مقتبس من كلام النيلية
اقتباس:
حاكم تونس منع الصلوات ومنع ارتداء الحجاب ونشر في الارض الفساد هل من الدين ان اسكت علي الظلم
|
إذا فعلا وقع منه ما تقولين فهو كافر مرتد وبإجماع العلماء كلهم، والنصوص الشرعية تأمر بوجوب الخروج عليه، طبعا مع توفّر شروط الخروج وقد بينها العلماء في غير ما موضع من كتبهم.
عن عوف بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. قال: قلنا يا رسول الله: أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة...الحديث" رواه مسلم برقم 1855
وروى أيضا عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه يُستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برىء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا" رواه مسلم برقم1854 والترمذي برقم 2265 وقال حديث حسن صحيح.
قال القاضي عياض كما في شرح صحيح مسلم 12/229. "أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل، قال: وكذلك لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها". نقل القاضي الإجماع على ذلك، وهذا ما قرّره العلماء عليهم رحمة الله، فالحاكم سواء ترك الصلاة أو منع إقامتها في المسلمين فإنّه يُخرج عليه باتفاق العلماء وسواء كان ترك الصلاة كفر أكبر أو أصغر فإنّ الخروج عليه نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلّم في حديث صحيح صريح وعليه إجماع الأمة، وأمّا إذا لم يترك الصلاة ولم يمنع إقامتها فلا يجوز أن ننازعه في ولايته ما لم يصدر منه كفر بواح ظاهر مشتهر من غير خلاف بين أهل العلم. هذا.
قال الباقلاني في التمهيد 176 : إنّ ما يوجب خلغ الإمام أمور منها كفر بعد إيمان ومنها تركه إقامة الصلاة والدعاء إليها ومنها عند كثير من الناس فسقه وظلمه بغصب الأموال وضرب الأبشار وتناول النفوس المحرمة وتضييع الحقوق وتعطيل الحدود"
فقوله "إن ما يوجب خلغ الإمام أمور منها كفر بعد إيمان ومنها تركه إقامة الصلاة والدعاء إليها ..هذا مجمع عليه من غير خلاف، وأما قوله ومنها عند كثير من الناس إلخ هذه المسألة المختلف فيها بين العلماء والتي نقلت منها أقوال أهل العلم، والخلاف كان قديما ثم استقرّ الأمر على عدم جواز الخروج كما نقلت الآن قول ابن حجر في الحسن بن صالح وهو قوله: وقولهم كان يرى السيف يعني كان يرى الخروج بالسيف على ائمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن استقر الامر على ترك ذلك لما رأوه قد افضى إلى أشد منه.
وهذا في الحقيقة فيه ردّ على قولك هذا
اقتباس:
الصبر علي الجور فيه مفاسد عظيمة .......ظلم العباد وضياع الدولة وضياع الدين وفتن عظيمة لا تعد ولا تحصي
اعلم ان الصبر علي الائمة يكون في حالة انهم عادلين وطرأ عليه ظلم او جور وقتي فهنا الصبر مطلوب .
|
قال شيخ الاسلام في منهاج السنة النبوية 2/241: وقلّ من خرج على إمام ذي سلطان إلاّ كان ممّا تولّد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير" وهذا خلاصة علمائنا السلفيين، أنّ الخروج لا يجوز مادام اسم الإسلام يشمله للأحاديث الثابتة في ذلك هذا أولا، ثم لأجل الفتن التي يحدثها الخروج، والإجماع منعقد على أنّ المنكر لا يجوز تغييره بمنكر أكبر منه.