... و بدأت من جديد عبثي بورقي وحبي و حاولت في كل حين أن أدغدغ الرحيل لكنني لا أريد أن أنام نومت اللحود كيف أفعل و أنا أعلم أن الحب حراب و إرهاب، كيف أمل عليك مشاعري لأني أخاف إن فعلت قتلتك مشاعري ، خوف من غدا أعلم أن فيه ساعة للرحيل .. مشاعري قلعة بابها مغلق فتحته بتمردك ... مشاعري لأفهمها حين تكون تخصك ، فأتذكر بأنك رفضتني ...فأنهار حجارة تلو حجارة مغرم ذائب و أنا متيقن أني مذنب في حق عشرتي ، وحتى درس الموت لا أحفضه فيمهلني الموت لحظة فربما ترضي و تعودي عن قرارك لكنه يعود يلح في السؤال ـ فأجعل رأسي بين قدماي وأنظر نظرة المودع للأرض و اقول : أيا أرضنا لما تصدين قلبي عن قلبها وقد كبرت في حبها فتجيبني بخجل لأني بللتها بأدمعي : لما ولدي تلومني و أنت أعلم بأن حبيبتك هي نفسها ليلة العيد فدع عنك حبها وبحث لك عن جماجم النساء و صنع لك في ذكراها قصرا وجيلا من النسيان ..فأرفع رأسي إلى السماء وهي تواسيني و النجوم تصنع لي شبح هو لك حبيبتي ويهزني نسيم الربيع فأفقد حسي بالزمن وكأنك معي ومعي قلمي وخضوعي و أسير نحوك بخطى الوئيد فأستغل شعرك بين أصابعي وأخذ في ظفره و أسمي كل ظفيرة بأسم هو لك فأختار للأولى أسم البتول فأنساب معها و أشم عطرها ثم أنتقل لظفيرة أخرى و أسم آخر هو العذراء و اكبل بها معصمي كتكبيلك لروحي حين الدجى وحباحبه تمضي و تأوب ..و أمل تسمية الأشياء وتقبيل سطح الماء فأسقط من جديد قبل أن يسقط الرماد من سجارتي ...فبربك إذا كان هذا جنون فأي جنون أعظم من جنوني بك و إذ كان حبا فأي حب أعظم من حبي لك و إن كان ذنبا فأي ذنب أعظم من ذنبي ..