من الذي يقتل في الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هل هو الصين وروسيا والشرق أم أمريكا وبريطانيا والغرب؟

[سندباد علي بابا]

من الذي يقتل في الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هل هو الصين وروسيا والشرق أم أمريكا وبريطانيا والغرب؟


أحد المُعارضين المُقيمين في بريطانيا يتحدث عن روسيا وكأنها دولة موز.


يتحدث عن تمرد بريغوجين الذي اِعتقد أنه كان بإمكانه اِسقاط الدولة الروسية؟!


ويُحاول هذا المعارض المرتزق تصوير روسيا كدولة ضعيفة.


هو يعلم أن روسيا كانت بضربة صاروخية واحدة من اِحدى طائراتها السوخوي أو البجعة البيضاء أن تدمر الرتل العسكري لفاغنر عن بكرة أبيه الذي كان مُتجهاً إلى موسكو لو أرادت ذلك، لكن روسيا التي كانت في حرب ضروس مع حلف الناتو وأمريكا وأوروبا رفضت القيام بذلك حتى لا يتحول القتال من القتال ضد العدو الغربي وحلف الناتو إلى الاقتتال بين الروس أنفسهم.


كانت تريد المحافظة على هذه المجموعة العسكرية المفيدة جداً وبالنهاية فهي شركة عسكرية روسية خاصة وأغلبية أفرادها روس وكانت ذات جدوى في العملية العسكرية الروسية الخاصة في المناطق الروسية بأوكرانيا، وروسيا لا تأخذ بأخطاء أفراد مثل: بريغوجين ومن كان معه للقضاء على مجموعة بأكملها ليس لهم ناقة ولا جمل في اختراق البريطانيين لقادة فاغنر.


فبريطانيا فشلت في اشعال حرب أهلية على مستوى عسكري بين الجيش الروسي والمجموعة العسكرية.


وبريطانيا وأمريكا فشلتا في القضاء على المجموعة العسكرية والتي باتت تشكل لهم هواجس وتقض مضاجعهم لأنها تهدد أحلامهم في أوكرانيا وفي قارة إفريقيا وفي الكثير من الأماكن الأخرى من العالم فهي ما زالت قائمة .. صحيح رحلت القيادة السابقة وتغيرت الكثير من المعطيات وحتى تغير اسمها إلى الفيلق الإفريقي الروسي لكن بالنهاية هي ما زالت موجودة كما الأفريكوم موجود .. وكما القواعد العسكرية الفرنسية والمخابرات الفرنسية ما زالت موجودة في إفريقيا.


لو نجحت بريطانيا وأمريكا في موضوع تمرد فاغنر كانت ستكون كارثة على روسيا حتى بانتصار الجيش الروسي على قوات فاغنر والذي ليس فيه نقاش وخلال ساعات بحكم فارق الشرعية والقوة .. دولة عظمى مقابل مجموعة مسلحة.


يُحاول هذا المُعارض تصوير 50 ألف فرد من فاغنر بقيادة بريغوجين التي مهما اِمتلكت من عتاد عسكري مساواتها بالجيش الروسي الذي يعد ثان أكبر جيش في العالم .. في إطار سياسة إستحمار عقول الناس.


لأنه يعلم أن مُخطط أسياده هو في اِشعال حرب أهلية داخلية بين الجيش الروسي ومجموعة فاغنر.


لمصلحة من تضحك على الناس؟ وتحاول أن تصور للناس أن روسيا ضعيفة؟ وتُحاول الاِستثمار في ذلك الحادث الذي فشلت فيه المخابرات البريطانية من تصويب سلاح فاغنر بقيادة بريغوجين ضد السلطات الروسية.


يتحدث هذا المُعارض عن مجموعة فاغنر التي يُصنفها سيده الأمريكي كمجموعة إرهابية لأنه خائف من كشف مستُور الجماعات الإرهابية في إفريقيا وخدمتها للمشروع الامريكي الغربي في إفريقيا وضرورة استمراره.


خائف من أن فاغنر ستقضي على الإسلاميين المُسلحين وكل الجماعات المُسلحة في أفريقيا التي تعمل كوكلاء وعملاء لأمريكا والمنظومة الغربية في أفريقيا.


هل تعتقد عزيزي المُعارض في لندنستان أن الصين أو روسيا اللتان تُريدان الاِستثمار في إفريقيا بعد أُفول نجم الاِستعمار الأوروبي و الأمريكي والغربي في المنطقة والعالم أنهما يُمكن أن يأمنا على أنفسهما واستثماراتهما ويضعان ثقتهما في المنظمة العسكرية الأمريكية أفريكوم الموجودة بقوة في كل إفريقيا لتحرس تلك الاستثمارات والعمل على استكشاف إفريقيا.


هل من المعقُول أن الجُيوش والقواعد العسكرية لحلف الناتو ومنها القواعد التركية الكثيرة المُنتشرة في ليبيا ومُرتزقتها من السوريين على سبيل المثال وهي امتداد لقواعد حلف الناتو أنها تعمل على حماية الاستثمار الصيني الروسي والذي يجمعهم بالأفارقة في إطار رابح رابح ستُحافظ هي الأخرى على سلامته وعلى الأمن فيه مُنظمة أفريكوم العسكرية الأمريكية في قارة إفريقيا؟ طبعاً لا.


يعني هل يمكن تصور أن الصين وروسيا تضخ مليارات من اليوان والروبل في أفريقيا ومُنظمة أفريكوم العسكرية الأمريكية والقواعد العسكرية الفرنسية والأوروبية والجماعات المُسلحة المرتبطة بالغرب وبأمريكا في إفريقيا هي من تحرص وتعمل على حماية وحراسة هذه الاستثمارات؟


لنفترض أن نية الرجل أردوغان سليمة كيف سيكون الحال بعد رحيله بالموت أو المرض أو بالاستقالة.


ولا حتى المجموعات الدينية وغير الدينية المسلحة في قارة إفريقيا والتي تخدم أجندات حلف الناتو وأوروبا وأمريكا والغرب.


يتحدث هذا المُعارض عن هؤلاء ولا يتحدث عن خطر احتلال منظمة أفريكوم العسكرية الأمريكية في قارة إفريقيا.


مئات القواعد العسكرية الأمريكية والتابعة لحلف الناتو ولفرنسا ولألمانيا المُنتشرة في إفريقيا


ومئات الآلاف من الجماعات المسلحة الدينية الإرهابية التي تعمل لصالح الولايات المتحدة وأوروبا والغرب.


لماذا لا تريد المُعارضة من دول إفريقيا والقاطنة في بلدان غربية عدم تحرر إفريقيا من الاستعمار الغربي؟


لماذا يُزعجهم الوجود الاقتصادي الصيني والروسي في إفريقيا وهم يرون تغير إفريقيانحو الأحسن والأفضل من حيث تطوير البنية التحتية والتنمية الجارية حالياً، في إطار ترحيب الشعوب الإفريقية والأفارقة بالصينيين والروس في إطار رابح رابح.


وإفريقيا تاريخياً ونفسياً وعاطفياً وفكرياً كانت ولا زالت أقرب لروسيا والصين منها إلى أوروبا الاستعمارية وأمريكا الإمبريالية بحكم دعمهما لحركات التحرر فيها وفي العالم بأسره منذ القديم وحتى اللحظة والذي تمليه المعطيات المستجدة اليوم وهو بروز الصين كقوة اقتصادية وسعيها لبناء شراكات اقتصادية متساوية وعادلة في إفريقيا وفي العالم.


لماذا لا يتحدث هذا المُعارض عن الاحتلال التركي لليبيا ولشمال سوريا ولشمال العراق ؟.. لماذا لا يتحدث هذا المُعارض عن أموال ليبيا من خلال تصديرها النفط والطاقة للخارج والمداخيل التي تتحصل عليها بالمقابل والتي تضعها حصراً في البنوك التركية وفق اِتفاقية وقعت بين تركيا وحكومة الناتو السابقة بقيادة فايز السراج؟


لماذا لا يتحدث هذا المُعارض عن احتلال تركيا لكل شواطئ ليبيا واِحتكارها الحصري لها للبحث عن الغاز في تلك المنطقة لشركاتها.


وفي الأخير من يقتل ويذبح في الشعب الفلسطيني منذ 75 سنة من النكبة؟ أليست بريطانيا وأمريكا وأوروبا؟ والتي يتوقف مصيرهم الاقتصادي والسياسي والجيوسياسي اليوم على ما يجري في غزة من إبادة ومذابح وخطط لتهجير الشعب الفلسطيني.


بل إن مُشكلة وإشكالية انهاء الاِستعمار (كظاهرة وتاريخ مزيف ومحرف كتبه المُنتصر-أمريكا- وواقع وفكر وأساليب ونمط حياة وثقافة) الغربي القديم (الرومانية والأثينية) والحديث (بريطانيا-فرنسا-إسبانيا- بلجيكا..) والمعاصر (الولايات المتحدة الأمريكية- الكيان الصهيوني- نظام المخزن) ستُحدده معركة غزة اليوم (المقصود بها طوفان الأقصى).


بقلم: سندباد على بابا