09-12, 17:06 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
اللهم زدنا ايمانا وثبتنا على دين الحق |
|||
2015-09-13, 21:40 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
أسباب الفتور والعلاج للفتور أسباب كثيرة ومتنوعة إذا سلم المسلم من بعضها فقل أن يسلم من بعضها الآخر، وسأذكر مع كل سبب العلاج لما له من وقع خاص وتأثير لا ينكر وإذا عرف السبب بطل العجب،«وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء»:1) عدم الإخلاص أو عدم مصاحبته: قال تعالى: ]وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[، والإخلاص يدفع المسلم إلى الجد الاجتهاد وعدم الملل والسآمة، أما إذا ضعف الإخلاص أو دب الرياء فسرعان ما يخبو الحماس وتضعف العزيمة، وأنبه هنا إلى حالتين مهتمين في عدم الإخلاص وهو: أ) إما أن يكون أساس العمل غير مقرون بالإخلاص كما قيل: صلى المصلي لأمر كان يطلبه ب) أن يكون أساس العمل خالصًا ثم طرأت عليه صوارف أضعفت الإخلاص. (رياء – سمعة – حب جاه – طلب دنيا)، لذلك وجب على المسلم تعاهد إخلاصه وتجديده، عند كل عمل يرجو به وجه الله فهذا أبقى وأنقى. فلما انقضى لا صلى ولا صاما 2)ضعف العلم الشرعي: والجهل داء قاتل، فكلما ضعف العلم الشرعي كان صاحبه أكثر عرضة لأن يصاب بداء الفتور فهو لا يعلم الأثر المترتب على العمل مما يضعف من عزيمته، قال تعالى: ]قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ[. وقال تعالى: ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[. والعلم نور يرفع صاحبه إلى الدرجات العلا، قال تعالى: ]يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[وعلى قدر زيادة علم المرء تزداد معرفته بالله وبحقه وما أعده للعاملين، ولذلك كان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، والعلاج بالمواظبة على الدروس والمحاضرات وحلق الذكر. 3) غلبة هم الدنيا على هم الآخرة: حتى يصبح القلب عبدًا لها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم». نرقع دنيانا بتمزيق ديننا من وجد لذته وسلواه في الدنيا وحطامها نسي الآخرة أو كاد، فيضعف الإيمان شيئًا فشيئًا حتى تصبح العبادة ثقيلة ومن ثم يدب الفتور. وعلاج هذا المظهر إنما يكون: بقصر الأمل. فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع يقول ابن القيم رحمه الله: ومن أعظم ما فيها هذه الآية: ]أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ[ وقوله تعالى: ]كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ[ فهذه كل الدنيا. قال بعض السلف لرجل: صل بنا الظهر، فقال الرجل: إن صليت بكم الظهر لم أصل بكم العصر. كذلك التفكر في حقارة الدنيا قال تعالى: ]وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ[ يقول: صلى الله عليه وسلم: «إن مطعم ابن آدم قد ضرب للدنيا مثلًا، فانظر ما يخرج من ابن آدم وإن قزحه وملحه، قد علم إلى ما يصير». 4)الحياة في الأجواء الفاسدة ومن ثم الوقوع في المعاصي والمنكرات: كأن يعيش في وسط يعج بالمعاصي ويتفاخرون بالآثام. إن هذا المجتمع الصغير الذي يحيط بالمسلم يضعفه وقد لا يستطيع المقاومة فيدب الفتور إلى أوصاله، ويسري التراخي إلى عبادته وأعماله. ومن ثم الوقوع في المعاصي والمنكرات التي تكون بمثابة أثقال معنوية في الدنيا تثقل قلب صاحبها ونفسه، وهي يوم القيامة أثقال حسية قال تعالى: ]وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ[. ولا يتوقف أثر المعاصي على الفتور فحسب، بل تؤدي في غالب الأحيان إلى الانحراف. 5) صحبة ذوي الإرادات الضعيفة والهمم الذاتية: وهذا السبب وإن خالف في مفهومه السبب السابق فقد يحاول المسلم الابتعاد عن الأجواء الفاسدة، ولكنه يصحب ذوي الهمم الضعيفة والعزائم الواهنة، فلا يحس بأثرهم عليه ويضعف شيئًا فشيئًا حتى يتلاشى نشاطه أو تكاد تفتر همته وتخبو عزيمته. لا تصحب الكسلان في حالاته 6)عدم وضوح الهدف: الكثير من الناس يطلبون العلم، أو يدعون إلى الله، ونلحظ منهم نشاطًا وجدية حتى قد يحتقر الإنسان نفسه عند هؤلاء. ثم نفاجأ بأنهم لم يعودوا كما كانوا، ولو دققنا النظر لوجدنا من أهم الأسباب التي أوصلتهم إلى هذه الحالة أنهم كانوا يعملون دون أهداف واضحة فقد تكون فترة طفرة أو حماس بعد سماع محاضرة أو قراءة كتاب أو تأثير صديق، لذلك سرعان ما ينقطعون.
كم صالح بفساد آخر يفسد عدوي البليد إلى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد |
|||
2015-09-13, 21:42 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
جراك الله خيرا |
|||
2015-09-13, 21:45 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
|
|||
2015-09-13, 21:49 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
|
|||
2015-09-13, 22:06 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
(الفتور), الزجاجة, الإيمان, والنقصان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc