البحيرة الزرقاء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

البحيرة الزرقاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-02, 13:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هواري عبدالواحد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B10 البحيرة الزرقاء

البحيرة الزرقاء بقلم : هواري عبد الواحد
كان هناك في قرية جميلة ذات مناظر طبيعية خلابة تسحر الناظر إليها , سواء كان من أهل القرية أو من خارجها , قرية معروفة باسم " الهضبة الجميلة " , ذات أراض خضراء و شلالات يسمع صوت تدفق مياهها في البحيرة من بعيد , كان أناسها يعرفون بعضهم بعضا و يتضامنون في المحن و يفرحون في كل فرح , و كان بينهم شاب في العشرينيات من عمره اسمه " وليام " و هو شخص يتيم بلا أب يعيله و لا أم تحن عليه يعيش مع أخته " مايسي " و هي فتاة رغم جمالها الباهر إلا أنها كانت مشلولة (عاجزة عن المشي) , و كان الفقر الذي يعيشانه بقسوته لا يفرق بين اليتيم و المريض , مع ذلك كان وليام يعيش على نفقة الحطب الذي يجمعه من الغابة و يبيعه , فقد كان شابا شجاعا و شهما يحب المطالعة ففي كل ليلة داخل كوخه المتواضع يجلس على ضوء شمعة و يقرأ كتابا من كتبه التي كان يعتبرها أفضل صديق له .
في صباح يوم من الأيام و كغيره من الأيام السابقة , استيقظ وليام مبكرا ليشهد منظر طلوع الشمس المطلة بنورها على كوخه لتملأه بالبهجة و التفاؤل , فحمل فأسه على كتفه و اتجه إلى الغابة و هو في طريقه إليها أراد أن يمر على البحيرة الزرقاء , و كان أهل القرية يطلقون عليها هذا الاسم لشدة صفاء مياهها حيث يستطيع الناظر إليها أن يرى أعماقها الجميلة , فكان وليام يمعن النظر فيها كل يوم و يدعوا ربه أن يشفي أخته من مرضها و يرتاح من شقائه , و عندما و صل إليها لمحت عيناه عربة من عربات الملك يحرسها حارسان يرتديان لباس حراس القصر الملكي و على مقربة منهما امرأتان , قد كانتا ابنة الملك " ساندرا " و خادمتها "ماري" , كانت ساندرا صاحبة جاه و مكانة رفيعة في القرية لأنها ابنة الملك و وريثة عرشه , كانت جميلة جدا تسحر قلب الرجل بجمالها و تهز أسوار قلبه بابتسامة واحدة و تجعله رغم قوته ضعيفا أمام نظرة عينيها .
اختبأ وليام خلف شجرة و راح ينظر إليها نظرات تملأها الدهشة من جمال ساندرا فغاص في بحر عميق كما قد يفعل أي رجل يراها , وما لبث حتى استفاق من حلمه و هو يردد في نفسه " هذه ابنة الملك فكيف لها أن تنظر إلى شخص فقير بائس مثلي " , ثم قرر متابعة طريقه جانبا ليتجنبها و إذ هو يسير حتى سمع صراخا , التفت مسرعا فوجد أنه صراخ الخادمة
و الحارسان ملقيان عل الأرض كأنهما لقيا حتفهما , فاكتشف أنهم تعرضوا لهجوم من طرف بعض قطاع الطرق يحاولون سرقة الغنائم الموجودة في العربة , و إذ هم في غفلة داخل العربة يفتشونها حتى أمسك وليام يد الأميرة ساندرا و طلب من خادمتها أن تلحق يهما عبر الغابة ليمكنهما من النجاة و إبعادهما عن الخطر المحدق بهما حتى أوصلهما إلى كوخه , فكانت الأميرة صفراء الوجه لا تزال يدها ترتجف من الخوف , فأحضر لها وليام قليلا من الماء لتروي ظمأها حتى أطمئنت و أدركت أنها في أمان في ذلك الحين .


ساندرا : شكرا لك أيها الشاب الشجاع , شكرا جزيلا فلولاك لكنت الآن من خبر كان , من فضلك أطلعني على اسمك .
وليام : لا شكر على واجب يا سيدتي , فقد فعلت ما قد يفعله أي رجل غيري , و اسمي هو وليام .
ساندرا . أرجوا أن تناديني ساندرا بدل سيدتي , و أنا الآن مدينة لك بحياتي , معروف عن عائلتي أننا نرد الجميل إلى صاحبه فأرجوا أن تأتي معي إلى القصر لأجازيك على شجاعتك و إنقاذك إياي .
وليام : شكرا لك يا ساندرا فيكفيني أنك خرجت سالمة من أيدي أولئك اللصوص , و إني عندما رأيتك كنت متجها نحو الغابة لأني حطاب أعيش على نفقة بيع الحطب الذي أبيعه و يكفيني أني أعيل أختي " مايسي" , هي فتاة رائعة و جميلة و تملك أرق قلب في العالم كله لكنها لا تستطيع المشي .
ساندرا : أنا جد آسفة لأختك و مرضها و أعدك أني سأدعو الله ليلا و نهار لكي يعافي مايسي و لن أنسى معروفك أبدا , كما أن قصري مفتوح لك في أي وقت من الأوقات. من فضلك هل أستطيع أن أرى مايسي و أشكرها عن ما فعله أخوها.
وليام : نعم و لما لا هي في غرفتها الآن فلنذهب إليها .
اتجهت ساندرا إلى باب غرفة مايسي , فدقت عليه دقا خفيفا ثم دخلت فوجدت أن مايسي نائمة و تأسفت كثيرا عليها ثم طلبت من خادمتها "ماري" أن تعطيها ما تبقى من المال لديها فوضعته إلى جانب مايسي و قبلتها على جبينها و خرجت بهدوء من الغرفة .
خرجت ساندرا و خادمتها من الكوخ متجهتين إلى القصر بعدما ودعا وليام , وفي الطريق لاحظت ماري أن الأميرة لم تنطق بكلمة واحدة , و رغم ما أصابهما إلا أنها كانت مبتسمة على طول الطريق , فقد كانت تفكر في وليام و شجاعته و شهامته لعدم قبوله أي مكافأة تعويضا عن ما فعله , و لطالما أحاط الأمراء بساندرا و أصحاب المال و السلطة و ادعوا حبها من أجل مصالحهم فقط , لكن وليام قد ترك بصمته الخاصة عندها .
نعم قد كان هذا هو الحب من النظرة الأولى أو بالأحرى بدايته , و في الناحية الأخرى كان وليام على نفس الحالة التي كانت عليها ساندرا فأثناء وجوده قربها أحس كأنه يمسك جمرة في يده , فقبل وقت قليل من ذلك كان يقول أنها لا يمكن أن تنظر إلى شخص بائس مثله و بعدها و جدها في كوخه تشكره شكرا ما سمع مثله من قبل , و كأنما قد أصابه سهم الحب فاخترق قلبه فتركه مجروحا يسيل دمه مع مرور الأيام .
هذا هو الحب الذي يجعل من الرجل طفلا صغيرا يبكي لفراق من يحب كفراق الرضيع لأمه , ويجعل المرأة تغرق في بحر عميق أمواجه الاشتياق إلى عزيز على القلب , فيعيشان في عالمهما الخاص لا يوجد بينهما بشر غيرهما فيحبان و يعشقان و يحنان و يشقيان و ما أصعب شقاء الحب .
مرت الأيام و الأسابيع و حال ساندرا كأنها تعيش في عالم و حيدة فيه , لا تفارقها الابتسامة نهارا و يشتد غليها الاشتياق في الليل فلا يدري أحد ما يحدث لها غير ماري التي كانت تشك في أمرها .
في تلك الأيام وصل أمير القرية المجاورة و معه حراسه و أسمه "آرثر" و كان يتجه إلى قصر ملك الهضبة الجميلة للاتفاق على شأن من شؤون التجارة , و قد كان آرثر أميرا في العشرينيات من عمره عرف بقوته و صرامته , فأحسن الملك ضيافته كما يحسن الوالد إلى ولده , و في يوم من الأيام كان آرثر يتجول في القصر حتى لمحت عيناه ساندرا و هي تجلس تحت شجرة تقرأ في كتاب و الرياح تداعب شعرها الأسود الطويل الجميل , و تأخذه تارة يمينا و تارة شمالا , و جن جنون آرثر لجمالها و اتجه مسرعا إلى الملك راغبا في ابنته كما يرغب الملك في الحفاظ على عرشه , فأصر و ألح عليه إلحاحا كبيرا حتى وافق و أعطاه الكلمة دون سؤال ابنته , لكن الحقيقة أن ساندرا لم تكن تريد حياة رفاهية و عيش الأميرات و إنما كانت تريد شخصا تحبه و يحبها لنفسها لا لأموالها و جمالها , فيكون حبا يملأه الحنان و الشوق و الإخلاص و ليس حبا ذو مصالح مادية .
كان وليام في تلك الأيام يعيش فترة عسيرة جدا , فقد اشتد المرض على أخته فاصفر وجهها و بهت النور الذي كان يشع في فيه, و قد أخبره الطبيب أنها تحتاج لدواء خاص و لكنه نادر جذا و غالي الثمن , و ما باستطاعة وليام أن يحصل على ذلك المبلغ ، فبحث كثيرا عن الحلول حتى تملكه اليأس ، و لم يجد مخرجا سوى طلب العون من ساندرا على أن يرد لها ما يقترضه منها ، فاتجه نحو القصر و طلب من الحراس أن يذكروا اسمه أمام ساندرا و ما لبث أن فعلوا حتى جاءت إليه صفراء اللون شاحبة الوجه مسودة الأعين من شدة بكائها ، فحكت له قصتها و أخبرته أنها ترفض الزواج من آرثر غير أن والدها صلب الإرادة لا يرجع في كلمة اتخذها ، ثم استجمعت قواها و أصغت إلى حديث وليام و تعاطفت معه كثيرا و أسرعت إلى القصر لتلبي طلبه .
ساندرا : هدا هو المبلغ كاملا لكن عندي شرط عليك أن تعدني بتنفيذه .
وليام : نعم أعدك أي شيء تريدين .
ساندرا : بعد أن تحضر الدواء عيك أن تأتي لتأخذني من هدا المكان فلا طاقة لي باحتماله و إني أفضل الموت على الزواج بآرثر .
صمت وليام قليلا و كأنه حائر في ما يفعل ثم أجاب .
وليام : حسنا أعدك أني سأنفذ طلبك .
انطلق وليام مسرعا نحو طبيب القرية فأعطاه من المال ما يكفيه ليعتني بمايسي أثناء غيابه ، فاتجه إلى القرية المجاورة حيث يوجد العجوز الحكيم الذي يملك الدواء النادر ، فوصل إلى القرية و سأل كل من يلتقي به من سكان تلك القرية عن مكان الحكيم إلى أن وجهه أحدهم إلى مكان معزول حيث يعيش ذلك العجوز .
كانت ساندرا في تلك الأوقات تبكي على أمرين ، الأول على ما حدث لمايسي و الثاني
لأن تاريخ زفافها قد حدده الأمير آرثر و ذلك بعد شهر من ذلك الوقت ، فانتشر الخبر في كل القرية و أصبح ذلك الحدث حديث الكبير و الصغير .
قابل وليام العجوز الحكيم و أخبره قصته فأعطاه الدواء المطلوب و رجع مسرعا إلى كوخه ،
و في طريقه رأى مجموعة من الحراس يوزعون الدعوات فأراد أن يستفسر عنها فلما قرأ أول السطر "زفاف الأميرة ساندرا بالأمير آرثر" ، تذكر الوعد الذي قطعه للأميرة و جمد في مكانه كأنه فقد أعز ما يملك في حياته فقرر أن يتجه إلى القصر أولا فلما و صل إلى هناك طلب من الحراس أن يذكروا اسمه عند ساندرا كما فعلوا في المرة الأولى ، فأتت إليه فذهل أكثر عندما رأى حالتها و كأنها لم تأكل شيئا مند مدة طويلة ، فأخبرها أنه أتى لينفد وعده فأخبرته أنه سيجدها في الليل أمام البحيرة الزرقاء و ذلك بعد أن يعم السكون كل القرية ثم عادت إلى القصر و كأنما شيئا لم يكن .
عاد وليام إلى كوخه يحمل دواء أخته في يده فأمره الطبيب أن ينظم فترات إعطائها الدواء حتى تتمكن من الشفاء ، ففعل وليام مثلنا أمره الطبيب و قام بإعطاء القليل من الدواء لأخته قبل أن تنام إلى أن حل الظلام و بعد أن نام كل الخلق اتجه وليام نحو البحيرة الزرقاء و على ضوء القمر جلس فوق حجر ينتظر أن تأتي ساندرا و هو يلتفت يمينا و شمالا تارة لحركة الأشجار و تارة لصوت الرياح فلبث هناك بضع ساعات و إذ بظل يتشكل على الأرض .
وليام : هل من أحد هناك من أنت ؟
عم الصمت بعد تلك اللحظة حتى ظهرت ساندرا من وراء الأشجار فلم ينتظرا شيئا حتى اتجها نحو الكوخ ، فأعد لها وليام غرفة لكي تستريح فيها إلى أن يحل الصباح و يفكران فيما سيفعلان .
و في صباح اليوم التالي استيقظ ويلام من فراشه و كان أول ما خطر في باله ، كيف حال ساندرا و مايسي فاتجه إلى الغرفة التي نامت فيها ساندرا و لم يجدها هناك ثم سمع صوتا يأتي من الغرفة المجاورة ، لقد كانت ساندرا و مايسي يتحدثان و يبتسمان كأنما يعرفان بعضهما مند زمن طويل فغاب عنهما الحزن و نسيا الشقاء و البكاء في تلك اللحظة ، فقد كانت ساندرا تحس بسعادة كبيرة لأنها إلى جانب من تحب بعيدة عن كل ما يؤلمها و يفسد بهجتها ، غير أن حال في القصر لم يكن كذلك فلقد أطلقت صفارات الإنذار لغياب الأميرة ، و خصص آرثر مكافأة كبيرة لمن يتمكن من العثور عليها . غير أن الأميرة لم تبالي بذلك فلقد كانت تعيش أجمل اللحظات مع وليام الذي صرح بحبه لها و اهتز قلبه عندما بادلته الشعور ، فلم تكن ساندرا تخرج من الكوخ خوفا من أن يلاحظها أحد من سكان القرية ، و كان كل وقتها مخصص لرعاية مايسي و الاهتمام بمن تحب .
صار وليام و ساندرا توأما روح فكل منهما يهتم بالأخر فيفرح لفرحه و يحزن لحزنه ، و يعشيان في بحر الحب يكتب كلماته أمواج التضحية و الوفاء و خوف أحدهما على الآخر ،
و كل ليلة بعدما ينام سكان القرية يذهبان إلى البحيرة الزرقاء فيجلسان على ضوء القمر و يتحادثان كأنما خلقا لبعضهما البعض ، و في ليلة من تلك الليالي ،جلس وليام على طرف البحيرة و إلى جانبه حبيبته ساندرا يمسك بيدها و ينظران إلى النجوم وسكون الليل يكتب قصتهما ، لكن كان خلف الأشجار رجل من أهل القرية عرف بطمعه و سمعته السيئة فلاحظ أن هناك شخصان على طرف البحيرة فاقترب كما يقترب الذئب من فريسته بهدوء دون أن يسمع أحد خطواته ، حتى سقط ضوء القمر على العشيقين فاكتشف أنهما وليام و الأميرة ، فابتسم ابتسامة المكر و الطمع و بين عينيه الجائزة التي يقدمها آرثر لمن يجد الأميرة ، فاختفى من ذلك المكان و فعل وليام و ساندرا مثله بعودتهما إلى الكوخ .
في اليوم التالي استيقظ وليام على صوت الضجيج فما لبث حتى اقتحم كوخه مجموعة من الحراس يسلون سيوفهم في وجهه يسألونه عن مكان الأميرة حتى و جدوها في الغرفة المجاورة ، دخل آرثر إلى الكوخ يملأ الغضب قلبه غيضا و احتقارا لوليام فسل سيفه و أراد أن يقطع عنقه في تلك اللحظة صرخت ساندرا
ساندرا : لا تقتله أرجوك و سأتزوج منك و هدا شرطي الوحيد لك و إن قتلته أقسم لك أني سأقتل نفسي بعد ذلك و أحملك الذنب كله .
آرثر : حسنا إن كان هذا شرطك لكن سأسجنه في سجن القصر ليكون عبرة لغيره و لن أتراجع عن هذه الكلمة .
ساندرا : يا لك من شخص مغرور إن كنت ستفعل ذلك فسآخذ معي أخته لأعتني بها فلا أحد يعينها غي غياب أخيها و ربما تستطيع أن تسلبني من أحب لكن لن تسلبني حبي له مهما فعلت .
ضحك آرثر ضحكة استهزاء و أمر الحراس أن يلقوا القبض على وليام و همس في أدن أحدهم بأن يحرق الكوخ بعد أن يبتعدوا عنه ، فأخذت ساندرا معها مايسي في عربتها و الدموع تنهمر من عينيها لما حدث لها و كان حال مايسي أسوأ من حالها فلم تكن تدرك أن تركت دوائها في الكوخ الذي احترق بكل ما فيه ، فسجن وليام و عذب كثيرا و هزل جسمه فكان يئن ليل نهار من شدة الألم ، و حال ساندرا ليس بأفضل من ذلك فحبيبها يصارع الألم في السجن ، و أبوها الملك يحتضر فقد طال به العمر و مايسي تسوء حالتها يوما بعد يوم ، فليس لها دواء يشفيها و الحراسة مشددة على الأميرة لكي لاترى وليام أو تسمع حتى صوته ، حتى اقترب يوم الزفاف و لكن مع اقترابه حل ما كانت تخشاه ساندرا فلقد توفي أعز ما تملك أبوها الملك الذي صارع المرض إلى آخر أيامه و كذلك مايسي التي لم تجد الدواء الذي يشفيها ، فضاقت الأرض على ساندرا و بكت بكاء حتى استنفدت دموعها كلها فدفن الملك و إلى جانبه مايسي ، فعلمت ساندرا أنه لم يبقى شيء لتخسره و إنها مسألة و قت حتى تخسر من تحب أيضا فقررت أن تساعد وليام على الهرب من سجنه لتكفر عن ما حدث له بسببها ، و بعد الحادثة المؤلمة تأجل يوم الزفاف لشهر آخر و لم تستطع ساندرا أن ترفضه لكي لا يقتل آرثر الشخص الوحيد الذي تحبه و هو وليام ، و في يوم من الأيام طلبت ساندرا من ماري أن تساعدها على الوصول إلى وليام فطلبت منها أن تأتي لها بمنوم لتضعه في الأكل فيتناوله الحارسين الموجودين عند باب السجن ، فنفدت ماري ما طلبته منها الأميرة و أعدة أشهى الأطباق و اتجهت إليهما و عرضت عليهما فأكلا حتى سقطا أرضا و في تلك الليلة المظلمة تمكنت ساندرا من الوصول إلى سجن وليام فتحت الباب بهدوء شديد فوجدته ملقا على الأرض ، هزيل الجسم تملأ جسمه آثار التعذيب حتى إنه لم يستطع رفع رأسه لأنه ظن أن من دخل عليه هو واحد من الحراس أتى ليكمل تعذيبه ، فجلست إلى جانبه و رفعت رأسه و قالت هذه أنا يا وليام فلا تخف و ضمته إلى صدرها و الدموع تنهمر من أعينها .
ساندرا : كل الذي أصابك بسببي فلو لم أشترط عليك ذلك الشرط لكنت اليوم بأحسن حال ، سامحني أرجوك فلن أعيش ثانية أخرى إن لم تصفح عني و إني لجئتك بخبر أظنك ستكرهني من بعده ، فلقد توفيت مايسي و والدي في يوم واحد ، و لم تفارقني الدموع مند ذلك اليوم و ضميري يقتلني لأني أعتبر نفسي السبب في كل هذا .
صمت وليام لمدة طويلة و الدموع تنزل من عينيه و جمد في مكانه فزاده ذلك ألما عن ألم ، فلقد عذب حتى ظهرت عظامه فوق لحمه و الآن مات قلبه و ماتت أعز ما كان يملك ، أخته التي عاش طول حياته و هو يحميها و يداوي مرضها .
وليام : أنا كنت في اليوم الذي طلبتي مني ذلك الأمر واعيا عما أفعله ، وإني إن فعلت ذلك لأني قد أحببتك حبا جما ، و لم لأندم على ذلك القرار ، فالحب تأتي معه التضحية و أنا مقتنع بذلك ، لكن ما حدت لمايسي أقسم بأني سأنتقم من آرثر شر الانتقام فلم يكن لها ذنب في هذه الحياة ، و إن كان قد حرمني من أختي فان يحرمني منك لأني تحملت كل شيء من أجل هذا الحب و إن خسرتك لن يبقى لدي شيء آخر .
ساندرا : هدا الحب الذي في قلبك تجد مثله أو أكتر منه في قلبي و إني لن أنسى حبك ما حييت و إن لم تكن نصيبي فالموت أحق بي ، أما الآن فعليك أن تخرج من السجن فلا يوجد هناك فرصة أخرى ، و لقد تحققت من نوم كل الحراس فانطلق مسرعا لكي لا يراك أحد . نهض وليام و اتجه نحو باب القصر مسرعا فلم يدركه أحد حتى و صل إلى الغابة و الأمطار تنهمر بغزارة و الوحل في كل طريق و لم يكن يعرف أين هو أو أين يذهب حتى أحس بالضعف وهوان قوته فسقط مغشيا عليه وسط الأشجار و في ظلمة الليل الحالكة .
حل الصباح و مع حلوله فتح وليام عينيه فوجد نفسه داخل كوخ لم يره في حياته فاستغرب لذلك ، ثم توجه إلى خارجه فوجد أربعة رجال يجلسون تحت شجرة ن فلما اقترب منهم وجد أنهم قطاع الطرق الذين هاجموا العربة في أول لقاء له مع ساندرا ، فشعر بالفزع للحظة حتى تذكر أنهم من أنقد حياته من الموت فقرر شكرهم .
وليام : صباح الخير و شكرا لكم لإنقاذي ليلة أمس فلولاكم لكنت الآن من الهالكين ، و الفضل يعود لكم و لن أنسى معروفكم هذا و بالمناسبة إن اسمي هو وليام .
قال أحدهم: دعك من الشكر و أخبرنا مادا كنت تفعل هناك في الليل وحدك ؟
قص عليهم و وليام قصته فوجد أن لديهم الهدف نفسه فلقد كانوا يكرهون الأمير آرثر و يحاولون القضاء عليه فعرضوا على وليام أن ينضم إليهم ، و يخططوا هم الخمسة لقتله.
وفي القصر كان الحال متوترا فلقد جن جنون آرثر لهروب وليام لكنه لم يكتشف أن ساندرا هي الفاعلة بل ألقى اللوم على الحارسين و قام بقتلهما ، و بعدها ظن أن وليام قد اختفى دون رجعة و انشغل بالتحضير للزفاف ، و كانت ساندرا لا تخرج من غرفتها إلا ناذرا أو لسبب ضروري و كانت تدعوا الله أن يكون وليام على قيد الحياة و قررت أنها ستتظاهر بأن حياتها تسير على ما يرام و كأن حب وليام كان مجرد نزوة و اختفت ، إلي أن تسمع عنه خبرا فتتبع قلبها أو تسمع خبر وفاته فتموت من بعده.
و مرت الأيام و الأسابيع و وليام و أصدقائه يضعون خطة تلو الأخرى إلى أن جاء يوم الزفاف ، فخرج الأمير بعربته يجول في أنحاء القرية يتلقى التهاني و الورود من قبل أهل القرية ، و حوله الحراس يترقبون أي خطر يحيط به ، و في طريق العودة إلى قصره كانت العربة تسير وسط الغابة بهدوء حتى سقط الحارس الأول بسهم لم يدري من أين أتى و ما هي إلا لحظات حتى سقط كل الحراس و لم يبقى إلا آرثر يختبئ في عربته .
اتجه وليام نحو باب العربة و فتحه و حين رآه آرثر اصفر وجهه كأنما قد رأى شبحا ، و جتى على ركبتيه يطلب العفو و الصفح و يقبل رجلي وليام و يبكي بكاء الأطفال و لم يرد عليه و وليام بكلمة واحدة بل أمسكه من شعره و ألقاه في على الأرض فوضع رجله على صدره و قال " أي ذنب اقترفت تلك الفتاة الصغيرة " ، فوجه سهما إلى صدره و أطلقه حتى اخترق عظامه ، فطلب من أصدقائه أن يرتدوا رداء الحراس في حين أنه ارتدى الرداء المخصص للأمير الموجود في العربة ، و طلب منهم أن يتجهوا إلى القصر و عند وصولهم فتح لهم الباب بالتحية و الورود حتى وقفت العربة عند البساط الأحمر ، و كانت هناك ساندرا بلباسها الأبيض و شعرها الأسود الحريري تذهل العين لرؤيتها حاملة معها ورودا جميلة ، مطأطئة رأسها كأنما الخيبة واضحة في عينيها ، حتى فتح أحد الحراس باب العربة و عند نزول وليام أول خطوة عم الصمت كل القصر و ذهل كل من كان هناك من الصغير إلى الكبير ، فاستغربت ساندرا لذلك و رفعت رأسها و إذ هو حبيب قلبها فجمدت في مكانها كالتمثال و ألقت الورود ثم اتجهت مسرعة إلى وليام فعانقته و هي تبكي دموع الفرح و البهجة و بكى معها كل من في القصر و عمت الأفراح كل القرية و زادت الأيام الزوجين حبا عل حب ثم رزقا بأول مولودة أسمياها مايسي تيمنا بأخته .
كانت هذه القصة من كتابة الطالب " هواري عبد الواحد "
أرجوا أن تكون قد نالت إعجابكم و شكرا على الاهتمام و القراءة








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-04-02, 14:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
happy lilly
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اجمل قصة بالرغم من انها حزينة اكنها رائعة جدا



ماشاء الله من الروع القصص اخي


انشاء الله ننتظر المزيد منك وبالتوفيق










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-02, 14:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
happy lilly
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل هذه القصة من نسج خيالك ام انها واقعية










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-03, 18:01   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااا مممتعة جدااا

اعتقد رايت فيلما فرنسيا يشبهوها لاربعة ابطال مسالمون ورائعون









رد مع اقتباس
قديم 2014-12-09, 20:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
هواري عبدالواحد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا
بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-12-09, 21:00   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
هواري عبدالواحد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم
و هذه القصة من نسج خيالي أتمنى أن تكون قد أعجبتكم










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-14, 15:41   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
owl city
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية owl city
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نعم.......قصة رائعة.......بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-14, 15:44   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
bachir7621
عضو جديد
 
الصورة الرمزية bachir7621
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البحيرة, الزرقاء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc