* الوهابية في العراء لكبار الباحثين والدارسين والعلماء
* حقائق الوهابية بالوثائق الرسمية والمراجع التاريخية
* دعوة لإنقاذ الإسلام والمسلمين من التخلف والتمزق والرجعية
(1)
نشأة الوهابية في أحضان وزارة المستعمرات البريطانية
الجاسوس البريطاني (همفر)
الذي جندته وزارة المستعمرات لتحطيم الإسلام عن طريق الوهابية
• الوهابية تحرض على الفتنة والمذابح بين السنة والشيعة !! والمفتي الوهابي يوصى بعدم دعم المقاومة اللبنانية أو حزب الله !!
• اعتبروا جميع المسلمين غير الوهابيين كفرة وغزوا القبائل المجاورة بالجيش وقتلوا الرجال وسبوا النساء !!
• هدموا بيوت النبي في المدينة ومكة حتى لا يزورها الناس وحولوها إلى دورات مياه !!
• مذكرات مستر هنفر موفد المخابرات البريطانية إلى الحجاز لتخريب الإسلام Memories of mr Hampher Internet www google com
هذا كتاب خطير جدا .. يجب أن يقرأه كل مسلم مثقف حريص على دين الإسلام . وعلى حمايته من أعدائه المتربصين به . وذلك عملا بالمثل القائل : من فم الأعداء تستطيع أن تعرف نقاط الضعف فينا وأن نتقي السهام التي تصوب إلينا .. ومن لا يقرأ ولا يتعظ فحتما يكرر أخطاءه ويقع في نفس الفخ مرة بعد أخرى . وهذا ما يحدث للمسلمين اليوم . فنحن لا نقرأ . وإذا قرأنا لا نتعظ وإذا اتعظنا لا نتحرك .
وأبدأ الكلام بفقرة من كتاب " مذكرات المستر هنفر " الجاسوس البريطاني الذي أوفدته وزارة المستعمرات البريطانية إلى العالم الإسلامي . وهذا الكتاب منشور على الانترنت ومترجم إلى جميع اللغات الحية ومنها العربية ويقول في المقدمة بالحرف الواحد : (1)
" أوفدتني وزارة المستعمرات ومعي تسعة معاونين آخرين سنة 1710 إلى كل من مصر والعراق وطهران والحجاز والأستانة بعد أن تلقينا تدريبا واسعا في سبل المخابرات والجاسوسية . ويشتمل دراسة لغات تلك البلاد ودين الإسلام وحفظ الكثير من القرآن والحديث النبوي.
لقد تأكد للساسة البريطانيين أن العائق الوحيد للاستعمار البريطاني في هذه المنطقة الحيوية في طريق الهند هو دين الإسلام . وأن السبيل الوحيد لإخضاع تلك الشعوب والتغلب عليها هو تمزيق الإسلام من الداخل وبث الفتن بين المذاهب المختلفة وأهم من هذا هو تحريف المبادئ والقيم التي قام عليها هذا الدين ".
وقد أخذ مستر هنفر وزملاؤه الجواسيس التسعة يتنقلون من بلد إلى بلد في ظل الخلافة العثمانية . ولكي يسهل عليهم التدخل والتحريف في دين الإسلام أعلنوا إسلامهم . وقد سمي نفسه " عبد الله هنفر "
ومن الغريب أن أحد هؤلاء الجواسيس التسعة بعد دراسته للإسلام قد أسلم بالفعل وتفرغ لدراسة الإسلام في مصر بالأزهر والعبادة . فهددوه بالقتل إذا أفشى سرهم ولم يذكر هنفر اسمه أو مصيره بعد ذلك !!
وكان هنفر يبحث عن زعيم عربي مسلم ليحقق أهدافه عن طريقه وتكون أهم صفاته ( الغرور ، والاستهتار بالناس والمبادئ والقيم وحب السلطة ) .
وقد وجد ضالته في الزعيم النجدي الناشئ محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب المسمي باسمه وهو الوهابية ، فتقرب منه وأعلنوا المؤاخاه في الدين ، وكان أول امتحان للصداقة أن أغراه بالجنس بامرأة إنجليزية جميلة وطلب منه أن يصدر فتوى أن زواج المتعة لم يحرم في الإسلام وأن الذي حرمه عمر بن الخطاب وهو لا حق له في التحريم بعد الرسول ، فأصدر الفتوى بغير مبالاة وفي الحال اختارت له وزارة المستعمرات امرأة من المجندات لخدمة الإمبراطورية واشترط أن يكون الزواج سرا لا يعلم به أحد وقد سماها (صفية) وقد استمتع بها أسبوعا حسب عقد الزواج . ولكن لأنها خبيرة بالجنس ومدربه فقد أعجب بها واحتفظ بها حتى بعد زواجه بأربعة بدويات .
وكانت مكلفة من هنفر ووزارة المستعمرات بالسيطرة عليه وتوجيهه ونقل كل أخباره وأفكاره والإيحاء له بما يريدون (2) . وكونوا له جيشاً من 20 ألف من المرتزقة البدو وأمدوه بالمال والسلاح !!
وقد بدأت الفتنة بأن أعلن أن جميع المسلمين أصبحوا كفارا ومرتدين عن الإسلام وأن عليه قتالهم كما يجاهد المشركين . وأخذ يغير بجيشه على القبائل المحيطة به في نجد والحجاز . ويقتل الرجال ويستحي النساء ويغتنم الأموال . وكانت حجته في ذلك كما يقول مؤرخو الوهابية أنهم قد فشا فيهم الشرك وكثر الاعتقاد في الأشجار والأحجار والقبور والبناء عليها والتبرك بها والنذر لها لشفاء المرضي . وهذه أكاذيب وافتراءات على مسلمي الحجاز.
وقد هدم الوهابيون جميع آثار الإسلام فهدموا بيت النبي في المدينة وفي مكة وبيوت أبي بكر وعمر وعثمان وعلى بحجة أن الناس أصبحوا يزورونها ويتبركون بها وحولوها إلى دورات مياه وإلى مواقف للسيارات ، وهدموا جميع أثار معارك الإسلام الأولى مثل بدر وأحد والبقيع وجميع المواقع التي يعتز المسلمون بها للذكرى والعبرة والتاريخ . ومن ذلك دار الأرقم ودار أبي أيوب الأنصاري واعتبروا أن مجرد زيارتها كفر بالله .
وقد حرف ابن عبد الوهاب مفهوم الجهاد في سبيل الله ونشر الهداية والإصلاح بين المسلمين على اعتبار أن المسلمين قد كفروا ويستحقون القتل ، واعتبر مذهبه كأنه دين جديد ، وإذا أراد أي مسلم أن يدخل في ملته والمذهب الوهابي فإنه يشترط عليه ( أن يشهد على نفسه (3) أنه كان كافرا ويجب عليه أن يشهد بالشهادتين من جديد . ويشهد على والديه أنهما ماتا كافرين ثم يشهد على فلان وفلان ويحدد له جماعة من أكابر علماء الدين السابقين أنهم كانوا كفارا " فإن شهدوا قبلهم وإلا أمر بقتلهم " وكان يكفر كل من لا يتبعه وإن كان من العلماء الأتقياء ويسميهم كفار المشركين وأئمة الكفر وكان يقتل أي مؤذن يقول " سيدنا محمد " بحجة أن سيدنا تقال لله فقط.
وحتى لا يكون لأحد عليه حجة أو دليل فقد قام بإحراق كتب السلف الصالحين وعلماء الفقه في الشريعة الحجاز وفي نجد وذلك حتى لا يبقي هناك فكر وعلم غير الوهابية وهذه الكتب بالآلاف من أهم تراث الإسلام.
وفي عصرنا الحاضر ونحن في القرن 21 يمنع الوهابيون أي كتاب أو أي عالم مسلم أو مفكر إسلامي حتى لو كان شيخ الأزهر من التدريس أو الوعظ والإرشاد في أرض الحجاز سواء في المدينة أو مكة ولا يسمحون لأي مسلم مهما أوتي من العلم إلا لو كان وهابيا . ليس هذا فقط بل يشترط أن يكون نجديا . وهذا ما جعل الكثير من الدول الإسلامية تطالب تدويل أو أسلمة الحكم في الحجاز أي جعله تابعا لجميع الدول المسلمة وليس للدولة الوهابية وحدها !!
وقبل عصر الوهابية لم يعرف المسلمون هذا النوع من العنصرية والانغلاق. بل كانت أرض الحجاز دائما قبلة للعلماء المسلمين من كل صوب . وكل جامعة في العالم الإسلامي بل وكل مذهب وطائفة ليدلوا برأيهم وعلمهم في قضايا العالم الإسلامي ومنهم جميع رواة الحديث مثل البخاري ومسلم. وفي الأزهر كان يدرس مذهب الشيعة والسنة في وقت واحد دون أي تمييز بينهما ودون أي تفضيل أو تجريح وكانت مصر كلها شيعة في العهد الفاطمي ثم تحولت إلى سنة بهدوء وبدون معارك .
وكان محمد بن عبد الوهاب يزدري بالسلف (4) والأئمة السابقين مثل ابن حنبل وابن حنيفة والشافعي ويذكر هنفر عنه في مذكراته قوله : " إنني أكثر من بن حنيفة علما وأكثر فهما وأن نصف كتاب البخاري باطل وموضوع " ثم يعلق (همفر) " عندما التمست فيه هذا الغرور الجاهل وجدت فيه ضالتي لتمزيق الإسلام وزرع الفتن بين المسلمين فبدأت انفخ فيه باستمرار وأؤكد له أنه أكثر موهبة وذكاء من على وعمر وأن الرسول لو كان في عصرنا لاختاره خليفة له دونهما ".
ومن التمثيليات العجيبة التي يرويها ( همفر ) أنه دخل عليه في مجلسه وحوله حشد من أتباعه وحزبه وهو يبكي فاستغربوا جميعا لذلك وقالوا له ما يبكيك يا عبد الله؟. فقال لهم رأيت رؤيا أن رسول الله كان جالسا في مجلسكم هذا وأن الشيخ عبد الوهاب قد دخل عليه فقام له إكبارا واحتراما ورحب به ترحيبا لم نره على أحد !! وقال للجميع: هذا هو خليفتي على المسلمين جميعا وعليكم جميعا بطاعته. ولو كان بعدي لأوصيت له بالخلافة بدلا من أبي بكر وعمر. فقد أتاه الله الحكمة والعدل " وهنا أخذ عبد الوهاب يصيح " الله أكبر الله اكبر.. هذه رؤيا صادقة أراكها الله يا عبد الله جزاء على إسلامك " وأخذوا جميعا يسألونه عن شكل الرسول كما رآه في منامه وكان يحفظ هذه الصفات كما قرأها في الكتب فصدقوه وأخذوا يقبلونه . وإمعانا في التضليل والتمثيل أخذ ( همفر ) يصيح فيهم قائلا :
" نأمل جميعا في تجديد الإسلام على يدى بن عبد الوهاب فهو المنقذ الوحيد في انتشال الإسلام من هذه السقطة "
بهذا النفخ المستمر أخذ يغير في الكثير من تعاليم الإسلام وفي الفتاوى والمفاهيم.. بل سمح لأتباعه بأن يفسروا القرآن كما يشاؤون وهم جميعا لم يتجاوزوا في تعليمهم مرحلة الكتاب ".
وأخطر ما فعله الوهابيون لتمزيق الإسلام هو بث الفتنة والوقيعة بين طوائف المسلمين وخاصة بين الشيعة والسنة وهو ما نرى أثاره اليوم من مذابح مستمرة في مساجد العراق وباكستان وأفغانستان . وقد بلغ الأمر إلى تمويل عمليات القتل والتفجيرات بأموال الزكاة والبترول، أيضا تمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة بالمال لقتل السياح المسالمين .. ومساعدتهم على جمع السلاح وعلى مظاهر التطرف المضللة .. مثل لبس النقاب.
ولكن الأخطر من هذا كله هو تشويه الإسلام من الداخل بالتفسير الجاهل والمضلل للقرآن ثم هناك كارثة الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي يحيونها ويستشهدون بها في كل مناسبة .
ومن أشد الوهابيين جرأة وافتراء على الإسلام والمسلمين المفتي الحالي وإمام الوهابية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ (5) وقد ذكرنا فتواه بأن الفدائي الفلسطيني الذي يفجر نفسه في العدو الإسرائيلي لا يدخل الجنة بل مصيره إلى جهنم . وأثناء حرب لبنان الأخيرة وعندما قرر العالم الإسلامي التبرع لمساعدة حزب الله لموقفه البطولي في مواجهة العدوان الإسرائيلي أعلن الشيخ ابن جبرين أن الشيعة كفار ويجب عدم مساعدتهم مما أغضب المسلمين جميعا من هذه الأكاذيب واتهمه الكثيرون بالعمالة لأمريكا.
وفي حديث سابق (6) ذكرنا تفاصيل الفكر الوهابي كما علمهم المستر همفر ووزارة المستعمرات البريطانية ويطبقونه بأمانة حتى يظل الإسلام والمسلمون في بوتقة التخلف والفرقة لا يخرجون منها .
فمن فتاويهم الجاهلة أن الإسلام ضد الديموقراطية ويؤيد حكم الفرد وأن البنوك حرام وأموالها ربا . وأن السياحة حرام ودم السائح حلال وأن الحضارة الغربية حرام وجميع انجازاتها والاختراعات الحديثة حرام ، فالتليفزيون والسينما حرام . والتمثيل والمسرح حرام وجميع الفنون الجميلة كالموسيقي والغناء والرسم والتصوير والتماثيل حرام وللأسف الشديد منذ ظهور البترول في البلاد أصبحت الصدقات والزكاة وهي أموال بالبلايين تؤول إلى الوهابيين بأمل أن يوجهوها إلى المشروعات الخيرية في العالم الإسلامي كبناء المدارس والجامعات ودور الإيواء وإنقاذ فقراء المسلمين في أنحاء العالم . ولكنهم بدلا من ذلك حولوها إلى الدعاية للوهابية فطبعوا فتاويهم وافكارهم المتخلفة في كتيبات صغيرة وفي شرائط صوتية توزع بالمجان في أنحاء العالم وفي الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا . وهي كلها أفكار من السذاجة والبدائية بحيث تجعل دول أوروبا يسخرون من دين الإسلام وحتى من رسول الإسلام ، وما الرسوم الساخرة التي ظهرت في الجرائد الأوروبية إلا نتيجة لهذا الفكر الوهابي.
وبدلا من البناء والتعمير والصناعة ومساعدة الدول المسلمة المستعمرة المطحونة أصبحوا يتبنون الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تدين بمبادئهم وفي مقدمتهم الجماعات الإرهابية التي انتشرت في كل دولة إسلامية ولا عمل لها إلا قتل السياح وقتل الأبرياء وأهل الذمة ووضع المتفجرات في مساجد الشيعة .
المراجع :
1- شبكة الانترنت Www.google.Memories of Mr Hampher
2- الوهابية ومذكرات مستر هنفر ( الترجمة العربية ... المؤلف سامي قاسم أمين : الناشر مدبولي .
3- نصيحة إلى إخواننا علماء نجد : المؤلف يوسف هاشم الرفاعي الناشر دار المقطم للنشر والتوزيع .
4- فتنة الوهابية تصدرها مشيخة الطريقة العازمية ت : 23601030
5- جريدة الأهرام : شهر يوليو سنة 2006
6- فتاوى ومفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين : د. أحمد شوقي الفنجري ص 131 دار مدبولي .
(2)
المذهب الوهابي
والدعوة إلى التخلف
حسب توجيهات وزارة المستعمرات البريطانية
فقهاء البادية
هذا اصطلاح مهذب ... أطلقه الشيخ محمد الغزالي على بعض فقهاء البدو وهم الشيخ ابن باز وجماعته الوهابيون عندما يئس من التفاهم معهم ولم يستطع إقناعهم بخطأ تفكيرهم ... فهذه الجماعة من "فقهاء البادية" لم يدرسوا الإسلام في أية كلية أو معهد ديني لأن هذه الكليات لم تكن قد أنشئت بعد، وكل دراستهم هي مرحلة (الكٌّتاب) لحفظ القرآن، ومع ذلك فقد وصلوا إلى أعلى المناصب الدينية، وأصبحوا يسيطرون على كل جوانب الحياة في المجتمع الإسلامي والخليجي وخاصة في تعليم الأجيال الجديدة وفي الاقتصاد وفي شئون المرأة وفي السلوك الاجتماعي.
ولعدم وجود خلفية علمية أو دراسة عالية للإسلام لديهم، فهم يمزجون بين الدين وعادات وتقاليد البادية والمجتمع البدوي الذي يختلف عن أي مجتمع معاصر بأنه يميل إلى الانغلاق عن الحضارة الحديثة والحياة العصرية، وأنه يرفض أي تغيير اجتماعي يختلف عن حياة البادية ونظامها وتقاليدها، وأنه يرفض التعلم من علوم الغرب أو الاستفادة منها، وأنه يحرص بشدة على عزل المرأة عن المجتمع والعلم والحياة، وأخطر ما فيه أنهم يفسرون الدين والقرآن حسب هذه التقاليد الموروثة.
وللأسف الشديد أن هذا الفكر البدائي المنحرف أصبح اليوم هو الغالب على العالم الإسلامي وهو السبب في تخلف الأمة الإسلامية، فعامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ينظرون إلى هذه المنطقة على أنها منبع الإسلام وأنها القدوة والمثل الأعلى لتطبيق تعاليمه، والشعوب الإسلامية اليوم فيها 75% أميون لا يقرأون ولا يكتبون، وهم لا يميزون بين تعاليم الإسلام يوم أنزلت على رسول الله (ص)، ويوم قادت هذه الأمة إلى المجد وإلى العزة والكرامة والقوة والعدل، وبين ما يطبق اليوم في العالم الإسلامي والذي أدى إلى هذا التدهور والضعف والمهانة والتخلف عن جميع شعوب الأرض.
وقد زاد من انتشار هذا الفكر البدوي وسيطرته استغلالهم لأموال البترول التي تقدمها لهم الحكومة بالبلايين لخدمة الإسلام، فيأمرون بطبع فتاواهم وأفكارهم في كتيبات صغيرة لا يزيد حجم الكتاب منها على كف اليد أو أقل، ويوزع على مكتبات العالم العربي والإسلامي بالمجان أو بسعر رمزي وكأنها قرآن منزل، وتوزع على الباعة المتجولين وعلى أبواب المساجد وعلى أرصفة الطريق، بل إني وجدت الكثير منها في الأحياء الإسلامية في كندا وأمريكا حيث يبيعها بعض الشباب الأفارقة المسلمين الذين لا يعرفون ما فيها أو مضمونها من أفكار بدائية وأخطاء عن الإسلام.
ولكنهم يتصورون أنهم بذلك يخدمون دين الله ويدعون الناس إليه، هذا إلى جانب الآلاف بل الملايين من الأشرطة الدينية بخطب قادة الوهابيين والتي يقتنيها تلاميذ المدارس في مصر والعالم الإسلامي كله لرخصها وتوزع على المساجد مجاناً، فإذا قرأت هذه الكتب أو استمعت إلى الأشرطة تجدها كلها تتناول القشور البعيدة عن صلب الدين ولا يوجد فيها أي علم نافع أو قضية مهمة وهذا ملخص لأفكارهم وتعاليمهم.
(1) رفض الحضارة الغربية:
بكل ما فيها من إنجازات في كل مجالات الحياة وما ابتكرته من اختراعات رائعة تسهل الحياة على الإنسان المعاصر، وهذا ما يجعلهم في صراع دائم مع الحكومة السعودية، وفي هذا يقول الدكتور محمد أبو الإسعاد في كتابه "الوهابية والغزو بالتخلف" دار طيبة للنشر "لقد وقفت الوهابية موقفاً معادياً من الحضارة الحديثة ومنتجات العقل الإنساني، فكانوا يرفضون المخترعات الحديثة ويرون أن جهاز اللاسلكي هو العفريت الذي تكلمت عنه الأساطير، والراديو والسيارة والتليفزيون من أعمال السحر التي اخترعها الشيطان ليضلل المسلمين عن دينهم، وكانوا يطلقون على الدراجة حصان إبليس، كما كانوا يرفضون الأسلحة الحديثة من مدرعات ومصفحات ويتمسكون بالخنجر والسيف والبندقية القديمة، ويعتقدون أنه بفضل الإيمان يمكن لهذه الأسلحة البدائية أن تتغلب على أسلحة الغرب الحديثة.
(2) والوهابيون أول من ابتدع فتنة تكفير المسلم:
فقد اعتبروا أنهم دون غيرهم من المذاهب والشعوب الإسلامية المجاورة لهم الذين يمثلون الإسلام الصحيح، وكل من لا يؤمن بمبادئهم لا يكون مسلماً بل كافراً ولابد من الجهاد ضدهم ويحل دمهم ومالهم ونساؤهم لهم، ويفسر المحللون هذا الاتجاه المنحرف من الوهابيين أنه من الطبيعة الأولى للبدو في الجاهلية الذين كانوا يعيشون على الغزو والقتال للحصول على الغنائم والسبي، ولكنهم طوروها إلى نوع من الجهاد في الإسلام. وقد أمدتهم وزارة المستعمرات بالسلاح وكونوا جيشاً من 20 ألف بدوى .
(3) والوهابيون ينظرون إلى المرأة:
كما كان بدو الجاهلية يعاملونها، فهي مخلوق من الدرجة الثانية، خلقت للنسل وشهوة الرجل، ولابد من إخفائها عن المجتمع وعن أعين الرجال في خيمة سوداء لا تظهر منها حتى أظافرها وعيونها، وإذا لمست يدها يد الرجل للسلام العادي اعتبرت زانية.
(4) وهم يحرمون كل متعة:
وفن في الحياة ... فالموسيقى والغناء حرام، والتمثيل حرام، والسينما والتليفزيون حرام، والصورة والتمثال حرام.
وهذه الأفكار المتطرفة والفتاوى الخاطئة البعيدة عن أصول الإسلام وتعاليمه تجعلهم دائماً في صراع مع الحكومة السعودية ومع أهل العلم والعقل في الدولة والوزراء المسئولين والمنفذين.
من ذلك عندما أرادت الدولة أن تضع صورة الملك على العملة وصورة كل مواطن على جواز السفر وعلى البطاقة الشخصية، وعندما أرادت إدخال التليفون ثم التليفزيون ثم القنوات الفضائية، وعندما تقرر تعليم المرأة رغم أنوفهم مما جعل الأمراء والوزراء يعلنون "نحن لسنا وهابيين ولكننا مسلمون".
وكان الملك فيصل شديد الذكاء واسع الحيلة، ومن الطرائف التي تروى عنه عندما اعترضوا على إدخال التليفزيون في المملكة، أنه دعاهم إلى وليمة في قصره وسألهم لماذا يعترضون على التليفزيون قالوا: إنّه بدعة غربية كافرة، وعند خروجهم من الوليمة لم يجدوا سياراتهم الفاخرة بانتظارهم، وقيل لهم أن الملك أمر بسحبها، فعادوا إليه يسألونه فقال لهم: إن السيارة كالتليفزيون بدعة كافرة وهكذا اضطرهم إلى الموافقة على إدخال التليفزيون.
وختاماً ... أحب أن أنبه الحكام والمسئولين في العالم العربي والإسلامي إلى خطر هذه الأفكار المستوردة والمبادئ المتخلفة على مستقبل بلادهم وأمنها وسلامتها.
ويكفي دليلاً على ذلك الحادث الإرهابي الأخير في حي الأزهر الشريف، ثم فى حى الحسين والذي فجر فيه طالب في كلية الهندسة نفسه في مجموعة من السياح وقتل الكثيرين وجرح العشرات ؛ فقد اكتشفت الشرطة في بيته مجموعة من كتيبات ابن باز وأنه يدين بالفكر الوهابي المخرب الذي يعتبر السياح كفاراً والتليفزيون والصورة حراماً وكان يلزم أهله بالنقاب ويمنعهم من فتح التليفزيون أو الاختلاط بالمجتمع.
وهذا الشاب نموذج لألوف غيره من المضللين وما لم يتنبه المسئولون في العالم الإسلامي كله إلى هذا (الغزو بالتخلف) فسوف ندفع الثمن غالياً.
والذي أراه أن لا نمنع تدفق الأموال بل نمنع تدفق الأفكار، ويجب أن يكون هناك اتفاق مع الحكومة السعودية لتنظيم المعونات وأموال الزكاة والمخصصات لبناء المساجد وتحسينها بشكل رسمي منظم بدلاً من توزيعها بمعرفة الجماعة الوهابية التي توصلها إلى كل من يتبنى فكرهم ومبادئهم وإلى الجماعات المتطرفة والإرهابية.
عناصر التخلف والإعاقة في العالم الإسلامي
يقول رسول الله (ص): "آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر ، وإمام جائر، ومجتهد جاهل".
وفي مرحلة التخلف التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم نجد أن هذه العناصر الثلاثة متوفرة بكل أنواعها،/ وفي هذه العجالة السريعة سوف أضرب الأمثلة بثلاثة من رجال الدين المعاصرين الذين كانوا بأفكارهم وفتاواهم وأحكامهم أصحاب الدور الرئيسي في تخلف المسلمين في العصر الحاضر، وهم أبو الأعلى المودودي، والشيخ عبد العزيز بن باز والملا محمد عمر حاكم أفغانستان.
فالمودودي: صاحب الدعوة إلى نبذ الديمقراطية وإلى الحكم الثيوقراطي أي حكم رجال الدين، وهو صاحب الدعوة إلى الحجر على المرأة وعدم خروجها من البيت إلا إلى القبر، وأفكاره قد ضللت جيلاً كاملاً من الشباب والجماعات المتطرفة.
أما الشيخ عبد العزيز بن باز: فقد كان يمثل الفكر الوهابي المنحرف في أشد صوره التي ذكرناها، فالبنوك حرام والسياحة حرام والاختلاط حرام وكل الفنون حرام، والمرأة تعامل معاملة الأَمة.
ورغم المناصب الكبيرة التي كان يسيطر عليها ويتحكم فيها ابتداء من رئاسة لجان الفتوى وأموال الزكاة والصدقات بالملايين فهو رجل أمي لا يكتب ولا يقرأ لأنه أصيب بالعمى منذ الطفولة ولم يتعد تعليمه سوى مرحلة الكُّتاب ولم يلتحق بأية مدرسة، ولكنه بفضل أموال البترول كان يسيطر على العالم الإسلامي كله وعلى الجماعات الإسلامية في كل دولة وعلى الكثيرين من رجال الدين والفتوى في كل بلد إسلامي.
والنموذج الثالث: هو الملا محمد عمر: أمير المؤمنين الأفغاني الذي كان ينفذ فتاواه الجاهلة بالسيف والسياط وبالمدافع والصواريخ.
(3)
الوهابية خطر على الأمن والعلم والتقدم
فى العالم الإسلامى كله
* الوهابية تغزو مصر بأموال البترول وليس بالفكر السليم وتجند الشباب الفقير وغير المتعلم للتطرف والإرهاب .
* دار الفتوى السعودية تطالب الشباب بهدم الكنائس وتكفير المسيحيين.
* قصة المرأة التى حكموا عليها بالجلد 200 جلدة بغير ذنب.
* والطبيب المسلم الذى حكموا عليه ب 80 جلدة لأنه قدم شكوى تظلم.
الحركة الوهابية وراء انتشار النقاب والعنف والتخلف
فى العالم الإسلامى
نبدأ الحديث بقصة أغرب من الخيال .. وما كان أحد يتصور وقوعها فى أرض الحجاز .. منبت النبوة ودعوة الإسلام .. لولا أنها قد نشرت وعرفها العالم كله .. وأصبحت حديث جميع محطات التليفزيون والإذاعة فى أوروبا وأمريكا وشبكة الانترنت .. واهتمت بها أجهزة الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان .
واتصلت سفارات أمريكا والاتحاد الأوروبى بالملك السعودى وطلبت منه شخصياً التدخل لإنهاء هذه المأساة ووقف الظلم والعدوان على كرامة الإنسان فأصدر الملك أوامره إلى قادة الوهابيين بالتوقف فى الحال !! .
فهذه سيدة شابة فى 29 من عمرها وهى من أصل عراقى متزوجة من رجل سعودى ثرى . له عدة زوجات غيرها وله سلطة ونفوذ كبير فى المملكة ، وحدث الخلاف بينها والزوج فإذا به يطردها من البيت دون أى حق أو مال أو ملابس ، وهى مقطوعة عن أهلها فلم تجد أمامها غير قسم الشرطة تلجأ إليه وتشكو من الظلم ! .
وعند اتصال الشرطة بالزوج تبرأ منها وطلب منهم حبسها فى السجن لعصيانه وحثهم على ضربها وإهانتها .. واستمر سجنها 6 أشهر دون تهمة ثم أخذ البعض يغتصبونها وهى فى السجن حتى بلغت عدد مرات الاغتصاب 14 مرة .. وعندما خرجت من السجن اتصلت بمحامى جمعية حقوق الإنسان وهو سعودى وأثناء كتابة التوكيل للمحامى هاجمتها الشرطة مرة أخرى وأخذتها إلى المحكمة الوهابية التى حكمت على المرأة بالجلد 80 جلدة بتهمة الجلوس فى خلوة مع رجل غريب وحكمت على المحامى بسحب رخصة المحاماة ومنعه من مزاولة مهنته.
وهكذا لم تجد المرأة والمحامى أمامهما مفراً للخلاص سوى اللجوء إلى السفارات الأجنبية وبالذات السفارة الأمريكية وسفارة الاتحاد الأوروبى الذين نشروا الخبر بعد التحقق منه على العالم كله وأصبح حديثاً فى جميع محطات التليفزيون والإذاعات وصحافة العالم ، فماذا فعل الوهابيون ، فمن طبيعة الإنسان الجاهل العناد وعدم الحكمة .. فأصدروا أمراً جديداً على المرأة المسكينة بالجلد 200 جلدة بتهمة الكذب والإساءة إلى المملكة العربية السعودية فى الخارج .. وهذا معناه القتل أثناء التعذيب لأن جسم الأنثى ضعيف لن يحتمل كل هذا العذاب ويشاء حظهم العاثر أن يعلم الرئيس الأمريكى فى الحال ويتصل فى الحال بالملك ويطلب منه بحسم إيقاف كل هذه المهزلة وأن يصدر عفواً عن المرأة والمحامى وعدم التصدى لهما !!
كان هذا نموذج للفكر الوهابى الذى يحكم العالم الإسلامى كله اليوم ومن يتابع تاريخهم منذ نشأة الدعوة سوف يجد أنهم جميعاً قوم جهلة .. فأكبر شيخ فيهم لم يزد تعليمه عن مرحلة (الكتاب) لحفظ القرآن وأكثرهم يحفظ دون علم أو فهم ويكون أمياً مثل الشيخ بن باز والشيخ ابن عثيمين، ومع ذلك يطلقون على أنفسهم صفة العلماء أو الفقهاء وأصحاب المقام الرفيع ، وقد أعماهم وأضلهم المال الغزير الذى تقدمه لهم الحكومة تحت اسم زكاة البترول ، وكان الهدف أولاً منه هو نشر الدعوة الإسلامية المستنيرة ، وإغاثة المسلمين فى المناطق الموبوءة والضعيفة . وبناء المساكن والمدارس والمستشفيات ومعاهد الأيتام ومع زيادة سعر البترول فقد أصبحت هذه الأموال بملايين من الدولارات ولكنهم للأسف حولوها إلى الدعاية للمذهب الوهابى واستقطاب الجماعات الجاهلة مثلهم الذين لا يعلمون من الإسلام إلا أنه دين اللحية والجلباب والنقاب والحجاب ، والتطرف فى هذه المظاهر البعيدة عن جوهر الإسلام ، ويقدمون لهم الرواتب والمعونات ويبعثون لهم بملايين النشرات والكتب الوهابية المجانية ويرفعون باسمهم القضايا أمام المحاكم ضد من يمنع النقاب واللحية والجلباب ، ولمزيد من العلم فى هذه المسألة راجع كتابنا " مفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين " – الناشر مكتبة مدبولى – ص 37 بعنوان "فقهاء البدو " .
النقاب الوهابى :
لقد انتشر النقاب الوهابى فى جميع أنحاء العالم العربى وخاصة فى مصر وسوريا والأردن وبلغت الفوضى أن أصبحت الممرضات فى مصر يلبسنه مع الملابس السوداء والقفاز الأسود فى المستشفيات والعيادات وهو أمر خطير وضار بالصحة ، فالصحة العالمية تقرر أن لبس الممرضة يجب أن يكون الأبيض مع كشف الوجه واليدين ، وقد ذكرنا ما فعلته المنقبات فى لندن وباريس وأيضاً دور التعليم فى مصر حتى الجامعة الأمريكية حيث أصرت إحداهن التى أقنعها الوهابيون على التدريس فى الجامعة الأمريكية وهى ترتدى النقاب حسب التعاليم الوهابية واتفقت مع الوهابيين أن يرفعوا لها القضية تلو القضية حين منعتها الجامعة ولم تستطع أن تدعى أن هذا النقاب من أوامر الدين لأنه ليس كذلك والدين برىء منه ولكنها ادعت أنه حرية شخصية ، وقد حرمه الرسول ومنعه فى أقدس الأماكن فى الحج والعمرة . وقال صلى الله عليه وسلم (لا تنقب المحرمة ولا تلبس القفازين) .
وكنت أتمنى من وزارة الصحة أن تمنع المنقبات من العمل فى الوزارة والمستشفيات بالأمر ولكن يبدو أن الخوف من الوهابية وأموالهم أصبح يسيطر على الحكم فى مصر والعالم الإسلامى كله وهذه مرحلة خطيرة على مستقبل الإسلام .
التفرقة العنصرية :
ذكرنا فيما سبق أن المذهب الوهابى قد وضعته وزارة المستعمرات البريطانية عندما أرادوا تشويه دين الإسلام حتى يسهل عليهم استعمار العالم الإسلامى ، ومن أهم عناصر هذا التشويه هو التفرقة العنصرية بين مختلف شعوب المسلمين حتى تتمزق أوصالهم وتنقطع صلة الأخوة فى الدين بينهم ، فالسعودى مواطن درجة أولى وغيره من المسلمين درجة ثانية فى الحقوق والواجبات بل والآدمية أيضاً ، إلى حد أنهم يجلدون من يتجرأ على الشكوى من أى سعودى يعتدى عليه !! وهذه قصة معروفة وأعلنت فى جميع وسائل الإعلام بالعالم !! وهى قضية الطبيب العربى الذى جاءه ابنه يشكو أن ناظر المدرسة الابتدائية وهو سعودى قد أغلق عليه الغرفة ثم حاول اغتصابه جنسياً ، وتقدم الأب الطبيب إلى وزارة التعليم بشكوى مكتوبة وطلب التحقيق فحولت الشكوى كالعادة إلى الجماعة الوهابية الذين رأوا أن هذه الشكوى تمس رجلاً سعودياً من عائلة كبيرة .. فأصدروا بياناً بتكذيب الأب الطبيب العربى واتهموه بأنه يحاول الإساءة وتشويه سمعة مواطن سعودى ، ولم يكتفوا بهذا بل أصدروا حكما عليه بالجلد 80 جلدة بتهمة الكذب والتلفيق .. ولم يكتفوا بهذا .. بل قرروا طرده من المملكة دون أن يأخذ حقوقه ومكافأته لدى الدولة .. قارن هذا بما حدث فى صدر الإسلام عندما اعتدى ابن عمرو ابن العاص فاتح مصر على شاب مصرى وضربه فاستدعى عمر بن الخطاب عمرو وابنه من مصر واقتص من الأب والإبن فشتان الفارق بين الإسلام الذى يساوى بين الناس بالعدل وبين العنصرية الوهابية ، وهذه أمثلة قليلة اعتبرناها كنموذج للفكر الوهابى .. وهى تحدث كل يوم الآن ولا تجد رادعاً إلا أن تتدخل منظمة حقوق الإنسان فى أمريكا أو تتدخل السفارة الأمريكية ويتدخل الاتحاد الأوروبى .. والخاسر دائماً هو الإسلام وتهتز صورته فى العالم .
الدعوة إلى هدم الكنائس وتكفير أهل الكتاب :
الفكر الوهابى الجاهل لا يفرق بين المشركين والكفار وبين أهل الكتاب رغم أن القرآن منذ نزوله قد فرق تفريقاً قاطعاً وواضحاً بين الاثنين واعتبر أن اليهود والنصارى أصحاب رسالة سماوية من الله ، والمشرعون الأولون يسمونهم أهل الذمة ، أى أنهم فى ذمة وحماية الحكومة المسلمة والشعب المسلم ، وطالما لا يأذون المسلمين ولا يظاهرون عليهم أو يخرجوهم من ديارهم فلهم ما للمسلم من حقوق وواجبات فى الوطن الواحد .
وللأسف الشديد فإن فقهاء البدو الوهابيين قد اجتمعوا جميعاً باسم إدارة البحوث العلمية والفتاوى السعودية وأصدروا بياناً رهيباً من (2) 44 صفحة يطالب بثلاثة أمور : أولها وقف أى حوار أو تفاهم أو لقاء بين المسلمين والعالم المسيحى وزعموا أن من لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر ، والثانية تحريم بناء الكنائس وهدم الموجود منها بالبلاد الإسلامية ، والثالثة التصدى لدعوة التنصير التى يقوم بها الغرب فى العالم ، وقد طبع هذا الكتاب (القنبلة) كما أطلقت عليه الصحافة العالمية ووزعت منه عدة ملايين من النسخ الأنيقة جداً وبالمجان فى أنحاء العالم .
وهذا الكتاب قد أثار أزمة كبيرة بين السعودية وأمريكا وبينها وبين الاتحاد الأوروبى واتهموا السعودية بأنها تصدر الإرهاب واحتجت عليه الجاليات الإسلامية فى الغرب لأنه آثار العداوة والتحيز وقطع الرزق لهم وخدم الإسرائيليين فى العالم كله خدمة ما كانوا يحلمون بها .
والعجيب أن يكون هذا الكتاب رداً على الجماعات الإسلامية المستنيرة التى بدأت تقيم الحوار والتفاهم والزيارات بينهم وبين المستنيرين فى العالم المسيحى لوقف التوتر وحملات الشك وأول هؤلاء ملك المملكة العربية السعودية الذى وعد أن يزور بابا الفاتيكان وأيضاً شيخ الأزهر السابق ومجموعة من علماء المسلمين المستنيرين .
وختاماً نقول :
إن الدعوة الوهابية منذ تكوينها على يد الشيخ عبد الوهاب تحمل بذرة الخراب والتفكك والتخلف للإسلام والمسلمين .
أولاً : إننا يجب أن نفرق بين الحكومة السعودية والشعب السعودى المسلم الخير والذين نكن لهما كل تقدير واحترام !! وبين الحركة الوهابية المنحرفة والإرهابية وأن نكشف حقيقة الوهابية التى تسىء إلى الإسلام وإلى الحكومة السعودية نفسها وشتان الفارق بين الاثنين !
ثانياً : إن الوهابية تحكم الناس بالسوط وتجرهم إلى الصلاة بالعصا وهذا أسلوب فاشل للحكم ويتنافى مع تعاليم الإسلام ومع كرامة المسلم ويزرع الكراهية والخوف بينما الإسلام يحكم بالمحبة والعدل بين الناس والمشاركة فى خيرات البلاد وبهذا وحده نضمن الطاعة والولاء والدوام!.
ثالثاً : إن المعونات النقدية للعالم الإسلامى هى فريضة إسلامية خيرة ولكن يجب أن توضع فى موضعها الصحيح وفى مشروعات بناءه ونافعة وليس فى الدعاية للوهابية " وأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض " .
1 – راجع بيان الانترنت المرفق صورة منه
Lashing.women,in,soudi,arabia
Rape victim sentenced to 200 lashes and six months jail special ..
Ajudge in Saudi Arabia has ordered a victim of gang rape to receive 200 lashes .. lehem is known in Saudi Arabia for his work defending women`s rights ,, https://www.guardian.co.uk/saudi/story.0.2212583.00.html
2 – راجع كتابنا " مفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين " – الناشر مدبولى – ص 37 – بعنوان فقهاء البادية .
3 – راجع الدراسة حول النقاب ص274
4 – راجع موضوع النقاب فى لندن وباريس
5 – راجع موضوع الجاسوس البريطانى همفر ص340 ودوره فى إفشاء الوهابية وتشويه الإسلام .
6 – جريدة صوت الأمة 19 نوفمبر 2007 بعنوان " نص كتاب علماء الدين السعوديين الذى أثار أزمة بين السعودية وأمريكا لأنه أفتى بتكفير المسيحيين ودعا إلى هدم كنائسهم .
* * * *
(4)
مصر والغزو بالتخلف
معارك النقاب والحجاب واللحية والجلباب فى دور العلم والمحاكم ومجلس النواب
- لاشك أن مصر هى القلب النابض والمستنير للعالم الإسلامى كله .
- وأمن مصر وسلامتها ونهضتها .. هى أمن وسلامة ونهضة للمسلمين جميعاً !!
- وأى محنة أو نكسة تصيب مصر لا قدر الله .. تعم على المسلمين جميعاً !!
- والشعوب الإسلامية كلها .. فى آسيا وإفريقيا تتجه إلى مصر والأزهر لتلقى علوم الدين ابتداء من مسلمى أندونيسيا والصين وماليزيا وباكستان .. إلى شعوب المغرب العربى وإفريقيا.. والشعب المصرى قد حباه الله ميزة الوسطية والعقلانية فى كل حياته .. الوسطية فى الدين والوسطية فى السلوك والأخلاق وهذا هو خلق الإسلام (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) .
ولكن الذى يقلق الشعب المصرى اليوم .. ويقلق المفكرين .. ويقلق علماء الدين ورجال الأزهر ورجال القضاء هو دخول ظاهرة التطرف غير السليم بين بعض الشباب المصرى رجالاً ونساءً .. والتى تتمثل فى النقاب والحجاب .. واللحية والجلباب .
وأصبحت مصر اليوم مشغولة عن الحضارة والتكنولوجيا والعلوم الحديثة بقضايا تافهة وجانبية وهامشية .. وكل يوم نسمع ضجيجاً وتبادل ألفاظ جارحة وسباباً فى مجلس الشعب والجامعات ودور العلم ومكاتب الحكومة ، والخطر هنا يكمن بأن هذا التطرف دخيل على مصر .. ونتيجة لغزو الجماعة الوهابية المتطرفة .. والتى لا يهمها صالح المسلمين وصالح هذا البلد بقدر ما يهمها أن تستقطب فريقاً من الشباب المتدين للمذهب الوهابى بهدف أن يصبحوا تابعين لهم فى كل بلد إسلامى يتكلم باسمهم ويعتنق مبادئهم بل ويلبس ملابسهم التى تتمثل فى اللحية والجلباب .. والنقاب والحجاب .. فهم طابور خامس جديد .
وفى كتابى السابق بعنوان (فتاوى ومفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين) الناشر مدبولى ، ذكرت بالتفصيل انحرافات المذهب الوهابى وتحريفه للدين وبعده عن صحيح الإسلام ، مما يشكل خطراً على مصر والعالم الإسلامى كله .. وخطراً على الإسلام .
وأنهم يخلطون تعاليم الإسلام .. بين العلم والمنطق والنور بتقاليد البدو وخرافاتهم وتطرفهم.. ويستغلون أموال البترول فى شراء الجماعات الإسلامية .
النقاب أصبح شاغل الشباب :
كانت هذه مقدمة لابد منها ونحن نتحدث عن معركة النقاب ، التى أصبحت الشغل الشاغل لمصر كلها على مدى سنين طويلة ، بسبب القضايا التى يرفعها الوهابيون باسم البنات المنقبات وينفقون عليها بسخاء من أموال البترول .. فرفعوا القضايا على وزارة التعليم وعلى إدارة الجامعات . وعلى وزارة الثقافة وعلى وزارة الإعلام ، بل اشتروا بعض الجماعات الدينية لكى تتحدث باسمهم فى البرلمان وأصبحوا يصطادون الشباب المتدين فى المساجد ويشحنونهم بأفكارهم المتخلفة ويغرونهم بالمال والمساعدات ليجعلوهم يؤمنون بالمذهب الوهابى الذى يبدأ باللحية والجلباب ، والنقاب والحجاب ، ثم ينتهى بالمفاهيم الخاطئة والخرافات البدوية التى يخلطونها بالدين!
وقد أصبح لهم فى كل مسجد كبير دعاة وتلاميذ يتقاضون أجراً تحت اسم أموال الزكاة ولهم نساء منقبات فى خدمة دعوتهم .
وقد كانت بعض المحاكم تقبل حجتهم بأن النقاب من أوامر الإسلام وأن من يمنع النقاب فهو عدو للإسلام وعدو العفة والفضيلة .
وقد أدى ذلك إلى خوف كل مسئول فى الدولة من التصدى للنقاب وأصبحت أى منقبة تتقدم إلى أية وظيفة أو عمل فى الدولة تقبل فيها قبل الأخرى غير المنقبة .
وانتشر النقاب فى المعاهد والمصالح وأيضاً فى المستشفيات بين هيئة الممرضات .. وبدلا من الملابس النظيفة البيضاء والوجه المشرق المبتسم والأيدى النظيفة المكشوفة للتعقيم .. أصبحنا نرى فى بعض المستشفيات وخاصة الخيرية من تلبس السواد والنقاب والجلباب والكفوف السوداء الملوثة مما يعرض المرضى للخطر .
معركة النقاب فى مجلس النواب :
لقد بلغ الأمر أن بعض النواب فى المجالس النيابية وخاصة من الجماعات الدينية المتطرفة يهاجمون شيخ الأزهر ويهاجمون وزير التعليم ووزير الثقافة ووزير التعليم العالى بسبب رفضهم للنقاب فى دور العلم والعمل ويصفونهم بألفاظ نابية أنهم يعادون الإسلام .. وضد الفضيلة والعفة !! وكأنهم لا يعلمون أن النقاب ليس من أوامر الدين وأن الإسلام لم يأمر به !
وتبلغ حملة التضليل والسوء أن يقف نائب الإخوان المسلمين فى البرلمان فيهاجم وزير التعليم العالى بسبب منعه المنقبات من دخول الامتحان بالنقاب فيصفه بأنه (مجرد من الرحمة ولا يصلح وزيراً ويجب إقالته فوراً لأنه متعسف وليس لديه شفقة فى التعامل مع الآخرين) المصرى اليوم 7 فبراير 2001 ، وهذه محنة .. وإحدى علامات الغزو بالتخلف الذى أصبحت مصر وكثير من البلاد الإسلامية تعانى منه .. ونرد عليه بالآتى :