|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الجهة,المكان,الحد,الحيز ,وخزعبلات أخرى هنا تفنيدها
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-09-20, 22:23 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الجهة,المكان,الحد,الحيز ,وخزعبلات أخرى هنا تفنيدها
شبهات وإعتراضات حول صفة العلو والرد عليها:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: اعلم رحمك الله أنه ما من صاحب بدعة وهوى إلا وينتصر لباطله بشبهات وإعتراضات واهيات و إلزامات ,والنصوص الدالة على علو الله تعالى على خلقه ((لم يعاضرها قط صريح معقول,فضلا على أن يكون مقدما عليها,وإنما الذي يعارضها((جهليات))’و((ضلالات)) ,و((شبهات مكذوبات)),و((أوهام فاسدات)),وأن تلك الأسماء ليست مطابقة لمسماها,بل هي من جنس تسمية الأوثان((آلهة)) و((أربابا)),وتسمية ((مسيلمة الكذاب)) وأمثاله((أنبياء)) : ((إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى )) النجم23(1) ,مبناها على معاني متشابهة وألفاظ مجملة,فمتى وقع الاستفسار والبيان ظهر أن ما عارضها شبه سوفسطائية,لا براهين عقلية. قال ابن القيم رحمه الله : فأدلة الإثبات حقا لا يقوم ***لها الجبال وسائر الأكوان تنزيل رب العالمين ووحيه***مع فطرة الرحمن والبرهان أنى يعارضها كناسة هذه***الأذهان بالشبهات والهذيان وجعاجع وفراقع ما تحتها***إلا السراب لوارد ظمآن(2) وإن المشتغلين بعلم الكلام قد جعلوا أقوالهم التي ابتدعوها,أصول دينهم –وإن سموها((أصول العلم والدين))فهي(ترتيب الأصول في مخالفة الرسول والمعقول))-ومعتقدهم في رب العالمين هي المحكمة,وجعلوا قول الله ورسوله هو المتشابه الذي لا يستفاد منه علم ولا يقين,ثم ردوا تشابه الوحي إلى محكم كلامهم وقواعدهم. وهذا كما أحدثوه من الأصول التي نفوا بها صفات الرب جلا جلاله ,ونعوت كماله,ونفوا بها كلامه,وتكلميه,وعلو على عرشه,محكما,وجعلوا وجعلوا النصوص الدالة على خلاف تلك القواعد والأصول متشابهة يقضي بتلك القواعد عليها وترد النصوص إليها . وأما أهل العلم والإيمان فطريقهم عكس هذه الطريقة من كل وجه,يجعلون كلام الله ورسوله هو الأصل الذي يعتمد عليه,ويرد ما يتنازع الناس فيه إليه,فما وافقه كان حقا,وما خالفه كان باطلا,وإذا ورد عليهم لفظ مشتبه ليس في القرآن ولا في السنة ]كالحيز والجهة والمكان والجسم والحركة[ لم يتلقوه بالقبول,ولم يردوه بالإنكار حتى يستفصلوا قائله عن مراده,فإن كان حقا موافقا للعقل والنقل قبلوه,وإن كان باطلا مخالفا للعقل والنقل ردوه,ونصوص الوحي عندهم أعظم وأكبر في صدورهم من أن يقدموا عليها ألفاظ مجملة ,لها معاني مشتبهة (3). وهذا أصل مهم ,من تصوره وتدبره انتفع به غاية النفع وتخلص به من ضلال المتفلسفين,وحيرة المتكلمين,((وعرف حقيقة الأقوال الباطلة ,وما يلزمها من اللوازم ,وعرف الحق الذي دل عليه صحيح المنقول,وصريح المعقول لا سيما في هذه الأصول التي هي أصول كل الأصول,و الضالون فيها لما ضيعوا الأصول حرموا الوصول))(4) .والأصول اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم(5).كما قيل : أيها المتغذي لتطلب علما***كل علم عبد لعلم الرسول تطلب الفرع كي تصحح حكما***ثم أغفلت أصل الأصول(6). يتبع... (1)درء تعارض العقل والنقل(5/255-256) (2)الكافية الشافية ص154 (3) الصواعق(ص991-992). (4)مجموع الفتاوى(8/27) (5)مجموع الفتاوى(13/157). (6)مجموع الفتاوى(13/158).
|
||||
2010-09-20, 22:25 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
الرد المجمل على جميع الشبهات والاعتراضات : قد تبين مما تقدم أن شبهات المنكرين للعلو أو غيرها من الصفات الثابتة في الكتاب والسنة هي عبارة عن ألفاظ مجملة ولوازم باطلة ردو بها الآيات والأحاديث الصريحة ,فالرد عليهم من وجهين :الوجه الأول: إجمالي وهو أن يقال: إن الله أخبرنا بأنه مستو على عرشه، عال على خلقه، ونحن نصدقه فيما قال، ونؤمن بما أخبر، ونسكت عما وراء ذلك، ولا نخوض في تلك اللوازم المدعاة ولا نتكلم فيها، فإنها من جملة المسكوت عنه في الشرع؛ إذ لم يرد في الشرع نفي أو إثبات أن يكون الله جسماً، أو محدوداً، أو محصوراً، فالسكوت فيه سلامة للمرء في دينه واعتقاده . الوجه الثاني: تفصيلي وهو بأن نسأل عن تلك اللوازم، فنقول إن أردتم بالجسم ما هو قائم بذاته مستغن عن خلقه فذلك ما نثبته ونؤيده ونلتزم به مع عدم تسميتنا له جسماً لكونه لم يرد في الشرع وصفه بذلك، وإن أردتم بالجسم ما زعمتم أن كل طرف فيه محتاج للطرف الآخر فذلك مما نكره وننفيه، ولكننا لا نعتقد أن نفيه يلزم منه نفي العلو . بل نرى أن قولكم: أنه من لوازم القول بالعلو ما هو إلا بسبب تشبيهكم أولاً فأنتم شبهتم استواء الله على عرشه باستواء المخلوقين، فقلتم: كل مستو فهو جسم، والله ليس بجسم، فهو ليس بمستو والمقدمة باطلة وما ترتب عليها باطل، فالله ليس كمثله شيء، واستواؤه ليس كاستواء المخلوقين . يتبع....... |
|||
2010-09-20, 22:26 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
شبهة الجهة : |
|||
2010-09-20, 22:27 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
شبهة الحيز والمكان و الحد:
إذا عرفت الجواب عن الشبهة السابقة ( الجهة ) يسهل عليك فهم الجواب عن هذه الشبهة وهو أن يقال : إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو . فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ ) وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2 / 446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ((ومن قال بنفي المكان عن الله عن الله عز وجل فقد يراد بالمكان ما يحويه الشيء ويحيط به,وقد يراد به ما يستقر الشيء عليه بحيث يكون محتاجا إليه,وقد يراد به ما كان الشيء فوقه وإن لم يكن محتاجا إليه,وقد يراد به ما فوق العالم وإن لم يكن شيئا موجودا. فإن قيلوالله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان والله أكبر عرشه وسع السما والأرض والكرسي ذا الأركان وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران. هو في مكان بمعنى إحاطة غيره به وافتقاره إلى غيره فالله منزه عن الحاجة إلى الغير وإحاطة الغير به ونحو ذلك وإن أريد بالمكان ما فوق العالم وما هو الرب فوقه قيل إذا لم يكن إلا خالق أو مخلوق والخالق بائن من المخلوق كان هو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وإذا قال القائل هو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه فهذا المعنى حق سواء سميت ذلك مكانا أو لم تسمه وإذا عرف المقصود فمذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة وهو القول المطابق لصحيح المنقول وصريح المعقول))(1). وقال رحمه الله((وحقيقة الأمر في المعنى أن ينظر في المقصود ,فمن اعتقد أن المكان لا يكون إلا ما يفتقر إليه المتمكن,سواء كان محيطا به,أو كان تحته,فمعلوم أن الله سبحانه ليس في مكان بهذا الإعتبار ,ومن اعتقد أن العرش هو المكان,وأن الله فوقه,مع غناه عنه ,فلا ريب أنه في مكان بهذا الإعتبار. فمما يجب نفيه بلا ريب افتقار الله تعالى إلى ما سواه,فإنه سبحانه غني عن ما سواه,وكل شيء فقير إليه ,فلا يجوز أن يوصف بصفة تتضمن افتقاره إلى ما سواه))(2). الحيز: وما قيل في المكان يقال في الحيز((إن أراد بقوله متحيز أن المخلوقات تحوزه وتحيط به ,وليس هو بقدرته يحمل عرشه وحملته,وليس هو العلي الأعلى الكبير العظيم الذي لا تدركه الأبصار,فقد أخطأ.وإن أراد بأنه منحاز عن المخلوقات مباين لها عال عليها فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه فقد أصاب.ومن قال : ليس متحيز ,إن أراد المخلوقات لا تحوزه فقد أصاب.وإن أراد ليس ببائن عنها بل هو لا داخل فيها ولا خارج عنها فقد أخطأ.))(3) الحد: وكذلك يقال في الحد فتقول:ما المراد من قولكم ( الحد ) , و ( المحدود ) ؟ فإن كنتم تعنون أن المراد من الحد والمحدود : أن يكون الله تعالى محبوساً محاطاً , فهذا منفي عن الله تعالى بلاريب ولكن لا يلزم من قولنا ( إن الله فوق العالم بائن عنه ) أن الله محدود محبوس محاط . فإن الله تعالى وهو المدبر وهو الرب الخالق للخلق والكون , على هذا المعنى يحمل قول من نفي ( الحد ) عن الله تعالى من بعض السلف( 4) . وإن كنتم تعنون بالحد والمحدود : أن الله تعالى متميز عن الخلق بائن عنه . فالحد بهذا المعنى صحيح , ولا يلزم عن هذا المعنى أي محذور , لأن الله فوق العالم عال على العرش , وعلى هذا المعنى يحمل قول من أثبت الحد لله تعالى من بعض السلف كعبدالله بن المبارك والدارمي , وهو رواية عن الإمام أحمد(5 ) . يتبع........ ------------------- (1) منهاج السنة (2/144-145). (2) درء تعارض العقل والنقل(6/249). (3) المصدر السابق. (4) انظر التمهيد لابن عبدالبر 7/142 , ورد الدارمي على المريسي 23-25 , ودرء التعارض 2/34 . (5) التدمرية 66-67 , مجموع الفتاوى 3/41-42 , 4/58-59 , 5/262-263 , 6/38-40 , ونقض المنطق 50 , ودرء التعارض 1/253-254 , والتسعينية ضمن الفتاوى الكبرى 5/ 4 - 5 , 23 , 21 , 31 , 37 , ومختصر الفتاوى المصرية 585 , وشرح الطحاوية 242-244 , وروح المعاني 7/116 , وجلاء العينين 359 , وغاية الأماني 1/77 , 493 . |
|||
2010-09-20, 22:28 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
شبهة التشبيه :
إننا وإياكم متفقون على وجوب نفي مشابهة الخالق للمخلوق، ولكننا مختلفون في حدود هذا النفي، ونرى أن الناس فيه طرفان ووسط، فأما الطرف الأول فاتخذ قاعدة التنزيه ذريعة لنفي كل أو أكثر الصفات الثابتة لله - عز وجل - حتى نفى الغلاة منهم أن يوصف الله بالوجود أو الحياة، فعندما يُسأل عن صفة الله لا يجد سوى النفي سبيلا لتعريف ربه، فيقول: لا هو موجود ولا معدوم، ولا عَرَضٌ ولا جَوْهَرٌ، ولا حي ولا ميت، ويظن بذلك أنه فر من التشبيه وما علم أنه وقع في التعطيل والتشبيه معاً؛ إذ نفى صفات الله التي أخبر الله بها، وشبه الله بالمحالات والممتنعات والمعدومات. والطرف الثاني: ألغى قاعدة التنزيه فشبه الله بخلقه تشبيها مطلقا أو جزئياً، وهو مذهب لا شك في بطلانه وضلاله. والمذهب الوسط هو المذهب الحق الذي أثبت الصفات ونفى المشابهة، وهو ما تنص عليه الآية الكريمة حيث صرّحت بالتنزيه { ليس كمثله شيء } وفي ذات الوقت صرّحت بالإثبات { وهو السميع البصير } فأخذ مذهب أهل الحق بجزئي الآية، أما المذهبان السابقان فأخذ كل منهم بأحد شطري الآية - وفق فهمه - ولم يأخذ بالآخر. وعليه، فيجب الوقوف عند حدود النفي، وحدود الإثبات، فنثبت الصفة التي أخبر بها الله ورسوله، وننفي المماثلة، فنقول: لله علمٌ ليس كعلمنا، وسمعٌ ليس كسمعنا، واستواء ليس كاستوائنا، وهكذا . وهو المنهج الوسط الذي سار عليه الأئمة، وإليك أخي القارئ نصوصهم حول هذا : ((1- قال نعيم بن حماد الحافظ: من شبه الله بخلقه, فقد كفر, ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر, وليس ما وصف به نفسه, ولا رسوله تشبيها. 2- يقول الإمام إسحاق بن راهويه :" إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }" ذكره الترمذي في جامعه . ولو كان إثبات الفوقية لله تعالى معناه التشبيه, لكان كل من أثبت الصفات الأخرى لله تعالى ككونه حيا قديرا سميعا بصيرا مشبها أيضا, وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة خلافا لنفات الصفات والمعتزلة وغيرهم قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" "2/ 75": "فالمعتزلة والجهمية ونحوهم من نفات الصفات يجعلون كل من أثبتها مجسما مشبها, ومن هؤلاء من يعد من المجسمة والمشبهة الأئمة المشهورين كمالك والشافعي وأحمد وأصحابهم, كما ذكر ذلك أبو حاتم صاحب كتاب "الزينة" وغيره. وشبهة هؤلاء أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق, ويقولون: إن الله يرى في الآخرة". هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم. ثم قال ص80: "والمقصود هنا أن أهل السنة متفقون على أن الله ليس كمثله شيء, لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس لفظ مجمل, فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن, ودل عليه العقل فهذا حق, فإن خصائص الرب تعالى لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته.., وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات, فلا يقال له علم, ولا قدرة ولا حياة, لأن العبد موضوف بهذه الصفات فيلزم أن لا يقال له: حي, عليم, قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء, وكذلك في كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك, وهم يوافقون أهل السنة على أن الله موجود حي عليم قادر, والمخلوق يقال له: موجود حي عليم قادر, ولا يقال: هذا تشبيه يجب نفيه".))(1) وقد إعترف كبار الأشاعرة بهذا فقال الرازي في رده على المعتزلة((إن كنتم بالمشبهة من يقول بكون الله مشابها لخلقه من بعض الوجوه فهذا لا يقتضي الكفر لأن المسلمين اتفقوا على أن الله موجود...)).. يتبع........ ------------- (1) مختصر العلو للألباني. |
|||
2010-09-20, 22:30 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
شبهة التجسيم
شبهة التجسيم:
قولهم : ((لو كان موصوفا بالعلو لكان جسما,ولو كان جسما لكان مماثلا لسائر الأجسام,والله قد نفى عنه المثل)). والجواب على هذا من أوجه : الوجه الأول :قد ادعيت أيها الجهمي أن ظاهر القرآن,الذي هو حجة الله على عباده ,والذي هو خير الكلام ,وأصدقه,وأحسنه,وأفصحه,وهو الذي هدى الله به عباده,وجعله شفاء لما في الصدور,وهدى ورحمة للمؤمنين,ولم ينزل كتاب من السماء أهدى منه ,ولا أحسن ,ولا أكمل,فانتهكت حرمته ,وادعيت أن ظاهره يستلزم التشبيه والتجسيم (1).وهذا الإلزام إنما هو لمن جاء بالنصوص الدالة على علو الله على عرشه,وتكلم بها,ودعا الأمة إلى الإيمان بها ومعرفتها,ونهاهم عن تحريفها وتبدليها. يا قوم والله العظيم أسأتم***بأئئمة الإسلام ظن الشأنِ. ما ذنبهم ونبيهم قد قال***ما قالوا كذلك منزل الفرقانِ ما الذنب إلا للنصوص لديكم***إذ جسمت بل شبهت صنفان ِ ما ذنب من قد قال ما نطقت به***مِنْ غير تحريفٍ ولا عدوانِ(2). الوجه الثاني : نحن أثبتنا لله غاية الكمال,ونعوت الجلال,ووصفناه بكل صفة كمال فإن لزم من هذا تجسيم ,أو تشبيه لم يكن هذا نقصا ولا ذما ولا عيبا ,بوجه من الوجوه ,فإن لا زم الحق حق,ومالزم من إثبات كمال الرب ليس بنقص ,وأما أنتم فنيتم عنه صفات الكمال ,ولا ريب أن لازم هذا النفي وصفه بأضدادها العيوب,والنقائص, فما سَوَّى الله ولا رسوله ولا عقلاء عباده بين من نفى كماله المقدس حذرا من التجسيم,وبين من أثبت كماله الأعظم وصفاته العلى بلوازم ذلك كائنة من كانت(3). لا تجعلوا الإثبات تشبيها له يا فرقة التشبيه والطغيان كم ترتقون بسلم التنزيه للت عطيل ترويجا على العميان فالله أكبر أن تكون صفاته كصفاتنا جل عظيم الشَّانِ هذا هو التشبيه لا إثبات أوصاف كمال فما هما سِيَّانِ(4) سميتم التحريف تأويلا كذا التعطيل تنزيها هما لقبان وأضفتم أمرا إلى ذا ثالثا شرا وأقبح منه ذا بهتان فجعلتم الإثبات تجسيما و تشبيها وذا من أقبح العدوان فقلبتم تلك الحقائق مثل ما قُلِبَتْ قلوبكم عن الإيمان وجعلتم الممدوح مذموما كذا بالعكس حتى استكمل اللّبْسَانِ(5). الوجه الثالث : ماذا تعنون بقولكم((لو كان فوق العرش لكان جسما))؟ أتعنون به أنه ما يتضمن مماثلة الله لشي من المخلوقات في شيء من صفاته,فالله سبحانه منزه عن أن يوصف بشيء من الصفات المختصة بالمخلوقين ,وكل ما اختص بالمخلوق فهو صفة نقص,والله تعالى منزه عن كل نقصو مستحق لغاية الكمال,وليس له مثل في شيء من صفات الكمال فهو منزه عن النقص مطلقا ومنزه في الكمال أن يكون له مثل كما قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} سورة الإخلاص فبين أنه أحد صمد واسمه الأحد يتضمن نفى المثل واسمه الصمد يتضمن جميع صفات الكمال (6). وإذا كان الله ليس من جنس الماء والهواء ولا الروح المنفوخة فينا ولا من جنس الملائكة ولا الأفلاك فلأن لا يكون من جنس بدن الإنسان ولحمه وعصبه وعظامه ويده ورجله ووجهه وغير ذلك من أعضائه وأبعاضه أولى وأحرى(7). وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك(8) فهو من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله(9). وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم,و يُكلِمْ,ويسمع,ويبصر,ويرضى ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما مشبها. فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصافه أو كونه يتكلم فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم. وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ الجمع الأعظم مشيرا له. وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه. وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه. وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه. الوجه الرابع : لا يلزم من إستواء الله على عرشه,أن يكون جسما بالمعنى الذي اصطلحوا عليه,لا عقلا ولا سمعا إلا بالدعاوي الكاذبة.