![]() |
|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() كَيْفَ يَخْلُقُ الاِسْتِعْمَار الأَقلِيَات؟ وكَيْفَ يَحْكُم بِوَاسِطَتِهَا مُسِتعمَراتِه السَّابِقَة؟
ما دور اِختيار وضع الأقلية في الحصُول على السُّلطة والمال والنُّفوذ في منطقتنا بدعمٍ من الغرب؟ ماهو مؤكد للجميع أنه في زمننا الحالي الغرب فكرياً وعلى مستوى مُؤسساته يقفُ بقوّة مع الأقليات بكل أشكالها وأنواعها. في البلدان العربية نرى تشكُّل أقليات سواءٌ على مستوى الفكر أو الإيديولوجيا أو حتّى المكُون ..، فمثلاً على مُستوى الفكرى نجد الأقليات الّتي تتخذ من الفرونكوفونية أو اللائكية وسيلة للتميُّز (الاِختلاف) في مُجتمعاتها فتفُوز بدعم الغرب وتأكل الشّهد بعد ذلك في بلدانها الأصلية من خلال من يُعطيه الغرب لهذه الأقلية أو تلك حسب شكلها ونوعيتها. وعلى مُستوى الإيديولوجيا نجد ما يُسمى الليبرالية أو الليبراليون العرب أو المُسلمون وهُم أقلية حازت على دعم الغرب لهم وأوصلهم الغرب إلى مراكز عليا في مناصب كثيرة في داخل الدُّول كما تلك واِستفادوا من الدّعم الغربي على مُستوى السِّياسيين والمُفكرين والإعلاميين والأُدباء والمُمثلين والكتّاب والمُؤثرين وغيرهم وبالتّالي صنَعُوا كأقلية التميّز (الاِختلاف عن الأغلبية) المُصطنع لينفصلوا عن أغلبية الشَّعب للفوز باِمتيازات الغرب وبالامتيازات السّلطة في الداخل بمساعدة الغرب أيضاً. وحتّى على مُستوى الدّين أو المذّهب (اِعتناق المسيحية أو اليهودية) أو المُكوِّن نجد أنّ مجموعات تجتهد في أوطاننا لتتحول إلى أقليات يعطف عليها الغرب فيُساعدها عنده بتقديم الدّعم المالي وغيره كما وُيدعّمها في داخل أوطاننا باِيصالها إلى مراكز عُليا وتُصبح تتحكم بالبلد وتستأثر بالثَّروة والسُّلطة والنُّفوذ لوحدها وتُهمل أغلبية الشّعب. في المغرب الأقصى مثلاً ظهرت هُناك أقلية بُعيّد اِستقلال هذا البلد اتخذت في البداية الفرونكوفونية سبيلاً لتميُّزها (اختلافها عن الأغلبية) واِنفصالها عن الأغلبية وبذلك حصلت على دعم الفرنسي لها بالمال والتّسويق الإعلامي لها واِستضافتها على مُستوى البلدان الغربية والوُقوف معها على مُستوى الدّاخل لاِحتلال مناصب عليا وحساسة في داخل الدّولة لتأكُل الشّهد من ورائها وتنفرد لوحدها بثروة البلاد وبالنُّفوذ والسُّلطة ولكن لما تراجعت الفرونكوفونية ولم تعُد تجلب لها المُعجبين اِبتكرت فكرة الدّيمقراطية والدّيمقراطيين في مُقابل الإسلاميين والوطنيين.. كما وظهرت فكرة اللائكية والعلمانية وقد اِنتقلت هذه الأقلية للحفاظ على تلك المُكتسبات بعد أُفول الفرنكوفونية والسَّبق النِّضالي التاريخي سابقاً ضدّ الاِستعمار (اِحنا اللي حررنا المملكة) أمام زحف الانجليزية لاِعتناق هذه الفكرة وأكلت منها الشّهد وحافظت بواسطتها على السُّلطة والنُّفوذ والثّروة حصراً لها وحدها ولكن بظهور اليمين المُحافظ والمنغلق على نفسه في الغرب والذي يرفض نشر الدّيمقراطية وفرضها بالقوة على البلدان تقلص هامش ومساحة الدّيمقراطية وبدأت في الأفول والتّرجع شيئاً فشيئاً. فاِنتقل هؤلاء من الأقلية المُفترسة ولكي يُحافظوا على المُكتسبات الّتي حققُوها طوال عقُود إلى تبني الليبرالية وبدءوا في تطبيقها ومُمارستها في ظلّ خصُوصية المملكة (الاِستبداد) وقد اِستطاعوا بها على مدار سنوات أن يأكلوا منها العسل ويُحافظون على حصرية الثّروة والسُّلطة والنُّفوذ في أيدهم بدعمٍ من صُنَّاع الليبرالية أنفسهم من الغرب ولكن اِنحراف الليبرالية جعل هذه الأخيرة تتراجع وبالتّالي إمكانية ضعف صُنّاعها وتراجعها من تراجع الأقلية في المغرب وتراجع مكاسبها تلك الدّاخلية والخارجية. إنّ الأقلية لا تُريد الاِعتراف بأنّها مِثلُها مثل الأغلبية وأنّها من طينة واحدة مع الشّعب لأنّ قولها بذلك الأمر وهو الحقيقة الوحيدة الصّادقة والدّامغة أمام حجم التحريف والتزوير الممنهج عالمياً من طرف الغرب الاِستعماري يجعلها تفقد (صِفة التمايز والاِختلاف الّتي يلعب بها الاِستعمار ويُوظفها لصالحه في نهبِ البلدانِ والهيمنة عليها طوال الوقت) تلك المُكتسبات بدعم الغرب لها من سُلطة ومال ونفُوذ في الدّاخل، فالتمايز (أياً كان نوعه .. نحن الّذين حررناكم .. نحن الّذين وقفنا ضدّ الإرهاب وقضينا عليه .. ونحوه) بينها كأقلية وبين الشّعب كأغلبية حتّى ولو كان مُصطنع ومزيف ولا شك فهو الّذي يضمن لها هذه الجنَّة والفردوس التي تعيش فيها، لذلك فهي تعرف جيداً أنّها هي والشَّعب من طينة واحدة ولكن فكرة اِختلاف طينات الشّعب (مكونات) بوجود طينة سامية وطينة مُتخلفة وطينة أصيلة وطينة دخيلة هي بعكس كلِّ الأفكار السابقة الأُخرى الّتي جربتها في الماضي الّتي حقيقةً اِستفادت منها في اِحتكار الأقلية للسُّلطة والمال والنُّفوذ لعقود طويلة ولكنها باتت مُتغيرة ومُتبدلة وغير ثابتة ولكن الفكرة الأخيرة فكرة ثابتة وفطرية لا يُمكن أنْ تتغير أو تتبدل وعلاوةً على ذلك فهي تجد دعماً غربياً وفرنسياً غير مسبُوق في ظلِّ ما يرسمُهُ الغرب من سياسات للعالم تعطي بموجبه للأقليات الأفضلية في كلّ شيء وتُوفر له الحماية كما فعل الغرب في فترة سابقة مع المثليين ومُجتمع الميم والمُتحولين .. والّتي ببروز اليمين ستنتهي ولا شك أو ستخف بشكل كبير ولكن مثل: الأقلية اليهُودية (الصهيونية) المبني على الطينة ظلّ صامداً وظلّ دعمُ الغرب لهُ راسخاً لا يتزعزع أبداً بدليل الحرب على غزّة وعلى المنطقة بأسرها. ولذلك واِنطلاقاً من مصالح وليس من قناعة راسخة أو أدلة تاريخية دامغة وواضحة عدم إمكانية تنازل الأقلية المُفترسة المُستأثرة بمُقدرات المملكة مُنذُ عقود طويلة الّتي أصبحت اليوم طينية عن مُكتسباتها المهُولة في المال والنُّفوذ والسُّلطة حتّى لو قُدِّمت لها أدلة على أنّها ليست طِينةً مُختلفة ولكنها طينةً واحدة لشعبٍ واحدٍ من طينةٍ واحدةٍ، بل أكثر من ذلك حتّى لو تخلى الغرب عن سياسة تزوير التاريخ وضغط باِتجاه فكرة الطِّينة الواحدة فإنّ هذه الأقلية ستجدُ حجةً سياسيةً أو تاريخيةً أو غيرها من الحُجج والذّرائع بما يضمن لها ليس الحفاظ على طِينتها لأنها آخر ما تُفكر فيه ولا يهمها الأمر وإنّما هي وسيلة وسلاح لصُنع الفوارق (الاختلاف بين الأقلية والأغلبية) الّتي تضمن التمايز (الاِختلاف الّذي يُبرر اِحتكار فئة واِقصاء أغلبية الشّعب) وبالتّالي دعم الغرب لها واِحتكار كلّ شيء والمُتمثلة في مصالحها الكبيرة والمهولة الّتي تُحققها وتحصُل عليها حصراً بواسطة كوّنها أقليةً أياً كان مُسماها: شرعية تاريخية، فرونكوفونية، لائكية، ديمقراطية، ليبرالية، ليبرالية مستيقظة (مثلية)، صهيونية، من مكون كذا، .. إلخ. بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc