تيار البربريست المتطرف* يُطل برأسه من جديد ويهدد الكلّ

[سندباد علي بابا]

تيار البربريست المتطرف* يُطل برأسه من جديد ويهدد الكلّ


من المؤكد أنّه منذ فترة طويلة جداً مضت، بات الجميع يعلم أنّ في المنطقة تيار سياسي وإيديولوجي وثقافي اِسمه البربريست.


هؤلاء ينتشرون كالدُّود في دواليب السّلطة، في كلّ مؤسسات الدّولة الاجتماعية منها والاقتصادية والتعليمية والأمنية والعسكرية، كما أنّ هؤلاء ينتشرُون بقوّة على مستوى مراكز البحوث العلمية الاِستراتيجية التي ترسم السّياسات العامة للدّولة في كلّ المجالات.


إنّ هؤلاء لهم شبكات واسعة جداً في داخل المجتمع، وعبر جميع المحافظات، وفي كلّ القطاعات، وداخل المجتمع المدني، ويتغلغلون داخل البُسطاء من النّاس.


إنّ هؤلاء يُحكمون سيطرتهم وقبضتهم على أهم مُؤسسات دول تلك المنطقة من العالم العربي من إفريقيا، سواء على مستوى المؤسسة العسكرية أو الجهاز أو المؤسسة الأمنية أو الخطاب الدّيني والمؤسسة الدّينية.


لقد باتوا يُسيطرون على الرّياضة والإعلام والتعليم وغيرها، وقد مرّوا في فترة ماضية بفترة ضعف كادت تقضي عليهم نهائياً، ولكنهم اليوم يعودون بقوّة بسبب عدّة عوامل أهمها مايلي:


أولاً: عودة مكونهم بقوّة للسيطرة على المؤسسات العسكرية في المنطقة.


ثانياً: سيطرة مكونهم على مؤسسات المخابرات والمؤسسات الأمنية في المنطقة.


ثالثاً: إمكانية فوز أو تقدم حليفهم الإيديولوجي والفكري اليمين المتطرف في أوروبا في اِنتخابات البرلمان الأوروبي، والّذي سيُشكل بلا شك دفعةً قويةً لهم لرفع أسهمهم محلياً وداخلياً ورفع معنوياتهم في اِستكمال مشرُوعهم ذاك.


وقد يكون نجاح اليمين المتطرف في اِنتخابات البرلمان الأوروبي بداية للفوز بالسّلطة هناك وقيادة الحكُومات في أوروبا والعالم الغربي في مرحلة لاحقة.


لذلك لم يكن مُفاجئاً عودة هؤلاء بعد اِنتهاء المسرحية (مسرحية مُعارضة أنظمة الحُكم في المنطقة) إلى السُّلطة من جديد وقد عبر عن ذلك مايلي:


1 – عودة أقدم حزب سياسي بربريستي مُعارض للمشاركة في السّلطة من جديد بعد انقطاع دام لعقود.


2 – رسالة البربريستي "فرحات مهني" إلى العالم العربي، والّتي قدم فيها اِعتذاره للمشارقة العرب، والقول أنّه والمنطقة الّتي ينتمي إليها كانا مُخطئان عندما كانا يتصوران أن ما تتعرض له تلك المنطقة من "اِجحاف" يقف وراءه عرب المشرق والحقيقة أنّ من يقف وراء عدم نيل شعبه من تلك المنطقة لحقوقه هو النّظام السّياسي الحاكم، علماً أنّ النِّظام منذ الفتح الإسلامي ولغاية اللحظة في المنطقة يُسيطر عليه عسكرياً وسياسياً وأمنياً واقتصادياً واِجتماعياً وثقافياً مكون البربر.


هي إذن، لُعبة من أجل السّيطرة على السّلطة.


وتيار البربريست المتطرف كما التيار الإسلامي هُما أداتين طيعتين مُخلصتين وخاضعتين في يد النّظام يستخدمهما كلّ مرّة للحفاظ على بقائه وإستمراريته وديمومته.. فأحياناً يقرب تياراً ويبعد آخر وأحياناً أخرى يجمعهما معاً كما هو الحال اليوم.


إنّ تيار البربريست المتطرف هو تيار خلقه النّظام كما خلق تيار الإسلام السّياسي فهُما بالنّسبة للنّظام مثل العجينة يُشكلها بالشّكل الّذي يُساعده في البقاء.


إنّ تيار البربريست المتطرف في المنطقة هو رأس الحربة الّذي يستخدمه النّظام كما التيار الإسلامي وكلّ ذلك "ليُعكل" وعرقلة الشّعب بهما لمنعه من تهديد النّظام أو من مجرد أن يشكل خطراً عليه.


إنّ تيار البربريست المتطرف اليوم يُهدد كلّ خصومه، ومن يختلف معهم من خلال اِستغلاله وجود قيادات على مستوى الحُكم من الوطنيين الذين لا علاقة لهم بهذا التيار العنصري المتطرف والّتي تنتمي للمكون الّذي ينحدر منه، إنّه "يشوكر" ويقوم بسياسة "الحقرة" لهؤلاء من مخالفيه باِستغلاله لإمكانيات الدّولة لسحقهم وإسكاتهم وتحييدهم وتلفيق التُّهم لهم، فمتى كان نقل مقالة علمية تاريخية لمثقف وباحث علمي مثل: لخضر بن كولة جريمة يُعاقب عليها القانون؟


إنّ المواطن في تلك المنطقة تضمن له الدساتير والقوانين كلّ الحقوق والحريات والممارسة الديمقراطية وحرية التعبير والبحث دون قيد أو شرط وفق الاِتفاقيات الدولية التي أبرمتها دول المنطقة مع الهيئات الدّولية والأممية التي تعنى بتلك الموضوعات.


إنّ مُحاولة خلق قضايا جنائية من العدم وتلفيق التُّهم لخصوم هذا التيار المُتطرف تدخل ضمن عملية التطهير العرقي والثّقافي والفكري والإيديولوجي لكلّ من لا يتماهي مع مشروع هؤلاء ولم يدخل الصّف لم تشهدها تلك المنطقة من قارة إفريقيا طوال تاريخها القديم والحديث والمعاصر أبداً.


بقلم: سندباد علي بابا


* تيار البربريست المتطرف هو رأس حربة لفرنسا في إفريقيا بعامة للقضاء على كلّ من يُهدد مصالحها في المنطقة.