قال التلفزيون السوري الرسمي إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها صباح اليوم أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات مجلس الشعب السوري (البرلمان) وسط مقاطعة قوى المعارضة في الداخل والخارج، ودعوة نشطاء الثورة السورية الى اعتزال “المهزلة” و”التمثيلية”، وبينما تجرى الانتخابات في عدد من المناطق التي يسيطر عليها النظام، فإن بعض المناطق الثائرة لا تجرى فيها .
قال رجل طلب عدم نشر اسمه لرويترز قرب مركز للاقتراع في العاصمة “كل هذا مسرحية. المرشحون رجال أعمال ودمى في أيدي الأقوياء في السلطة.”
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه في محافظة إدلب شمالا تحدث سكان عن إطلاق نار وانفجارات وفي مدينة حماة اشتبك مقاتلو المعارضة وجنود القوات الحكومية في وقت مبكر يوم الاحد.
وفي الحراك بدرعا جرى إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة ومتوسطة غرب المدينة. فيما سقط اليوم 23 شهيدا حتى لحظة كتابة الخبر
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن جبل الزاوية في إدلب تعرض لقصف مدفعي عشوائي من قوات الأمن وجيش النظام.
وفي حي الصخور بحلب وقعت إصابات عدة نتيجة إطلاق النار على تظاهرة خرجت في الحي وسط انتشار أمني كثيف.
أما شبكة شام فتحدثت عن قصف وإطلاق نار متقطع على مدينة الرستن من مفرزة الأمن العسكري في حمص.
مسرحية الانتخابات والتمسك بالسلطة
على عكس زعماء شموليين تم خلعهم في انتفاضات الربيع العربي بدول مثل تونس ومصر وليبيا واليمن ما زال الأسد يلقى ما يكفي من الدعم من الجيش والطائفة العلوية التي تهيمن على الجيش والأجهزة الأمنية لدرجة تمكنه من الصمود في مواجهة الانتفاضة المستمرة منذ **14 شهرا.
ومنذ تولي الرئيس السوري السلطة خلفا لوالده حافظ الاسد في عام **2000 اعتمد الاسد على برلمان طيع للموافقة بشكل تلقائي على ارادة عائلة الأسد في ذلك البلد الذي تقطنه اغلبية سنية.
ولا يوجد في مجلس الشعب الحالي عضو معارض واحد وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان نصف المقاعد ستخصص “لممثلي العمال والفلاحين” الذين تسيطر عائلة الاسد على اتحاداتهم.
وتقاطع شخصيات معارضة الانتخابات قائلة ان الدستور السوري المعدل الذي سمح بانشاء احزاب سياسية جديدة هذا العام لم يغير شيئا. وفر كثيرون منهم الى خارج البلاد او اعتقلوا خلال الانتفاضة.
وقال النشط مصعب الحمدي إن الناس مضربون في حماة التي تشتهر بمعارضتها لحكم الأسد وإن النشطاء يحرقون الإطارات في الشوارع.
وفي قلعة المضيق وهي قرية بمحافظة حماة أظهر تسجيل فيديو قال نشطاء إنه تم تصويره اليوم الشوارع وهي خالية تماما والمتاجر مغلقة.
وقال الرجل الذي كان يصور هذه اللقطات في حماة دون أن يظهر في الفيديو إن اليوم هو يوم الانتخابات البرلمانية وإنهم يقولون لبشار الأسد أنه لا يوجد أحد في قلعة المضيق يدلي بصوته. وأضاف مخاطبا الأسد أنهم شردوا الناس وقتلوا النساء والأطفال وإنهم مضربون.
وعلقت ملصقات انتخابية معظمها لمرشحين مؤيدين بقوة للاسد في وسط دمشق ومناطق مازال الاسد يحتفظ فيها بسلطة قوية ولكن يوجد منها عدد اقل في المناطق النائية التي تشكل اساس الثورة.
وعرضت القنوات التلفزيونية الحكومية لقطات من مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد لاشخاص وهم يضعون علامات على بطاقات الاقتراع ويدخلونها داخل صناديق بلاستيكية. وعلى الرغم من التغطية الإعلامية المكثفة في الأيام القليلة الماضية فليس هناك نقاش يذكر لسياسات المرشحين أو التوجهات السياسية.
ولا يوجد في مجلس الشعب المنتهية ولايته عضو معارض واحد وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن نصف المقاعد ستخصص “لممثلي العمال والفلاحين” الذين تسيطر عائلة الاسد على اتحاداتهم.
وأبدى عدد من سكان مدينة حلب رفضهم الانتخابات البرلمانية في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للتصويت. وازدانت شوارع حلب باللافتات الانتخابية التي يظهر فيها مرشحون ينافسون للمرة الأولى منذ بدء الثورة قبل أكثر من عام، لكن في لقطات فيديو صورها ناشطون قال بعض السكان غير محددي الهوية إن أعضاء البرلمان السوري لا يستطيعون التحدث بحرية.