السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اليوم تكون قد مرت سنة على وفاة جدي(والد ماما)
جدي الذي عاش يتيما ولم يذق طعم حنان الأبوين فأمه ماتت وهو في الثالثة من عمره ووالده تزوج بامرأتين أخريين كانتا لا تهتمان له وإن مات ولا حتى والده كان لا يهتم.
كان والده غنيا لكن جدي عاش فقيرا فقد كان والده يعطي كل ماله وثروته لأولاده أولاد زوجتيه أما جدي فلم يكن حتى يهتم لوجوده وحتى بعد أن مات والده أخذ إخوته كل المال وتركوه معدما.
لقد كان جدي كما يقول المثل(عاش ما اكسب مات ما خلى)كان ينفق كل ما يجنيه(لقلّته)على أولاده كبرهم كما تقول ماما(بالقلّة والعلّة)يعني الفقر وفوقه التعب وكما يقول أخي الحمد لله لم يترك لنا إلا ذكرياتنا السعيدة معه وقصصه وحكاياه التي كان يحكيها لنا في سهرات الصيف عندما نزور بيت جدي في العطلة لم يترك لنا شيئا نتقاتل عليه بل ترك أولادا وأحفادا يترحمون عليه ويحبون بعضهم, والحمد لله فهو لم يحتج لأحد طيلة حياته حتى عندما مات مات هادئا فهو لم يكن يشتكي من أي مرض فقد كنت جالسة بجانبه أقرأ له سورة يس(كان رحمه الله يحبها كثيرا)ولم أعرف حتى كيف مات شككت فقط بأنه سيفارق الحياة عندما سحب يده من يدي ووضعها على صدره وطوى أصابعه وترك السبابة فقط فقلت لماما(ماما شوفي ليد جدي)فقالت لي ودموعها تبلل كل وجهها(جدك راهـ يموت)ومات جدي عندما قال المؤذن(الله أكبر,الله أكبر..............الصلااااااااااااة خير من النوم)قمنا وصلينا صلاة الفجر كل من كان في البيت صلى في ذلك اليوم صلاة الفجر في موعدها,كما كان يقول هو رحمه الله(حتى كي مات كلخلنا وكان له نصيب من حسناتنا).
الحمد لله صحيح أن جدي عاش طفولته وشبابه وجزءا من كهولته فقيرا ومظلوما ومغتصَب الحق لكن في ما بعد لم يكن هناك شيء لم نستطع توفيره له والحمد لله بفضله تعالى ومنته ولكن لظروفه الصحية أو بالأحرى لكبره في السن لم يستطع الذهاب للحج رغم أنه كان حلمه الوحيد حتى فارق الحياة.
أعتذر منكم إخوتي وأخواتي فما أردت سوى البوح بما يخالجني لعلي أرتاح قليلا ففي بيتنا لا نستطيع التحدث عن جدي كثيرا فحتى وإن صادف وتحدثنا عنه رحمه الله تسكت أمي وتقوم من بيننا وعندما نبحث عنها نجدها تبكي وهي بمفردها.
لذا لن أزعجكم وأطلب منكم شيئا كبيرا فقط قولوا
رحمك الله يا جد كريمة
وهذا كل شيء
شكرا لكم
والسلاااااااااااااااااااااااااااااام عليكم