عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلم صدقة ، وبذله لأهله قربة ، لأنه معالم الحلال والحرام ومنار أهل الجنة ، والأنس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والدين عند الأجلاء ، يرفع الله تعالى به أقواما ويجعلهم في الخير قادة وأئمة ، تقتبس آثارهم ، ويقتدى بفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم . ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم . يستغفر لهم كل رطب ويابس ، حتى الحيتان في البحر وهوامه وسباع الطير وأنعامه ؛ لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصباح الأبصار من الظلم ، يبلغ بالعلم منازل الأخيار والدرجة العليا في الدنيا والآخرة ، والتفكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام ، به توصل الأرحام ويعرف الحلال من الحرام ، إمام العمال والعمل تابعه . يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء .
ابو نعيم في الحلية (239/1)