[b
اقتباس:
]تسمي الحيز و الجسم و الجهة و الحد تراهات.
|
لأنها كلمات محدثة لم تثبت لا في كتاب ولا في سنة.
اقتباس:
هذه الذي تسميها تراهات هي تفسير قول الله ليس كمثله شيء و تفسير قوله وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا
|
إننا وإياكم متفقون على وجوب نفي مشابهة الخالق للمخلوق، ولكننا مختلفون في حدود هذا النفي، ونرى أن الناس فيه طرفان ووسط، فأما الطرف الأول فاتخذ قاعدة التنزيه ذريعة لنفي كل أو أكثر الصفات الثابتة لله - عز وجل - حتى نفى الغلاة منهم أن يوصف الله بالوجود أو الحياة، فعندما يُسأل عن صفة الله لا يجد سوى النفي سبيلا لتعريف ربه، فيقول: لا هو موجود ولا معدوم، ولا عَرَضٌ ولا جَوْهَرٌ، ولا حي ولا ميت، ويظن بذلك أنه فر من التشبيه وما علم أنه وقع في التعطيل والتشبيه معاً؛ إذ نفى صفات الله التي أخبر الله بها، وشبه الله بالمحالات والممتنعات والمعدومات.
والطرف الثاني: ألغى قاعدة التنزيه فشبه الله بخلقه تشبيها مطلقا أو جزئياً، وهو مذهب لا شك في بطلانه وضلاله.
والمذهب الوسط هو المذهب الحق الذي أثبت الصفات ونفى المشابهة، وهو ما تنص عليه الآية الكريمة حيث صرّحت بالتنزيه { ليس كمثله شيء } وفي ذات الوقت صرّحت بالإثبات { وهو السميع البصير } فأخذ مذهب أهل الحق بجزئي الآية، أما المذهبان السابقان فأخذ كل منهم بأحد شطري الآية - وفق فهمه - ولم يأخذ بالآخر.
اقتباس:
و من جهة أخرى هذه التراهات كما تقول هي قول السلف الصالح و ليس قولنا
قال العلامة حجة الإسلام أبو جعفر الوراق الطحاوي بمصر رحمه الله : هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ، على مذهب فقهاء الملة : أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ، وأبي عبدالله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين ؛ وما يعتقدون من أصول الدين ، ويدينون به رب العالمين
" وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا.....
وتعالى عن الحدود والغايات ، والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات"
هؤلاء سلفنا الصالح فكيف تسمي أقوالهم تراهات و تدعون الاقتداء بالسلف
الامام الأكبر أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه من مواليد المائة الأولى في الاسلام.
وأبي عبدالله محمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنه
و الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ثبت عنه أيضا نفي الحدود قبل خلق العرش و بعد خلق العرش.
|
لقد بينت لك سابقا أن الأولى هو اتباع ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فلم يثبت عنهم إثبات ولا نفي هذه الألفاظ لكن لما ظهر أهل البدع الذين يطلقونها نفيا لينفوا بذلك صفات الله تعالى أو إثباتا ليشبهوا الله بخلقه رد عليهم أهل السنة السلفيين وكان ردهم بمايلي :
1- إما نفيها جملة وتفصيلا-أقصد هذه الألفاظ المبتدعة- كما فعل الإمام ابن عبد البر.
2- أو الإستفصال في معناها فإن كان حقا قبلناها وتركنا اللفظ وإن كانت باطلة رددنا واللفظ على حد سواء.
والأولى في هذا هو الإقتصار على ألفاظ الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
أولا : و ما يضركم في نفي الجارحة و الأعضاء. إن كنتم تقرون بنفيها
اقتباس:
رغم أن من كان قبلكم من الحشوية لم يكن ينفي التبعيض
و سلفنا ردوا عليهم و لذلك نفوا.
|
1-لنقتصر على الكلام في مسألة العلو حتى لا يتشعب الموضوع.
2-كلمة « جارحة » محدثة لا أصل لها في الكتاب والسنة لهذا عليكم أن تبينوا لنا ما تقصدون بها فإن كان معناكم مخالف لما جاءت به النصوص نفيناها وإن كان المعنى موافق لما جاءت به النصوص أثبتناها لكن دون إثبات اللفظ لكونه مبتدع.
اقتباس:
يسمى جسما كل شيء يأخذ مكانا محدودا مهما كانت ماهيته و ماهما كان كبيرا
و الله قال ليس كمثله شيء و قال وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا
فهذا الجسم مهما كان كبيرا يمكن للعقل البشري الإحاطة به
فأجبنا الآن . هل الله جسم أو لا ؟.
|
ذكرت في كلامك لفظين مجملين :
1-المكان : فقد يراد بالمكان ما يحويه الشيء ويحيط به,وقد يراد به ما يستقر الشيء عليه بحيث يكون محتاجا إليه,وقد يراد به ما كان الشيء فوقه وإن لم يكن محتاجا إليه,وقد يراد به ما فوق العالم وإن لم يكن شيئا موجودا
2-الحد : ن كنتم تعنون أن المراد من الحد والمحدود : أن يكون الله تعالى محبوساً محاطاً , فهذا منفي عن الله تعالى بلاريب ولكن لا يلزم من قولنا ( إن الله فوق العالم بائن عنه ) أن الله محدود محبوس محاط .
فإن الله تعالى وهو المدبر وهو الرب الخالق للخلق والكون , على هذا المعنى يحمل قول من نفي ( الحد ) عن الله تعالى من بعض السلف( 4) .
وإن كنتم تعنون بالحد والمحدود : أن الله تعالى متميز عن الخلق بائن عنه .
فالحد بهذا المعنى صحيح , ولا يلزم عن هذا المعنى أي محذور , لأن الله فوق العالم عال على العرش , وعلى هذا المعنى يحمل قول من أثبت الحد لله تعالى من بعض السلف كعبدالله بن المبارك والدارمي , وهو رواية عن الإمام أحمد.
عندما تبين لنا ما تقصد بالجسم أولا ثم المكان ثانيا ثم الحد ثالثا أجيبك على سؤالك بكل تأكيد.
[/b]