يشترط في ( إذَنْ) لنصب الفعل المضارع ثلاثة شروط
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
( إذَنْ) حرف جواب و جزء و نصب و استقبال .
- حرف جواب : لأنها تقع في كلام يكون جوابا لكلام سابق .
- و جزاء : لأن الكلام الذي تدخل عليه يكون جزاءا لمضمون الكلام السابق .
( و قد تكون للجواب المحض الذي لا جزاء فيه ، مثال ذلك : تقول لشخص إني أحبك ، فيقول : إذن أًظُنُكَ صادقا ، و هذا ليس فيه معنى الجزاء ) .
- و كذلك تكون للإستقبال .
* و يشترط في ( إذَنْ) لنصب الفعل المضارع ثلاثة شروط :
الأول : أن تكون ( إذَنْ) في صدر جملة الجواب فلا تتأخر .
الثاني : أن يكون المضارع الواقع بعدها دالا على الاستقبال .
الثالث : أن لا يفصل بينها و بين الفعل المضارع فاصل غير : القسم ، أو النداء ، أو (لا) النافية .
* إذا اختل شرط من الشروط فالحكم ما يلي :
- إذا دّل الفعل على الحال رُفِعَ بعدها ، مثال ذلك : إني أحبك ، فتقول : إذن أُقَدِرُ هذا لك .
- و كذلك إذا لم تتصدر جملة الجواب ، مثال : ...محمد إذن يُكْرِمُكَ .
- و إذا سبقها حرف عطف فهنا يجوز الرفع و يجوز النصب ، مثال : ...و إذن يُكْرِمُكَ ، ...و إذن يُكْرِمَكَ ، و كذلك قوله تعالى : وَإِذًۭا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَـٰفَكَ إِلَّا قَلِيلًۭا ﴿٧٦﴾ الإسراء ، و هنا في الآية سبقت( إذن) بحرف عطف و بالتالي رُفِع الفعل بعدها .
من شرح فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان للتحفة السنية .
وهذه فائدة اخرى (1)
إذن:حرف جواب وجزاء، ينصب الفعل المضارع إذا دخل عليه بشروطها المذكورة، ولكن
إن لم تتوافر هذه الشروط الثلاثة امتنع من النّصب، ويكتب إذًا ويدخل على جميع أجزاء الكلام، مثلُ:
سأزورك غدًا، إِذَنْ أنتظرك.
سنتحد إِذاً أنتم ستنتصرون.
(إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنْقِذُونِ. إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِين).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): كان المُبرِّد يقول: أشْتَهي أنْ أكْوي يَدَ مَنْ يَكْتب "إذَنْ" بالألف لأَنها مثل "أنْ ولَنْ" وفَصَّل الفراء فقال: إن أُلغِيَتْ كُتِبَتْ بالألِف لِضَعْفِها، وإن أُعْمِلَت كُتِبَتْ بالنون لِقُوَّتِها.
وفقال الفراء: "إن أُلغِيَتْ كُتِبَتْ بالألِف لِضَعْفِها، وإن أُعْمِلَت كُتِبَتْ بالنون لِقُوَّتِها".
وَأما مَذْهَبُ المازني: "بـأَنَّها تُكْتَب بالألف مُرَاعاةً للوقوفِ عليها، وجَزَم به ابنُ مالك في التَّسهيل".