مقال في الحقيقة وانواعها ونسبيتها
الاشكالية الرابعة
فلسفة العلوم وفيها خمس مشكلات جزئية:
1. المشكلة الجزئية الاولى: في الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية المطلقة
2. المشكلة الجزئية الثانية: في الرياضيات والمطلقية
3. المشكلة الجزئية الثالثة: في العلوم التجريبية والعلوم البيولوجية
4. المشكلة الجزئية الرابعة: في علوم الانسان والعلوم المعيارية
5. المشكلة الجزئية الخامسة: في الابستمولوجيا وقيمة العلم
اولا/ في الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية المطلقة والحقيقة الصوفية
المقدمة :
اذا كانت الحقيقة فتنت اهل العقل والايمان واذا كانت هي الهدف الذي يطلبه الانسان عبر الازمان ، فماهي هذه الحقيقة وما هي أصنافها، وهل هي ثابتة ومطلقة ام متغيرة ونسبية؟
التوسيع:
بيان طبيعة الشيء(( تعريف الحقيقة))
· الحقيقة عند اللغويين هي ماهية الشيء او ذاته، أي اذا اردنا معرفة حقيقة الانسان أي ماهيته فنقول هو حيوان عاقل ولانقول حيوان ضاحك لان صفة الضحك لاتعبر هنا عن ماهية الانسان بل عن صفة عرضية فيه.
· اصطلاحا الحقيقة هي مطابقة الحكم او التصور او المعنى للواقع، أي اذا حكمنا بان الجاذبية مثلا هي سبب سقوط الاجسام، وتكون التجربة العلمية قد اكدت صحة هذا الحكم، فان هذا الحكم هو الذي يمثل الحقيقة.
· والحقيقة كمفهوم يختلف معناها بحسب المجال الذي تنبثق منه فهي ثلاثة اصناف، فماهي هذه الاصناف؟
اثبات وجود الشيء (( أصناف الحقيقة))
1. الحقيقة الفلسفية (( الحقيقة المطلقة))
هي اقصى ما يطمح اليه الفيلسوف او الرجل الحكيم عن طريق العقل، تبحث عن الحقيقة القصوى التي لا حقيقة فوقها، وتهتم بما وراء الواقع المحسوس وليس بالمحسوس او الواقع الظاهر، لان الواقع متغير والمتغير نسبي وحقيقة الاشياء تعرف بصفاتها الثابتة والدائمة والمطلقة ولا تعرف بالمتغيراو بالنسبي منها.
قديما قسم افلاطون العالم الى عالمين، عالم الاشياء وعالم المثل، ووصف العالم الاول ببالفناء والتغيرووسيلة ادراكه الحواس، ووصف العالم الثاني بالخلود والديمومة وهو الذي يسميه بعالم الحقيقة المطلقة، ومثاله في ذلك حقيقة الخير وحقيقة الجمال وحقيقة المعاني الرياضية وهي حقائق مطلقة لاتدرك عن طريق الحواس لانها لاتقدر على ذلك ، بل عن طريق العقل او عن طريق ما تعلمته النفس عند ما كانت في عالم المثل قبل اتحادها بالجسد.
كما كان أرسطو يرى ان الله -كظاهرة ميتافيزيقية - هو الحقيقة المطلقة التي ليس كمثلها شيء في العالم المادي، ويسمي ارسطو الله بالمحرك الاول الذي يحرك ولا يتحرك وهو غير مرئي يغير ولا يتغيرفهو كائن تام وابدي، انه اصل هذا الكون ومبدأ الحياة فيه.
2. الحقيقة العلمية (( الحقيقة النسبية))
هي التي ترى ان الحقيقة تكمن في تطابق الفكر مع الواقع وفق منهج الاستقراء وخطواته العملية، وكانت الحقائق في العلم تعرف الاستقرار والثبات والمطلقية في العصر الحديث، وكانت هذه الحقائق تصدق فقط على القضايا الطبيعية ذات البنية البسيطة ، لكن سرعان ما اصبحت الحقيقة العلمية في بداية القرن 19 وال 20 عشرين نسبية، نسبة الى طبيعة ظواهر عالم الميكروفيزياء المعقدة (( عالم الذرة)) فهي موضوعات تتحرك ظواهرها وفق مبدأ الامكان والحرية والاحتمال والتقريب ووالارتياب وعدم التحديد فهي ظواهر حولت حقيقة العلم من المطلقية الى النسبية، من اليقين العلمي الى اللايقين العلمي، وهي الحقيقة التي اقرها علماء الذرة في القرنين 19 وال20 العشرين امثال هيزنبيرغ ولانجفان وادينجتون.
وفي هذا السياق يقول الفرنسي كلود بيرنارد(( يجب ان نكون حقيقة مقتنعين بأننا لا نمتلك العلاقات الضرورية الموجودة بين الاشياء الا بوجه تقريبي كثيرا او قليلا، وان النظريات التي نمتلكها هي ابعد من ان تمثل حقائقا ثابتة.)) ص136/ك.م.دروس ونصوص.
وقال غاستون باشلار(( ان العلم الحديث هو في الحقيقة معرفة تقريبية.)) ن المرجع ص 136.
3. الحقيقة الذوقية ((الحقيقة عند الصوفية))
هي حقيقة تخص فئة معينة من الناس وليست متاحة لكل الناس فهي حقيقة نخبوية تخص نخبة معينة من الناس هم رجال الزهد والتقوى يعرفون في التراث الاسلامي بأهل الذوق او بالمتصوفة.
تحصل لهؤلاء معرفة الحقيقة اليقينية والمطلقة بمجاهدة النفس وكثرة العبادات والاعراض عن شهوات الدنيا والزهد فيها، وتجيء هذه الحقيقة يقينا لاصحابها المتصوفة في شكل ذوق او كشف او نور ينبثق في نفوسهم فيرون الملائكة والانبياء والحقائق المطلقةراي العين، ولا تؤتى لهم عن طريق العقل كما يقول بذلك الفلاسفة فمصدر هذه الحقائق هوقوة الايمان بالله والله يهدي نفوس عباده المخلصين الى هذه الحقائق هداية حدسية مباشرة دون غيرهم، فيشعرون بالسعادة والامتلاء بالحقائق المطلقة، ونجم عن ذلك قولهم بالفناء والحلول في ذات الله واندماج الخالق بالمخلوق (( وحدة الوجود)) من خلال شطحات ابي يزيد البسطامي المتوفي سنة 261ه والحلاج المتوفي سنة 309ه، وفي هذا السياق قال احد المتصوفة وهو محي الدين بن عربي المتوفي سنة 638ه (( والسعادة تتحقق عند الفلاسفة لمجرد اتصال الحكيم بالله دون اندماجه في الذات الالهية.)) ص137.
بيان قيمة الشيء(( نقد الحقيقة المطلقة))
الحقيقة الفلسفية حقيقة مطلقة في ذاتها لكنها حقيقة متغيرة ونسبية عندما تتعلق بالانسان لانها متوقفة على الواقع النفسي والفكري والاجتماعي لصاحبها.
الحقيقة المطلقة من منظور فلسفي حقيقة مجردة وميتافيزيقية لانها تبحث في الحقائق الجوهرية الاولى والبعيدة للموضوعات والاشياء، وهي حقائق يصعب ادراكها بالعقل لعجزه عن بلوغها، واذا تجرأ على تناولها كانت نسبية ومتغيرة بتغير ظروف صاحبها النفسية والفكرية والاجتماعية.
وفي هذا السياق عبر الفيلسوف الفارابي عن صعوبة ادراك حقائق الاشياء بشريا فقال (( الوقوف على حقائق الاشياء ليس في قدرة البشر، ونحن لانعرف من الاشياء الا الخواص واللوازم والاعراض ولا نعرف الفصول المقومة لكل منها.)).
وفي العصر الحديث راى الالماني كانط ان الحقيقة المطلقة يمكن ادراكها في الرياضيات فقط، ولكن لايمكن ادراكها عندما يتعلق الامر بالحقيقة الميتافيزيقية (( الجوهر او النومن)) لانها مستحيلة بالنظر الى الوسائل التي يملكها الانسان وهما العقل والحواس.
الحقيقة العلمية رغم اختلافها عن الحقيقة الفلسفية الا انها هي الاخرى تبقى نسبية نسبة الى طبيعة الوسائل العلمية ومدى قدرتها على تفحص ظواهرها، ونسبة الى طبيعة الموضوع المدروس من حيث البساطة والتعقيد وما يستوجبه البحث من الالمام بالظاهرة او عدمه، ونسبة الى الظروف والشروط التي انتجت هذه الحقيقة اثناء مرحلة التجريب، ونسبة ايضا الى الظروف العقلية والنفسية والصحية والاجتماعية للشخص الباحث.
الحقيقة من منظور الصوفية هي الاخرى متغيرة ونسبية نسبة الى ايمان الشخص ومدى عمقه قوته او ضعفه، لاننا كلنا نؤمن بالله ولكن مستوى الايمان وشدته وعمقه يجعل بلوغنا الحقيقة درجات متفاوتة تتناسب تناسبا طرديا مع قوة او ضعف ايماننا بالله فتنقلب الحقيقة حقائقا متغيرة بتغير مستوى ايمان اصحابها المؤمنين.
الخاتمة(( بيان حقيقة الحقيقة المطلقة))
من خلال ما سبق نلاحظ ان الحقيقة المطلقة تلاحقها النسبية في جميع مجالاتها الفلسفية او العلمية او الصوفية.
الحقيقة المطلقة حقيقة ميتافيزيقية مطلقة في ذاتها توجد مستقلة عنا وهي تختلف عن الحقيقة الموجودة في اذهاننا فهي حقيقة متغيرة ونسبية نسبة الى مذهبنا الفكري الذي ننزعه ونسبة الى المجال الذي نبحث فيه عنها. ولهذا السبب يمكننا الجزم بان الحقيقة واحدة وثابتة ومطلقة في ذاتها وكثرة وتغير وتنوع وتعدد بالنسبة الى ذواتنا.
الاشكالية الرابعة
فلسفة العلوم وفيها خمس مشكلات جزئية:
المشكلة الجزئية الاولى: في الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية المطلقة
المشكلة الجزئية الثانية: في الرياضيات والمطلقية
المشكلة الجزئية الثالثة: في العلوم التجريبية والعلوم البيولوجية
المشكلة الجزئية الرابعة: في علوم الانسان والعلوم المعيارية
المشكلة الجزئية الخامسة: في الابستمولوجيا وقيمة العلم
اولا/ في الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية المطلقة والحقيقة الصوفية
المقدمة :
اذا كانت الحقيقة فتنت اهل العقل والايمان واذا كانت هي الهدف الذي يطلبه الانسان عبر الازمان ، فماهي هذه الحقيقة وما هي أصنافها، وهل هي ثابتة ومطلقة ام متغيرة ونسبية؟
التوسيع:
بيان طبيعة الشيء(( تعريف الحقيقة))
· الحقيقة عند اللغويين هي ماهية الشيء او ذاته، أي اذا اردنا معرفة حقيقة الانسان أي ماهيته فنقول هو حيوان عاقل ولانقول حيوان ضاحك لان صفة الضحك لاتعبر هنا عن ماهية الانسان بل عن صفة عرضية فيه.
· اصطلاحا الحقيقة هي مطابقة الحكم او التصور او المعنى للواقع، أي اذا حكمنا بان الجاذبية مثلا هي سبب سقوط الاجسام، وتكون التجربة العلمية قد اكدت صحة هذا الحكم، فان هذا الحكم هو الذي يمثل الحقيقة.
· والحقيقة كمفهوم يختلف معناها بحسب المجال الذي تنبثق منه فهي ثلاثة اصناف، فماهي هذه الاصناف؟
اثبات وجود الشيء (( أصناف الحقيقة))
الحقيقة الفلسفية (( الحقيقة المطلقة))
هي اقصى ما يطمح اليه الفيلسوف او الرجل الحكيم عن طريق العقل، تبحث عن الحقيقة القصوى التي لا حقيقة فوقها، وتهتم بما وراء الواقع المحسوس وليس بالمحسوس او الواقع الظاهر، لان الواقع متغير والمتغير نسبي وحقيقة الاشياء تعرف بصفاتها الثابتة والدائمة والمطلقة ولا تعرف بالمتغيراو بالنسبي منها.
قديما قسم افلاطون العالم الى عالمين، عالم الاشياء وعالم المثل، ووصف العالم الاول بالفناء والتغيرووسيلة ادراكه الحواس، ووصف العالم الثاني بالخلود والديمومة وهو الذي يسميه بعالم الحقيقة المطلقة، ومثاله في ذلك حقيقة الخير وحقيقة الجمال وحقيقة المعاني الرياضية وهي حقائق مطلقة لاتدرك عن طريق الحواس لانها لاتقدر على ذلك ، بل عن طريق العقل او عن طريق ما تعلمته النفس عند ما كانت في عالم المثل قبل اتحادها بالجسد.
كما كان أرسطو يرى ان الله -كظاهرة ميتافيزيقية - هو الحقيقة المطلقة التي ليس كمثلها شيء في العالم المادي، ويسمي ارسطو الله بالمحرك الاول الذي يحرك ولا يتحرك وهو غير مرئي يغير ولا يتغيرفهو كائن تام وابدي، انه اصل هذا الكون ومبدأ الحياة فيه.
الحقيقة العلمية (( الحقيقة النسبية))
هي التي ترى ان الحقيقة تكمن في تطابق الفكر مع الواقع وفق منهج الاستقراء وخطواته العملية، وكانت الحقائق في العلم تعرف الاستقرار والثبات والمطلقية في العصر الحديث، وكانت هذه الحقائق تصدق فقط على القضايا الطبيعية ذات البنية البسيطة ، لكن سرعان ما اصبحت الحقيقة العلمية في بداية القرن 19 وال 20 عشرين نسبية، نسبة الى طبيعة ظواهر عالم الميكروفيزياء المعقدة (( عالم الذرة)) فهي موضوعات تتحرك ظواهرها وفق مبدأ الامكان والحرية والاحتمال والتقريب ووالارتياب وعدم التحديد فهي ظواهر حولت حقيقة العلم من المطلقية الى النسبية، من اليقين العلمي الى اللايقين العلمي، وهي الحقيقة التي اقرها علماء الذرة في القرنين 19 وال20 العشرين امثال هيزنبيرغ ولانجفان وادينجتون.
وفي هذا السياق يقول الفرنسي كلود بيرنارد(( يجب ان نكون حقيقة مقتنعين بأننا لا نمتلك العلاقات الضرورية الموجودة بين الاشياء الا بوجه تقريبي كثيرا او قليلا، وان النظريات التي نمتلكها هي ابعد من ان تمثل حقائقا ثابتة.)) ص136/ك.م.دروس ونصوص.
وقال غاستون باشلار(( ان العلم الحديث هو في الحقيقة معرفة تقريبية.)) ن المرجع ص 136.
الحقيقة الذوقية ((الحقيقة عند الصوفية))
هي حقيقة تخص فئة معينة من الناس وليست متاحة لكل الناس فهي حقيقة نخبوية تخص نخبة معينة من الناس هم رجال الزهد والتقوى يعرفون في التراث الاسلامي بأهل الذوق او بالمتصوفة.
تحصل لهؤلاء معرفة الحقيقة اليقينية والمطلقة بمجاهدة النفس وكثرة العبادات والاعراض عن شهوات الدنيا والزهد فيها، وتجيء هذه الحقيقة يقينا لاصحابها المتصوفة في شكل ذوق او كشف او نور ينبثق في نفوسهم فيرون الملائكة والانبياء والحقائق المطلقةراي العين، ولا تؤتى لهم عن طريق العقل كما يقول بذلك الفلاسفة فمصدر هذه الحقائق هوقوة الايمان بالله والله يهدي نفوس عباده المخلصين الى هذه الحقائق هداية حدسية مباشرة دون غيرهم، فيشعرون بالسعادة والامتلاء بالحقائق المطلقة، ونجم عن ذلك قولهم بالفناء والحلول في ذات الله واندماج الخالق بالمخلوق (( وحدة الوجود)) من خلال شطحات ابي يزيد البسطامي المتوفي سنة 261ه والحلاج المتوفي سنة 309ه، وفي هذا السياق قال احد المتصوفة وهو محي الدين بن عربي المتوفي سنة 638ه (( والسعادة تتحقق عند الفلاسفة لمجرد اتصال الحكيم بالله دون اندماجه في الذات الالهية.)) ص137.
بيان قيمة الشيء(( نقد الحقيقة المطلقة))
· الحقيقة الفلسفية حقيقة مطلقة في ذاتها لكنها حقيقة متغيرة ونسبية عندما تتعلق بالانسان لانها متوقفة على الواقع النفسي والفكري والاجتماعي لصاحبها.
· الحقيقة المطلقة من منظور فلسفي حقيقة مجردة وميتافيزيقية لانها تبحث في الحقائق الجوهرية الاولى والبعيدة للموضوعات والاشياء، وهي حقائق يصعب ادراكها بالعقل لعجزه عن بلوغها، واذا تجرأ على تناولها كانت نسبية ومتغيرة بتغير ظروف صاحبها النفسية والفكرية والاجتماعية.
· وفي هذا السياق عبر الفيلسوف الفارابي عن صعوبة ادراك حقائق الاشياء بشريا فقال (( الوقوف على حقائق الاشياء ليس في قدرة البشر، ونحن لانعرف من الاشياء الا الخواص واللوازم والاعراض ولا نعرف الفصول المقومة لكل منها.)).
· وفي العصر الحديث راى الالماني كانط ان الحقيقة المطلقة يمكن ادراكها في الرياضيات فقط، ولكن لايمكن ادراكها عندما يتعلق الامر بالحقيقة الميتافيزيقية (( الجوهر او النومن)) لانها مستحيلة بالنظر الى الوسائل التي يملكها الانسان وهما العقل والحواس.
· الحقيقة العلمية رغم اختلافها عن الحقيقة الفلسفية الا انها هي الاخرى تبقى نسبية نسبة الى طبيعة الوسائل العلمية ومدى قدرتها على تفحص ظواهرها، ونسبة الى طبيعة الموضوع المدروس من حيث البساطة والتعقيد وما يستوجبه البحث من الالمام بالظاهرة او عدمه، ونسبة الى الظروف والشروط التي انتجت هذه الحقيقة اثناء مرحلة التجريب، ونسبة ايضا الى الظروف العقلية والنفسية والصحية والاجتماعية للشخص الباحث.
· الحقيقة من منظور الصوفية هي الاخرى متغيرة ونسبية نسبة الى ايمان الشخص ومدى عمقه قوته او ضعفه، لاننا كلنا نؤمن بالله ولكن مستوى الايمان وشدته وعمقه يجعل بلوغنا الحقيقة درجات متفاوتة تتناسب تناسبا طرديا مع قوة او ضعف ايماننا بالله فتنقلب الحقيقة حقائقا متغيرة بتغير مستوى ايمان اصحابها المؤمنين.
الخاتمة(( بيان حقيقة الحقيقة المطلقة))
من خلال ما سبق نلاحظ ان الحقيقة المطلقة تلاحقها النسبية في جميع مجالاتها الفلسفية او العلمية او الصوفية.
الحقيقة المطلقة حقيقة ميتافيزيقية مطلقة في ذاتها توجد مستقلة عنا وهي تختلف عن الحقيقة الموجودة في اذهاننا فهي حقيقة متغيرة ونسبية نسبة الى مذهبنا الفكري الذي ننزعه ونسبة الى المجال الذي نبحث فيه عنها. ولهذا السبب يمكننا الجزم بان الحقيقة واحدة وثابتة ومطلقة في ذاتها وكثرة وتغير وتنوع وتعدد بالنسبة الى ذواتنا.