[align=center]اليوم وأنا بطريقي للعمل وبالحافلة جلس بقربي أحمد ،ذو الست سنوات
،كانت ملامحه تبعث بالأمل ألقيت عليه التحية فردها ولكن بحركات ، حركات عبر بها عن حاله ،فدفعني الفضول لأكمل معه حواري وبالحركات أيضا كان الحوار ، كانت رفقة ممتعة ، حاولت أن أكون أقرب لأفكاره ،غير إن لغة الإشارة عندي لم تكن جيدة ،فهمت منه أنه ذاهب للمدرسة وقررت أن أوصله لبابها -مدرسة الصم والبكم - ولفضولي الزائد لم يكفني الحوار فقط بل سرقت من وقتي ساعة كانت كافية لأعيش معهم عالم لم يخطر لي أن أعيشه من قبل ، وبين مقاعد الدراسة بذاك القسم يسود صمت رائع،صمت تكسره بعض الصرخات للتعبير عن الفرح أو الغضب .
كانت تلك طريقتهم بالتعبير ،وقبل أن أغادر ودعني بإشارة لم أفهمها ،ولكن المعلمة ترجمتها لي بأنه قد أحبني ..... آه يا أحمد ، وتقولها بإشارتك ،لم أعرف كيف أرد عليها سوى بقبلة....حاملتا معها حبي وعطفي لأحمد وزملائه .
كان موقف أروع من الخيال عشته صباح اليوم مع فئة لا نعلم عنها الكثير سوى أنها تعيش في صمت ،ولكن عالمها كثير الأحاسيس الصامتة.
فئة من المجتمع نعايشها وتعايشنا ولكن بيننا وبينها فضاء واسع .
فيا أخي وأختي أين أنت في صمت هته الفئة . [/align]