عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-01-29, 07:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الشاذلي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B11 عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء

عقيدة الاتقياء وتنزيه الاولياء
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله اجمعين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
وبعد....


هذه هي عقيدة اهل السنة والجماعة في الاستواء والجهة ، وهي ما اتفقوا عليه ، وحتى لا اطيل ، فاقول بالله التوفيق ومنه السداد
:


1-
قال سيدنا علي رضي الله عنهكان- الله- ولا مكان ،
وهو الان على ما- عليه- كان اهـ. (أي بلا مكان )
الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (333).


2-
وقال أيضا: ( إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته ) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي ( 333).


3-
وقال أيضا: ( من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود . ) حلية الأولياء: ترجمة علي بن أي طالب (73/1).


4-
وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم ما نصه: ( أنت الله الذي لا يحويك مكان )
إتحاف السادة المتقين / 380) 4).



5-
وقال أيضا : ( أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا )
إتحاف السادة المتقين (4/ 380).


6-
وقال الامام ابي حنيفة النعمان رحمه الله:
( قلت : أرأيت لو قيل أين الله تعالى ؟
فقال - أي أبو حنيفة :
يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق ، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء ، وهو خالق كل شىء ) الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص 25)،
ونقل ذلك أيضا المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري المعروف
بالحبشي في كتابه الدليل القويم (ص54..)


7-
وقال أيضا : ( ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه ، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )
كتاب الوصية ، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري
(ص/ 2)، وذكره الشيخ الهرري كذلك في كتابه السابق
.


8-
وقال الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم ما نصه :
( من زعم أن الله في شىء ، أو من شىء ، أو على شىء فقد أشرك . إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا ، ولو كان من شىء لكان محدثا - أي مخلوقا )
ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص6..)


9-
وقال الإمام العز بن عبد السلام الشافعي
في كتابه (حل الرموز) في بيان مراد أبي حنيفة ما نصه :
( لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ، ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه ) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص 198).


10-
وأيد ملا علي القاري كلام ابن عبد السلام فقال :
( ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم ، فيجب الاعتماد على نقله ) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص 198 ).


10-
وقال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه

:
( إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ) إتحاف السادة المتقن (2/ 24).



11-
وقال الامام أحمد ، فقد نقل ابو الفضل التميمي رئيس الحنابلة
عن الامام احمد مانصه :
( كان يقول - أي الإمام أحمد - في معني الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شىء والعالي علي كل شىء وإنما خص الله العرش لمعاني فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه
(على العرش استوي) أي عليه علا ولا يجوز أن يقال استوى بمماسه ولا بملاقاة تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالي لم يلحقه تغيير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش )
انظر رساله التميمي في (2/265-290) طبقات الحنابله
ثم قال التميمي في آخر رسالته : ( وهذا - أي المعتقد - وما شابهه محفوظ عنه - أي الإمام أحمد - وما خالف ذلك فكذب عليه و زور).



12-
وذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي عن الامام احمد أنه كان من المنزهين لله تعالى عن الجهة والجسمية ، ثم قال ابن حجر ما نصه :
( وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه )
الفتاوى الحديثية (ص144).


13-
والإمام البخاري رحمه كان منزها ، فقد فهم شراح صحيحه أن البخاري كان ينزه الله عن المكان والجهة ، قال الشيخ علي بن خلف المالكي المشهور بابن بطال أحد شراح البخاري ما نصه :
( غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ، وانما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان )
فتح الباري (13/416).


14-
وقال الامام ابن المنيِّر المالكي (695 هـ) ما نصه :
( جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش" ومطابقته ، والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله ( ذِى المَعَارِجِ )
(سورة المعارج 3 ) ، ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب محدث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره ، فحدثت هذه الأمكنة ، وقدمه يحيل وصفه بالتحيز فيها )
نقله عنه الحافظ ابن حجر فتح الباري (13/ 418 - 419).وأقره عليه .


15-
قال الامام الطبري رحمه الله ( ...... فتبين إذا أن القديم بارىء الأشياء وصانعها هو الواحد الذي كان قبل كل شىء ، وهو الكائن بعد كل شىء ، والأول قبل كل شىء ، والآخر بعد كل شىء، وأنه كان ولا وقت ولا زمان ولا ليل ولا نهار، ولا ظلمة ولا نور ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ، وأن كل شىء سواه محدث مدبرمصنوع، انفرد بخلق جميعه بغير شريك ولا معين ولا ظهير، سبحانه من قادر قاهر ) تاريخ الطبري (1/ 26).


16-
وقال أيضا عند تفسير قول الله تعالى:
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) (سورة الحديد/3) ما نصه :
(لا شىء أقرب إلى شىء منه كما قال: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) سورة ق 16 جامع البيان ( 27/215 .. ).


17-
وقال اللغوي إبراهيم بن السري الزجاج أحد مشاهير اللغويين
(311 هـ) ما نصه :
( العلي : هو فعيل في معنى فاعل ، فالله تعالى عال على خلقه وهو عليٌّ عليهم بقدرته ، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكاني ، إذ قد بينا أن ذلك لا يجوز في صفاته تقدست ، ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )
تفسير أسماء الله الحسنى (ص 48).


18-
وقال أيضا : ( والله تعالى عال على كل شىء، وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحلِّ، لأن الله تعالى يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان )
تفسير أسماء الله الحسنى (ص 60).


19-
وقال الامام الطحاوي في متن عقيدته ما نصه
( وتعالى - أي الله - عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات )
انظر متن العقيدة الطحاوية


20-
وقال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري (324 هـ) رحمه الله
ما نصه : ( كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه )
أي بلا مكان ومن غير احتياج إلى العرش والكرسي ، نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر نقلا عن القاضي أبي المعالي الجويني
أنظر تبيين كذب المفتري (ص 150).


21-
وقال أيضا ما نصه : ( فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فاصلهما موجود في القرءان وهما يدلان على التوحيد ، وكذلك الاجتماع والافتراق ، قال الله تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه –
( لَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الانعام/76)
في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دل على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شىء من ذلك ، وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله )
أنظر رسالته استحسان الخوض في علم الكلام (ص/ 45).


22-
وقال إمام أهل السنة أبو منصور الماتريدي (333 هـ) رحمه الله
ما نصه:
(إن الله سبحانه كان ولا مكان ، وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان ، فهو على ما كان ، وكان على ما عليه الان ، جل عن التغير والزوال والاستحالة(
) انظر كتابه التوحيد (ص 69).



23-
وقال أيضا : ( وأما رفع الأيدي إلى السماء فعلى العبادة ، ولله أن يتعبد عباده بما شاء ، ويوجههم إلى حيث شاء ، وإن ظن من يظن أن رفع الأبصار إلى السماء لأن الله من ذلك الوجه إنما هو كظن من يزعم أنه إلى جهة أسفل الأرض بما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها ، وكظن من يزعم أنه في شرق الأرض وغربها بما يتوجه إلى ذلك في الصلاة ، أو نحو مكة لخروجه إلى الحج ، جل الله عن ذلك ). انتهى باختصار . انظر كتابه التوحيد (ص 75- 76).


24-
وقال ابن حبان رحمه الله مانصه :
( الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان ولا يشتمل عليه تواتر الزمان )
الثقات (1/ 1).


25-
وقال أيضا ما نصه : ( كان- الله - ولا زمان ولا مكان )
صحيح ابن حبان، أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 4).


26-
وقال أيضا :
( كذلك ينزل - يعني الله - بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان ) المصدر السابق (2/ 136).


27-
وقال الصوفي أبو عثمان المغربي سعيد بن سلام (373 هـ) فيما نقله عنه أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري (469 هـ) ونصه :
( سمعت الإمام أبا بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله تعالى يقول : سمعت محمد بن المحبوب خادم أبي عثمان المغربي يقول :
قال لي أبو عثمان المغربي يوما: يا محمد ، لو قال لك أحد : أين معبودك أيش تقول ؟ قال: قلت أقول حيث لم يزل، قال: فإن قال أين كان في الأزل، أيش تقول؟ قال: قلت أقول حيث هو الان ، يعني أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان ، قال : فارتضى مني ذلك ونزع قميصه وأعطانيه )
الرسالة القشيرية (ص 5).


28-
قال أبو القاسم القشيري ما نصه : ( سمعت الإمام أبا بكر بن فورك رحمه الله تعالى يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول:
كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي ، فكتبت إلى أصحابنا بمكة إني أسلمت الان إسلاما جديدا )
الرسالة القشيرية (ص 5).


29-
وقال الشيخ أبو بكر محمد بن إسحق الكلاباذي الحنفي (385 هـ)
في بيان عقيدة الصوفية ما نصه :
( اجتمعت الصوفية على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) التعرّف لمذهب أهل التصوف (ص 33).


30-
وقال الشيخ أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (388 هـ)
صاحب "معالم السنن" ما نصه :
( وليس معنى قول المسلمين إن الله على العرش هو أنه تعالى مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
أعلام الحديث: كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)
(سورة الروم/27) (2/ 147).


31-
وقال الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي
(403 هـ) ما نصه :
( وأما البراءة من التشبيه بإثبات أنه - تعالى - ليس بجوهر ولا عرض ، فلأن قوما زاغوا عن الحق فوصفوا البارىء جل ثناؤه ببعض صفات المحدثين، فمنهم من قال : إنه جوهر، ومنهم من قال : إنه جسم ، ومنهم من أجاز أن يكون على العرش كما يكون الملك على سريره ، وكان ذلك في وجوب اسم الكفر لقائله كالتعطيل والتشريك فإذا أثبت المثبت أنه ليس كمثله شيء، وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى التشبيه ، لأنه لو كان جوهرا أو عرضا لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض ، ولأنه إذا لم يكن جوهراً ولا عرض لم يجز عليه ما يجوز على الجواهر من حين إنها جواهر كالتآلف والتجسم وشغل الأمكنة والحركة والسكون ، ولا ما يجوز على الأعراض من حيث إنها أعراض كالحدوث وعدم البقاء )
المنهاج في شعب الإيمان (1/ 184)


32-
وقال القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (403)
ما نصه : ( ولا نقول إن العرش له- أي الله- قرار ولا مكان، لأن الله تعالى كان ولا مكان، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان )
الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به (ص 65).


33-
وقال أيضا ما نصه : ( ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك )
المرجع السابق (ص 64).
وقال الحافظ المؤرخ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: ترجمة الباقلاني (ص221 )نقلا عن أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني :
( وكان أبو الحسن التميمي الحنبلي يقول لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل - أي بالباقلاني - فليس للسنة عنه غنى أبدا. قال : وسمعت الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي رحمه الله وهو عبد الواحد بن أبي الحسن بن عبد العزيز بن الحرث يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر محمد بن الطيب - يعني الباقلاني - على مخدة واحدة سبع سنين.
قال الشيخ أبو عبد الله: وحضر الشيخ أبو الفضل التميمي يوم وفاته العزاء حافيا مع إخوته وأصحابه وأمر أن ينادي بين يدي جنازته:
"هذا ناصر السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة ردا على الملحدين "، وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة ايام فلم يبرح، وكان يزور تربته كل يوم جمعة في الدار)


34-
وذكر الشيخ أبو الطيب سهل بن محمد الشافعي مفتي نيسابور
(404 هـ) ما نقله عنه الحافظ البيهقي :
( سمعت الشيخ أبا الطيب الصعلوكي يقول: " تضامّون" بضم أوله وتشديد الميم يريد لا تجتمعون لرؤيته - تعالى - في جهة ولا ينضم بعضكم إلى بعض فإنه لا يرى في جهة ) ،
ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (447/11).


35-
وقال أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بابن فورك الأشعري
(406 هـ) ما نصه : ( لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن لاستحالة كونه محدودا ومتناهيا وذلك لاستحالة كونه محدثا )
مشكل الحديث (ص/ 57).


36-
وقال أيضا ما نصه :
( واعلم أنا إذا قلنا إن الله عز وجل فوق ما خلق لم يرجع به إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنة بالمسافة والإشراف عليها بالمماسة لشىء منها )
مشكل الحديث (ص/ 64).


37-
وقال الأديب النحوي أبو علي المرزوقي (421 هـ) ما نصه :
( الله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تحيط به الأقطار والجوانب )
الأزمنة والأمكنة (1/ 92).


38-
وقال الشيخ الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي الإسفراييني (429 هـ) ما نصه :
( وأجمعوا - أي أهل السنة - على أنه - أي الله - لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) الفرق بين الفرق (ص/ 333).


39-
وقال الشيخ علي بن خلف المشهور بابن بطال المالكي (449 هـ) أحد شراح صحيح البخاري ما نصه :
(غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه ، فقد كان ولا مكان ، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان )
فتح الباري (13/ 416).


40-
وقال أيضا ما نصه : ( لا تعلق للمجسمة في إثبات المكان ، لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان )
وقد نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني مقرا وموافقا له الفتح (13/ 433).، مما يدل على أن هذه هي عقيدة أهل الحديث أيضا.


41-وقال أبو محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم الأندلسي
(456 هـ) ما نصه : ( وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان، بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة، قال تعالى:
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(سورة الفرقان/2)،
وقال (الذي خلق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا)(سورة الفرقان/59)، والزمان والمكان هما مخلوقان، قد كان تعالى دونهما،
والمكان إنما هو للأجسام ) أنظر كتابه علم الكلام:
مسألة في نفي المكان عن الله تعالى (ص/ 65)


42-
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي (458 هـ)
ما نصه : ( والذي روي في ءاخر هذا الحديث
( أي حديث : "والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله تبارك وتعالى", وهو حديث ضعيف ) إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه الظاهر فيصح إدراكه بالأدلة،
الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان. واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي (صلّى الله عليه و سلّم)
"أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء"،
وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان .
) الأسماء والصفات (ص/ 400)


43-
وقال أيضا ما نصه : ( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلّم ) من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو ( وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )(الفجر22)
والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال, بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه ، جل الله تعالى عما تقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا.
قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول : إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدلٍّ من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ( السنن الكبرى (3/ 3)


44-وقال أيضا ما نصه : ( قال أبو سليمان الخطابي :
وليس معنى قول المسلمين :
إن الله استوى على العرش هو أنه مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه ، انما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف ، إذ ليس كمثله شيء )
الأسماء والصفات: باب ما جاء في العرش والكرسي (ص/396- 397)


45-
وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري في رسالته عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه :
( وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب ، قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتهم في التوحيد :
إن الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبهه شىء من الفخلوقات ، ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصور في الأوهام ، ولا يتقدر في العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجري عليه وقت وزمان )
انتهى باختصار الرسالة القشيرية (ص 7)


46-
وقال الفقيه المتكلم أبو المظفر الإسفراييني الأشعري (471 هـ)
ما نصه : ( الباب الخامس عشر في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة :
وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث شىء من الحد ، والنهاية ، والمكان ، والجهة، والسكون ، والحركة ، فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى ، لأن ما لا يكون محدثا لا يجوز عليه ما هو دليل على الحدوث )
التبصير في الدين (ص 161)
47 -وقال الكرماني مانصه :
( قوله ( في السماء ) ظاهره غير مراد ، إذ الله منزه عن الحلول في المكان ، لكن لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات ، وبنحو هذا أجاب غيره عن الالفاظ الواردة في الفوقية ونحوها )
نقله عنه الحافظ في الفتح ( 13 / 412 ) مقرا له
48 - وقال الذهبي ( وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف
( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )
(سير اعلام النبلاء ( 16 / 97 - 98 ) ،
وانظر كذلك في ترجمة ابن حبان كيف ينزه الله عن الحد!


-49- وقال الفقيه الإمام الشيخ أبو إسحاق الشيرازي الشافعي الأشعري (476 هـ) في عقيدته ما نصه :
( وان استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة، والرب عز وجل قديم أزلي، فدل على أنه كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان )
أنظر عقيدة الشيرازي في مقدمة كتابه شرح اللمع (1/ 101)


-50 -وقال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الأشعري (478 هـ) ما نصه :
( البارىء سبحانه وتعالى قائم بنفسه ، متعال عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يقله )
الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص 53)


-51-وقال أيضا ما نصه:
( مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات ) الإرشاد (ص 58)


-52-وقال أيضا ما نصه :
( واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، وبتنزه عن الاختصاص بجهة ، وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق ، ثم افترقت ءاراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماسه ، وجوزوا عليه التحول والانتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات ، وقد حكينا جملا من فضائح مذهبهم فيما تقدم )
(الشامل في أصول الدين (ص 511)


-53-
وقال الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (478 هـ) أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي ما نصه :
(ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته- تعالى- بالحوادث، ولأن الجوهر متحيز، والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا )
الغنية قي أصول الدين (ص 83)


-54وقال أيضا ما نصه : ( والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية الذين قالوا:" إن الله جهة فوق ) المرجع السابق (ص 73 )


55- وقال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المشهور بالراغب الأصفهاني (552 هـ) ما نصه :
( أوقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان ) المفردات في غريب القرءان (مادة: ق رب، ص 399)


56- -وقال الامام الغزالي (505 هـ) ما نصه :
( تعالى - أي الله - عن أن يحويه مكان ، كما تقدس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان )

إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقاند، الفصل الأول (1/ 108).


-57-وقال أيضا ما نصه ( الأصل السابع: العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات ، فإن الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا، والاخر يقابله ويسمى رأسا، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل، حتى إن النملة التي تدب منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا.
وخلق للإنسان اليدين وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان.
ثم قال: "فكيف كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له؟ أبأن خلق العالم فوقه، ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس، أو خلق العالم تحته، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل:
وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص العرض، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة:
وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء )
إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائ، الفصل الثالت،
الاصل السابع (1/ 128)


-58-
وقال لسان المتكلمين الشيخ أبو المعين ميمون بن محمد النسفي (في 50 هـ)ما نصه : ( القول بالمكان - أي في حق الله - منافيا للتوحيد ) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)



59-وقال أيضا : ( إنا ثبتنا بالآية المحكمة التي لا تحتمل التأويل، وبالدلائل العقلية التي لا احتمال فيها أن تمكنه- سبحانه- في مكان مخصوص أو الأمكنة كلها محال )
تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)



-60-
وقال الإمام أبو القاسم سليمان (سلمان) بن ناصر الأنصاري النيسابوري (512 هـ) شارح كتاب "الإرشاد" لإمام الحرمين بعد كلام في الاستدلال على نفي التحيز في الجهة عن الله تعالى ما نصه :
( ثم نقول سبيل التوصل إلى درك المعلومات الأدلة دون الأوهام، ورب أمر يتوصل العقل إلى ثبوته مع تقاعد الوهم عنه، وكيف يدرك العقل موجودا يحاذي العرش مع استحالة أن يكون مثل العرش في القدر أو دونه أو أكبر منه، وهذا حكم كل مختص بجهة )
شرح الإرشاد (ق/ 58- 59) ، مخطوط



-6
1-وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه (513 هـ)ما نصه :
( تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة ، هذا عين التجسيم ، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها )
الباز الأشهب : الحديث الحادي عشر (ص 86)


-62-وقال الشيخ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم المعروف بابن القشيري (451هـ) الذي وصفه العلى عبد الرزاق الطبسي بامام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه "تبيين كذب المفتري "
ما نصه : ( فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في المكان ) إتحاف السادة المتقين (108/2)


63- وقال القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد المالكي (520 هـ) ما نصه :
( ليس - الله - في مكان ، فقد كان قبل أن يخلق المكان )
ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل:
فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2)


64-وقال أيضا :
( فلا يقال أين ولا كيف ولا متى لأنه خالق الزمان والمكان )
المدخل: نصانح المريد (3/ 181)



65-
وقال أيضا ما نصه :
( أوإضافته - أي العرش - إلى الله تعالى إنما هو بمعنى التشريف له كما يقال : بيت الله وحرمه، لا أنه محل له وموضع لاستقراره )
المدخل : فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2) ،
وذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/ 124)
موافقا له ومقرا لكلامه .



66-
وقال أبو الثناء محمود بن زيد اللاَّمشي الحنفي الماتريدي من علماء ما وراء النهر (كان حيّا سنة 539 هـ) ما نصه :
( ثم إن الصانع جل وعلا وعزَّ لا يوصف بالمكان لما مر أنه لا مشابهة بينه تعالى وبين شىء من أجزاء العالم، فلو كان متمكنّا بمكان لوقعت المشابهة بينه وبين المكان من حيث المقدار لأن المكان كل متمكن قدر ما يتمكن فيه. والمشابهة منتفية بين الله تعالى وبين شىء من أجزاء العالم لما ذكرنا من الدليل السمعي والعقلي، ولأن في القول بالمكان قولا بِقِدَمِ المكان أو بحدوث البارىء تعالى، وكل ذلك محالُ، لأنه لو كان لم يزل في المكان لكان المكان قديما أزليا، ولو كان ولا مكان ثم خلق المكان وتمكن فيه لتغير عن حاله ولحدثت فيه صفة التمكن بعد أن لم تكن، وقَبول الحوادث من أمارات الحَدَث، وهو على القدير محالٌ.
) التمهيد لقواعد التوحيد (ص62- 63)


67-وقال المحدّث أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي (537 ص) صاحب العقيدة المشهورة ب "العقيدة النسفية " ما نصه :
( والمُحدِثُ للعالَم هو الله تعالى ، لا يوصف بالماهيَّة ولا بالكيفية ولا يَتمكَّن في مكان)
انتهى باختصار من كتاب العقيدة النسفية
(ضمن مجموع مهمات المتون) (ص 28)



68-
وقال أيضا ما نصه : ( وقد وَرد الدليلُ السمعيُّ بإيجاب رؤية المؤمنين اللهَ تعالى في دار الآخرة، فيرى لا في مكان، ولا على جهة من مقابلة أو اتصال شُعاع أو ثبوتِ مَسافة بين الرائي وبين الله تعالى ) المصدر السابق (ص 29)



6
9- -وقال الحافظ ابن عساكر الدمشقي (571 هـ) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلاً عن القاضي أبي المعالي
بن عبد الملك ما نصه:
( قالت النجارية : إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة . وقالت الحشوية والمجسمة :
إنه سبحانه حالّ . في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه فسلك طريقة بينهما فقال :
كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه )
تبيين كذب المفتري (ص 150 )


-70-وقال أيضا في تنزيه الله عن المكان والجهة ما نصه:
( خـلـق السـمـاء كـمـا يـشـاء بـلا دعـائـم مـسـتقـلـه ، لالـلـتـحـيـز كـي تـكـو ن لـذاتـه جـهـة مـقـلـه ، رب عـلـى الـعـرش اسـتـوى قـهـرا ويـنـزل لا بـنـقـلـه)
أنظر مقدمة تبيين كذب المفتري للكوثري (ص 2)


71- وقال الامام أحمد الرفاعي الشافعي الأشعري (578 هـ) ما نصه : (
وطهِّروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار، كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول ، تعالى الله عن ذلك . وإياكم والقول بالفوقية والسُّفْلية والمكان واليد والعين بالجارحة، والنزول بالإتيان والانتقال ، فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذُكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود )
البرهان المؤيد (ص 17 - 18)



72-
وقال أيضا ما نصه : ( غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان )
أنظر كتاب حكم الشيخ أحمد الرفاعي الكبير (ص35- 36)



73-
وقال أيضا ما نصه : ( وأنه - أي الله - لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء ، تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدَس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان )
إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي (ص 44)


74-وقال أيضا ما نصه :
( لايحده تعالى المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه السماوات وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزَها عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال ، لا يحمله العرش ، بل العرش وحملتُه محمولون بلطف قدرته ، ومقهورون في قبضته ، وهو فوق العرش ، وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى ، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى )
المرجع السابق (ص 43)


75-وكذا كان على هذا المعتقد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله (589 هـ) كما وصفه أصحاب التراجم :
( شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد)
وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله
فقد قال السيوطي ما نصه :
( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية ، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة الى و قتنا هذا ) اهـ (أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911.اهـ )
الوسائل إلى مسامرة الأوانل (ص 15)
ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه :
( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تُعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة )
الفتوحات الربانية (2/ 113)
ولما كان للسلطان المذكور هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله رسالة في العقيدة وأسماها
"حدائق الفصول وجواهر الأصول " وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب، "
وصارت تسمى فيما بعد "بالعقيدة الصلاحية".

=
ومما جاء في هذه الرسالة:
(وصانـع الـعـالـم لا يحويه قـطر تعالى الله عن تشبيه قد كـان مـوجـودا. ولا مكـانـا وحكمه الان على ما كانا سبحانه جـل عن المكان وعز عن تغيرِ الزمان فـقـد غـلا وزاد فـي الغلو من خصه بجهة العلو وحصر الصانع فـي السماء مبدعها والعرش فوق الماء وأثـبـتـوا لذاته التحيزا قد ضل ذو التشبيه )
أنظر حدائق الفصول (ص15)


76-قال الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (597 هـ) ما نصه :
( الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال )
صيد الخاطر (ص47)


77-وقال أيضا: ( أفترى اقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم:
ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا فهم ردىء ، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل )
دفع شبه التشبيه ، وطبعا كتاب دفع شبه التشبيه هذا الذي رد فيه على المجسمة الذين ينسبون أنفسهم إلى مذهب الامام أحمد والإمام أحمد بريء مما يعتقدون .
وقد بين ابن الجوزي في هذا الكتاب أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تنزيه الله عن الجهة والمكان والحد والجسمية والقيام والجلوس والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث وا لأجسام




78-
وقال ايضا :كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك ، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان )
كتاب دفع شبه التشبيه .


79- وقال ايضأ : ( فإن قيل: نفي الجهات يحيل وجوده، قلنا :
إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال )
كتاب دفع شبه التشبيه .


-80-وقال الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري (599 هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه :
( وصـانـع الـعـالـم لا يـحـويـه قـطـر تـعـالـى الله عـن تـشـبـيـه قـد كـان مـوجـودا ولا مكـانـا وحـكـمـه الان عـلـى مـا كـانـا سبحـانـه جل عن الـمكـان وعـز عـن تـغـيـر الـزمـان
) انظر منظومته "حدائق الفصول وجواهر الأصول" في التوحيد ،
التي كان أمر بتدريسها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي
(ص 10)
قلت : وهذا الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري قال تاج الدين السبكي في طبقاته :
( كان فقيها فرضيا نحويا متكلما ، أشعري العقيدة ، إماما من أئمة المسلمين ، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم . وله نظم كثير منه ارجوزة سماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول "
صنفها للسلطان صلاح الدين ، وهي حسنة جدا نافعة ، عذبة النظم) اهـ. (7/23- 25)


81-وقال المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير (606 هـ) ما نصه :
( "المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح ، لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ،
والله يتعالى عن ذلك ويتقدس)
انظر النهاية في غريب الحديث (مادة ق ر ب، 4/ 32)




82-
وقال المفسر فخرالدين الرازي (6 0 6 هـ) في قوله تعالى
" وهو العلي العظيم مانصه:
( لا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده ، ولا يجوز أن يكون المراد من العظيم العظمة بالجثة وكبر الجسم ، لأن ذلك يقتضي كونه مؤلفا من الأجزاء والأبعاض، وذلك ضد قوله " قل هو الله أَحد " فوجب أن يكون المراد من العلي المتعالي عن مشابهة الممكنات ومناسبة المحدثات، ومن العظيم العظمة بالقدرة والقهر بالاستعلاء وكمال الإلهية )
المصدر السابق (سورة الشورى/ ءاية 4 - 27/ 144 )



83-
وقال الشيخ أبو منصور - فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه :
( موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ، ولا أمام ولا خلف ، ولا كل ولا بعض، ولا يقال متى كان ، ولا أين كـان ولا كيف ، كان ولا مكان ، كون الأكوان ، ودبر الزمان ، لا يتقيد بالزمان ، ولا يتخصص بالمكان )
انظر طبقات الشافعية ( 8/ 186)


84- وقال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الحنفي (629 هـ)
ما نصه : ( مسألة : قال أهل الحق :
إن "الله تعالى متعال عن المكان ، غير متمكن في مكان ، ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة... والذي يدل عليه قوله تعالى
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له مثل من الأشياء، والمكان والمتمكن متساويان قدرا متماثلا لاستوائهما في العدد، فكان القول بالمكان والتمكن ردا لهذا النص المحكم الذي لا احتمال فيه، ورد مثله يكون كفرا.
ومن حيث المعقول: ان الله تعالى كان ولا مكان، لأن المكان حادث بالإجماع، فعلم يقينا أنه لم يكن متمكنا في الأزل في مكان، فلو صار متمكنا بعد وجود المكان لصار متمكنا بعد أن لم يكن متمكنا، ولا شك أن هذا المعنى حادث وحدوث المعنى في الذات أمارة الحدث ، وذات القديم يستحيل أن يكون محل الحوادث على ما مر ،
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )
أنظر شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى
بيان اعتقاد أهل السنة (ص45)



-8
5- وقال المتكلم سيف الدين الآمدي (631 هـ) ما نصه :
( وما يروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كلءاية على ما ذكرنا عنهم، وبين السلف إلاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيز بجهة، ومن اشتغل منهم بتأويل يليق بدلائل التوحيد قالوا في قوله :
" وهو الذي في السماء إِله وفي الأرضِ إِله"(84) سورة الزخرف
أراد به ثبوت الألوهية في السماء لا ثبوت ذاته، وكذي في هذا قوله :
" وهو اللّه في السماوات وفي الأَرضِ " (3) سورة الأنعام
أى ألوهيته فيهمالاذاته، وكذا في (هذا) قوله :
" أَأَمنتم من في السماء"(16) سورة الملك
ألوهيته إلا أن ألوهيته أضمرت بدلالة ما سيق من الايات، وقوله :
" ما يكون من نجوى ثلاثة إِلا هو رابعهم "(7) سورة المجادلة
أي يعلم ذلك ولا يخفى عليه شىء، وقوله :
"ونحن أَقرب إِليه من حبلِ الورِيد " (16) سورة ق
أي بالسلطان والقدرة، وكذي القول بأنه فوق كل شىء أي بالقهر على ما قال تعالى:" وهو القاهر فوق عباده" (18) سورة الأنعام
وقالو في قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه (10) سورة فاطـر، إن الله تعالى جعل ديوان أعمال العباد في السماء والحفظة من الملائكة فيها فيكون ما رفع الى هناك رفعّا اليه، وهذا كما في قوله :" ونحن أقرب إِليه منكم ولكن لا تبصرون "(85/ سورة الواقعة)
وقوله :" وأنتم حينئذ تنظرون "(84/ سورة الواقعة)
قالوا ملك الموت وأعوانه، والمجسمة لا يمكنهم أن يقولوا:
إنه بالذات عند كل محتضر، ولا أن يقولوا:
إنه بالذات في السماء لما يلزمهم القول بجعله تحت العرش وتحت عدد من السموات، فوقعوا بهواهم في مثل هذه المناقضات الفاحشة فيكون معنى قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب"(10/ سورة فاطر)
كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم صلوات الله عليه :
" وقال إِني ذاهب إِلى ربي سيهدين "(99/ سورة الصافات)
أي إلى الموضع الذي أمرني ربي أن أذهب إليه، وقالوا في في قوله :
" إِن الذين عند ربك " (206/سورةالأعراف)،
يعني الملائكة، أن المراد منه قرب المنزلة لا قرب المكان كما قال موسى:" وكان عند اللَّه وجيها"(69) سورة الأحزاب وقال تعالى :
" واذكر عبادنا إبراهيم وإِسحق ويعقوب أولي الأَيدي والأبصارِ "
(45/ سورة ص) قال المفسرون وأئمة الهدى:
أي أولو القوة في الدين والبصارة في الأمر، ولم يفهم أحد من السلف والخلف منه الأيدي الجارحة مع كونهم موصوفين حقيقة بالأبصار الجارحة والأيدي الجارحة: فكيف فهمت المشبهة من قوله :
" خلقت بيدي "(75) سورة ص اليدين الجارحتين، ومن قوله:
" ولتصنع على عيني"(39/ سورة طه) العين الجارحة،
ومن الخبر المروي: " إن الصدقة تقع في كف الرحمن " - رواه مسلم - الكف الجارحة مع قوله تعالى :
" ليس كمثله شيء"(11/ سورة الشورى) وقوله :
" ولم يكن له كفوا أَحد "(4) سورة الأخلاص وقوله :
" سبحان اللّه عما يصفون"(91) سورة المؤمنون وقوله :
" إِن الله لغني عن العالمين"(6) سورة العنكبوت
فـما فهموا من تلك المتشابهات إثبات الجسم والجوارح "
الصورة إلا لخبث عقيدتهم وسوء سريرتهم.
وبالله العصمة من الخذلان )
أبكار الأفكار (ص 194- 195) ، مخطوط


86-وقال الشيخ جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري شيخ الحنفية في زمانه (636 هـ) بعد أن قرأ فتوى ابن عبد السلام في تنزيه الله عن المكان والحروف والصوت ما نصه :
( هذا اعتقاد المسلمين ، وشعار الصالحين ، ويقين المؤمنين ، وكل ما فيهما صحيح ، ومن خالف ما فيهما وذهب إلى ما قاله الخصم من إثبات الحرف والصوت فهو حمار )
طبقات الشافعية الكبرى:
ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 237)


87-وقال الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب المالكي (646 هـ) مثنيا على العقيدة التي كتبها الشيخ عبد العزيز ابن عبد السلام ومما جاء في هذه العقيدة قول ابن عبد السلام:
( كان - الله - قبل أن كون المكان ودبر الزمان ،
وهو الآن على ما عليه كان )
طبقات الشافعية الكبرى :
ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 237)
ومن جملة ما ذكره في ثنائه قوله :
( ما قاله ابن عبد السلام هو مذهب أهل الحق ، وأن جمهور السلف والخلف على ذلك ، ولم يخالفهم إلا طائفة مخذولة ، يخفون مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله)

-
وقال نجم الدين مَنكُوبَرس (652 هـ) شارح العقيدة الطحاوية ما نصه : (ولأن من لم يَرُضْ عقله في التفكر والتدبر والنظر في الدلائل يظن أن صانعه بجهة منه لمِا لا يعرفُ أن التحيز بجهة من أمارات الحدث وأنها منفيِّة عن القديم )
النور اللامع والبرهان الساطع في شرح عقائد الإسلام
(ص 108 ) من المخطوط .



88-
وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام (660 هـ) ما نصه :
( ليس - أي الله - بجسم مصوَّر ، ولا جوهر محدود مُقدَّر ، ولا يشبه شيئا ، ولا يُشبهه شىءٌ ، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات ، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان ،
وهو الآن على ما عليه كان )
طبقات الشافعية الكبرى:
ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 219 )



89-
وقال محمد بن أحمد القرشي الهاشمي (669 هـ) ما نصه :
( كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان )
روض الرياحين (ص 496)



90-
وقال الامام القرطبي المالكي (671 هـ) ما نصه :
( و "العليّ" يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان ، لأن الله منزه عن التحيز )
الجامع لأحكام القرءان
سورة البقرة ، آية/ 55 2 (3/ 278)


91-وقال أيضا : ( ومعنى"فَوْقَ عِبَادِهِ"(18/ سورة الأنعام)
فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم ،
أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان )
المصدر السابق سورة الأنعام، آية/ 18 (6/ 399)



92-
وقال أيضا : ( والقاعدة تنزيهه - سبحانه وتعالى - عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة )
المصدر السابق سورة الأنعام ، آية/ 3 (6/ 390)



93-
وقال أيضّا عند تفسير"ءاية "
"أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ "(158) سورة الأنعام مانصه :
( وليس مجيئه تعالى حركة ولا انتقالا ولا زوالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا )
المصدر السابق سورة الأنعام ءاية/158 (7/ 145)



-9
4-وقال أيضّا : ( وقال أبو المعالي : قوله صلى الله عليه وسلم
" لا تفضلوني على يونس بن متّى "
المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت.
وهذا يدل على أن البارىء سبحانه وتعالى ليس في جهة )
المصدر السابق
سورة، الأنبياء، آية / 871/333-334) 1)



95-
وقال أيضا في تفسير آية :
" وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا"(22) سورة الفجر ما نصه :
( والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان ، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان ، ولا يجري عليه وقت ولا زمان ، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات ، ومن فاته شىء فهو عاجز ) المصدر السابق
سورة الفجر ، آية/ 22 (20/ 55)



96-
وقال أيضا عند تفسير قوله تعالى :
" أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ"(16) سورة الملك
ما نصه : ( والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام . وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القُدس ومعدن المطهرين من الملائكة ، واليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته ، كما جعل الله الكعبة قِبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان ، وهو الآن على ما عليه كان)
المصدر السابق
سورة الملك، آية/ 16 (18/ 216)



97-
وقال الشيخ ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر ابن يوسف بن عمر بن عبد المنعم القرطبي (672 هـ)
في الرد على المبتدعة المجسمة مُبيِّنّا عقيدة أهل السنة ما نصه :
( هو الله لا أيـن ولا كـيـف عنـده ولا حَدَّ يحويه ولا حصرَ ذي حَدِّ ولا القُرْبُ في الأدنى ولا البعدُ والنَّوى يخالف حالا منه في القُرب والبُعْدِ ) طبقات الشافعية :
ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 428)


98-وقال الامام النووي (676) ما نصه :
( إن الله تعالى ليس كمثله شىء , منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق )
شرح صحيح مسلم (19/3)


98-وقال زكريا بن محمد الأنصاري القزويني (82ه هـ) وهو مؤرخ جغرافي من القضاة رحل إلى الشام والعراق وولي قضاء واسط أيام المعتصم العباسي، وهو صاحب كتاب (عجائب المخلوقات ) ما نصه :
( التوحيد : أن يعلم أن الله واحد قديم ، لم يزل ولا يزال ، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه ، كان عالم بعلم أزلي، قادر بقدرة أزلية )
مفيد العلوم (ص 24)



99-
وقال العلامة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي المالكي المصري 684) هـ) أحد فقهاء المالكية ما نصه :
( وهو - أي الله - ليس في جهة ، ونراه نحن وهو ليس في جهة ) الأجوبة الفاخرة (ص 93)



100-
وقال الشيخ البيضاوي (685 هـ) ما نصه :
( ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه )
فتح الباري (3/ 31)



101-
وقال الشيخ زين الدين علي بن محمد بن منصور المعروف
بابن المنَيِّر 695) هـ) ما نصه :
(جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش " ومطابقته والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله :" ذِي الْمَعَارِجِ"(3)
ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب مُحْدَث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة ، وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها )
فتح الباري (13/ 418- 419)



102-
وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد المعروف بابن أبي جمرة (699 هـ) ما نصه :
( فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس عليه السلام في قعر البحار، وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي (صلى الله عليه و سلم)
أقرب إليه ، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله )
بهجة النفوس / 176) 3)



103-
وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (752 هـ)
على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة :
( هو الله لا أين ولا كيف عنده ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد ، ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى يخالف حالا منه في القرب والبعد )
وبذلك يعلم أن ابن دقيق العيد كان ينزه الله عن الجهة والمكان والحد .


104-وقال الشيخ المتكلم على لسان الصوفية في زمانه أحمد بن عطاء الله الإسكندري الشاذلي (709 هـ)
في حكمه التي سارت بها الركبان ما نصه:
)وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به
والا فجل ربنا أن يتصل به شىء
أو يتصل هو بشىء )
نقله عنه الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في كتابه
كشف الأسرار لتنوير الافكار ( ص 90)



105-
وقال الامام النسفي (710 هـ ، وقيل 701 هـ) ما نصه :
( إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان
قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان )
تفسير النسفي
سورة طه/ ءاية (مجلد 22/48)



106-
وقال العلامة اللغوي محمد بن مكرّم الإفريقي المصري
المعروف بابن منظور (711 هـ) ما نصه :
( وفي الحديث : "من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا"
المراد بقرب العبد من الله عز وجل : القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ) لسان العرب - مادة : ق رب (1/ 663- 664)





جميع المصادر مكتوبة وكذلك أرقام الصفحات



يتبع.............ان شاء الله



وصل الله على سيدنا محمد رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الاتقياء, الاولياء, عقيدة, وتنزيه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc