معركة زوجية طريفه

[اوسكار الجزائري]

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معركة زوجية طريفه

وهي عبارة عن فصلين من مسرحية الحياة الزوجية، تحكي قصة زوجين آلت حالتهما بعد المسرة الى الحزن وهي محفوفة بشيء من الطرافة، أرجو أن تصيب منكم موقع الإعجاب


الفصل الأول:في صباح اليوم الثاني من شهر عسل الزوجان

الزوج :إني لاأفتأ يازوجتي العزيزةألوم نفسي على كل يوم بقيت فيه عازباً بل محروماً من هذه اللحظات السعيدة التي أتلذذ بها معكِ

الزوجة: (تبتسم على استحياء).......................وأنا أيضاً

الزوج: ما أسعدني وأنا أنظر الى هذه الإبتسامة ، التي لو رأها الشعراء من قبل لاستغنوا بهاعن التشبيه بحسن الشمس
والتمثيل بعذوبة الندى والتقريب بلون الورد والوصف بضياء الدر.......

الزوجة(وهي مقاطعةً حديث الزوج) والسحابة؟

الزوج :ما شأنها ؟

الزوجة: تلك السحابة هي صورة حسنة لك،فحسنها بين غيمها كحسن الشيم فيك ،وقوتهافي رعدها كقوة العزم فيك ، وخيرها في ودقها كخير العطاء منك

الزوج:يا توأمة الروح يامن حبها يغدو الى القلب ولا يروح،إن غبتِ عني لم يحضر لي بعدكِ شيء وان حضرتِ لي لم يغب عني بعدك شيء

الزوجة:يامستأجر القلب ومالكه ياممهد درب السعد فيني وسالكه،إني أراك الى روحي كالطعام الى جسدي لا يعيش الا به ،يشتهيه حين يراه ، و يتلذذ به حين يطعمه ويزيده قوة ونماء غير أنك لا تخرج مني كمايخرج الطعام بل تتجمع داخلي

يستمر الفصل على هذا المنوال ماشاء الله له



الفصل الثاني:بعد سنتين من الزواج

الزوج: ألم أخبرك من قبل أيتها الحمقاء الجمّاء ، أن تكفّي عن تقطيع ( الساندوتش) بذات السكين التي تقطعين بها البصل؟ ألا تكفيني الروائح الخبيثة التي أتلقاها منكِ كلما هبت الريح تجاهي، لتزيديها برائحة البصل.

الزوجة:أتنعتني بالروائح الخبيثة ياخبيث الروائح ،ألم تسأل نفسك يوماً لمَ تتهافت عليك قطعان الذباب وقد تركَت خلفها قمائم الفضلات وقصدتك أنت؟ثم تحاول بعدها أن تقنعني أن ذلك الذباب لم يكن إلا نحلاً.

الزوج: أتتجرّأين علي بالرد ؟ ياشبهة الخنفساء يا كثيرة الفس(هههههه).....، لعمري لو ذُكرتِ في كتب الفقه لكان ذكركِ في نواقض الوضوء،ولوذُكرتِ في كتبِ الطب لكنتِ صورة للضرس المملوء بالسوس، المتعفن من آجل الفضلات.

الزوجة: يا شبيه الحذاء يا شقيق الجراء، تالله لو حملتُ صورتين إحداها لك وألأخرى لأتان، ثم ّأجريتُ مسابقة بعنوان(استخرج فرقاً واحداً بين الصورتين)، لعجز الإنس والجنّ أن يأتوا بفرقٍ واحدٍ أو أقل.

الزوج: إذاً ستكونين الخاسرة لو أعلنتُ الحربَ بيني وبينك ، فأنا النار الملتهبةالحارقة ولستُ أراكِ أمامي الا بيضة سأسلقها بلفحةٍ بسيطة من لهيبِ ناري

الزوجة:ء أنا أخسر؟ لإن كنتُ في جسم امرأةٍإلا أنني كالبيت المهجور لا يسكنه إلا شيطانٌ موحوش أو مجرمٌ ذو سوابق، يخافه من يراه ويرتعبُ منه من يغشاه

بعد هذا النص الساخن يتحول المسرح إلى حلبة مصارعه:

تبدأ المعركةعندما يباغت الزوج وجه الزوجة بذلك(الساندوتش) الفائض بالجبنة السائلة وقد جعله مفتوح الكفتين ليمتلئ وجه الزوجة ماشاء الله له من الجبن .

يتبختر الزوج وهو يمشي مدبراً عن الزوجة.

تغتنم الزوجة الفرصة وتبحث مستعجلةعلى ملعقة كانت قد خصصتها للقدورالكبيرة.
تقوم الزوجة ب(محط) الزوج على مؤخرته.

تبدأ مطاردةمتشعبة في أرجاء المنزل ذهابا وإيابا نزولاً وطلوعاً.

تنتهي المطاردة عند باب غرفة النوم حيث تدخل الزوجة أولا وعلى إثرها الزوج ( الممحوط) وبسرعة شديدة تغلق الباب خلفها ليبقى الزوج خارج الغرفة ماعدا أنفه الذي راح ضحية دفع الباب.

تستفيد الزوجة من نشوب أنف الزوج في الباب وتستغل هذه المناسبة في عضّ أنف الزوج.

يصيح الزوج من ألم العضّة فتتولد لديه قوّة رهيبة تجعل منه دبابة يستطيع بها كسر الباب المغلق.

يدخل الزوج الغرفة وهويغلي حقداً، وعلى لسانه قول الشاعر :

أمضي وأعرف ما دربي وما هدفي ........... والموت يرقص لي في كل منعطف

يستعين الزوج بسرير النوم الذي كلفه ثمنا باهضا ليقوم بأداء حركة بهلوانية يفاجأ بها الزوجة.
يقوم الزوج من على ظهر الخصم بعد أن ألقاه أرضاً.

تزحف الزوجة الى أقرب أداة تؤدّي غرضها ، تُمسك بماكينة(الاستشوار) تعاينها جيداً وتتأكد من مدى مناسبتها للهدف وبلمح البصر يستقبل قفا الزوج رمية موفقة من الزوجة التي تحولت الى لاعبة بايسبول.

يفيق الزوج بعد غفوة بسيطة اضطر لها جراء رمية الزوجة.

ينظر الزوج بنصف عينه فيرى زوجته تطوف عليه وهي ترقص فرحا بانتصارها الساحق على الزوج وتغني بأغاني لم يسمعها الا في الأفلام الهندية.

يتظاهر الزوج بأنه يحتضرفيطلب من زوجته أن تلقنه الشهادةمحاولا استغلال عاطفتها لأنه لا يزال يذكر أنها امرأة، تنطوي الحيلة على الزوجة فتجثم أمام زوجها الذي أجاد دور المحتضر، ولو فطنت لعلمت أن المحتضر لا يطلب الشهادة لنفسه.

وماهي الا لحظات حتى صارت رقبة الزوجة بين ساعد الزوج وعضده فتتكهرب أعصاب االزوجة حقداً من هذه الخدعة لكن هيهات فالزوج قد أحكم القبضة على العنق وهو يحاول جر الزوجة يميناً حيث غسالة الملابس التي يرى أنها مكان مناسب للزوجة التي تحاول عكس اتجاه زوجها شمالاً.

وبينما الزوجان في كر وفر إذ يرتفع أذان المغرب معلناً حلول الليل لينتهي هذا المسلسل اليومي ، ويستعد الطرفان ليوم آخر جديد كما هي العادةالحروب القديمة