السلام عليكم
لا يستطيع أيُّ عاقل أن ينكر تأثير الدنيا، وأنّها حلوة وجميلة، بل إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصفها بذلك، لكن التّفكّر في حقيقة الدنيا، يعين على الزُّهْد فيها، وعدمِ التّعلّق بها، ويعين على هذا التفكر أمران:
أحدهما: أن تنظُر في الدنيا وسُرعةِ زوالها، وفنائها واضمحلالها، ونقصها وخِستها، وأَلَمِ المزاحمة عليها والحرص عليها، مع ما يعقُبُ من الحسرة والأسف؛ فطالبها لا ينفك من همّ قبل حصولها، وهمّ في حال الظفر بها، وغم وحُزْنٍ بعد فواتها.
الثاني: أن تنظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها، ودوامها وبقائها، وشرف ما فيها من الخيرات والمسرَّات، والتّفاوت الّذي بينه وبين ما ههنا؛ فهي كما قال الله سبحانه: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، فهي خيرات كاملة دائمة، والدنيا خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة.
فمَن راقَب عواقِبَ الأمور سَلِم في النهاية، ومَن أشغله التّلذُّذ بالمحسوس، ومال مع هواه ندم حين لا ينفع الندم.
اللهم احسن عاقيتنا في الامور كلها