من التقاليد الجميله في الجامعات الغربيه
أن خريجيها يعودون اليها بين الحين والآخر في لقاءات لم شمل
ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض من نجح وظيفيا ومن تزوج ومن أنجب ......
وفي إحدى تلك الجامعات
التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز
بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسه
وبعد أن حققوا نجاحات كبيره في حياتهم العمليه
ونالوا أرفع المناصب وحققوا الإستقرار المادي والإجتماعي
وبعد عبارات التحية والمجامله
اخذ كل منهم يتأفف من ضغوط العمل
والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر
***************************
وغاب الأستاذ عنهم قليلا
ثم عاد يحمل أبريقآ كبيرا من القهوه، ومعه أكواب من كل شكل ولون
أكواب صينيه فاخرة أكواب ميلامين أكواب زجاج عادي
أكواب بلاستيك وأكواب كريستال
فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن
بينما كانت هناك أكواب من النوع البسيط والرخيص الثمن !!
************************
قال الأستاذ لطلابه
تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوه
وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا
هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم
وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ؟؟؟
ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل
وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر
ما كنتم بحاجة اليه فعلآ هو القهوة وليس الكوب
ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينه
و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان
مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين
*************************
فلو كانت الحياة هي القهوه
فإن الوظيفة والمال والمكانة الإجتماعيه هي الأكواب
وهي بالتالي مجرد أدوات وآنيه تحوي الحياة
ونوعية الحياة ( القهوه) تبقى نفسها لا تتغير
و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الإستمتاع بالقهوه
وبالتالي أنصحكم بعدم الإهتمام بالأكواب والفناجين
وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوه !!
**************************
في الحقيقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون
فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه
مهما بلغ من نجاح ويفقد لذة التمتع بهذا النجاح
لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين
فمثلآ يتزوج بامرأة جميله وعلى خلق
ولكنه يظل معتقدآ ان غيره تزوج بامرأه أفضل من زوجته
يجلس مع مجموعه في المطعم ويطلب لنفسه نوعا
معينا من الطعام
وبدلآ من الإستمتاع بما طلبه فإنه يظل مراقباً لأطباق
الآخرين ويقول : ليتني طلبت ما طلبوه