فدعوى هذا اللزوم عين البهت والكذب الصراح,بل العرش خلق من خلقه,ولا يلزم من كونه فوق السموات كلها أن يكون مركبا من جواهر الفردة ولا من المادة والصورة ولا مماثلا لغيره من الأجسام ,وكذلك جبريل مخلوق من مخلوقاته وهو ذو قوة وحياء وسمع وبصر وأجنحة ويصعد وينزل ويرى بالأبصار ,ولا يلزم منه وصفه بذلك أن يكون مركبا من الجواهر الفردة,ولا من المادة والصورة,ولا أن يكون جسمه مماثلا لأجسام الشياطين,فدعونا من هذا الفشر(10) والهذيان,والدعاوى الكاذبة,والتفاوت الذي بين الله وخلقه أعظم من التفاوت الذي بين جسم العرش وجسم الثرى والهواء والماء,وأعظم من التفاوت الذي بين أجسام الملائكة وأجسام الشياطين,والعاقل إذا أطلق على جسم صفة من صفاته-وعنده من كل وجه موصوف بتلك الصفة-لم يلزم من ذلك تماثلها,فإذا أطلق على الرجيع,الذي بلغ غاية الخبث,أنه جسم قائم بنفسه ذو رائحة ولون,وأطلق ذلك على المسك,لم يقل ذو حس سليم ولا عقل مستقيم,إنهما متماثلان,وأين التفاوت الذي بينهما من التفاوت الذي بين الله وخلقه ,فَكَمْ تُلَبِسُونْ وكم تُدلسونْ وكم تُمَوِّهون؟ ! فكيف يجوز بعد هذا أن يقال : إذا كان الرحمن فوق العرش أن يكون مماثلا لخلقه؟ ! والله تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله حتَّى لو قُدِّر لزوم ذلك كله لكان التزامه سهل من تعطيل علوه على عرشه,وجعله بمنزلة المعدوم الممتنع,الذي لا هو داخل العالم ولا خارجه(11). عطلتم السبع السموات العلى والعرش أخليتم من الرحمن(12) قال ابن القيم رحمه الله : قد عطل الرحمن أفئدة لهم***من كل معرفة وإيمان إذ عطلوا الرحمن من أوصافه***والعرش أخلوه من الرحمن(13) أيها المشتغلون بعلم الكلام : إن نفيكم لعلو الله تعالى على العرش بدعوى التجسيم خطأ في اللفظ والمعنى ,وجناية على ألفاظ الوحي. أما اللفظي :فتسميتكم علو الله على العرش تجسيما وتشبيها وتحيزا.وتواصيكم بهذا المكر الكبار إلى نفي ما دل عليه الوحي,والعقل والفطرة,فكذبتم على القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اللغة,ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود. وأما خطأكم في المعنى : فنفيكم,وتعطيلكم لعلو الرحمن بواسطة هذه التسميات والألقاب ,فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر ,وكنتم في ذلك بمنزلة من سمع أن في العسل شفاء ولم يراه,فسأل عنه فقيل له : مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير,ومن لم يعرف العسل ينفر عنه بهذا التعريف ,ومن عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة له,ورغبة فيه,وما أحسن ما قال القائل : تقول هذا جني النحل تمدحه***وإن تشاء قل ذا قيئ الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما***والحق قد يعتريه سوء التعبير أ فيظن الجاهل أنَّا نجحد علو الله على عرشه,لأسماء سموها,هم وسلفهم,ما أنزل الله بها من سلطان,وألقاب وضعوها من تلقاء أنفسهم,لم يأت بها سنة ولا قرآن ,وشبهات قذفت بها قلوب,ما استنارت بنور الوحي,ولا خالطتها بشاشة الإيمان,وخيالات هي من تخييلات الممرورين,وأصحاب الهوس,أشبه منها بقضايا العقل والبرهان,ووهميات نسبتها إلى العقل الصحيح كنسبة السراب إلى الأبصار في القيعان. فدعونا من هذه الدعاوي الباطلة ,التي لا تفيد إلا تضييع الزمان,وإتعاب الأذهان,وكثرة الهذيان,وحاكمونا إلى الوحي,لا إلى نخالة الأفكار وزبالة الأذهان وعفارة الآراء,ووساوس الصدور,التي لا حقيقة لها في التحقيق ,ولا تثبت على قدم الحق والتصديق,فملأتم بها الأوراق سوادا ,والقلوب شكوكا,والعالم فاسدا. يا قومنا والله إن لقولنا ألفا تدل عليه بل ألفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأ ولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بأنه سبحانه فوق السماء مباين الأكوان أترون أنا تاركون ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان(14) وهذه الشبهة قد تكلمنا عنها ((بالإستقصاء حتى يتبين أنها من القول الهراء فهاتو برهانكم إن كنتم صادقين))(15) نقلته كاملا من كتاب(الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان). ---------------- (1)الصواعق(239) (2)الكافية الشافية(ص129). (3)الصواعق (ص263). (4)الكافية الشافية(ص336). (5) الكافية الشافية(ص155). (6) منهاج السنة(2/527-530). (7) درء تعارض العقل والنقل(10/307). (8)درء التعارض(5/145). (9)مجموع الفتاوى(427-428). (10)الفشر : فشر فشرا كذب وبالغ في الكذب والإدعاء. (11) الصواعق(ص1016-1017). (12) نونية القحطاني. (13)الكافية الشافية(ص268). (14) الكافية الشافية(ص131). (15) الفتاوى الكبرى(6/355). |
|||
2010-09-20, 22:32 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
الشبهة الخامسة : قولهم : لو كان الخالق فوق العرش لكان حامل العرش حاملا لمن فوق العرش فيلزم احتياج الخالق للمخلوق.
والرد على هذه الشبهة السفسوطائية من أوجه : الأول : هؤلاء النفاة كثيرا ما يتكلمون بالأوهام والخيالات الفاسدة ويصفون الله بالنقائص ولآفات ويمثلونه بالمخلوقات بل بالناقصات بل بالمعدومات بل بالممتنعات فكل ما يضيفونه إلى أهل الإثبات الذين يصفونه بصفات الكمال وينزهونه عن النقائص والعيوب وأن يكون له في شيء من صفاته كفو أو سمي فما يضيفونه إلى هؤلاء من زعمهم أنهم يحكمون بموجب الوهم والخيال الفاسد أو أنهم يصفون الله بالنقائص والعيوب أو أنهم يشبهونه بالمخلوقات هو بهم أخلق وهو بهم أعلق وهم به أحق فإنك لا تجد أحدا سلب الله ما وصف به نفسه من صفات الكمال إلا وقوله يتضمن لوصفه بما يستلزم ذلك من النقائص والعيوب ولمثيله بالمخلوقات وتجده قد توهم وتخيل أوهاما وخيالات فاسدة غير مطابقة بنى عليها قوله من جنس هذا الوهم والخيال وأنهم يتوهمون ويتخيلون أنه إذا كان فوق العرش محتاجا إلى العرش كما أن الملك إذا كان فوق كرسيه كان محتاجا إلى كرسيه(1),وكما يحتاج الإنسان إلى السطح أوالسرير .وهذا(تشبيه له بالمخلوق الضعيف العاجز الفقير))(2)وقياس فاسد لأن((قياس الله الخالق لكل شيء الغني عن كل شيء الصمد الذي يفتقر إليه كل شيء بالمخلوقات الضعيفة المحتاجة عدل لها برب العالمين ومن عدلها برب العالمين فإنه في ضلال مبين))(3) وهؤلاء الجهمية دائما يشركون بالله ,ويعدلون به,ويضربون له الأمثال(4).فإنه كلامهم هذا وأمثاله عدل بالله,وإشراك به,وجعل أنداد له ,وضرب أمثال له :فكلامهم في علو الله يوجب لهم أنهم جعلوا مثل هذا العلو : يجمع من التمثيل لله والعدل به ابتداءا,ومن جحد علوه المستلزم لجحود ذاته انتهاءا,ظانين أن هذا تنزيه لله وتقديس.(5) أولا يعلمون أن الله يحب أن نثبت له صفات الكمال وننفي عنه مماثلة المخلوقات وأنه { ليس كمثله شيء } سورة الشورى 11 لا في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله فلا بد من تنزيهه عن النقائص والآفات ومماثلة شيء من المخلوقات وذلك يستلزم إثبات صفات الكمال والتمام التي ليس فيها كفو لذي الجلال والإكرام وبيان ذلك هنا أن الله مستغن عن كل ما سواه وهو خالق كل مخلوق ولم يصر عاليا على الخلق بشيء من المخلوقات بل هو سبحانه خلق المخلوقات وهو بنفسه عال عليها لا يفتقر في علوه عليها إلى شيء منها كما يفتقر المخلوق إلى ما يعلو عليه من المخلوقات وهو سبحانه حامل بقدرته للعرش ولحملة العرش فإنما أطاقوا حمل العرش بقوته تعالى والله إذا جعل في مخلوق قوة أطاق المخلوق حمل ما شاء أن يحمله من عظمته وغيرها فهو بقوته وقدرته الحامل للحامل والمحمول فكيف يكون مفتقرا إلى شيء وأيضا فالمحمول من العباد بشيء عال لو سقط ذلك العالي سقط هو والله أغنى وأجل وأعظم من أن يوصف بشيء من ذلك(6) قال ابن القيم رحمه الله : ((واستواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجا إلى ما يحمله أو يستوي عليه بل العرش محتاج إليه وحملته محتاجون إليه فهو الغنى عن العرش وعن حملته وعن كل ما سواه فهو استواء وعلو لا يشوبه حصر ولا حاجة إلى عرش ولا غيره ولا إحاطة شيء به سبحانه وتعالى بل كان سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه وهو الغني الحميد بل استواؤه على عرشه واستيلاؤه على خلقه من موجبات ملكه وقهره من غير حاجة إلى عرض ولا غيره بوجه ما))(7) وهو السلام على الحقيقة سالم***من كل نقص وتمثيل (8) الوجه الثاني :لا نسلم أن من حمل العرش يجب أن يحمل ما فوقه إلا أن يكون ما فوقه معتمدا عليه,وإلا فالهواء فوق الأرض وليس محتاجا إليها,وكذلك السحاب فوقها وليس محتاجا إليها, والسماء فوق الأرض وليست محتاجة إليها وكذلك العرش فوق السموات وليس محتاجا إليها فإذا كان كثير من الأمور العالية فوق غيرها ليس محتاجا إليها فكيف يجب أن يكون خالق الخلق الغني الصمد محتاجا إلى ما هو عال عليه وهو فوقه مع أنه هو خالقه وربه ومليكه وذلك المخلوق بعض مخلوقاته مفتقر في كل أموره إليه فإذا كان المخلوق إذا علا على كل شيء غني عنه لم يجب أن يكون محتاجا إليه فكيف يجب على الرب إذا علا على كل شيء من مخلوقاته وذلك الشيء مفتقر إليه أن يكون الله محتاجا إليه؟!))(9). --------- (1)دراء تعارض العقل والنقل(7/19). (2) بيان تلبيس الجهمية(2/126). (3) بيان تلبيس الجهمية(2/125). (4)بيان تلبيس الجهمية-2/126). (5)بيان تلبيس الجهمية(2/283) بتصرف يسير. (6)درء التعارض(7/19-20). (7) بدائع الفوائد(2/136). (8)الكافية الشافية(ص247). (9) بيان تلبيس الجهمية(2/144). |
|||
2010-09-20, 22:33 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
الشبهة السادسة
الشبهة السادسة : لو كان الله في السماء لكان محصورا.
هؤلاء النفاة يوهمون عامة المسلمين أن مقصودهم تنزيه الله عن أن يكون محصورا في بعض المخلوقات,]أو مفتقرا إلى مخلوق[ ,ويفترون الكذب على أهل الإثبات أنهم يقولون ذلك ,كقول بعضهم أنهم يقولون إن الله في جوف السموات,إلى أمثال هذه الأكاذيب التي يفترونها على أهل الإثبات,فيخدعون بذلك جهال الناس,فإذا وقع الاستفصال والاستفسار ,انكشفت الأسرار,وتبين الليل من النهار,وتميز أهل الإيمان واليقين من أهل النفاق المدلسين,الذين لبسوا الحق بالباطل,وكتموا الحق وهم يعلمون(1). والرد على الشبهة المذكورة أن يقال : من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب-إن نقله عن غيره-وضال –إن اعتقده في ربه-وما سمعنا أحد يفهم هذا من اللفظ,ولا رأينا أحد نقله عن واحد,ولو سئل سائر المسلمين هل تفهمون من قول الله ورسوله(إن الله في السماء))أن السماء تحتويه لبادر كل واحد منهم إلى أن يقول : هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا. وإذا كان الأمر هكذا :فمن التكلف أن يُجْعَلْ ظاهر اللفظ شيء محال لا يفهمه الناس منه ,ثم يريد أن يتأوله,بل عند الناس(إن الله في السماء) ((وهو على العرش))واحد,إذ السماء إنما يراد بها العلو,وكل ما علا فهو سماء.يقال :سما يسمو سموا ,أي :علا يعلو علوا. فإن قيل :نزل المطر من السماء كان نزوله من السحاب. وإذا قيل :العرش والجنة في السماء,لا يلزم من ذلك أن يكون العرش داخل السموات,بل ولا الجنة. والسلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا((الله في السماء)),فالمراد بالسماء ما فوق المخلوقات كلها ,والمعنى :أن الله في العلو لا في السفل ,وهو العلي الأعلى,فله أعلى العلو,وهو ما فوق العرش,وليس هناك غيره-العلي الأعلى سبحانه وتعالى-((لا يقولون أن هناك شيء يحويه أو يحصره,أو يكون محلا له أو ظرفا ووعاء سبحانه وتعالى عن ذلك بل هو فوق كل شيء,وهو مستغن عن كل شيء وكل شيء مفتقر إليه,وهو عال على كل شيء, وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته,وكل مخلوق مفتقر إليه وهو غني عن العرش وعن كل مخلوق))(2).فأما أن يكون في جوف السموات فليس هذا قول أهل الإثبات,أهل العلم والسنة,ومن قال بذلك فهو جاهل,كمن يقول : إن الله ينزل ويبقى العرش فوقه,أو يقول :إنه يحصره شيء من مخلوقاته,فهؤلاء ضلال,كما أن أهل النفي ضلال(3). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وليس معنى قوله : ﴿ وهو معكم ﴾ أنه مختلط بالخلق ، فإن هذا لا توجبه اللغة ، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته ، وهو موضوع في السماء ، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان . وهو سبحانه فوق عرشه رقيب على خلقه ، مهيمن عليهم إلى غير ذلك من معاني ربوبيته . وكل هذا الكلام الذي ذكره الله ــ من أنه فوق العرش وأنه معنا ــ حق على حقيقته ، لا يحتاج إلى تحريف ، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة ، مثل أن يُظنّ أن ظاهر قوله : ﴿ في السماء ﴾ أن السماء تظله أو تقله ، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان ، فإن الله قد وسع كرسيه السماوات والأرض ، وهو يمسك السماوات والأرض أن تزولا ، ويمسك السماء أن تقع على الأرض ، إلاّ بإذنه ، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بإذنه,ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره(4). فمن يمسك السموات والأرض؟وبأمره تقوم السماء والأرض,وهو الذي يمسكهما أن تزولا ,أيكون محتاجا إليهما مفتقرا إليهما؟. وإذا كان المسلمون يكفرون من يقول : إن السموات تقله أو تظله,لما في ذلك إلى احتياجه إلى مخلوقاته, فمن قال إنه في استوائه على العرش محتاج إلى العرش كاحتياج المحمول إلى حامله فانه كافر لأن الله غنى عن العالمين حي قيوم هو الغنى المطلق وما سواه فقير إليه.فكيف بمن يقول إنه مفتقر إلى السموات والأرض؟فأين حاجته في الحمل إلى العرش,من حاجة ذاته إلى ماهو دون العرش(5)؟ ! فكيف يُتَوَهَمْ بعد هذا أن خلقا يحصره ويحويه؟ ! وقد قال سبحانه((وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ))]طه71[.,أي((على جذوع النخل)) (((فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ)))]آل عمران137[ بمعنى((على الأرض)) ونحو ذلك,وهو كلام عربي حقيقة لا مجازا وهذا يعلمه من عرف حقائق معاني الحروف,وأنها متواطئة في الغالب لا مشتركة(6). يتبع...... -------------- (1)الفتاوى الكبرى(6/353) (2)مجموع الفتاوى(16/100-101). (3)درء تعارض العقل والنقل(7/15-16). (4)شرح العقيدة الواسطية(ص194-195). (5) مجموع الفتاوى(2/187-188). (6)الرسالة التدميرية(ص85-89) بتحقيق :محمود عودة السعودي,وانظر مجموع الفتاوى(5/106). |
|||
2010-09-20, 22:35 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
الشبهة السابعة :كروية الأرض |
|||
2010-09-20, 22:39 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
الشبهة الثامنة :قولهم : ((لو كان الله فوق العرش للزم أن يكون أكبر من العرش أو أصغر أو مساويا وكل ذلك من المحال)).
والجواب على هذه الشبهة : أن هذا المعطل بنى كلامه على لوازم فاسدة تصورها في عقله وخياله فهو لا يرى من الصفات إلا التمثيل والتجسيم أما أهل السنة فإنهم لا يقولون بذلك بل يقولون إن الله(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فلا شك عندهم أن الله أكبر من كل مخلوقاته وهو(العلي الكبير) سبحانه تعالى واستواءه على عرشه قد دلت عليه النصوص الصريحة الصحيحة وهو إستواء يليق بجلاله لا نعلم كيفيته بل نفوضها ,أما هذا المعطل فإنه يخوض في الكيفية بهذه اللوازم الفاسدة ولسان حاله يقول((كيف استوى على العرش وهو أكبر منه)) وهذا هو عين كلام المبتدع الذي زجره الإمام مالك رحمه الله . ((وحينئذ فإن نفاة العلو هم بين أمرين إن سلموا أنه على العرش مع أنه ليس بجسم ولا متحيز، بطل كل دليل لهم على نفي علوه على عرشه؛ فإنهم إنما بنوا ذلك على أن علوه على العرش مستلزم لكونه جسمًا متحيزًا، واللازم منتف، فينتفي الملزوم؛ فإذا لم تثبت الملازمة لم يكن لهم دليل على النفي، ولا يبقى للنصوص الواردة في الكتاب والسنة بإثبات علوه على العالم ما يعارضها، وهذا هو المطلوب. وإن قالوا: متى قلتم: على العرش، لزم أن يكون متحيزًا أو جوهرًا منفردًا، وإثبات العلو على العرش مع نفي التحيز معلوم الفساد بالضرورة. قيل لهم: لا ريب أن هذا القول أقرب إلى المعقول من إثبات موجود لا داخل العالم ولا خارجه؛ فإنا إذا عرضنا على عقول العقلاء قول قائلين: أحدهما يقول بوجود موجود خارج لا داخل العالم ولا خارجه، وآخر يقول بوجود موجود خارج العالم وليس بجسم، كان القول الأول أبعد عن المعقول، وكانت الفطرة والضرورة للأول أعظم إنكارًا، فإن كان حكم هذه الفطرة والضرورة مقبولا لزم بطلان الأول، وإن لم يكن مقبولًا لم يجز إنكارهم للقول الثاني، وعلى التقديرين لا يبقى لهم حجة على أنه ليس بخارج العالم، وهو المطلوب. وهذا تقرير لا حيلة لهم فيه، يبين به تناقض أصولهم، وأنهم يقبلون حكم الفطرة ويردونه بالتشهي والتحكم، بل يردون من أحكام الفطرة والضرورة ما هو أقوى وأبين وأبده للعقول مما يقبلونه.))(1) وقد رد على هذه الشبهة شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : ((أما المعطلون فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته إلا ما هو اللائق بالمخلوق ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات؛ فقد جمعوا بين التعطيل والتمثيل مثلوا أولا وعطلوا آخرا وهذا تشبيه وتمثيل منهم للمفهوم من أسمائه وصفاته بالمفهوم من أسماء خلقه وصفاتهم وتعطيل لما يستحقه هو سبحانه من الأسماء والصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى. فإنه إذا قال القائل: لو كان الله فوق العرش للزم إما أن يكون أكبر من العرش أو أصغر أو مساويا وكل ذلك من المحال ونحو ذلك من الكلام: فإنه لم يفهم من كون الله على العرش إلا ما يثبت لأي جسم كان على أي جسم كان وهذا اللازم تابع لهذا المفهوم. إما استواء يليق بجلال الله تعالى ويختص به فلا يلزمه شيء من اللوازم الباطلة التي يجب نفيها كما يلزم من سائر الأجسام وصار هذا مثل قول المثل: إذا كان للعالم صانع فإما أن يكون جوهرا أو عرضا. وكلاهما محال؛ إذ لا يعقل موجود إلا هذان. وقوله: إذا كان مستويا على العرش فهو مماثل لاستواء الإنسان على السرير أو الفلك؛ إذ لا يعلم الاستواء إلا هكذا فإن كليهما مثل وكليهما عطل حقيقة ما وصف الله به نفسه وامتاز الأول بتعطيل كل اسم للاستواء الحقيقي وامتاز الثاني بإثبات استواء هو من خصائص المخلوقين. والقول الفاصل: هو ما عليه الأمة الوسط؛ من أن الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله ويختص به فكما أنه موصوف بأنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وأنه سميع بصير ونحو ذلك. ولا يجوز أن يثبت للعلم والقدرة خصائص الأعراض التي لعلم المخلوقين وقدرتهم فكذلك هو سبحانه فوق العرش ولا يثبت لفوقيته خصائص فوقية المخلوق على المخلوق ولوازمها. واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريق السلفية أصلا))2). يتبع.......... ------------- (1)مجموع الفتاوى(5/285). (2) مجموع الفتاوى(5/28). |
|||
2010-09-20, 22:41 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
الشبهة التاسعة :يستدل المشتغلون بعلم الكلام بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة ,فإن الله قبل وجهه ,فلا يبصق قبل وجهه))(1) على نفي العلو.
الرد : لا تعارض بين هذا وبين علو الله تعالى على خلقه . لهذا قال ابن عبد البر تعليقا على الحديث((وقد نزع بهذا الحديث بعض من ذهب مذهب المعتزلة في أن الله عزوجل في كل مكان ,وليس على العرش,وهذا جدل من قائله))(2). وقد رد على الشبهة شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (5/101) : قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : ( إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ فَلا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ ) حَقٌّ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَهُوَ قِبَلَ وَجْهِ الْمُصَلِّي ; بَلْ هَذَا الْوَصْفُ يَثْبُتُ لِلْمَخْلُوقَاتِ . فَإِنَّ الإِنْسَانَ لَوْ أَنَّهُ يُنَاجِي السَّمَاءَ أَوْ يُنَاجِي الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَكَانَتْ السَّمَاءُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَوْقَهُ وَكَانَتْ أَيْضًا قِبَلَ وَجْهِهِ اهـ . وقال أيضاً (5/672) : وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مَنْ تَوَجَّهَ إلَى الْقَمَرِ وَخَاطَبَهُ - إذَا قُدِّرَ أَنْ يُخَاطِبَهُ - لا يَتَوَجَّهُ إلَيْهِ إلا بِوَجْهِهِ مَعَ كَوْنِهِ فَوْقَهُ ، فَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ لَهُ بِوَجْهِهِ مَعَ كَوْنِهِ فَوْقَهُ . . . فَكَذَلِكَ الْعَبْدُ إذَا قَامَ إلَى الصَّلاةِ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ وَهُوَ فَوْقَهُ ، فَيَدْعُوهُ مِنْ تِلْقَائِهِ لا مِنْ يَمِينِهِ وَلا مِنْ شِمَالِهِ ، وَيَدْعُوهُ مِنْ الْعُلُوِّ لا مِنْ السُّفْلِ اهـ وقال الشيخ ابن عثيمين : الدليل على أن الله قبل وجه المصلي : قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه ) . وهذه المقابلة ثابتة لله حقيقة على الوجه اللائق به ولا تنافي علوه والجمع بينهما من وجهين : 1- أن الاجتماع بينهما ممكن في حق المخلوق كما لو كانت الشمس عند طلوعها فإنها قبل وجه من استقبل المشرق وهي في السماء فإذا جاز اجتماعهما في المخلوق فالخالق أولى . 2- أنه لو لم يمكن اجتماعهما في حق المخلوق فلا يلزم أن يمتنع في حق الخالق لأن الله ليس كمثله شئ . اهـ "فتاوى ابن عثيمين" (4/287) . يتبع....... ----------------------- (1)رواه البخاري(406و753 و1213و6111) ومسلم(547). (2)التمهيد(14/157). |
|||
2010-09-20, 22:45 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
شبهة العاشرة : يستدل المشتغلون بعلم الكلام بقول النبي صلى الله عليه وسلم((أنت الظاهر فليس فوقك شيء,وأنت الباطن فليس دونك شيء))(1) على نفي علو الله .
وهذا الإستدلال باطل من وجهين : الأول : قول النبي صلى الله عليه وسلم((أنت الظاهر فليس فوقك شيء,وأنت الباطن فليس دونك شيء))إثبات صريح لفوقية الله على كل شيء,ونفيها عن كل شيء,فإن الظاهر معناه : هو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه .وهذا غاية الكمال في العلو أن لا يكون فوق العالي شيء موجود ,والله موصوف بذلك(2) وكل شيء علا شيء فقد ظهر ,قال الله عزوجل((فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا))الكهف]97[ أي يعلو عليه(3). ومنه قوله تعالى((وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ))]المعارج33[ أي يرتفعون ويصعدون ويعلون عليه(أي على الدرج). وقال تعالى : ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) ]التوبة33[ أي ليعليه ,ومه ظهر الدابة ,لأنه عالى عليها. ويقال : ظهر الخطيب على المنبر ,وظاهر الثوب أعلاه,بخلاف بطانته.وكذلك ظاهر البيت أعلاه.وظاهر القول ماظهر منه وبان .وظاهر الإنسان خلاف باطنه ,فكلما علا الشيء ظهر(4). قال ابن القيم رحمه الله : والظاهر العالي الذي ما فوقه ***** شيء كما قد قال ذو البرهان حقا رسول الله ذا تفسيره ***** ولقد رواه مسلم بضمان فاقبله لا تقبل سواه من التفا ***** سير التي قيلت بلا برهان والشيء حين يتم منه علوه ***** فظهوره في غاية التبيان أو ما ترى هذي السما وعلوها ***** وظهورها وكذلك القمران(5) الوجه الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((وأنت الباطن فليس دونك شيء)) ولم يقل : ((فليس تحتك شيء)). والمعنى : ليس دون الله شيء,لا أحد يدبر دون الله,لا أحد ينفرد بشيء دون الله,ولا أحد يخفى على الله,كل شيء فالله محيط به,ولهذا قال : (ليس دونك شيء)) يعني : لا يحول دونك شيء ,ولا يمنع دونك شيء,ولا ينفع ذا الجد منك الجد.....وهكذا(6) قال ابن جرير : (( والباطن )) يقول : وهو الباطن لجميع الأشياء ، فلا شيء أقرب إلى شيء منه ، كما قال : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) . وقال الخطابي : (( الباطن )) هو المحتجب عن أبصار الخلق ، وهو الذي لايستولي عليه توهم الكيفية ، وقد يكون معنى الظهور والبطون احتجابه عن أبصار الناظرين ، وتجليه لبصائر المتفكرين ، ويكون معناه : العالم بما ظهر من الأمور ، والمطلع على ما بطن من الغيوب . قال ابن القيم : وهو تبارك وتعالى كما أنه العالي على خلقه بذاته فليس فوقه شيء ، فهو (الباطن) بذاته فليس دونه شيء ، بل ظهر على كل شيء فكان فوقه ، وبطن فكان أقرب إلى كل شيء من نفسه .... وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقر ب إليه من نفسه .. فما من ظاهر إلا والله فوقه ، وما من باطن إلا والله دونه ... وعلا كل شيء بظهوره ، ودنا من كل شيء ببطونه ، فلا توارى منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضاً ، ولا يحجب عنه ظاهر باطناً ، بل الباطن له ظاهر ، والغيب عنده شهادة ، والبعيد منه قريب والسر عنده علانية . يتبع......... --------- (1)رواه مسلم(2713). (2)درء التعارض(7/11). (3)التمهيد(8/97). (4)مجموع الفتاوى(5/244). (5) الكافية الشافية(ص113-114). (6) شرح العقيدة الواسطية للعلامة العثيمين رحمه الله . |
|||
2010-09-20, 23:05 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
اخي جمال والله لو تختصر نصف مجهودك و تكتب لنا ما تريد ان تقوله في بعض الاسطر يكون افيد لنا و لك |
|||
2010-09-21, 20:17 | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
اقتباس:
شكرا على النصيحة لكن إذا لم تفهم شيئا فلابأس أن تدعه يكتب
مادام لم يكتب شيئا يخالف العقيدة في نظرك أو من الأحســـن أن تختصر أنت كلامه .. |
||||
2010-09-22, 15:15 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
أنى يعارضها كناسة هذه***الأذهان بالشبهات والهذيان |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الغلو, شبهات, عليها, والرد, واعتراضات |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc