|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-11-04, 15:17 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
لافتات على الطريق إلى مكة
كتبه/ أحمد جميل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فإخواننا في هذه الأيام قد عقدوا الإحرام وقصدوا البيت الحرام، وملئوا الفضاء بالتكبير والتهليل والتسبيح والإعظام، استجابة لنداء إبراهيم -عليه السلام-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)(الحـج:27)، ويا لها من أيام عظيمة ولحظات مهيبة تلك التي نحياها في هذه الساعات، ولنا معها وقفات روحانية، وتأملات إيمانية، فحديث الحج لا ينقطع، إلا أنه للناس شأن وللمسلم شأن آخر، فهو لا تمر عليه الأحداث فيضيعها هباء ويتركها سدى، بل ينظر إليها بمنظار الشرع ويكيلها بميزان الكتاب والسنة. وأثناء سيرنا إلى مكة -بقلوبنا أو بأبداننا- نجد لافتات على الطريق، فإليك أخي الحبيب بعضها، لك غنمها وعليّ غرمها، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. لافتة: من عبق التاريخ لافتة: بالصبر واليقين.. تـُنال الإمامة في الدين أي إيمان هذا -من الزوجين معا-! أي توكل ويقين وثقة بوعد الله! ولله درك يا أمنا هاجر، إي والله من استقام على أمر الله لا يضيعه الله، ومن وثق بموعوده كفاه. لافتة: الحصاد الحلو إذا علمت المقدمة من حال الأبوين فلا يكون الولد إلا إسماعيل -عليه السلام- (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا)(مريم:54)، سارع بلسان الحال والمقال يا أبت افعل ما تؤمر فكان الجزاء وفديناه بذبح عظيم، رد الفضل لأهله وتجرد من حوله وقوته فقال: ستجدني إن شاء الله من الصابرين، ولم يقل إني من الصابرين. هذا هو الفرع إسماعيل، أما الأصل إبراهيم فاختاره الله خليلا له، شرع الأب بذبح ابنه بيده، ابنه بكره ووحيده، وقد رُزقه على كبر، بل ومتى يؤمر بذبحه؟ حينما يبدأ الولد في بلوغ مبلغ القوة ووقتها ينتظر كل والد من ولده أن يكون عونا له على مشاق الحياة ونوائب الدهر، وهنا تتعارض محبتان محبة فطرية جبلية لفلذة الكبد، ومحبة امتلأ بها قلب أبي الأنبياء لله -عز وجل- ولأمر الله وشرعه، كل أب ربما سيفكر ويتردد ويتراجع أمام أمر جلل كهذا إلا إبراهيم -عليه السلام- فالأمر محسوم سلفا عنده، وهو العبد الرباني الذي لم يكن هذا هو الاختبار الأول الذي يجتازه بجدارة. واسمع لقول الله -تعالى- في غير موضع من كتابه العزيز (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(البقرة:124)، (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)(مريم:41)، (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(النحل:120)، (سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)(الصافات:109)، (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ)(الزخرف:26)، (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)(النجم:37)، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)(الممتحنة:4). فلما ذبح إبراهيم هوى نفسه في قلبه بسكين المحبة لله، كانت الجائزة أن اتخذ الله إبراهيم خليلا، وهنا لا فائدة من ذبح الغلام بعد ما تحقق بحق صدق إيمان الأسرة المسلمة فكان الفداء (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)(الحـج:37). لافتة: مشهد العبودية ومــما زادني شــرفا وتيـهـا وكدت بأخمصي أطأ الثُريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحـمد لي نبيا لافتة أخيرة: رسالة إلى من لم يحج هذا العام قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)متفق عليه، وقال أيضا -عليه الصلاة والسلام-: (إن بالمدينةأقواماما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهمبالمدينة؟ قال وهمبالمدينةحبسهم العذر)رواه البخاري. يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا إنا أقــمنا عـلى عـذر وقد رحتم ومن أقـام علـى عـذر كمـن راحــا والحمد لله رب العالمين.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
لافتات, الطريق |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc