وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه:
يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟
فقال أبوه:
لأنك ثور في مسلاخ إنسان، إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس
ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم،
ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه
ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم،
فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله،
إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع،
ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً،
أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر، مشؤومة الطلع، مرة الطعم، لا منظرا بهيجاً ولا ثمرا نضيجا
،