لانتصار على البديع وبيان كذب الشايجي على الشيخ ربيـــع - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لانتصار على البديع وبيان كذب الشايجي على الشيخ ربيـــع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-26, 22:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










B10 لانتصار على البديع وبيان كذب الشايجي على الشيخ ربيـــع

لانتصار على البديع وبيان كذب الشايجي على الشيخ ربيـــع

بقلم / علي بن سليمان بن محمد الحربي

( 1 )

( إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر، وبحق ؛ هو أخونا الدكتور : ربيع ، والذين يردُّون عليه لا يردُّون عليه بعلم أبداً ، والعلم معه ... ) . محمد ناصر الدين الألباني

قال ابن القيم ــ رحمه الله ــ :

( وأول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ، ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها كما أفسد على اللســــــان أقواله ؛ فيعمّ الكذب أقواله وأعماله وأحواله، فيستحكم عليه الفساد ، ويترامى داؤه إلى الهلكة ، إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك المادة من أصلها ) " الفوائد " : " ص / 199 ط .

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ :

( من عادة أهل البدع إذا أفلسوا من الحجّة ، وضاقت عليهم السُّبُل : تروحوا إلى عيب أهل السنة وذمّهم، ومدح أنفسهم ) .
( مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ) : " 3 / 111 ط .

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هادي له .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

( يـَا أيُّهَا الـذِّينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تقاته وَلا تموتن إلا وأنتم مُّسـلمون ) سورة آل عمران ، آية 102

( يَـا أيُّهَا النَّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمُ الذِّي خَلَقَكُمْ مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وخَلَقَ منها زَوْجَها وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً ونِسَاءً واتَّقُوا الله الذِّي تَسَاءَلونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إنَّ الله كَانَ عَلَيكُمْ رَقِيبَاً ) . سورة النساء ، آية : 1 .

( يَا أيُّهَا الذِّينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُم ويَغْفِرْ لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَنْ يُطِعِ الله وَرسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوزاً عَظِيماَ ) . سورة الأحزاب ، الآيتان : 70 ـ 71 .

أمـا بـعـد :

فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

وبعـد : ( فإن الفتن في هذا الزمان تتابعتْ ، وتنوعت وتكاثرت ، فمنها الفاتن للجوارح ، ومنها الفاتن للقلوب ، ومنها الفتَّان للعقول والفهوم ، وقد خاض أناس في الفتن غير مبالين ، وخاض أناس غير عالمين ، وخاض فئام عالمين ، وخاضت جماعات مقلدين .

حتى أصبح ذو القلب الحي ينكر من يراه وما يراه ، فلا الوجوه بالوجوه التي يعرف ، ولا الأعمال بالأعمال التي يعهد ، ولا العقول بالعقول المستنيرة ، ولا الفهوم بالفهوم المنيرة .

فهو مخالط للناس بجسمه ، مزايل لهم بعَمَلِه ، يعيش في غُرْبَتِه بين بني جِلْدَتِه ، حتى يـأذن الله بحـلول الأجـل فيـلحق ـ إن عـفا الله وغَفَر ـ بمن يَفكُّ غربَته ويؤنِسُ وحشته .

... وإن المحافظةَ على المجد والسيادة مما يحرص عليها ناصروا المذاهب البدعية ، يورثونها أولادهم لحبهم أن يدعوا الورثة أغنياء ! ، وإذا هلك صُيِّر مدفنه ضريحاً إن استطيع ، وتوجَّه قلوبُ الناس إليه ، فيزداد الخليفةُ جاهاً وطاعةً ومالاً .
إن هذا هو الواقعُ ، فالمسألةُ ليست نصرةً للحق بدلائله ، ولكنها سيادةٌ وجاهٌ وسمعةٌ وأموالٌ ثم يبحث لتثبيت هذا المقررِ سَلَفاً في الدلائل الشرعيةِ وإنْ كانت أحاديث مكذوبة ، وفي الدلائل العقلية وإن كانت أوهى من خيوط العناكب .

والحملةُ واحدة ، والطريقُ قديمة سابِلَةٌ ، ولها وُرَّادٌ ، ودعاةٌ على جنباتها ، إذا صَرَخَ داعٍ تجاوبَ الجميعُ بالصُّراخ .

والطريق ليست علميةً كما قد يُظَن، ولكنها سبيلٌ غايتُها التمكين لدعاة الباطل في أرضهم ، وأرضِ غيرهم ) . ـ ( من مقدمة كتاب " هـذه مفـاهيمنا " للشيخ : صالح بن عبد العزيز آل الشيخ " بتصرف " ، صفحة " 1 ـ 5 " ) ـ .

ومن هذه الفتن : فتنة ( الكذَّابين اليوم على حملة الدعوة السلفية ودعاتها ، وما أقدرهم على الشائعات التي تُحمل عنهم حتى تبلغ الآفاق ، يصدون بها الناس عن سبيل الله ، ويبغونها عوجاً ، ينصرون بذلك الأباطيل والترَّهات والبدع المدمرة للعقيدة الصحيحة ، والمناهج الصحيحة ، والأخلاق الفاضلة ) . ـ ( " العواصم بما في كتب ســــيد قطب من القواصم " للشيخ ربيع ، صفحة " 5 " ) ـ .

فألَّفوا الكتب ، ونشروا الرسائل والأشرطة في الآفاق لتضليل العوام وجَهَلة هذا الزمان ، فتصدى لهم علماء أهل السنة والجماعة ، فهتكوا ستورهم ، وكشفوا للناس عوارهم ، وقمعوا بالحجة والبرهان أباطيلهم ، فما كان من المنافحين عن البدع و أهلها ـ عندما رأوا حال قومهم إلى الزوال والالتصاق في الأوحال ـ إلا السعي لانتشالهم بعد أن كسدت بضاعتهم وتعفنت في صدورهم :

لقد هزلت حتى بدا من هزالها ...... كلاها وحتى سامها كل مفلس

ولا سبيل إلى ذلك إذ فقدوا الحجة والبرهان إلا بالبهتان والسب ، والشتم ، والكذب ، والتحريف ، والتلفيق ، وتشويه أهل الحق ، وإلصاق التهم بهم، وغيرها من الأساليب ؛ فلعل وعسى أن تجد عند الشباب آذاناً صاغية ، وقلوباً واعية ، ولكن هيهات أن يكون ذلك على من هداهم الله ووفقهم لسلوك المنهج السلفي السديد والطريق الأثري الرشيد .
فلقد انكشف الغطاء ، وعرفت الوجوه ، وميزت الأصوات ، واتضـحت الملامـح ، فـلا سـبيل إلى العـودة إليهم ـ أعني : أهل البدع وأذنابهم وأبواقهم ـ بعد أن هدى الله سبحانه وتعالى هؤلاء الشباب إلى هذا المنهج السلفي فعَضُّوا عليه بالنواجذ ، فلا يستطيع أحد بإذن الله أن ينتزعهم منه ، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب .

ومن هؤلاء العلماء الأفاضل الذين تعرضوا إلى حملات أهل البدع :

فضيلة شيخنا ووالدنا الشيخ : ربيـع بن هـادي المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ ، بعد أن بين بفضل الله سبحانه وتعالى حقيقة دعاة الباطل وما يحملونه من أفكار ومناهج مخالفة للكتاب والسنة وما كان عليه سلف هذه الأمة رضي الله تعالى عنهم ورحمهم .

من ذا يعيب أئمة الإســـــــلام ...... أهل النهى والفضــل والأحلام

أو من يعاديهم ســــوى ذي ريبة ...... في الدين ليس بثابت الأقـــدام

فهم النـجـوم هدى لأصحــاب السُرى ...... وهـــــم لدين الله كالأعلام

أنصار ســــنة أحمد كم أسسوا ...... للمسـلمين قواعد الأحكام ـ ( " الأسنة الحداد " لابن مشرّف " 271 " ) ـ .

( منهم بطيبة عالــم ومحـدث ...... أعني ربيع الخير والإسـلام

قل للسفيه ومن سعى في ثلبهـم ...... أنى تضر شـوامخ الأعلام )

لقد كان أكبر همّه : الشباب المستقيم ، الذين وفقهم الله للهداية والسنة ؛ أن تتخطفهم كلاليب البدع والأهواء ، فتصرفهم عن جادة الحق ، انظر إليه حيث يقول حفظه الله :

( فإن القلوب لترتجف خوفاً عليهم [ أي : الشباب ] أن تختلط عليهم المناهج وتتشابه ، وتختلط عليهم الرايات وتتشابه ـ وليس بعد الحق إلا الضلال ـ ، فيتراءى لهم أن الجميع حقٌّ ، أو أنها إخوة لِعلاَّت ، ويمكن أن يُتَّخذ بعضها بديلاً للمنهج السلفي ، وإيثار رايته على رايته ؛ لأنه كثير البريق والضجيج والتلميع ، وإن كان أجوف خال من أصل أصول الإسلام ، وأعمى في باب الاعتصام بالكتاب والسنة .

... وإني لأرجو أن يوفِّقني الله لعرض المنهج الإسلامي السلفي ، في نقد الأشخاص ، والطوائف ، والكتب ، والدعوات ؛ من خلال نصوص الكتاب والسنة ، ونصوص ومواقف علماء الأمة المعتبرين وأئمتهم المرضيين ، ومن تصرفاتهم في كتب الجرح والتعديل ، وكتب السنة والعقائد الإسلامية .

قمت بذلك بـدافع حبِّي لهذا الشـباب المؤمن الذي أعـدُّه ـ والله ـ أعظم ثروة في هذه الحياة ، ونفديه بالأرواح والمهج ، ونحرص أشد الحرص على سداد سيره في دروب ومسالك الحياة وغياهبها ، فإن حنَّت نفوسهم وعقولهم وأرواحهم إلى ديار محبوبهم الأول ـ " أي : منهج السلف الصالح في التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة " ـ فذلك ما يحبه الله ويرضاه ) . ـ " منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف ، للشيخ ربيع ، طبعة دار المنار ، صفحة " 21 " ) ـ .

ويقول أيضاً : ( فرأيت أن لهؤلاء الشباب الذين لا يشك عاقلٌ أنهم يريدون للإسلام وللأمة الخير والعزة والكرامة حقّاً عظيماً وواجباً كبيراً على حملة العلم أن يبينوا لهم الحق ، ويفصلوا لهم بين الهدى والضلال والحق والباطل ، ويميزوا لهم بين دعاة الحق والهدى وبين غيرهم مـمَّن حذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يُنْزِلوا الناس منازلهم ) . ـ ( " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره " للشيخ ربيع، صفحة " 7 " ) ـ .

فأجابه الفتى بقوله :

إني أحبك يا ربيع وقل له ...... لله درك من أخي إحسان

كيف لا نحبه وهو يخاف أن تختلط المناهج والرايات وتتشابه علينا، فيتراءى لنا أن الجميع حقٌّ ، أو أنها إخوة لعلاَّت ، أو أن يتخذ بعضها بديلاً عن المنهج السلفي .

كيف لا نحبه وهو شديد الحرص على سداد سيرنا في دروب ومسالك الحياة وغياهبها ، وبيان الهدى من الضلال والحق من الباطل وبين دعاة الحق والهدى وغيرهم .
كيف لا نحبه وهو من نعم الله عز وجل علينا كما قال ابن شـوذب (من نعمة الله على الشاب والأعجمي إذا تنسكا ـ ( تَنَسَّك أي : تعبَّد ) ـ أن يوفقا لصاحب سنة يحملهما عليها ، لأن الشاب والأعجمي يأخذ فيهما ما سبق إليهما ) . ـ ( "الإبانة الصغرى " لابن بطة ، صفحة " 133 " ) ـ
إلا أن هذه الحال شَرِقت بها نفوس مرضى القلوب ، فغلت مراجل قلوبهم وتفجرت خبايا نفوسهم ، وتعالت لهم صيحات من هنا وهناك ، وهي وإن اختلفت أساليبها وخططها إلا أنها متحدة الهدف ، تسعى إلى إسقاط علماء المنهج السلفي ، لأنهم يعلمون علم اليقين أن الباطل لن يروج على الشباب حتى يفقدوا الثقة في علمائهم .

وكان من جملة أولئك الذين انتدبوا أنفسهم لنصرة الباطل وأهله والوقوف في وجه أهل الحق والسنة : عبد الرزاق بن خليفة الشايجي .

إذ أجلب عليهم بخيله ورجله ، وأرغى وأزبد ، واسْتَلَّ قلمه ، ونثر كذبه لمحاربة السلفيين ؛ أهل السنة والجماعة ، منتصراً لأهل البدعة والفرقة .

فتمخضت تلك الحملة البائسة عن رسالة سماها : ( الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية الجديدة ) .

ثم أتبعه بشرح لها سماه : ( أضواء على فكر دعاة السلفية الجديدة ) .

فما ترك ـ في هاتين الرسالتين ـ أصلاً من أصول السلفية إلا شوّهه ، ولا وصفاً قبيحاً إلا ألصقه بهم ، إلا أن ذلك لم يشف غليله ، ولم يطفئ النار التي في قلبه ، فوجه سهمه الثالث نحو الشيخ العلاّمة المحدّث : ربيع بن هادي المدخلي لعله يقضي على المنهج السلفي الذي يدعو إليه الشيخ فألَّف رسالة سماها :

( البديع في بيان منهج د. ربيع .. دراسة نقدية وثائقية تكشف اللثام عن حقيقة د. ربيع بن هادي المدخلي في الحكم على الكتب والطوائف والرجال والجماعات ) .

وقد سَوَّد صفحاتها كما هو حال أخواتها من قبلها ، فجاءت هذه الرســالة أشـد ظـلماً واعوجاجاً من أختيــها ؛ لما حـوته من الكذب : ( ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ) . سورة النور، آية : 40

وأراد أن يطعن في الشيخ ربيع فلم يشعر إلا والدم يسيل من صدره ، وسيفه بيده يقطر دماً .

كيف هذا ؟ هل فعلتها حقا ؟ .

السيف بيدي والدم من جسدي !!! .

هذا غير معقول !!!

كيف هذا !! ، وأنا الفارس الهمام الذي لا يشق له غبار ، حامي أهل البدع ، وقامع بنـــــي علمان !! .

كيف هذا !! وشيخي يدفعني من خلفي لخوض غمار المعارك !! .

ويقول : تقدم يا عبد الـرزاق .. تقـدم، لا تـهب .. اضـرب يا عبد الرزاق .. اضرب !! .

فأصبحت أنادي بأعلى صوتي : ( أنا الخطيب المفوّه .. أنا صاحب الخطوط المعوجة .. أنا صاحب الأضواء المظلمة .. أنا صاحب العجائب .. فهل من مبارز ؟ ) .

وإذا ما خلا الجــبان بأرض ...... طلب الطعن وحــده والنزالا

فأردتُ أن أقف على هذه الوثائق ، وهذا النقد ، وهذا الكشف ، وهذه الحقيقة ، لعل وعسى ، ولكن رأيت عجباً ، والشيء من معدنه لا يستغرب ، ومن شبَّ على شيء شاب عليه ..

كذبٌ صريح ، وإفكٌ مفترى ، وسوءُ أدب ، وبذاءةُ لسان ، وإلزامات باطلة ، واستنتاجات فاسدة ، واستدلالات أوهى من بيت العنكبوت ، إلى غير ذلك مما سطّره في رسالته .

ولقد صدق أبو عثمان النيسابوري حيث قال : ( من أمّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة ، ومن أمّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة ، لأن الله تعالى يقول : " وإن تطيعوه تهتدوا " ) اهـ . ـ ( " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " لشيخ الإسلام ابن تيمية، صفحة " 32 " ، و"سير أعلام النبلاء " : " 14/63 " ) ـ .

ولكن لا غرابة في ذلك على من أغرق نفسه في السياسة ( الميكافيلية ) الكاذبة ، أن يزور الحقائق ، ويتلاعب بالقيم والمبادئ ، حتى يسقط عدالته ، ويُخلّ بمروءته ، وصدق القائل حين قال : ( إن أزمتنا أزمة تقوى ، أزمة أخلاق سامية ، بدأت تنحل من البشر ، أزمة مروءة ؛ ضعفت حتى ذهب نورها . ولا حول ولا قوة إلا بالله ) .

ولقد ظن هذا الشقي أن سكوت العقلاء عنه ، وتغافلهم عن ذكره والرد عليه ؛ إنما هو لأنه على الحق المبين ، وأنه دفع خصومه بالحجة عندما قال : ( وقد جبنوا جميعاً أن يدافعوا عن أنفسهم ، وأن يذكروا خطأً واحداً في كتابي " الخطوط العريضة " ، أو إنني كذبت عليهم في أصل واحد مما أصَّلوه ) . ـ ( " أضواء على فكر دعاة الســـــــلفية الجديدة " للشايجي ، صفحة " 13 " الطبعة الأولى 1416هـ ) ـ

وقال : ( لم يتصدّ أحد ممن كتبنا فيه الخطوط لكتابة ردٍّ علمي مكتوباً عليها ) . ـ ( المصدر السابق، صفحة " 2 " ) ـ .

( وللأسف أنه لم يتصدَّ أحد ممن وضع هذه الأصول للرد على هذا الكتـاب الذي سمّيناه : " الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية الجديدة " ) . ـ ( المصدر السابق ، صفحة " 7 " . ولقد ردَّ عليه كلٌّ من : الأخ الدكتور : مبارك بن سيف، والأخ الفاضل : فالح بن جبر ، وهتكوا ستوره . فلله الحمد والمِنَّة ) ـ .

وما درى المسكين أن السكوت عنه من علمائنا الأفاضل ؛ إنما هو لتفاهة كتبه ، وضحالة علمه ، وسوء أدبه ، فلا حجة فيها ولا برهان ، إنما هو أسلوب أهل البدع والأهواء في التعامل مع أهل السنة والجماعة .

وما أظن أن ما سطَّرته أنامله سينطلي على من لديه مسكة عقل ، ولكن بعض السذج الأغرار ربما انطلت عليهم بعض تلك الزخارف والشبهات .

لذا أحببت في هذه الرسالة أن أكشف اللثام عن تلك الدراسة النقدية الوثائقية التي زعم ؛ لنرى مبلغها من الحق ، ومبلغ صاحبها من العلم والصدق والأمانة ، وليقف على الحقيقة من يبتغيها ، ولتظهر شمس الحق على من حُجبت عنه بسبب الغيوم الكثيفة من تلبيسات أهل البدع والأهواء ، ومرضى القلوب والعقول . فلله الحمد والمنة نحن لا نتجنى على الرجل ، فكتبه بين أيديكم ، وكتب شيخنا كذلك ، فمن أراد الحق فليرجع إليها ويقلب صفحاتها ، ليجد صدق ما نقول ، وكذب ما يدعون .

فكتب شيخنا ليست وثـائق سـريـة يصعـب الوصول إليها ، وليست في حكم المفقود ، أو المخطوط النادر ، فهي في متناول أيديكم ؛ وليكن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق فهم سلفنا الصالح الحكم الفصل بيننا .

ولم أقم باستقصاء جميع ما كتبه الشايجي في هذه الرسالة لاحتوائها على الكذب ، والتضليل ، والغش ، والخداع ، والتدليس ، والتلبيس ، متمثلاً بقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى ـ ( " ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان " صفحة " 46 " ) ـ :

وقد سَئِمتْ نَفْسي تَتَبُّعَ ما أَتَـى ...... مـن الهمْط والتَّمويهِ للأعينِ الرُّمدِ

ولم أَرَ إنساناً تَجارى به الهوى ...... وَلَفَّقَ مَزْبُوراً من المَيْنِ لا يُجْدِي

كهذا الغَوِيِّ المُدَّعي العلمِ بالمُنى ...... ولو كانَ يَدْرِي قُبْحَ ما قَالَ لم يُبْـدِ

فتبّاً لَــــهُ مِنْ جَاهِلٍ مُتَمَعْلِمٍ ...... تنكَّبَ عـن نَهْجِ الهِدَايَةِ وَالرُّشْدِ

الهمط : الخبط ، والقول بالظن من غير دليل

وأخيـراً أقول للشايجي :

فدع عنك الكتابة لسـت منها ...... ولو ســـــودت وجهك بالمداد

وابن اللبون إذا ما لز في قرنٍ ...... لم يســتطع صولة البزل القناعيس

وفي الختام ..
أتقدم بالشكر بعد شكر الله عز وجل إلى مشايخي الأفاضل وإخواني طلبة العلم على ما أسدوه من نصح، وتوجيه ، وإرشاد ؛ لإخراج هذه الرسالة التي أحتسبها عند الله عز وجل دفاعاً عن السنة وأهلها وعن أحد أعلامها .

والله أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن لا يجعله ملتبساً علينا فنضل .

( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .

كتبه / علي بن سليمان بن محمد الحربي .. .. المدينة النبوية

1 / 8 / 1419 هـ










 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لانتصار, البديع, الشايجي, الشيخ, ربيـــع, وبيان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc