مساحــة نقـــاش حــول الأوضــاع فــي مصــر

[طاهر القلب]

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستغرب كثيرا عندما يقال أنه يكفي لهذا الحد , فقـد تحققت الكثير من مطالب ثورة
الشباب المصرية المباركة , وأنـه لا داعي لمزيد من المعاندة النظام الحاكم , التي تؤدي
لتفاقم و تدهور أمور البلاد و العبـاد , و يحثون على ترك الأمور على ما هي عليه و
الرجوع لسابق العهد والسـير على أنه لم يكن شيء , فقد تلقوا ضمانات و تعهدات
بكل مطالبهم التي لم يكنوا يحلموا مجرد الحلم بها , والـتي سوف يحققها لهم تباعا , و
من الغريب و المدهش و الغير مفسر على الإطلاق , أن يتبـنى هـذه الرؤيا بعض من
نشط حـراك الثورة , فكـل من أدركه عقل حتى و لو كان طفلا صغيرا غير مميز ,
يدرك أن الغباء يكمن مستترا خلف هذا القول , فهل هذا معقول و مقبول؟ و ما هو
الفرق بين سقوط الرئيس و سقـوط النظـام؟
فالكل يعرف أن سقوط الرئيس يعني سقوط النظام بالكامل و تحلل كل روابطه و حتى
الحزب الذي ينتمي إليه , وهـذا مكمن مرابط الفرس و بيت الداء في الاختلاف بين
عناد النظام القائم , المدعوم أمريكيا بكل وضوح من جهة , و مطالب الثورة الشعبية
و عـلى رأسها المطلب الرئيسي لها من جهة أخرى , فبحسبة بسيطة نعلم أن النظام
بدهـائه أو لنقل بذلك الدهاء المستورد من الغرب , يريد المحافظة على كينونة نظامه
كوجـود سياسي على الأرض , بما يفرض كـل سياساته القائمة سابقا , و قد سلم
بانتقال منّظم و سلس للسلطة ,فلماذا يا تـرى هذا التحـول؟
الجـواب على هـذا التساؤل يكمن في أنه يريد المحافظة على بقائه كالنظام سياسي
وككيان قائم بذاته لضمان الاستمرارية له و للحـزب المنبثق عنه وبـاقي الأطياف
التي ترتبط به بشكل من الأشكال , و كوجود سياسي في المجتمع المصري , و هو أمر
منطقي لأن له أتباع و مؤيدين و هـذا حقهم الديمقـراطي طبعا ... هـذا داخليا .
أمـا خارجيا فهو المحافظة كذلك عـلى المكاسب التي حققها النظام من معاهدات و
اتفاقيات و سياسات و عدم المساس بها حتى و إن أتى نظام غيره قد يكون مخالف له ,
و كذلك بالنسبة للمجال الاقتصادي الخارجي , و هذا هو الجانب المدعوم بكل قوة
من الغـرب بكل أطيافه فقد لوّحـوا و شرحوا مرارا و تكرارا من خلال مقاصدهم
البائنة في كل مناسبة تحل حول هذا الأمر و لم يعد خفيا عـلى أحد ... و هنا تكمن
الخطورة ... سأترك لكم المجال لمزيد من النقاش و التحليل لهذا الوضع , لنستخلص في
الأخير لماذا هذا الإصرار و العناد على البقاء رغم كل ما حدث و يحدث , و دعونا لا
ننقاش الأمر من الناحية الشخصية للرئيس, بل لنأخذ الأمـر من المنظور العام , فالأمر
الأول معلوم مسبقا , فسيادة الرئيس يتفاخر بأن لديه دكتوراه في العناد و هو شخص
عسكري و متصلب على الكرسي مهما حدث ...
إليكـم الخــط ...