|
قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2011-04-15, 19:47 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الفرس
أمسيات ربيعية من تاليف : ب/ ع مسعد في : 01 مارس 2011 م الموافق لـ: 27/ربيع الثاني 1432 هـ الفرس - كبيرة من حيث عدد الأفراد الساهرين ، أفراد الأسرة مضافا إليها أفراد آخرون وفدوا من اجل رؤية خالي وأسرته .... - طويلة من حيث الوقت الذي تستغرقه خلاف الليالي الأخريات فهي تمتد الي وقت متأخر جدا من الليل . ينام فيها الأطفال أولا ،ثم تتواصل السهرة حيث يجد فيها الأهل وقتا هادئا لتبادل الحديث و الضحكات و...و...و....... ومن عادتنا في مثل هذه المناسبات أن يتناول الكبار فيه الحديث لأنهم أكثر تجربة و، وأكثر خبرة بالحياة ، وكثرة واختلاف مغامراتهم وتجاربهم ولرحلاتهم العديدة .فهم يجدون هذا الوقت وقتا مناسبا لإبداء أرائهم ، وبث أخبارهم وسرد نمط معيشتهم في الزمن الغابر، وترسيخ عاداتهم وتقاليدهم ......و...و ...و .... في هذه الليلة المباركة الشبيهة بالأعياد والمناسبات السعيدة حدثنا أبي حفظه الله قائلا : تهزني وتدفعني دوما رياح الأشواق الي زيارة أو معرفة أخبار االاسواق ، فلا ادري حتى وجدت نفسي ذاهبا إلى احد الأسواق رفقة قريب لي ، وكان هذا السوق بعيدا عنا فقد كنت اسكن البادية ورفيق يسكن القرية المجاورة لنا ، جمعتني وإياه هذه المرة الطريق إلى السوق .وبينما نحن نسير كان يحملني تارة واحمله تارة أخرى حتى وجدنا أنفسنا على بوابة السوق فالتقينا بأحد الأقرباء هناك حيث دعانا لارتشاف فناجين من القهوة ، حيث طلب منا الانتظار لحين وصول بائع القهوة ، وماهي إلا برهة قصيرة حتى رأيناه قادما ملوحا بإبريق القهوة الذي علقه على طبق فيه جمر لبقاء محتواه ساخنا ، فاعتدلنا في جلستنا ، وما إن غفلنا عنه هنيهة حتى فاجأنا كبش ضخم اقرن ينفلت من صاحبه الذي ملا السوق صراخا وزعيقا ، ومما يؤسف له لقد علق بأحد قرنيه ذلك الطبق واخذ ه في طريقه ، فلا البائع استنفع بالنقود ولا نحن استمتعنا بالقهوة . فراح المسكين ينظر يمينا ويسارا لا يدري ماذا يفعل أو ماذا بماذا سيخبر أمه إذا رجع . - قلت لبلي : وانتم ؟! - قال أبي : تعرف أباك جيدا ، فقد أدخلت يدي إلى جيبي وأخرجت منها ما أخرجت وأعطيته ما أعطيت ، وكذلك فعل الآخرون .ثم طلب منه صاحبنا أن يذهب ويحضر قهوة أخرى ، فذهب مسرعا ، وبقينا وبقي منتظرا . ولكن الشيء العجيب انه عاد ، عاد بأشد ما يمكن من السرعة ، وبأشد ما يمكن من الحرص ارتشفنا القهوة ، ثم تركناه مودعين .... تجولت رفقة صاحبي إلى أن وجدنا أنفسنا أمام فرس لم تترك من الجمال والطول والعظمة شيئا فقال لي صاحبي : هذا مبتغاك أمامك فلا تترك أحدا يأخذه منك .ورحنا نساومه إلى رضي ورضينا على شرط أن يقوم أو نقوم بتجربتها .فقبل الشرط والمؤمنون عند شروطهم .أليس كذلك ؟؟؟!!!!!. قلت: أما أنا فلا أجربها لأني لا اعرف طباعها . وأما صاحبي ، وقبل أن أكمل حديثي أشار بالنفي ، فقال صاحبها هيا نخرج من السوق ونطلب من صديق لنا أن يجربها هناك . واصل أبي حديثه : صاحبه هذا رجل من أعظم الرجال ، هيئة ،وفروسية ، وحديثا ، وكرما ، فقد أكرمنا بحديثه قبل أن يكرمنا بطعامه ، ويبهرنا بفروسيته لولا .....وسكت برهة ، فقلت له : وما ذا أيضا ؟ وقال أخي الأصغر : دائما هكذا أبي عندما يحدثنا يكثر من الفواصل والانقطاعات ، فعلق عليه آخي الأكبر : ألا ترى يااخي الفواصل الموجودة في الفضائيات ، فضحك الجميع..... واصل أبي الكريم حديثه قائلا : كان صاحبنا رجلا هميا ، فهو لا يرتدي من الألبسة إلا أفخرها ، ولا يضع على رأسه عمامة إلا أشهرها وأطولها ولا .....ولا......حتى انه كان يرتدي بدلة (عربية ) ضف إلى ذلك حذاءه و.....و....و..... الساحة المجاورة للسوق ( سوق الماشية القديم بالجلفة الموجود بالقرب من المسجد العتيق الذي يشبه المسجد العتيق بمسعد ) ساحة واسعة والتي في طرفها بركة عميقة قد تجمع فيها الماء بسبب أمطار هطلت في الأيام التي سبقت يوم السوق – يوم الثلاثاء على حد قوول أبي – - تقدم من الفرس واثقا وثوق الفارس من نفسه ، امتطى ظهرها العاري وامسك بلجامها ثم أرخى لها العنان لتنطلق به مثل البرق الخاطف جرى وراءه بعض الأطفال الذين كانوا موجودين بالقرب منا ، حاول أن يمسكها ويوفها لكنه لم يستطع فقد انقطع اللجام وسقط الفأس ( قطعة حديدية توضع في فم الفرس أو الحصان لتوقفه عند اللزوم ) ، وتنطلق به مسرعة حاول أن يبعدها عن البركة لكنه لم يستطع ، فقفزت به عاليا فوجد نفسه فوق رأسها ممسكا بأذنيها فخنست به وسقطت معه في البركة ، ثم خرجت وخرج هو وقد غطى الوحل والحمى النتن جسميهما .أسرعنا إليه وامسكنا بالفرس حيث أخذها احدهم ورشها بالماء ليزيل عنها ما علق من أوحال وحمى ، وأخرجناه وقد تغير تماما ولكن قلبه لم يتغير ، وهكذا هم الفرسان ، قلوبهم وطبائعهم . - قلت لصاحبي : الرأي عندي ألا أغامر واشترى هذا الجان .... - نظر الي باستغراب ....... - قلت له : ومارايك ؟!!!! - قال : اشتريها فقد ذهب نحسها وتركته في البركة ...... - هكذا إذن ....ترددت قليلا ثم اشتريتها بالثمن المتفق عليه : 50 الف سنتيما . - قلت في نفسي وقد زال خوفي منها لن اكسبها بل سأبيعها لأول من يسومني فيها .... - تركت صاحبي لأنه انطلق إلى وجهة غير وجهتي ، وانطلقت بها منفردا وأنا أجربها ورائي ، ولما خرجت من السوق قلت لماذا لا اركبها ، ما هذا الجبن ، لا... لا ...وبينما أنا أتشاور مع نفسي التقيت بصديق قديم رفقة رفاق له ، فطلبوا مني أن أجربها أمامهم ، فأخبرتهم باني قد اشتريتها لتوي من السوق ، وأنا لا اعرف طبائعها ،هكذا بررت موقفي ، فقال احدهم : هل يمكنني أن أقوم بذلك بدلا عنك ، أردت أن امنعه مخبرا إياه بما كان منها ، لكن رغبته ورغبة الجماعة كانت اكبر من رغبتي فغلبوني على أمري ...فسلمتها له مرغما ، محذرا ، وما أن امتطى ظهرها حتى انطلقت به كالبرق واتجهت به في البداية نحو الملعب البلدي لسباق الخيل بالجلفة ، ولكن لم يدم ذلك طويلا فاتجهت به إلى وجهة أخرى ولم يستطع ردها أو إيقافها لقوتها وضعفه وفجأة اختفت عن أنظارنا فرحنا نجري وراءه مقتفين الأثر حتى فوجئنا بأثرها يتجه نحو غابة فقلت في نفسي : فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولما ولجنا الغابة أخذتنا الدهشة حتى عقدت ألسنتنا عن الكلام ، فقد وجدنا بقايا من لباسه معلقا على الأشجار هنا وهناك ، وبينما نحن نركض عثر عليه احدنا بين الحياة والموت ممزق الثياب ، ممزق اللحم ، بالقرب منه تقف الفرس وكأنها لم تفعل شيئا ، فلممناه وأسرعنا به إلى الطبيب . - ازداد حالي سوءا ، وازداد معه خوفي ، وبعد إن اطمأننت عن الفارس الجريح ذكرته بما كان مني من نصح ، وطلبت منه المغفرة وغادرت المدينة مساء. - وفي طريق العودة ، قررت المبيت عند احد سكان البادية فأكرمني أيما إكرام وأشفق علي أيما إشفاق وخاصة بعد أن علم من حالي وحال فرسي . - ومما زاد دهشتي قال لي في الصباح :لا تحزن أنا سأتكفل بهذه الفرس ، فقلت : كيف؟!!!! - فقال : سأبيعك فرسي هذه فهي تناسبك تماما ، وأما هذه فسآخذها... فلي بها شان ، ألححت أن لا يفعل ولكن لا فائدة ..... - أخذت الفرس شاكرا وعدت إلى أهلي راكبا جذلا ، وقد استقبلوني ...في الحقيقة هم استقبلوا الفرس ...فأسرعت أمي - رحمها الله- إلى الحناء فحنت لها ساقيها وناصيتها .... - انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم فجاؤوا مهنئين مباركين ، فقمت إلى جدي سمين فذبحته وأكرمت الحاضرين والمهنئين ... فظللنا يومنا وبتنا ليلتنا في جو بهيج يذكرنا بيوم من أيام العيد يوم لا يمكن أن ينسى .... كما لا يمكنني أن أنسى الفرس وصنيعها ...و الرجل وصنيعه..... النهاية مع تحياتي القلبية للقراء الأفاضل والقارئات الفضليات
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفرش |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc