بســم اللـه الرحمـن الرحيـم
إن المشكلة لا تكمن في عمل المرأة من عدمه ، بل في الظروف المهيأة لعمل المرأة ، إذْ لا يصح ـ عُرفًا وشرعًا ـ اختلاء المرأة برجل غريب في مكتب واحد . وأفضل عمل للمرأة هو التعليم أو التمريض ـ ممرضة أو طبيبة ـ خاصة تلك المتخصصة في أمراض النساء ، بل يُصبح عملها ضرورة في هذا المجال ، اقصد التمريض أو التطبيب لأن ذلك يتماشى وطبيعة المجتمع العربي المحافظ .
كما يجب أن لا تعمل المرأة ليلاً إلاَّ للضرورة القصوى كأن يُستنجدَ بها في خلات مستعصية . أراني لم أُفَصِّل القول عن المرأة والتعليم ، ذلك لأن هذا المجال لا اختلاء فيه بين الرجل والمرأة إلاَّ كان الأمر مدبَّرًا .
أما عن علاقة الموضوع بالتلفاز ، فإني أرى أنَّ لِوسائل الإعلام بشكل عام تأثير على مجتمعنا العربي ، بَيْدَ أن الواقع يفرض علينا مواكبة العصر من جهة ، واستغلال طاقات المرأة في إفادة المجتمع من جهة أخرى . وعلى العموم فإن عمل المرأة لا يمكن الحكم عليه واجبًا أم حقًّا ـ على المستوى الفردي ـ فهي وحدها تُقدِّر ما إذا كان خروجها للعمل ضرورة أم دون ذلك . فـعلى سبيل المثال : أرملة ولا مُعيل لها وهي قادرة على ممارسة نشاط يكفل لها العيش الكريم ويحفظ ماء وجهها عن ذُلِّ السؤال، وجب عليها العمل ، ووجب على المجتمع مساعدتها على ذلك.
والنقطة الأهم في الموضوع ، هو يجب أن تكون المرأة العاملة محترِمة لنفسها ولعملها ، محتشمة في لباسها وكلامها وحركاتها ، ففي مجتمعنا الكثير مِمَّن في قلوبهم مرض .
ـ وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه الخير والصلاح ـ