أردت أن أطرح هذا الموضوع الذي يعبر عن تجربتي الشخصية مع مجموعة من أقربائي و تجارب عاشتها عائلات من ولايتي على الأقل ، فاردت أن أناقش الموضوع من الجانب العملي و الجانب المدني الذي هو حياة الإنسان مع أسرته و علاقاته الإجتماعية ، طبعا هي لا تمثل قاعدة عامة لكن عبارة عن تجربة تمثل جزء من المجتمع و الذي أعيش فيه أنا على الإقل :
إذن يقوم ذلك الشاب بإحضار وثائقه التي يحاول فيها تبيان خبرته المهنية من أجل إقناع الشركة البترولية التي تتواجد على مستوى بلدية حاسي مسعود التابعة لولاية ورقلة طبعا
ليطلع مدير الشركة الأجنيبة كالعادة على كفاءة هذا الشاب الجزائري و الذي درس لمدة 4 أو 5 سنوات مع الخبرة التي اكتسبها من هنا و هناك من أجل تدعيم السيرة الذاتية المهنية
بعد القبول ، يفرح دلك الشاب لعدة أسباب و مغريات سوف أسردها كالتالي :
-الأجر الخيالي و الذي يتجاوز 130.000,00 دج على حد علمي على الأقل
-فرصة التكوينات التي تتيحها هذه الشركات في كل من فرنسا و بريطانيا و بالتحديد أوبردين و احيانا كندا و الولايات المتحدة الأمريكية بولاية تكساس بالتحديد لمدة تتجاوز 3 أشهر و تصل أحيانا الى 9 أشهر
الآن بالنسبة للسلبيات :
العقد : عبارة عن عقد مجحف تمضي عليه بعد الموازنة بين ماذا سوف تجني و ما سوف تخسره في حياتك و تحدد مصير و مسار حياتك الاجتماعية و الأسرية .
محتواه :
-المسؤول أحيانا تكتشفه يهودي الأصل (البريطانيين و الأمريكيين بالأخص )
-العمل دون توقف (يعني آلة ) بما تحمل الكلمة من معنى و ليس تعبير مجازي
-مدة العمل أكثر من مدة الراحة
-في أي لحظة تطلب للعمل وجب ان تكون حاضرا
-لا أجر في فترة الراحة القليلة طبعا و التي لا تتجاوز في غالب الأحيان 15 يوم
- يمكن للمسؤول أن يفصلك من العمل في أي لحظة شاء و دون أي نقاش
-في حال نقص إنتاج الشركة سوف يتم تطبيق منطق التسريح بصفة تلقائية و لا يحتفظ إلا بالأكفئ حتي تكون على علم مسبق
بالنسبة للمنصب : تم قبولك على أساس مهندس لكن سوف تجد نفسك في الصحراء تساعد الآلة الرافعة في تتوجيه الأنابيب البترولية التي لا تحملها إلا الآلات (تصور وقع لك حادث مثل الكسر سبب لك إعاقة مستديمة ؟ ووقع ذلك فعلا فلا تستهينو بالأمر )
مع اختلاف مدة العمل في القاعدة (la base) و الخروج الى ميادين العمل يعني مكان تواجد البيترول و التي يتم نقلك إليها عن طريق الهلكوبتر
و الأمر من ذلك في أثناء عملية البحث عن المناطق التي يتواجد بها البترول تاخد مدة طويلة هو صحيح أن الآلة هي التي تقوم بالعمل لكن المراقبة و الحسابات و الشمس الحارقة لها حسابها أيضا لما يتحول البحث الى أيام و ما بالك بمنطقة عين امناس و أدرار مؤخرا و أظن أنكم تعلمون ما حدث فيها
مع الأخد بعين الإعتبار أن في العقد يوجد بند أيضا ينبه الى أنه في حال قل إنتاج الشركة يقل معه أيضا الأجر .......فما رأيك في هذا الوضع ؟
و العمل في كثير من الأحيان يكون في الليل تخيل لمدة 20 يوما لم تنم الليل و نومك يقتصر على النهار فقط يعني أنت بعيد عن الحياة الطبيعية لجسمك حتى أنك تصبح ذا طبع عصبي الى أقصى الحدود ينفر منك الجميع بسبب الإجهاد و السهر ليلا و لا يصبح يتقبل ذلك الطبع لا الوزجة و لا الأبناء (عن تجربة شخصية).
على المستوى العائلي في ولايتي على الأقل تكون سعيدة أي فتاة بالزواج من عامل من عمال حاسي مسعود و لها الشرف في ذلك طبعا (هذا رأيها )
لكن ثم لكن و لكن لم تحسب حساب الحياة التي سوف تعيشها معه
غياب الزوج لمدة تصل الى 3 أشهر تخيل وضع الزوجة خصوصا على المستوى العاطفي
و بعد الإنجاب الأم هي الوحيدة التي سوف تربي الأبناء و لن تعيش أبدا مراحل نمو طفلك خصوصا في مرحلة الطفولة و التي هي أهم مرحلة إضافة الى مرحلة المراهقة يحتاج فيها الطفل والديه معا
بعد و صول الإبن أو تخرجه من الجامعة بسنة أو سنتين ، ذلك الأب سوف يتقاعد بطبيعة الحال
و هنا تبدأ المشكلة الحقيقية الذي هو الصراع بين العقليتين أو الجيلين و يبدأ التنافر و التصادم
و صدقوني سوف تكتشفون أن هذا الأب ليس هو والدك و لا يعرف عنك شيئا ـ و تروي لي إحدى صديقاتي ان والدها لا يعلم أصلا أنها تدرس في الثانوية وهي في الحقيقة لها سنة من تحصلها على شهادة التعليم الأساسي فتصور ان تعيش هذا الوضع ، أنت صحيح جلبت المال و تعبت و سهرت الليالي لكن ضاعت حياتك الأسرية و حتى الإجتماعية سوف تظل غريبا و تكتشف حتى أن العقليات قد تبدلت و انت تحتفظ بالعقلية التي تركتها يوم كان عمرك 25 أو 24 سنة .
كما لا تنسو الخيانات الزوجية الناتجة عن ذلك الغياب و هذه سمعت بها مِؤخرا فقط أن إحدى السيدات أحد أبناءها ليس إبن زوجها أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه تصور هذا .
و الله أنا روايتي هذه عن تجربة شخصية و تجربة أقربائي و صديقات لي فأردت أن أفيد بها غيري ........فأنا لا أقول لا للعمل في الشركات البترولية لكن الإنسان يحسب حساباته جيدا
أو على الأقل يعمل لمدة زمنية إلى أن يجمع رصيد معين ثم يستقيل أفضل له و لصحته ثم عائلته
و ما أجمل الحضن العائلي
و الله موضوع فكرت فيه مند مدة و أحببت أن أفيد به غيري من شباب و فتياة حتى لا يغيرو أو يضيعو ا أجمل شيئ في الحياة و هو الجو العائلي و المناسبات مثل الأعياد و شهر رمضان و المولد النبوي الشريف و الختان الزواج و حتي في الوفاة و الاتزان في الأمور المادية و عدم الجري وراء المغريات المادية التي تزول لا محال و الإنسان مالفائدة من حياته إذا أنشأ أسرة و لم يعش معها و هو موجود على قيد الحياة
أتمنى أن يعجبكم الموضوع و تتفاعلوا معه بروح موضوعية و مداخلات بناءة