![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أسباب النجاة من كرب يوم القيامة وشدة أهواله..متجدد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 16 | ||||
|
![]() السبب السادس :العــدل فـي جميع الحقــــوق والعدل: هو حسن المعاملة بين العبد وربه، وكذا حسن المعاملة بين العبد وبين غيره من الخلق على اختلاف منازلهم قربًا وبعدًا، ولأهميته فقد وصى الله سبحانه عباده به في محكم كتابه في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: من الآية8]. وقال أيضًا: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: من الآية58]. وأخبر عز و جل أنه يحب أهله حيث قال: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: من الآية9]. وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن المقسطين عند الله على منابر من نور، الذين يعدلون في حكمهم في أهليهم وما ولو) رواه أحمد ومسلم والنسائي. ومن هذه النصوص الكريمة يتضح لطالب الحق ومبتغي الفضيلة أن العدل من الصفات الرفيعة التي لا ينالها إلا من عرف الحق وعزم على قبوله وصمم على تنفيذه في واقع حياته، يرجو من وراء ذلك الظفر بمحبة الله له وما يترتب على تلك المحبة ثم الفوز بالوعد الكريم النازل على لسان النبي الصادق الأمين: (إن المقسطين عند الله على منابر من نور). ثم إن العدل له نواح متعددة، وجوانب كثيرة، من تتبعها وجدها كذلك فهو يكون في الأقوال: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾ [الأنعام: من الآية152]. وفي الأفعال والأعمال وجميع التصرفات الاختيارية الصادرة من البشرية قال تعالى: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: من الآية9]، أي العادلين. ثم هو يكون في المعاملة مع أفراد الأسرة التي تعتبر النواة الأولى للمجتمع كالزوجة أو الزوجات، ومع البنين والبنات، ومع الآباء والأمهات وغير هؤلاء من سائر المخلوقات، وكذا مع الرعية سواء كان الراعي من ذوي الولايات العامة أو الولايات الخاصة، وهكذا تجري المعاملة بالعدل مع القوي والضعيف، والذكر والأنثى، والحر والعبد، والعدو والصديق، والقريب والبعيد، ومتى طبقت الأمة الإسلامية مبدأ العدل والتزمت به لها وعليها فإنَّها ستكون أمة حية حياة ربانية يأمن فيها الخائف الضعيف، ويتورع فيها المتمكن القوي، وستعيش حينئذ عيشة آمنة هنيئة مطمئنة في ظل العدل الذي أنزله الله من السماء ليتفيأ ظلاله أهل الأرض، والعكس، فمتى فقد قانون العدل في مكان ما وحل محله الظلم والجور فتنتشر الفوضى بين الأمة، ويتسلط قويها على ضعيفها ويتحكم الراعي في حقوق الرعية بدون ارعواء ولا خوف من عقوبة عاجلة أو آجلة. وحينئذ تكون الحياة حياة قلق، واضطراب، وخوف، ورعب، وسلب، ونَهب، أشبه ما تكون بحياة وحوش ضارية قد اختلفت أجناسها وتباينت قواها في غاباتِها المخيفة وخلواتِها المنعزلة البعيدة. ولقد ضرب رسول الله ج وصحابته الكرام وأتباعه الأمجاد أروع الدرجات في قانون العدل وتنفيذه في واقع الحياة بدون تفرقة عنصرية أو نظرة قومية. فقد جاء في الحديث، أن امرأة من بني مخزوم سرقت وكبر على أهلها أن تقطع يدها، فتوسطوا إلى رسول الله ج، وقالوا: (ومن يتجرأ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فغضب الرسول -عليه الصلاة والسلام- وقال: أتشفع في حد من حدود الله تعالى. ثم قام فخطب وقال: إنَّما أهلك الذين قبلكم أنَّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايْم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطع محمد يده) رواه أحمد، والدارمي والبخاري، ومسلم، وأبو داود والترمذي. ومثال آخر من أمثلة عدله صلى الله عليه وسلم: (أنه كان في غزوة بدر الكبرى يمشي بين الصفوف لتعديلها وفي يده قدح، فمر برجل خارج عن الصف فطعنه في بطنه بالقدح ليعتدل، فقال الرجل -وهو سواد بن غزية-: لقد أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق والعدل، فاستخلص لي حقي منك. فقال له النبي ج: هذا بطني، فاقتص منه. فاعتنقه الرجل، وقبل بطنه. فقال له الرسول ج: ما الذي دفعك إلى هذا يا سواد؟ فقال: أحببت أن يكون آخر عهدي بالدنيا هو ملامسة جلدي لجلدك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم). ولقد تأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فترسموا خطاه في العدل وغيره من أحكام الشريعة الإسلامية . فهذا عمر بن الخطاب، وقد جاء أحد المصريين يشكو إليه مظلمة من محمد بن عمرو بن العاص، حيث ضربه بسوط قائلاً له: (خذها وأنا ابن الأكرمين. فاستدعى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص وابنه من مصر ولما حضرا، أمر عمر أن يقدم المصري على مرآى ومسمع من الجميع، وأن يضرب ابن عمرو بن العاص الذي ضربه ظلمًا، فضربه حتى أثخنه، ثم قال للمصري: اجلها فوق رأس عمرو فوالله ما فعل ابنه ما فعل إلا اعتمادًا على سلطة أبيه، ثم التفت الخليفة إلى المصري، وقال له: انصرف راشدًا فإن رابك ريب فاكتب إلي). وهذا سعد بن معاذ الذي حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة فحكم فيهم بقتل مقاتليهم وسبي نسائهم وذراريهم حكمًا بالعدل الذي شهد به له رسول الله ج، حيث قال: (لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة). أي: سبع سموات. وغير ذلك من الأمثلة التي لا تدخل تحت الحصر في هذا المقام. وحقًّا فإن شرائع الله كلها رحمة وعدل قام على تنفيذها والعمل بِها والدعوة إليها والجهاد في سبيلها رسل الله وأنبياؤه عبر تاريخ الأمم وتبعهم على ذلك في كل زمان ومكان أقوام اصطفاهم ربُّهم واجتباهم وهداهم إلى صراط مستقيم. وختام القول: فما أعظم العدل وما أجل ثمراته الدنيوية والأخروية وما أحرى المسلمين بالتمسك به كي يحيوا آمنين مطمئنين، ويوم القيامة يكونون مع الأنبياء والشهداء والصالحين.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
أسباب, النجاة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc