بلغ* عدد العطل المرضية التي* قدمها الأساتذة كحجة للتغيّب على قاعات التدريس،* 0052 طلب موزعة بين عطل طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى،* ونجم عن هذا التصرف،* تدني* وتأخر في* عملية التدريس،* وهذاما* يفسر النتائج الضعيفة جدا للتلاميذ في* الأطوار الثلاثة في* الفصل الأول*. ألقت النتائج المتحصل عليها في* الفصل الأول من العام الدراسي* 2102-3102،* بظلالها على واقع المنضومة التربوية في* الجزائر التي* تتراجع* بشكل ملفت للانتباه،* وأرجع مختصون في* الشؤون التربوية سبب هذا التراجع،* إلى عمليات التوظيف العشوائية والمسابقات التي* تبنى على أساس* ''المعريفة*'' والمحسوبية،* إضافة إلى* غلق المعاهد التكنولوجية للتربية،* وكذا كثرة العطل المرضية للأساتذة والمعلمين التي* فاقت 0052 طلب هذه السنة*. وأقرّ* مسؤول بوزارة التربية الوطنية رفض الكشف عن هويته،* أن الأموال الباهضة التي* تصرف على القطاع والتي* تضخّ* في* حسابات الأساتذة والمعلمين والمشرفين على المؤسسات التربية،* ساهم بصورة* ''فاضحة*'' في* تدنّي* مستوى التلميذ،* وحوّل الأستاذ والمعلم إلى آلة* مبرمجة تنتظر وقت صبّ* المخلفات المالية فقط،* متناسين العمل النبيل الخاص بتلقين الدروس بكل أمانة للتلاميذ*. ويقول ذات المتحدث،* إن العديد من الأساتذة* غاب ضميرهم المهني* عكس السنوات الماضية التي* كان فيها الأستاذ لا* يجرأ على التغيّب لساعة،* بالرغم من الإمكانات الضئيلة والأجر الزهيد الذي* كان* يتقاضاه،* أما اليوم فما* يحدث هو العكس تماما،* ما* يطرح علامة استفهام كبرى.وأكد بعض الفاعلين بالقطاع من أساتذة ومعلمين،* في* الحديث الذي* خصوابه* ''النهار*''،* أن عمليات الإدماج التي* تقوم بها الوصاية من سنة إلى أخرى لا تراعي* الجوانب* البيداغوجية،* بدليل أن بعض مديريات التربية تدمج أساتذة ومعلمين متخرجين من مدارس الفنون الجميلة،* وهذا ما لايتوافق مع قوانين التربية*.كما أشار المتحدثون،* إلى أن الكم الهائل من الجامعيين الذين وظّفوا في* السنوات القليلة الماضية لا* يتمتعون بمستويات تؤهلهم لأن* يكونوا في* التعليم،* وكمثال على هذا،* ذكرت لنا إحدى المعلمات التي* لديها خبرة 25 سنة في* التعليم،* أن إحدى الجامعيات التي* وظفت بمدرسة ابتدائية باسطاوالي* 1 لا تفرّق بين مساحة المستطيل ومحيطه،* وتساءلت هذه المعلمة على المقاييس التي* يتم على أساسها اختيار أساتذة لا* يفقهون شيئا في* التعليم،* بالرغم من شهاداتهم العالية*. ويعود السبب،* حسب أحد مديري* المؤسسات التربوية إلى القرار الذي* اتخذته وزارة التربية والخاص بغلق مراكز التكوين التكنولوجية،* لأنه من المفروض أن المعلم في* الابتدائي* يخضع إلى دورة تكوين إقامي* لمدة ثلاث سنوات،* أما أساتذة المتوسط فيخضعون إلى تكوين لمدة أربع سنوات،* والأستاذ الثانوي* يخضع إلى تكوين لمدة 5 سنوات،* لكن الحاصل اليوم،* أن هذا التكوين شبه* غائب ويقتصر على العطل الشتوية وعطلة الصيف التي* يغيب فيها* غالبية الأساتذة على الدورات التكوينية،* وسط وجود تساهل وعدم مراقبة من قبل وزارة التربية التي* غيّبت أيضا المجلس الأعلى للتربية،* والذي* من المفروض أن* يتابع عملية المسار التربوي*.جانب آخر ساهم في* ضعف التحصيل التربوي* للتلميذ وساهم فيه الأساتذة،* يتمثل في* العطل المرضية* سواء طويلة الأجل أوقصيرة الأجل التي* وصلت هذه السنة إلى 2500 طلب عطلة مرضية،* نسبة كبيرة منها مزيفة،* مايجعل التلميذ مضظرا إلى انتظار أستاذه الذي* غاب من دون أن تقوم مديريات التربية باستخلاف أستاذ آخر*. وحسب بعض الحوادث التي* حصلت في* هذا المجال،* يؤكد لنا المعلم* ''ن.س*''،* أن زميلا له بالتعليم طلب عطلة مرضية لمدة فاقت الشهر كي* يتسنى له السفر إلى الخارج من أجل متابعة إجراءات زفاف ابنة أخته،* ويقول محدثنا إن التلاميذ بالمدرسة لم* يدرسوا طيلة المدة التي* تواجد فيها في* فرنسا*. من جانبه،* أكدت جمعية أولياء التلاميذ،* أن أهم الأسباب التي* أدّت إلى تدني* مستوى التلميذ،* تعود إلى الغيابات المتكررة للأساتذة الذين ترشّحوا للحملة الانتخابية،* بالإضافة إلى تأخر استلام الأساتذة الموظفين حديثا لأقسامهم في* الوقت
جريدةالنهار