أفكار مشاريع صغيرة مربحة للشباب (شاركنا بفكرتك)

[fares-dz]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أستسمح الإخوة و الأخوات الكرام لإبداء رأيي، في ملاحظات سجلتها خلال تصفحي مشاركاتهم و ردودهم، و أرجو أن يتقبلوا ريي بصدر رحب..فالهدف من هذا التفاعل هو التعلم و تصحيح المفاهيم الخاطئة التي نعتقد بها جميعا... و أتمنى أن لا تسيئوا فهمي مسبقا..
ما لفت انتباهي في تدخلات الإخوة و الأخوات الكرام في مشاركاتهم و مساهماتهم في هذا الموضوع " أفكار لمشاريع صغيرة"، هو تكرارهم الدائم بالتذكير بأنهم من حملة الشهادات الجامعية في التخصص الفلاني ....و الفلاني....إلخ، إخوتي أخواتي هذه الشهادات لا تنفع في هذا الموضوع بالذات، و أرجو أن تصبروا علي حتى أكمل تدخلي إلى النهاية....حتى يتضح ما أرمي إليه....
إخوتي أخواتي كلنا ذوي مستوى جامعي و حملة لشهادات جامعية، بل أجزم بأن هناك بين أعضاء المنتدى من يملك مستوى فوق الجامعي، مستوى أكاديمي و حامل لشهادات أكبر...لكن أقول و أكرر أن هذا لا ينفع بالضرورة في مجال البزنس و المال و الأعمال، إن الأمر ليس كما تعتقد الأغلبية الساحقة من الناس.
عالم المال و الأعمال شيء آخر،صحيح أنه بالرغم أنه علم قائم بحد ذاته، إلا أنه ليس بوظيفة مرموقة و دقيقة، لا يجب الترشح لها إلا من كان حاملا لشهادات عليا في التخصص الفلاني المعقد و الدقيق...و إلا فلا.
مجال المال و الأعمال ليس بعلم ثابت و مسلم به و هو ليس بعلوم دقيقة (sciences exactes) إن صح التعبير و ليس بممتنع عن الطبقة المحدودة التعليم أو حتى الضعيفة.
إن أصحاب المستويات التعليمية المحدودة أو الضعيفة لا يستطيعون الترشح للوظائف المرموقة و العليا، نعم هذا صحيح، بيد أنه يمكنهم ولوج عالم المال و الأعمال و مستواهم التعليمي المحدود لن يقف عائق، شرط أن يتوفروا على صفات لا تتوفر عند أغلب الناس، سواء أكانوا متعلمين أو حتى أميين...
و من بين أهم هذه الصفات الذكاء المتقد و الحس التجاري المصقول بالخبرة المكتسبة، و إدراك الوقت المناسب لاقتناص الفرص و الصفقات وكذلك العزيمة الفولاذية التي تنكسر عند أقدامها الراسخة كل العوائق و العقبات.
من جهة أخرى لا أنكر البتة أنه من المستحسن و المستحب أن يكون المقتحم لعالم البزنس و المال، على قدر لا بأس به من العلم و المعرفة، كي يستطيع مواكبة التطورات السريعة في هذا الميدان بسهولة و مرونة أكثر، و لكن ليس بالضرورة أن يكون حاملا لشهادات جامعية أو أكاديمية كبيرة....
و لو أمعنتم النظر في محيطكم قليلا....في أحيائكم و مدنكم و قراكم التي تسكنوها، لوجدت أمثلة كثيرة عن قصص نجاح أناس تعرفونهم لا يحملون لا مؤهلات و لا شهادات علمية، بل إن مستوياتهم التعليمية ضعيفة جدا....رغم هذا حققوا نجاحات باهرة مهنيا و اجتماعيا و ماديا، بالمقابل هناك أناس تعرفونهم و هم من حملة الشهادات العلمية العليا، لم يحققوا شيء يذكر مقابل الصنف الأول، اللهم ما عدا كونهم أسرى وظائفهم و مرتباتهم الشهرية فقط.
إخوتي أخواتي لا تكرروا الخطأ الذي وقعت فيه أنا شخصيا و وقع فيه الكثير الكثير من خريجي الجامعات و المعاهد...لا هم عملوا بشهادتهم العليا في منصب عمل أو وظيفة تناسبهم، تمنحها لهم الدولة...و لا هم اقتحموا ميادين الأعمال التجارية الحرة المستقلة...فوجدوا أنفسهم ضحية ما يسمى بعقود ما قبل التشغيل...التي قتلت ما تبقى من ملكاتهم العقلية كليا و سرقت ما تبقى من عمر الشباب منهم...فوجدوا أنفسهم في دائرة ضياع المستقبل المهني.... و أدركوا خطورة الأمر لكن بعد فوات الأوان
إخوتي أخواتي لا تجعلوا شهاداتكم العلمية تقف عائق أمامكم و تمنعكم من اقتحام ميادين الأعمال و البزنس، فالشهادات وجدت من أجل شغل المناصب و الوظائف لا غير.....
لا تجعلوا المقولة الساخرة- من طرف محدودي التعليم – عن الجامعيين، و التي أسمعها يوميا تقريبا، حقيقية بقولهم، أن أول الناس الذين يتسرب اليأس إلى قلوبهم هم الجامعيون...و يقولون كذلك إن الجامعيين ناقصي الخبرة في الحياة، بالعامية يعني (بوجادية)....و يقولون أيضا أن سبب فشل أغلب الجامعين في حياتهم، احتقارهم –عن جهل- للميادين الأخرى، و تشبثهم بشهاداتهم و بحلم الوظيفة المناسبة..حتى و إن أدركوا استحالة تحقيق حلمهم في واقعنا الحالي المعاش....ويقولون أيضا بأن الجامعيين يتشبثون في ظل ندرة الوظائف، بأبسط الوظائف الإدارية حتى وان كانت هي من ستضيع عليهم مستقبلهم، كتشبث أسماك النهر بماء النهر و الخوف من تجربة ماء البحر الواسع و محاولة التأقلم معه...و هذا ما يحز في نفسي و يؤلمني كلما سمعت هذه الكلمات....

تحياتي أخوكم فارس.