في المقالة الافتتاحية لمجلة العربي هذا الأسبوع أثار الدكتور سليمان العسكري قضية عجزنا عن إنتاج الخبر في الفضاء الإعلامي العربي و اعتمادنا الشبه تام على الغرب كما تعرض للميل لمعالجة القضايا السطحية في إعلامنا المرئي و المسموع و المقروء ولقد أثارت قراءتي لمقاله رغبتي في كتابة بعض السطور عن رأيي في أسباب هذا التخلف الإعلامي من حيث المضامين , و الذي اعتقده هو ان الخلل الرئيسي يكمن في المتلقي الذي يتميز بسلبية و كسل فكري كبيرين تجعل منه متلقيا انفعاليا بدل أن يكون فاعلا متأثرا لا يحاول أن يخضع الرسالة الإعلامية لآلة الشك و النقد مما يجعله في المطاف ألعوبة في يد الجميع و شخص غير قادر على بناء تصورات منسجمة عن الواقع يمكنه أن يصدق أي كلام . لقد فشلت منظومة التعليم القائمة على التلقين و التقليد في إذكاء قدرة عقولنا على فرز الممكن من المستحيل و اكتساب جملة من المبادئ و المعايير تؤهلنا لغربلة المعلومات الواردة.
لقد كتب احد الإخوة في هذا المنتدى موضوعا مميزا حول ما تنشره بعض المواقع من صور مزيفة حول بعض المعجزات يتلقفها المسلمون بسرور كبير و تنتشر كالنار في الهشيم عبر الايمايل و المنتديات في حين أنها مجرد تلاعب بالصور , مثلها مثل بعض الأخبار مثل سماع الأذان من على سطح القمر و غيرها . و مع ذلك فلابد من حملات متكررة ليستفيق الناس و ليبدؤوا التفكير بشكل جدي في طبيعة تلقي المعلومات لديهم .
الذي دفعني لكتابة هذه المشاركة هنا هو ملاحظتي لبعض المواضيع و لنوعية التعليقات عليها , فأحدهم ينشر مشاركة يحذر فيها من كلمة "باي" مدعيا أنها تدل على كلام خطير و كل من يعلق يشكره على المعلومة المهمة و آخر ينشر مشاركة عن أن هناك مثلث برمودا آخر في الجزائر و آخرون تستهويهم هواية تفكيك الشفرات فيقرؤون المؤامرة الصهيونية في الكوكاكولا والبيبسي و النايك و غيرها من العلامات التجارية . و لا أريد أن أخوض في الخرافات الإسرائيلية التي كثيرا ما صارت جزء من معتقداتنا الدينية لان البعض قد يتهمني بالهرطقة.
المهم أنني أردت أن أثير هذا الموضوع و أرجو من الإخوة أن يتقدوا بآرائهم و بأمثلة أخرى أو بنقد إذا اعتقدوا أنني قد أخطأت في حق بعضهم .