الديموقراطية بين نظرة الدين و متطلبات العصر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الديموقراطية بين نظرة الدين و متطلبات العصر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-20, 06:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البليدي 88
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية البليدي 88
 

 

 
إحصائية العضو










B1 الديموقراطية بين نظرة الدين و متطلبات العصر

السلام عليكم و رحمة الله

قال الله " و أمرهم شورى بينهم "
و من الأمور المعروفة أنه قبل غزوة أحد كان رأي رسول الله أن لا يخرجوا من المدينة و أن يتحصنوا بها. و لكن جماعة من الصحابة طلبوا الخروج و ألحوا, فقبل رسول الله و أمر بالخروج و ملاقاة العدو.
كما جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة لازمة، بل جعل أفضل الجهاد كلمة حق تقال عند سلطان جائر.

و مبدأ الشورى في الاسلام يتفق عليه الجميع. و لكن الآليات لتطبيق الشورى لم يأتي بها لا القرآن و لا السنة. و ما عدا فترة الخلفاء الراشدين الذي كان فيه أهل المدينة هم أهل الحل و العقد كانت الأنظمة الملكية هي السائدة و إن لم يحرمها الاسلام لأنها من الأعراف السائدة ذلك الوقت إلا أن فيها تعطيل لمبدآ الشورى و مخالفة لما كان عليه الخلفاء الراشدون.

إذن الآليات لتطبيق الشورى و تطبيق النظام السياسي في الاسلام متروكة لاجتهادات الناس حسب أصول الدين و مصالح الدنيا و تغير المكان و الزمان و الامكانيات و الحاجات.

و في عصرنا و صل الإنسان إلى نظام سياسي يعتبر أفضل ما توصل له العقل البشري إلى اليوم و هو الديموقراطية, فلماذا نتركها وراء ظهورنا و نحاول تأسيس نظام من الصفر إعتمادا على اجتهادات قديمة و مر عليها قرون رغم كل التغيرات من وسائل الاتصال الحديثة و وسائل النقل و المعلومات و التكنولوجيا الحديثة. ألا نكون كالذي يريد أن يصنع سيارة فيبدأ بالتفكير في اختراع العجلة من جديد.

و قال الشيخ القرضاوي

" الغريب أن بعض الناس يحكم على الديمقراطية بأنها منكر صراح، أو كفر بواح، وهو لم يعرفها معرفة جيدة، تنفذ إلى جوهرها، وتخلص إلى لبابها، بغض النظر عن الصورة والعنوان.

ومن القاعد المقررة لدى علمائنا السابقين : أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فمن حكم على شيء يجهله فحكمه خاطئ، وإن صادف الصواب اعتباطًا، لأنها رمية من غير رام، لهذا ثبت في الحديث أن القاضي الذي يقضي على جهل في النار، كالذي عرف الحق وقضى بغيره.

فهل الديمقراطية التي تتنادى بها شعوب العالم، والتي تكافح من أجلها جماهير غفيرة في الشرق والغرب، والتي وصلت إليها بعض الشعوب بعد صراع مرير مع الطغاة، أريقت فيه دماء وسقط فيه ضحايا بالألوف، بل بالملايين، كما في أوروبا الشرقية وغيرها، والتي يرى فيها كثير من الإسلاميين الوسيلة المقبولة لكبح جماح الحكم الفردي، وتقليم أظفار التسلط السياسي، الذي ابتليت به شعوبنا المسلمة، هل هذه الديمقراطية منكر أو كفر كما يردد بعض السطحيين المتعجلين ؟؟
"

فما هي الديموقراطية

عرف المفكر الإنكليزي جون لوك الديمقراطية بأنها حق الأكثرية التي اكتسبت سلطة الجماعة, و استخدام تلك السلطة لتشريع القوانين وتنفيذها بواسطة هيئات أو أشخاص عينوا لذلك.
أما المفهوم الاصطلاحي للديمقراطية فقد أصبح يشمل معان أخرى أضيفت إليه كإعطاء الحرية للناس في تشريع القانون واختيار من ينفذه من خلال الانتخابات العامة التي تكفل المساواة للأفراد في المشاركة في الحياة السياسية حيث يكون الرأي للأغلبية.
ولبلوغ هذا الهدف يعتمد المنهج الديمقراطي على جملة من المبادئ الأساسية التي تتولد عنها آليات وأجهزة دستورية تختلف صيغتها التفصيلية من نظام إلى آخر، ويمكن إجمالها فيما يلي:
1. الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات و الشرعية.
2. انبثاق السلطات بواسطة الانتخابات
3. الإقرار للأغلبية بأن تحكم وللأقلية بأن تعارض
4. التعددية الحزبية
5. التداول السلمي على السلطة
6. مراقبة الحكام وممارسة التأثير عليهم
7. فصل السلطات
8. ضمان حريات المعتقد والتعبير والعمل النقابي
9. حفظ مصالح الضعفاء والأقليات
10.احترام حقوق الإنسان

و جوهر الديموقراطية أن يختار الناس من يحكمهم، وألا يفرض عليهم حاكم يكرهونه و أن يكون لهم حق عزله إذا انحرف.
و في الاسلام. قال رسول الله " ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرًا .' وذكر أولهم' رجل أم قومًا وهم له كارهون "
و قال " خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم 'أي تدعون لهم ' ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم ".

حكم الشعب وحكم الله

و يبقى أهم الاشكالات هو القول بأن الديموقراطية حكم الشعب بالشعب و هي معارضة للقول إن الحاكمية لله و هذا التعارض خاطأ

و الديموقراطية ليست هذا أساسها بل هي تهدف لرفض الديكتاتورية المتسلطة و رفض الحكم الاستبدادي. فالمهم منها أن يختار الشعب حكامه و أن يحاسبهم إن أخطأوا و يعزلهم إن انحرفوا.

و قال أبو بكر في أول خطبة له: " أيها الناس، إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني . أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته، فلا طاعة لي عليكم ".

وقول عمر ابن الخطاب : " رحم الله امرأ أهدى إلي عيوب نفسي "، ويقول : " أيها الناس من رأى منكم في اعوجاجًا فليقومني .، ويرد عليه واحد من الجمهور فيقول : والله يا بن الخطاب لو رأينا فيك اعوجاجًا لقومناه بحد سيوفنا"

و الحاكمية لله هي حاكمية كونية فالله هو مسير الكون و حاكمية تشريعية و هي التشريعات الاسلامية من القرآن و السنة.

و هذا الاشكال يمكن تجاوزه بتطبيق الحدود و إقرار أن كل قانون يعارض قطعيات الشرع الاسلامي فهو باطل.

فما يهمنا من الديموقراطية هو الآليات لتجسيد مبدأ الشورى و اختيار الحكام و مراقبتهم و ابطال الحكم الاستبدادي

و تقول القاعد الفقهية " أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وأن المقاصد الشرعية المطلوبة إذا تعينت لها وسيلة لتحقيقها، أخذت هذه الوسيلة حكم ذلك المقصد"




فالسؤال هل الديموقراطية معارضة للإسلام ؟ أم أن بعض الأنظمة تؤيد هذه الفكرة للحفاظ على الحكم الملكي أو الحكم الدكتاتوري المستبد؟












 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
متطلبات, الديموقراطية, الدين, العصر, نظرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc