وداعاً شهر التوبة ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وداعاً شهر التوبة ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-29, 23:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ouna2006
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ouna2006
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 وداعاً شهر التوبة ...

بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ
الـسَّلَـامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ



إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...




وداعاً شهر التوبة






صفة الصالحين و عباد الله المتقين الحزن و الأسى على تصرم الأيام الشريفة،

و الليالي الفاضلة، كليالي رمضان،

و هذه صفة السلف الصالح و صدر هذه الأمة رحمهم الله تعالى،

فلقد يحزنون لانصراف رمضان، و مع ذلك يدأبون في ذكره،

فيدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم،

ثم يدعونه ستة أشهر أن يبلغهم رمضان،

فتكون سنتهم كلها في ذكر هذا الشهر،

فهو دليل على عظم موقعه في نفوسهم،



و يقول قائلهم:

سلام من الرحمن كـل أوان على خير شهر قد مضى و زمان
سلام على شهر الصيام فإنه أمان من الرحمن كل أمـــان
لئن فنيت أيامك الغر بغـتة فما الحزن من قلبي عليك بفـان



لقد ذهبت أيامه و ما أطعتم.
و كتبت عليكم فيه آثامه و ما أضعتم.
و كأنكم بالمشمرين و قد وصلوا و انقطعتم.


أترى ما هذا التوبيخ لكم؟


أو ما سمعتم قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن؟

و من ألم فراقه تئن؟


كيف لا تجرى للمؤمن على فراقه دموع؟

و هو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع.








تذكر أياماً مضت و ليالياً خلت فجرت من ذكرهن دموع


أين حرق المجتهدين في نهاره؟
أين قلق المتهجدين في أسحاره؟
فكيف حال من خسر في أيامه و لياليه؟
ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه و قد عظمت فيه مصيبته و جل عزاؤه؟


كم نصح المسكين فما قبل النصح؟
كم دعى إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح؟
كم شاهد الواصلين فيه و هو متباعد؟
كم مرت به زمر السائرين و هو قاعد؟


حتى إذا ضاع الوقت و خاف المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم.
و طلب الاستدراك في وقت العدم.




دموع المحبين تدفق.
قلوبهم من ألم الفراق تشقق.
عسى وقفة للوداع تطفي من نار الشوق ما أحرق.
عسى توبة ساعة و إقلاع ترفوا من الصيام ما تخرق.
عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق.
عسى أسير الأوزار يطلق.
عسى من استوجب النار يعتق.








لا شك أن شهر رمضان أفضل الشهور،

فقد رفع الله قدره و شرفه على غيره، و جعله موسماً للخيرات،

و جعل صيامه و قيامه سبباً لمغفرة الذنوب و عتق الرقاب من النار.

فتح فيه أبوابه للطالبين،

و رغب في ثوابه المتقين.

فالظافر من اغتنم أوقاته، و استغل ساعاته،

و الخاسر من فرط في أيامه حتى فاته.
جعله الله مطهراً من الذنوب و ساتراً للعيوب و عامراً للقلوب.
فيه تعمر المساجد بالقرآن و الذكر و الدعاء و التهجد.
و تشرق فيها الأنوار و تستنير القلوب.
فهو شهر البركات و الخيرات.
شهر إجابة الدعوات.
شهر إغاثة اللهفات.
شهر الإفاضات و النفحات.
شهر إعتاق الرقاب الموبقات.








فيه تكثر الصدقات و تتضاعف النفقات و يجود المسلم بما يمكنه من العطايا و الهبات.
ترفع فيه الدرجات، و تقال فيه العثرات، و تسكب فيه العبرات، فبعده تنقطع هذه الحسنات.

فمن قبله الله فهو من أهل الكرامات و أعالي الدرجات في نعيم الجنات،

و من رُدَّ عليه عمله فهو من أهل الحسرات لما فاته من الخيرات.




فلا أوحش الله منك يا شهر الصيام و القيام.
و لا أوحش الله منك يا شهر التجاوز عن الذنوب العظام.
و لا أوحش الله منك يا شهر التراويح.
و لا أوحش الله منك يا شهر الذكر و التسبيح.
و لا أوحش الله منك يا شهر المصابيح.
و لا أوحش الله منك يا شهر التجارات المرابيح.
و لا أوحش الله منك يا شهراً يترك فيه كل قبيح.




فيا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه، و من المردود منا فنعزيه.
فيا أيها المقبول هنيئاً لك، و يا أيها المردود جبر الله مصيبتك.








عباد الله:

حافظوا على عبادة ربكم بعد هذا الشهر،

و إياكم أن تعودوا لما كنتم فيه من الذنوب و الخطايا،

فإن رب الشهرين واحد،

و هو الذي كلفكم و أمركم و نهاكم،

فإياكم أن تعودوا لما مضى من التفريط و الإهمال،

حتى يمحوا الله عنكم السيئات و يقبل منكم الحسنات،

و أكثروا من دعاء الله تعالى و التضرع بين يديه.






وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



















الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ

عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
وداعاً شهر التوبة ...


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc