السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل فعلا . يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ؟
ناديت ابن أخي الصغير . عمره 6 سنوات, يدرس في السنة الأولى إبتدائي ..سقطت أسنانه الأمامية لأنها كانت أسنان رضاعة ..
سألته و قلت له : يا فرنسا .فأجابني.. : قد مضى وقت العتاب
تبادر إلى ذهني هذا السؤال : هل فعلا . يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ؟
ذاك الطفل البريئ قالها و هو مؤمن بها .. حتى أنه لم يشهد ثورة التحرير المجيدة و لم يتعرف على أبطالها
فهل فعلا : يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ؟
كل يوم في جميع المدارس ينشد التلاميذ صباحا مساء بالجملة : يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
فهل هذا صحيح ؟
عندما أبحث عن قوانين الأسرة و قوانين العدالة الجزائرية .. أجد بأنها نسخة من القوانين الفرنسية
فهل فعلا : يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ؟
البرنامج الجديد في قطاع التربية للمستويات الثلاثة هو مستنبط من البرنامج الفرنسي
قوانين الإصلاحات في قطاع التربية و التعليم العالي هي مستنسخة من القوانين الفرنسية
وزراء و مدراء يقضون عطل نهاية الأسبوع كل أسبوع في راحة و استجمام في فرنسا
وزراء و مدراء لديهم عقارات و أبنائهم يدرسون في فرنسا
فهل فعلا : يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ؟
حكومة مازالت متصارعة في قضية تجريم الاستعمار ..
فهل فعلا : يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ؟
ضحايا القنبلة النووية برقان هم بالنسبة للحكومة أناس من الدرجة الرابع أو الخامسة أو في درجة أقل من درجة الحيوانات ... فلم تسعى الحكومة لرفع دعوى قضائية ضد فرنسا و لم تكلف نفسها عناء المطالبة بتعويض في الحين قامت الدنيا و لم تقعد على قضية سجن الدبلوماسي الجزائري في الخارجية من طرف السلطات الفرنسية
بل و أكثر من ذلك
قامت السلطات الجزائرية فقط في السنوات الأخير بتنبيه سكان تلك المناطق بخطر الإشعاعات و وضعت أسلاك تفصل سكان تلك المناطق عن منطقة الخطر و فقط مؤخرا بدأت في توعية سكان رقان بعد تعرض العديد منهم للسلطان و منهم من توفي دون أن يعلم سبب الوفات
هل هذه هي العدالة و المساوات ؟
فهل فعلا : يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ؟
سؤال طرحته على ابن أخي الصغير صاحب الستة سنوات .أجابني . و كان صادق
و قالها الكبار في الحكومة فهل هم صادقون ؟
هل هذه هي الوطنية ..
هل ابن أخي الصغير أكثر وطنية من وزير التعليم العالي و وزير التربية و الوزير الأول و الحكومة و نوابها مجتمعة
و الله سؤال قد حيرني و جعلني أرى من خلال الوقائع و الأحداث في وطن اليوم ضدان في جملة واحدة و هما :
يا فرنسا (الأول ) ... قد مضى وقت العتاب (الثاني)
فهل يلتقي الضدان في وطن اليوم الذي ضحى من أجله مليون و نصف شهيد
ما رأيكم يا إخواني الكرام
هل فعلا : يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ؟
تحياتي
بــ قلم رصاص.