كثيرون لم يغادروا أماكنهم في مدرجات سان سيرو عندما أطلق الحكم صافرة نهاية مباراة فريقهم مع بولونيا، البعض منهم أغمض عينيه للحظات كانت كافية لتمر في ذهنه ست سنوات بدت كأنها الحلم، كانوا فيها أبطال كل شيء، في إيطاليا، أوروبا والعالم.. لكن الواقع الآن شيء مغاير، الواقع هو عندما فتح هؤلاء أعينهم وجدوا لاعبي بولونيا يتبادلون التهاني في سان سيرو... لم يعد هذا المكان جحيماً على الفرق التي تواجه إنتر حتى ولو كان اسمها برشلونة، بل صار متنزّهاً لمن يريد الفوز حتى ولو كان اسمه نوفارا.
بين برشلونة و نوفارا تقع قصة إنتر الفريق الذي سيطر على كل شيء في السنوات الماضية والذي قد لا يجد الآن حتى مركزاً في الدوري الاوروبي.
كل شيء بدأ ليلة صيف عام 2006، وقتها كانت إيطاليا تحتفل بعرش العالم لكرة القدم، وقتها أيضاً أصاب زلزال ما تزال تردداته مستمرة إلى الآن الكرة الايطالية وخاصة الفريق الأعرق والأكثر فوزاً فيها, يوفنتوس.
يقول إيبرا في كتابه، دخل علينا مودجي، لم أره في حياتي هكذا، فالرجل الأقوى في الكرة الايطالية كان يبكي، عندها فهمت أن زمننا انتهى وجاء زمن آخر.
إيبرا كان الأساس ببداية زمن إنتر بعدما حول وجهته ليلاً وبسحر ساحر يعرفه الجميع، حولها من شارع توراتي إلى شارع دوريني حيث كان مقر إنتر، ومعه من اليوفي جاء فيبرا، فصار فريق مانشيني لا يقهر في إيطاليا، وحده روما كان حجر عثرة، لكن إنتر كان يفوز بمباراة تلو مباراة وبلقب تلو لقب.
مع مورينيو حصل إنتر على أقصى غاياته وحقق موراتي حلمه الكبير، حلم الطفولة.
اللقب الذي فاز به والده آنجلو, ها هو ماسيمو يرفعه ليلة 22 أيار/مايو في مدريد... ليأتي بعده لقب العالم للأندية في أبو ظبي لكن وقتها فهم كثيرون أن وقت بداية النهاية لعصر إنتر قد حان.
كانت الأسباب كثيرة، مدربون يتغيرون بشكل مستمر، سوق انتقالات مخيب بكل معنى الكلمة خاصة مع رحيل أوريالي، ورئيس يبدو أنه فقد الحافز بعدما حقق الحلم، والنتيجة كانت حزن تلو حزن لعشاق إنتر.
ما يبدو واضحاً أن ما فعله برانكا وأوزيليو كان فاشلاً، صحيح أنهما لم يكونا قادرين على المحافظة على إيتو وتياغو موتا، لكنهما أحضرا لإنتر فورلان الذي لا يمكنه اللعب في أوروبا وغوارين المصاب وبينهما، زاراتى، كاستانيوس، جوناتان، كوتينيو، بولي، ألفاريز وفضّلا باتسيني على كافاني، يكفي أن نذكر أن أفضل صفقة لإنتر في السنتين الأخيرتين كانت ناغاتومو لنفهم الوضع بوضوح.
حالياً لا حلول في الأفق، المركز الثالث يبتعد شيئاً فشيئاً وهو ضروري جداً لإنقاذ الموسم وضخّ الأموال في وقت تدور همساً أحاديث عن عدم قدرة موراتي على مواصلة ضخّ الأموال كما فعل في السابق، وعلى الأرجح لن يمانع بدخول شركاء جدد، وقد كتبت لاغازيتا ديلو سبورت قبل أيام عن إمكانية دخول مموّلين من دولة الإمارات العربية على الخط.
كل يوم يستفيق عشاق إنتر على خبر جديد، هم يأملون دائماً بالعودة الى القمة، صار الأمر صعباً جداً، عليهم الاكتفاء هذا الموسم بمشاهدة ميلان ويوفنتوس يتصارعان على اللقب، فريقان لم يكونا في حسابات إنتر في سنوات الانتصارات.
هي أزمة لا يبدو الخروج منها متاحاً الآن، لكن الجمهور يبقى متفائلاً دائماً، لا بديل لهم عن ذلك كي لا تمر في أذهانهم بدل أحلام السنوات الست الماضية، كوابيس سنوات ما قبل الكالتشوبولي.