كلمة للشيخ الالباني ـ رحمه الله ـ في عدم الاشتغال بتجريح فلان وفلان وأسأل عما ينفعك
قال الالباني في شريط سلسلة الهدى والنوربرقم 799
السائل:أول ما يتدين هذا الشاب يحذرونه من أشرطة فلان وفلان وهذا ديدن كثيرمن الشباب حتى أصبحوا يميزون ويعرفون هذا مبتدع هذا ضال ـ قال الالباني لا حول ولاقوة إلا بالله ـ قال السائل سئلت مرة عن سيد قطب قال أنا أحبه في الله هذا مسلم وأبغض ما عنده من الأخطاء أي المحبة العامة وأبغض ما عنده من الأخطاء ـ قال الالباني تماما ـ فقالوا هذا يمدح أهل البدع كذا وكذا ويجب أن يحذر منه هذا ديدنهم الموجود ـ الشيخ نصيحة لهؤلا ء الشباب بارك الله فيك.
الجواب:
والله أخي أنا رأي عدم التعرض للأشخاص الذين يمحون اويقدح بهم حقيقة تأتيني في كثير من الليالي اسئلة شو رأيك في فلان ما أنه يبدو يميل إليه أو عليه فأنا أصده عن مثل هذا السؤال وأقول له يأخي أسأل عما ينفعك مما يتعلق بأصلاح عقيدتك وعبادتك وتحسين خلقك لاتسأل عن زيد وبكر وعمر لأنه في هذا السؤال زيادة تشعيل النار نارا وقد يكون السائل مع هؤلاء على أولائك أو مع أولئك على هؤلاء فأن مدحت في هذا طعنت في ذاك هذا يزيد الناس ضراما واشتعالا لهذا نحن ننصح بكلمة مجملة تذكرني بكلمة أبو بكر الصديق في مناسبة وفاة الرسول صلى اله عليه وسلم وهو الشخص الوحيد الذي يجمع المسلمون كلهم على حبه وإلا من عدل على هذا الحب كفر باختلاف عن بعض الصحابة فهذا في الغالب يكون فسقا ولايكون كفرا أريد أن أقول مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو سيد البشر وحبيب كل مسلم بادرهم أبوبكر الصديق حينما وقف عمر متحمسا ضد من نقل الخبر بأن الرسول مات تعرفون القصة الشاهد أن أبابكر قال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي باق لايموت وأنا لاأرى لكل طائفة من هذه الطوائف أن يتحزبوا لفلان على فلان أو العكس تماما إنما أقول بقول رب العالمين "وكونوا مع الصادقين" وأولئك الشباب
الذين أشرت إليهم هم أحق الناس بهذه الكلمة على هؤلاء الذين يتمحسون لزيد على بكر او لبكر على زيد أن يهتموا على أن يصححوا عقيدتهم وعبادتهم وسلوكهم ولا يتعصبوا لشخص من هؤلاء الأشخاص أو عليهم لأن مثل هذا التعصب أولا هو اشبه ما يكون عبادة الأشخاص هذه العبادة التي حذر منها أبوبكر الصديق في كلمتي السابقة من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت التحمس لهؤلاء الأشخاص تحمس لغير العصمة والأمر كما قال الإمام مالك إمام دار الهجرة ما منا من أحد إلا راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر وأشار الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأي إنسان يتعصب لشخص لعالم لداعية فسوف يجد فيه أخطاء أويتعصب على أخر فسوف يجد فيه صوابا
ولذالك نحن قبل كل شئ ننصح هؤلاء الذين اختلفوا وكانوا بسبب تفرق الشباب من حولهم إلى طائفتين أو أكثر ننصح هؤلاء المختلفين على بعضهم البعض وأنا أحمد الله أن هذا الاختلاف ليس في اعتقادي اختلاف عقيدة وأنما اختلاف في بعض المسائل التي يمكن أن نسميها في اصطلاح المتأخرين مسائل فرعية ليست أصولية أو جوهرية فإذا اختلف العلماء يتفرق من حولهم بتفرق علمائهم لأن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر " فننصح هؤلاء العلماء أو الدعاة المختلفين أن لايتحامل بعضهم على بعض وأن يتعاملوا على أساس قوله عليه السلام"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث فإذا ما أخطأزيد من الناس علينا أن نبين له خطؤه بالتي هي أحسن وليس بالتي هي أسوء وكل من المتخالفين يسلك هذا السبيل لأننا ندعي جميعا أننا سلفيون أننا نتبع السلف الصالح فيما كانوا عليه من هدي ومنهج وسلوك كل قد اختلفوا في كثير من المسائل لكن ما كان هذا الاختلاف سببا من أن يتفرقوا بعضهم بعضا هناك بعض الاقوال التي صحت عن بعض السلف الصالح لو تبناها شحص اليوم خطأ لأنه لاوجه له من الصواب لقامت القيامة لكن لم تقم القيامة ضد ذالك الصحابي الذي شذ في رأي ما في حكم ما عن الحكم الذي يتبناه الاخرفقد كان عمر بن الخطاب ينهى ان يحج الحاج متمتعا وسلك سبيله في هذا النهي من بعده عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ورضاه ـ ولما حج عثمان في عهد خلافته أيضا نهى الحجاج معه أن يتمتعوا بالعمرة الى الحج فوقف في وجهه علي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه ـ وهو فرد من افراد الامة وهوالخليفة من بعده قال له مالك تنهى عن شئ فعلناه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم"لبيك اللهم بعمرة وحج"ذاك ينهى عن التمتع بالعمرة الى الحج وذاك يعلنها في وجهه مع ذالك ماتفرق الشعب من بينهم وانما ظلوا يحترمون رأي كل واحد ــ وذكر الشيخ امثلة عن بعض الصحابة ــ
المهم كل هذا الاختلاف سببا لتفريق الامة المسلمة لان العالم يأخذ مجراه والامة تبقى وراء علمائها من اقتنع بهذا الراي فهو على هدى ومن اقتنع بذاك الراي فهو على هدى لاننا نقول كلمة لابد أن تسجل ان اصاب المجتهد فله اجران وان اخطأ فله أجر واحد كذالك الذي يتبع المجتهد حكمه حكم المجتهد اي الذي يتبع رأيا صوابا