أ
حَكَى أَحَدُ التُّجَّارِ الْعَرَبِ فَقَال :
كنت في سفر ، فضللت الطريق ، فرأيت خَيْمَةً فِي الفلاة ، فأتيتهَا ،
فإذا بهَا أعرابية ، فلما رأتني قالت : منْ تكون .. ؟
قلتُ : ضيف
قالت : أهلاً وسَهْلاً ومرحباً ، انزل على الرحب والسعة ،
فنزلت ، فقدمت لِي طعاماً فأكلت ، وماءَاً فشربت ،
فبينما أنا على تِلْكَ الْحَال : إذ أقبل زَوْجُهَا فقال : من هذا .. ؟
قالت : ضيف ؛ قال : لا أهلاً ولا مرحباً ... ما لنا وللضيف .. ؟!
فلما سَمِعْتُ كلامَهُ ركبت من ساعتي وسرت ،
فلما كان من الْغَدِ رَأيْتُ بَيْتَاً فِي الفلاة خَيْمَةً أُخْرَى فقصدتهَا ،
فإذا فيهِ أعرابية ، فلما رأتني قالت : من تكون .. ؟
قلت : ضيف ؛ قالت : لا أهلاً ولا مرحباً ؛ ما لنا وللضيف .. ؟!
فبينما هي تكلمني إذ أقبل زَوْجُهَا ؛ فلما رآنِي قال : من هذا .. ؟
قالت : ضيف ، قال : مرحباً وأهلاً وَسَهْلاً ، ثم أتى بطعام حسن فأكلت ،
وماء فشربت ، فتذكرت ما مر بِي بالأمسِ فتبسمت
فقال : مم تبَسُّمُك .. ؟!
فقصصت عليه ما اتفق لِي مع تلك الأعرابية وبعلها !!!
وما سمعت منه ومنهَا ، وَمِنْكَ وَمِنَ امْرَأَتِك !!!
فقال : لا تعجب ؛ إن تلك الأعرابية التي رأيتها هي أختي ،
وإن بعلها : أخو امرأتي ؛ فغلب على كل طبعُ أهلِه ؛ فَالْعِرْقُ دَسَّاس