وافترقنا.. ككل مرة.. ووعدتها بأن تظل في البال.. كالعادة
..
..
وصدقتني!
..
لكن.. الأيام مرت والليالي.. وتوالت.. وصارت تنقضي الشهور دون أن تخطر ببالي..
..
..
وبينما أصارع الأرق ذات ليلة إذ خالط النوم يقظتي.. وأتاني كالحلم التوهّمُـ ، وإذا بخيالها يعاتبني :
..
يا خائــــن العهـــــد القديـم المبــــرمِ *** يا ناسيا ود الحبيـــــب المغرمِ
من ذا الذي أنســــاك أم ما ذا الذي *** أنـسى الهوى قلب الفتــــى المتيّمِ
هل صرت كالمفقود في وادي الردى *** فــي ليـــــلِ تيــــهٍ مُسْتــــديمٍ مظلمِ
هل سرت في درب الأُلى لم يفقهوا *** سـرّ الوداد.. الحق إذ لـــــم تــفهمِ
هل تحسب العشقَ الهيام بجســم من *** أبــدته كالمعـــــروض لم تستحشمِ
أم ميـْــــلِها.. إن مايلت أطــــرافها *** تــــرجــو التفاتاً من عيون الواهم
أم مشيها.. أم صوتها.. أم غنجها.. *** أم نحرها.. أم جيدها.. والمـــعصمِ
أم عن وعن.. تأبى حروفٌ ذكرها *** تـتــــلو لــــها ترنيـــــمة المستسلمِ
***
كم كنت قد سميتني " أنتِ المنى" *** كم ليلـــــة غازلتنـــي إذ تنــــظمِ
كم بيت شعر خالص أهديــــتني *** كــــم ذدتَ عني في قريض محكمِ
كم كنت تحكي عن غلائي قيمة *** إذ كنــــت تفــدي الشبر مني بالدم
قلت القضيةَ - دائما - واخترتني *** مذ كنت – شِعْرًا- في ربوعي ترتمي
... / ...