الأسرة التربوية والنقابات مرتاحة للنتائج المحققة
Monday, April 25
الموضوع : الوطــن
بعثت النتائج التي تمخضت عن المفاوضات وجلسات الحوار، التي أجراها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد ومساعدوه، مع النقابات ارتياحا كبيرا لدى عمال القطاع، والقيادات النقابية، ولدى التلاميذ والأولياء، لأنها من جهة أوقفت الإضراب الذي كان مقررا، وما يترتب عنه من مضيعة للوقت، ومن جهة أخرى أرضت العمال لأنها استجابت لمطالبهم.
هارون. م. س
القيادات النقابية التمثيلية النشطة في قطاع التربية تجاوبت وتفاعلت مع ما تحقق بشكل إيجابي للغاية، ولكنها في ذات الوقت أظهرت بعض التخوّف بتحقيق ما دُوّن في المحضر الوزاري المشترك. ومن جهتهم التلاميذ والأولياء، ولاسيما تلاميذ الامتحانات الرسمية تلقوا خبر التراجع عن الإضراب بارتياح كبير، لأنه أعفاهم من الانقطاع عن الدراسة.
وفي تقييمه لما تحقق، قال نوار العربي، المنسق الوطني لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني: المحضر الصادر إيجابي، شريطة أن يؤدي للاستقرار النهائي للقطاع، ذلك لأن الملفات المرفوعة هي ملفات مطروحة بحدة على عمال القطاع، ونحن نأمل أن تتعامل السلطات العمومية معها بشيء من العدل، وتُعطي الأولوية للقانون التوجيهي للتربية، لأننا لاحظنا أن قطاعنا هو الأخير في ترتيب القطاعات، رغم أن القانون 08 ـ 04 ينص على أنه قطاع مُنتج واستراتيجي، ومن الأولويات الأولى للدولة، حيث نصّ في مادته 80 على وجوب إعطاء المربي وضعا اجتماعيا واقتصاديا لائقا، يُمكّنهُ من أداء مهامه جيدا. وزيادة في المقارنة بالقطاعات الأخرى، قال نوار العربي: من خلال مقارنة بين القانون الأساسي الخاص بقطاعنا وقوانين القطاعات الأخرى للوظيف العمومي،وجدنا أن عمال التربية هم الأسوأ حظا. وبعد أن دعا نوار السلطات العمومية إلى معالجة الأمور بكثير من الجدّية، والعمل على تحقيق ما جاء في المحضر، حذّر من أن تنفلتُ الأمور، وتُهدم الثقة في حال حصول أي تهرب أو تقاعس.
ومن جهته، الصادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، قال: نحن كقيادة نقابية لنا نظرة خاصة، ولعامة عمال القطاع نظرتهم أيضا، فهم لا يِؤمنون إلا بالملموس في الميدان، لأن الرأي الشائع يقول، إن أردت أن تُفشل مشروعا فانشيء له لجنة. لكن مع هذا نحن كقيادة وطنية للاتحاد نقول المحضر الموقّع تضمّن مكاسب في المستقبل، وكل شيء يتوقف على النية الحقيقية للسلطات العمومية، ونحن بهذا المحضر علّقنا الإضراب، لكي نُشهد الرأي العام على أننا نقابة مسؤولة، ونُعطي فرصة أخرى للسلطات من أجل تلبية المطالب، وفي ذات الوقت نمنح لأبنائنا التلاميذ فرصة بعدم التشويش عليهم في مرحلتهم الأخيرة من السنة الدراسية، في هذا الظرف الحساس داخليا وإقليميا عربيا، ونحن عشنا ضغطا كبيرا لافتكاك مطالبنا على غرار بعض الأسلاك التي خرجت إلى الشارع، ونالت مطالبها، ولا داعي لتسميتها، ومعنى هذا أن هناك ضغطا مازال قائما من قطاعنا، مادام الشارع هو الذي يُحقق المطالب، ونأمل أن تكون أول إشارة من الحكومة بالإفراج عن القرار الجديد للخدمات الاجتماعية قبل نهاية أفريل مثلما هو الوعد، وإذا لم تكن هناك استجابة وتجاوب حكومي فعلي لما اتّفق عليه فلا يلومنا أحد إن تحركنا من جديد ونادينا بحركة احتجاجية أخرى.
ومن جانبها الاتحادية الوطنية لعمال التربية، التي حتّى وإن لم تكن معنية بالإضراب الذي تمّ التراجع عنه، فإنها هي الأخرى اجتمع بها وزير التربية الوطنية ووقّع وإياها محضر جلسة، تفاءلت خيرا بما تضمّنه من نتائج، وبالتجاوب الكبير الذي حُظيت به مطالبها من قبل الوزير، وهذه المطالب يُمكن حصرها إجمالا في: تدارك الفوارق فيما استفاد من عمال التربية وقطاعات أخرى، ومراجعة الجوانب المطالب بها في القانون الخاص، وإضفاء المرونة على إجراءات التوظيف، وتسوية الوضعيات الإدارية والمالية العالقة، وبعض القضايا التفصيلية الأخرى.