- (وتؤمن بالقدر خيره وشره).
كرر العامل (تؤمن) لأمرين:
1- لطول العهد بالعامل الأول، وهو مسوِّغ للتكرار، كما في قوله تعالى: (إني رأيتُ أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).
2- أو للاهتمام بشأن القدر.
والقدر هو تقدير الله للكائنات بحسب ما سبق به علمه واقتضته حكمته.
والإيمان بالقدر يشمل أربعة أمور، تُعرف بـ: مراتب القدر، وهي التي جمعها الناظم في قوله:
علم كتابة مولانا مشيئته ----- وخلقه وهو إيجاد وتكوين
1- العلم، وهو أن الله علم الأشياء قبل حدوثها، جملة وتفصيلا.
2- الكتابة، وهو أن الله كتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
وقد جاء في هذين المرتبتين قولُه تعالى: (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب).
3- المشيئة، وهو أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
4- الخلق، وهو أن الله خلق الخلائق، بذواتهم وصفاتهم وحركاتهم وأفعالهم، قال الله تعالى: (الله خالق كل شيء)، وقال الله تعالى عن أفعال العباد: (والله خلقكم وما تعملون) -في أحد القولين في معنى الآية-.
- قوله: (خيره وشره)، الخير والشر راجعان إلى القدر بمعنى المقدور، فالمقدور، يكون فيه خير وشر.
ولكنَّ فعلَ الله كلَّه خير، كما جاء في صحيح مسلم:: (والشر ليس إليكَ).
فأفعال الله كلها خير، لأنه قدرها لحكمة جليلة، ولكنْ يكون الخير والشر في مقدوره.
فمثلا: الزلازل والمصائب وما إلى ذلك: شرٌّ، لأن فيها ضررا، ولكنَّها بالنسبة إلى فعل الله: خير، لأنه قدرها لمصحلة عظيمة، قال الله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليُذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).
- ولم يقل جبريل عليه السلام هنا: (صدقتَ)؛ لأنه لما صدقه في بعضٍ، عُلِم أنه يصدقه في الجميع.
ويحتمل أنه قالها، إلا أن الراويَ اختصر، ولهذا أخرجها الترمذي -فيما أذكر- بالتصديق في الجميع.
يُتبع...........